عالم الفيزياء الفلكية هوبير ريف لايؤمن بالصدفة
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
عالم الفيزياء الفلكية هوبير ريف:لا أومن بالصدفة وهناك نوع من الذكاء موجود في هذا الكون
الحوار أجراه سيدريك غاروفي، ونشر في صحفية "لوتون" (Le Temps) السويسرية الناطقة بالفرنسية في التاسع من نوفمبرالحالي.
وفي الحوار أشار غاروفي إلى أن "هوبير ريف"يمثل أحد أشهر العلماء في مجاله، وهو في الوقت نفسه من دعاة المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي، ودائما يحاول في كتاباته الإجابة عن أسئلة تتعلق بأصل الكون والعوالم البعيدة وكيفية حماية كوكب الأرض.
الطاقة والحياة الذكية
وعن إمكانية الحصول على مصادر للطاقة من أجزاء أخرى غير مرئية في هذا الكون، يرى "ريف" أن هذا الأمر ممكن جدا، وسيكون حلا ممتازا. ولكن حتى الآن لم تتوصل البشرية إلى حلول عملية للذهاب والبحث عن هذا النوع من الطاقة خارج الكوكب.
ويتوقع ريف أن مصير الفضاء في المستقبل سيكون إلى حدٍ ما شبيهاً بمصير القطب الشمالي، حيث لن يكون تابعا لشخص أو دولة معينة، وستكون هنالك مساع للحفاظ على التوازن في هذا النظام الكوني، وفي الوقت الحالي هناك حديث عن غزو الفضاء، لكن من الأفضل استخدام عبارة استكشاف الفضاء.
وردا على سؤال عن إمكانية اكتشاف حياة ذكية في كوكب آخر، قال إن هذا الأمر يبقى ممكنا باعتبار أن الكون شاسع جدا، وحتى الآن لم يُستكشف إلا جزء صغير منه. ومن المرجح أن تكون هناك أشكال أخرى من الحياة الذكية على كواكب أخرى، واكتشافها هو مسألة وقت.
وبخصوص النموذج الاقتصادي السائد في العالم، يرى "هوبير ريف" أنه ينبغي أولا الاتفاق على كون نظام الإنتاج السائد حاليا، وهو النموذج الرأسمالي، هو السبب الأساس لكل المشكلات، حيث إن الرأسمالية ليست هي النظام الأفضل الذي يصلح للبشرية، لأنها تؤدي إلى افتراس كل موارد كوكب الأرض دون رحمة، ولكن الشيء المبشر هو أن هناك جهودا الآن لتغيير هذا النظام.
الشمس والقمر والأرض
كما طرح سؤال آخر عن مستقبل كوكب الأرض وقدرة البشر على البقاء على قيد الحياة دون وجود الشمس، فأجاب ريف بأن مدة بقاء البشرية حينها قد تكون قصيرة جدا ولا تتجاوز بضع سنين.
أما في حال اختفاء القمر فإنه يصعب تحديد مصير البشرية، لأن القمر يضطلع بدور مهم في التوازن على كوكب الأرض، إلا أن اختفاءه قد تكون له آثاره في بعض الحيوانات فقط، ولكن هذا الأمر غير مؤكد إلى الآن.
وفي إجابته عن سؤال بشأن تسيّد البشر كوكب الأرض وسطوتهم على باقي الكائنات الأخرى، وتضرر النظام البيئي للأرض، قال ريف إن البشر يتطورون باستمرار عبر العصور، ومع الأسف فإن هذا التطور ليس دائما في مصلحة الأرض حيث أصبح الإنسان الآن يتمتع بقدرات هائلة، والأنشطة التي يقوم بها تمثل تهديدا جدّيا لمستقبله على سطح هذا الكوكب.
ويخشى بعض الناس من أن حياة الإنسان على كوكب الأرض ليست إلا فصلا من فصول تاريخ طويل لهذا الكون، ومن الممكن أن ينتهي وجود البشر ويختفوا تماما. ويرى ريف أن هذا الأمر ممكن، وقد يكون تأثيره في الكون غير مرئي أصلا، لكنه سيكون مهما للبشر طبعا، حتى لو كان لا يؤثر في باقي عناصر الكون.
وعن الحلول وسبل التحرك لإنقاذ المجتمع البشري وضمان ديمومته في المستقبل، يرى هوبير ريف أن وسائل الإعلام تؤدي دورا سلبيا ينبغي التنبه إليه، وهو أنها في الوقت الحالي لا تقدم إلا الأخبار المحبطة والسيئة، وفي المقابل لا تغطي بالدرجة الكافية الأخبار الإيجابية، وهذا الأمر يؤثر جدا في الروح المعنوية للبشر.
وفي الواقع ينبغي التركيز على حل المشكلات، وفي الوقت نفسه الاحتفاء بالجوانب المبشرة والمفيدة من أجل الحفاظ على الأمل والطاقة لدى الإنسان. ويتحتم أن يتمثل الهدف في الحفاظ على الأرض كوكبا صالحا للعيش، وتحقيق السعادة لأطفالنا وأحفادنا في المستقبل، وهو هدف ليس مستحيلا بعد، ولكنه مهدد بشكل حقيقي.
كما تناول ريف إمكانية انهيار النظامين البيئي والاجتماعي بالكامل على سطح الأرض، بالنظر لمظاهر الهشاشة الفيزيائية والبيولوجية والسياسية والاجتماعية في العالم.
وينبه إلى أن الانبعاثات الكربونية بشكل خاص وما ينتج عنها من ارتفاع في درجة الحرارة يمثلان إشارة تحذير ينبغي الانتباه إليها والشعور بالحيرة تجاهها. ولكن في الوقت نفسه هنالك مؤشرات إيجابية من المهم ذكرها مثل جهود الحفاظ على التنوع البيئي، حيث إن الحيتان الحدباء على سبيل المثال تم إنقاذها بعد أن كانت على وشك الانقراض.
كما يرى هوبير ريف أن الطبيعة حاليا تتمتع بميزة الذكاء الإبداعي، وهي بلا شك تمتلك ذكاء أكثر حدة من البشر، ومن ثم فإن هناك مبدعا يقف وراء تصميم هذه الطبيعة، خاصة أنه لا يوجد شيء اسمه الصدفة. ويقول ريف إنه لا يؤمن بالصدفة، بل يعتقد أن نوعا من الذكاء موجود في هذا الكون، ولكن يجب البحث عن ماهيته.
وعن فرضيات انتهاء الحياة على كوكب الأرض بعد 50 عاما التي يخشاها البعض، يرى ريف أن العالم سيكون مختلفا تماما بعد هذه المدة الزمنية، حيث سيعاني البشر نقصا حادا في عدد من الموارد الأساسية خاصة المعادن، ولذلك ستكون الحياة صعبة جدا.
ولكن في كل الأحوال يصعب تقديم توقعات دقيقة، لأن كل من حاولوا في الماضي التنبؤ بالمستقبل جاءت نبوءتهم خاطئة تماما، وأكبر دليل على ذلك هو ظهور فيروس كورونا الذي فاجأ الجميع.
تعليقات