حكايتي مع الشيخ أحمد ديدات منذ وطئت قدميّ مدينة جدة، عجبت أن الكثير من الشباب يتكلمون عنه ـ رحمه الله ـ لم يكن لدىّ "جهاز فيديو" لأشاهد معجزة الله تتحقق..




لم أكن أعرف الشيخ أحمد ديدات حين نزلت لأول مرة في "بوابة الحرمين"مدينة جدة التي أحببتها وتعرفتُ على صُلحائها، ومنذ وطئت قدميّ مدينة جدة، عجبت أن الكثير من الشباب يتكلمون عنه ـ رحمه الله ـ لم يكن لدىّ "جهاز فيديو" لأشاهد معجزة الله تتحقق على يد "الشيخ أحمد ديدات".

أحضر لي بعض الشباب أشرطة VHSوتابعت ما أتى لي من بعض الاصدقاء من الأشرطة الرائعة، تعجبت لأنّ كثيراً من الشبابِ في جدة "بوابة الحرمين"يجاهر بالفواحش رغم صغر سنهم ـ حاولت التقرب من الصالحين منهم ..ووفقني الله في ذلك.

تعلق قلبي بمناظرات "الشيخ أحمد ديدات"الذي أحيا سنة أندثرت منذ مئات السنين، وسعدت حين استقدموه لمناظرات في جدة، وكان صاحبُ الدعوة هو الشيخ "أحمد صلاح جمجوم ـ رحمه الله ـ "
وكانت مجرد رؤيته تسعدني، وتملأ قلبي بشراً وحباً له وقوته في الحق، وكان المحبون يستقطبون الشباب الوافد للمناظرة من الهنود،والباكستانيين، ومن جنوب شرق آسيا من سنغافورا، وإندونيسيا، وماليزيا، والوافدين من غير المسلمين .
هذا الرجل الرسالي ـ أحمد ديدات ـ فتح الله عليه فتحا لم ينله أحد مثله، الكثيرون من الشباب"المحترم" كانوا يجتمعون في الاستراحات ويقومون بعرض المناظرات، فهو الذي اشعل القلوب فخرا، وأنار العقول علما، وألهم النفوس مثابرة وصبرا يستقبله الملوك والسادة بالترحاب، وعلمت أن ما تؤمن به إذا اتقنته وإذا بادرت به صلح.

الشيخ أحمد ديدات رحمه الله شيخ المناظرين وقاهر المنصرين،أكبر وأشهر مناظر في القرن العشرين بحججه القوية، ودلائله المنطقية، ومناظراته المشهودة، اجتذب الآلاف من متابعيه وسامعيه من أصحاب الديانات الأخرى إلى الهداية إلى الإسلام.

قالوا عنه :كان صوتاً صافيا بلا كدر في الدفاع عن الإسلام وفي رد الشبهات التي كانت تثار ولاسيّما في الأوساط الكنسية، وكان صاحب فنٍ متميز في هذا المضمار وموهبة فائقة واشتهر بحججه وقدراته الفذة في تعامله مع ما يطرح من تساؤلات بريئة أو مليئة بالخبث، وهو فنٌ نذر نفسه لأجله وسخره الله له.
نذر نفسه ليكون سفيراً للإسلام حول العالم، كان همّه نشر الهداية والتعريف برسالة الإسلام العالمية، كتب كتبا عديدة وألقى محاضرات وعقد مناظرات مع كبار المنصرين،هذه المناظرات التي ذاعت وشاعت في ثمانينيات القرن الماضي، ولازال صداها الواسع يتردّد في الأسماع، وذكرياتُها العزيزة تَمْثُلُ في الأذهان والقلوب.

كان أحمد ديدات له حياة حافلة بالعطاء والعلم والتضحيات والدفاع عن الإسلام وصد حملات التشويه التي يتعرض لها، حياة تحتاج أن يدرسها كل مسلم ليأخذ منها عبرا وعظات و صدق من قال من نذر نفسه ليعيش لدينه عاش متعبًا، ولكنه سيحيا عظيمًا، ويموت عظيمًا.
كان الرجل على ثغر من الثغور المهمة التي تحتاج الأمة لأمثاله لسده ونتيجة لهذه الجهود العظيمة في خدمة الإسلام، مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام 1986م.

ولد أحمد حسين كاظم ديدات في "تادكهار فار" بإقليم سرات بالهند عام 1918م، لأبوين مسلمين محافظين، وكان أبوه يعمل بالزراعة، ولما ضاق به الحال سافر إلى جنوب إفريقيا للعمل هناك. وفي عام 1927م انتقل أحمد ديدات مع والدته إلى جنوب إفريقيا حيث يعمل والده، واستقر بهم الحال في "ديربان".

بدأت ملامح الذكاء والنبوغ على الطفل الصغير، فما كان من والده إلا أن ألحقه بالدراسة في المركز الإسلامي الواقع في مدينة (ديربان) بجنوب أفريقيا من أجل تعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية.

بدأ أحمد ديدات دراسته، و هو في سن العاشرة تحديداً حتى أكمل دراسته في المرحلة الابتدائية إلا أن ظروفه المادية الشديدة الصعوبة قد حالت دون إكماله لدراسته حيث لم يستطيع دفع الرسوم المطلوبة لاستكمال تعليمه، ومن ثم انتقل الابن الصغير للعمل لمساعدة والديه على العمل والحصول على قوت يومهم.
ذهب الشيخ أحمد ديدات بعد تركه للدراسة ليعمل في محل بإحدى المناطق الريفية لبيع الملح ثم كان انتقاله ليعمل في مصنع خاص بإنتاج الأثاث حيث أمضى به ديدات (12 عاماً).

ترقى ديدات من خلال عمله في هذا المصنع من سائق إلى بائع ثم إلى مدير المصنع، و في تلك الأثناء أستطاع ديدات الالتحاق بالكلية الفنية السلطانية، ودرس فيها إدارة الأعمال، وفي أواخر الأربعينات كان التحاق أحمد ديدات بدورات تدريبية خاصة بالمبتدئين في مجال صيانة الراديو، وأسس الهندسة الكهربائية.
سافر الشيخ إلى باكستان عام 1949م، ومكث فيها ثلاث سنوات ثم اضطر للعودة إلى جنوب إفريقيا مرة أخرى وإلا فقد تصريح الإقامة بها؛ لأنه ليس من مواليدها كما هو معروف في القانون هناك، وبعد عودته أصبح مديرًا للمصنع الذي كان يعمل فيه حتى عام 1956م.

بعد أن خرج إلى العمل، عمل في أحد المحلات لبيع السكر والملح والدقيق والأرز، وكان المكان يبعد عن مدينة ديربان 125 ميلا.وكانت توجد في الجانب الآخر من موقع الدكان إرسالية مسيحية جامعية تسمى (آدمز مشين أي كلية آدمز) وهي تقوم بتدريس الطلاب المسيحية وتدربهم على مواجهة الإسلام والمسلمين بالشبه والتشكيك في دينهم، وكان بجانب هذه الكلية مئات المنازل الصغيرة التي يسكن فيها السود.
وكان الطلاب المتدربون يزورون أحمد ديدات والعاملين معه في الدكان، ويلقون عليهم أسئلة وشبهات يهاجمون بها الإسلام، ولم يكن يعرف هو وزملاؤه شيئا عن ذلك.
وقد أحال هذا الهجوم على الإسلام حياته إلى بؤس وعذاب وشقاء، وأحدث عنده حيرة وقلقا، بسبب عدم معرفته شيئا يرد به عليهم.كتاب إظهار الحق 
وأخذ يتساءل: كيف أتصرف؟ ويسر الله الحل! فقد كان يقلب في رزمة من الجرائد والمجلات القديمة في مخزن رئيسي في العمل وهي مليئة بالغبار، فوجد كتابا بين تلك الجرائد تنتشر عليه الحشرات، وفتحه من باب الفضول، فإذا هو باللغة العربية بعنوان ( إظهار الحق ) وكتب كذلك بالحروف اللاتينية ( IZHARULHAQ )
وأخذ يقرأ : إظهار الحق ويتساءل : ما معنى إظهار الحق، ثم نظر في بعض الأسطر في الكتاب، فوجد كتابة باللغة الإنجليزية:الكشف عن الحقيقة، فربط هذا المعنى بعنوان الكتاب.
وقرأ الكتاب فوجده يتناول هجمة النصارى على الإسلام في موطنه الأصلي (الهند) وذلك عندما هزم النصارى الهنود واحتلوا بلادهم، قالوا للهنود: إذا حلت بكم مشكلات في المستقبل فسيكون مصدرها المسلمين، لأنهم قد استولوا على بلادكم وانتزعت منهم السلطة بالقوة، وهم قد ذاقوا حلاوتها، ولا بد أن يحاولوا استعادة السلطة بالقوة.
وإنما أرادوا تأليب الهنود ضد المسلمين، لأنهم مناضلون أشداء،ولهذا خططوا لتنصير المسلمين، ليبقوا في الهند ألف عام، واستقدموا أفواجا من المنصرين إلى الهند.
وظل يقرأ في الكتاب - إظهار الحق – فوجد فيه من المعلومات والمناظرات ما كان له أكبر الأثر في حياته، وجعله يعزم على مواجهة المسيحيين، لأن في الكتاب ما يجعله مسلحا قويا في مواجهتهم.
وشعر بعد قراءته هذا الكتاب أنه يستطيع الآن الدفاع عن نفسه وعن الإسلام، وبدأ يتصدى للمسيحيين بالمعلومات التي تعلمها من الكتاب، ويزورهم في بيوتهم كل يوم أحد ويناقشهم بعد خروجهم من الكلية ليحاورهم ، ومن خلال تلك المناقشة تعلم كيف يجادل و يناقش.في طريق التعليم في الخمسينات جد جديد بفضل الله مسبب الأسباب، حيث جاء متحدث ساحر اللسان قوي البيان من الخارج، كانت أحاديثه و محاضراته الدعوية جذابة فريدة يشتاق إليها كل من يسمعها، وكان يحضر دروسه ما بين ( 200 و 300 شخصا) وأخذ جمهوره يزداد، وحرص ديدات على حضور دروسه الجذابة فلم يكن يتخلف عنها، وكان في آخر كل درس يفتح للحاضرين باب الأسئلة والنقاش.

وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه (فيرفاكس)اقترح على الشيخ ومن لديه الرغبة والاستعداد من بيننا أن يدرّسهم المقارنة بين الديانات المختلفة، وأطلق على هذه الدراسة اسم: (فصل الكتاب المقدس) Bible Class،وكان يقول بأنه سوف يعلم الحضور كيفية استخدام (الكتاب المقدس) في الدعوة للإسلام، ومن بين المائتين أو الثلاثمائة شخص الذين كانوا يحضرون دروسه، اختار السيد (فيرفاكس) خمسة عشر أو عشرين ليتلقوا المزيد من العلم.
استمرت دروس السيد (فيرفاكس) لعدة أسابيع أو حوالي شهرين، ثم تغيب السيد (فيرفاكس)، ولاحظ الشيخ الإحباط وخيبة الأمل على وجوه الشباب.
ويوم الأحد من الأُسبوع الثالث من تغيب السيد (فيرفاكس) اقترح عليهم الشيخ أن يملأ الفراغ الذي تركه السيد (فيرفاكس)،وأن يبدأ من حيث انتهى السيد (فيرفاكس)، لأنه كان قد تزود بالمعرفة في هذا المجال، وظل الشيخ لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد.

ويصف الشيخ هذه الفترة بقوله: “اكتشفت أن هذه التجربة كانت أفضل وسيلة تعلمت منها، فأفضل أداة لكي تتعلم هي أن تُعَلِّم الآخرين،والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة".. فعلينا أن نبلغ رسالة الله -عَزَّ وَجَلَّ-، حتى ولو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً، إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك.. فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً، ولم أدرك قيمة هذه التجربة إلا فيما بعد”.

معهد السلام والمركز العالمي للدعوة الإسلامية (IPCI)كان الهم الأكبر للشيخ أحمد ديدات هو كيف يتم بناء جيل قادر على مواجهة هذه الحملات التنصيرية المستمرة، وما هو الزاد الذي يستطيع هذا الجيل أن يقاوم به؛ لذلك عمل الشيخ ديدات على إنشاء معهد لتخريج وتدريب الدعاة إلى الله..

 فأنشأ "معهد السلام" بمدينة "ديربان بجنوب إفريقيا"و الذي أصبح المركز الدولي للدعوة الإسلامية بنفس المدينة، وكان لهذا المجهود أكبر الأثر -بعد الله تعالى- في نشر الدين وتوعية المسلمين ومواجهة حملات المبشرين‘
ففي عام 1959م بدأ إنشاء معهد السلام وهي تشتمل على مسجد، ومدرسة، وعيادة طبية، وملحقات رياضية، والمدرسة تخدم المجتمع المحلي يدرس فيها أطفال الأفارقة، وتجذب أسرهم حيث يتعرفون على الإسلام، كانت تلك خطوة رائدة في نشر الإسلام، وهي الآن تتمثل في المركز العالمي للدعوة الإسلامية في وسط مدينة "ديربان".
الانتقال للعالمية
ومن جنوب أفريقيا خرج ديدات إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 بقاعة ألبرت هول في لندن.. وناظر ديدات كبار رجال الدين النصراني أمثال: كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش، وغيرهم ،وأحدثت مناظراته دويا في الغرب لاتزال أصداؤه تتردد فيه حتى يومنا هذا، فحديثه عن تناقضات الأناجيل الأربعة دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والعديد من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مكتباتها لمناظرات ديدات وكتبه وإخضاعها للبحث والدراسة سعيا لإبطال مفعولها، وسعيا لمنعها وعدم انتشارها.

من جميل كلامه:- أشرس أعداء الإسلام؛ هو مسلم جاهل يتعصب لجهله، ويشوّه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام".
- عش وحيداً وليس متوحداً،عش كبيراً وليس متكبراً،عشّ لله ومت من أجله واترك الخلق للخالق.
- سأل ملحد الشيخ أحمد ديدات ما هو شعورك لو مت واكتشفت أن الآخرة كذب؟ فقال ليس أسوأ من شعورك عندما تموت وتكتشف أنها حقيقة،- ابذلوا قصارى جهودكم في نشر كلمة الله إلى البشرية.. إنها المهمة التي لازمتها في حياتي،- سأل نصراني أحمد ديدات لماذا تجيز شريعتكم الزواج ببناتنا؟ ولا تجيز لنا الزواج ببناتكم؟ فأجاب آمنا بنبيكم فجاز لنا، وكفرتم بنبينا فحرِّم عليكم.

- نحنُ لسنا مُتخلفين عن الغرب ولكننا متخلفون عن الإسلام وما تخلفنا عن العالم إلا بعد تفريطنا في ديننا‘
- إذا قلت لكم: مساء الخير أو صباح الخير فإني أحدد الخير بالمساء والصباح فقط أما إذا قلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فإني أدعـو لكم بالسلام والسكينة والرحمة والبركة مساءً وصباحا وليلاً ونهارًا! يكفي إننا نؤجر عليها ونكون اتبعنا السنة وهي تحية أهل الجنة.

- إن وجدت النصارى واليهود يمدحون مسلماً ويُطرونه فاعلم أنه على الباطل.
- أنا مسلم والإسلام دين كامل لكنني لست إنساناً كاملاً إن ارتكبت خطأ فلا تلوموا الإسلام لكن لوموني أنا‘
- إن أكلت طعاماً فاسداً يصبح جسدك فاسداً، وإن قرأت كتاباً فاسداً يصبح عقلك فاسداً، فاحذروا جيداً مما يفعله الإعلام بعقولكم‘- الإسلام بك أو بدونك سينتصر، أما أنت فـبدون الإسلام ستضيع وتخسر.
- سئل عن خطة العمل في ظل هذا الواقع العصيب قال : إنه أحد موقفين : إما أن نجتهد وأن ندعو الناس إلى الإسلام وأن نتمسك بإسلامنا أو أن نقف مكتوفي الأيدي كما هو الآن ليحولونا إلى النصرانية ونحن أصحاب الحق والدين الذي يجب أن يظهر وينتشر.

 
الدين الحق هو الذي أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فإذا قصرنا في ذلك فإن الله قد توعدنا بأنه سيبدلنا بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.

 فقد تركنا المجال للدعوات النصرانية وغيرها تنتشر بكل أساليب الدعاية والإعلام واستغلال إمكانات الصحافة والإذاعة والتليفزيون وغيرها، ولهذا يجب أن نغير هذا الواقع وأن ندافع عن ديننا وأن ننشره بذكاء وحكمة.


مؤلفاته ترك الشيخ أحمد ديدات العديد من المحاضرات، والمناقشات الخاصة بالمقارنة بين الأديان، وبالتحديد المقارنة بين الدين الإسلامي والمسيحي، والرد على الدعاوى الباطلة التي كان يريد أعداء الإسلام النيل من الإسلام عن طريقها.
هذا بالإضافة إلى إن للشيخ -رحمه الله- عشرات الكتب التي ترجمت إلى لغات عديدة وطبعت بالملايين من النسخ، وكان لها دويٌّ كبير في العالم أجمع ومن أشهر هذه الكتب:
- هل الكتاب المقدس كلام الله.
- المسيح في الإسلام.
- الاختيار بين الإسلام والمسيحية.
- الله في اليهودية والمسيحية والإسلام.
- هل مات المسيح على الصليب.
- القرآن معجزة المعجزات.
- خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس.
- مفهوم العبادة في الإسلام.
- حوار مع مبشر.
- محمد صلى الله عليه وسلم هو الأعظم.
- مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء.
- ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم؟.
- الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية.

وفاته رحمه الله أصيب الشيخ بعد عودته من رحلة دعوية إلى أستراليا عام 1417 للهجرة (1996 م) بسكتة دماغية سببت له شللا كاملا، واضطر لملازمة الفراش تسع سنين حتى وفاته، في 3 رجب عام 1426 هـ، الموافق 8 أغسطس عام 2005 م.
.....
مات رحمه الله وهو لا يزال يؤدي رسالته من على فراش المرض، رغم مرضه وصمت أعضائه لم يمتنع عزمه لحظة واحدة عن ممارسة الدعوة إلى الله ولو بطرف عينيه، ورحل الرجل الذي طالما أقض مضاجع المنصرين بدعوته وجهده، فرحمه الله وجعل مثواه الفردوس الأعلى.
 السبت يناير 18ـ 2020 
أعلنت مستشفى "سانت آن" في جنوب إفريقيا، عن وفاة الباحث والداعية المسلم يوسف ديدات (65 عاما)، عقب أطلاق مسلحين مجهولين النار على رأسه خارج محكمة الصلح في فيرولام الأربعاء الماضي.
وقال ابنه ريس ديدات، إن “العائلة والأصدقاء كانوا إلى جانب سريره عندما توفي بهدوء بعد ظهر اليوم الجمعة”، مشيرا إلى إقامة مجلس عزاء للراحل عقب الانتهاء من مراسيم تجهيز الجنازة.
من جهته، قال مدير شركة الأمن الخاصة بريم بالرام، إن “رجلا أقترب ببساطة من ديدات، وأطلق النار عليه، وهرب إلى سيارة كانت متوقفة في شارع غروم القريب”.
بدوره، أشار المتحدث باسم الشرطة العقيد ثامبيكا مبيلي، إلى أن “ديدات كان يسير مع زوجته عندما أطلق عليه الرصاص”، مضيفا: أن “الدافع وراء إطلاق النار غير معروف”.

ولد أحمد ديدات في أول يوليو عام 1918م، وهو داعية وواعظ ومناظر إسلامي شهير، ولد في تادكهار باقليم سراط بالهند وكان ابواه مسلمان ويعملان بالزراعة، وهاجر إلى جنوب أفريقيا مع اسرته عام 1927 في جنوب أفريقيا. على الرغم من أن ديدات لم يدرس العلوم الشرعية دراسة دينية إلا انه في بدايته التحق بالمركز الإسلامي في ديريان لتعلم القرآن واكمل المرحلة الابتدائية عام 1934 ثم ترك الدراسة ليساعد والده، فكان يبيع الملح بإحدى الدكاكين ثم انتقل للعمل بمصنع أثاث ظل يترقى فيه إلى أن وصل لمنصب المدير، والتحق في ذلك الوقت بالكلية الفنية السلطانية لدراسة الرياضيات وإدارة الأعمال.

كان لاختلاطه بالجنسيات المختلفة والثقافات المختلفة في عمله أثر كبير على توجهاته الدينية بعد ذلك، حيث كانت تضم جنوب افريقيا الكثير من الجنسيات، سواء من الأوروبيين البيض الذين يعيشون فيها منذ ايام الاستعمار إلى أن اصبحوا مواطنين أو من السياح، وكان يسمع كثيرا تعليقات مضادة للإسلام وآراء مفعمة بالكراهية، ومن هنا بدأ ديدات مناظراته وجدالاته حول الأديان والعقائد مدافعًا عن الإسلام ومزاعم كارهيه كانتشاره بحد السيف وغيرها من الشبهات.

في بداية الخمسينيات أصدر كتابه الأول: "ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم"، وقد طبع من هذا الكتاب اكثر من 300 ألف نسخة، ثم توالت كتبه التي طبع منها الملايين، وتفرغ ديدات تمامًا عن أعماله الأخرى ليكرس حياته للتفرغ إلى الدعوة إلى الإسلام عام 1959م. وأسس ديدات معهد السلام لتخريج الدعاة والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بديريان بجنوب أفريقيا، ومنح جائزة الملك فيصل في مجال خدمة الإسلام عام 1986م. ومن أشهر تلاميذه الداعية الإسلامي الهندي ذاكر نايك.

قال عنه الإمام الألباني: "نحن في الواقع بيهمنا أن هذا الشيخ أحمد -جزاه اللهُ خيراً- قائم بواجب كبير، لكن هذا الواجب وهذا الجهاد إنما يفيدُه، إذا كان يؤمن بالله رباً واحداً أي ذاتاً واحدةً، ومعبوداً واحداً، ليس المقصود بأنه معبود واحد بمعنى أنه لا يصلي إلا له، لا، لو نادى الخَضْر في الضيق ما عبد الله وحده، لأن النداء عباده، قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: (الدعاء هو العبادة)، فنحن نرجو أن يكون قد درس في بلاده التوحيد الصحيح، فيكون موحداً لله في ذاته موحداً لله في عبادته موحداً لله -عز وجل- في صفاتِه، ثلاثة، حينذالك يكون جهاده لعله نستطيع أن نقول، قام بواجب أخل به جميع المشايخ".

توفي أحمد ديدات عن عمر يناهز 87 عامًا في أغسطس 2005 بعد صراع طويل مع المرض الذي ألزمه الفراش حوالي عشرة أعوام.

https://bit.ly/3mNejYW
تراث الشيخ أحمد ديدات المسجل فيديو 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان