كيفَ نضع أبناءَنا علىَ طريقِ النجاحْ؟

 

كيفَ نضع أبناءَنا علىَ طريقِ النجاحْ؟

لماذا تنجح  بعض الأساليب التربوية دون الأخرى؟، حقيقةً بول تاف، الّذي ألّف العديد من الكتب التربوية ـ الأسرية ـ  شخصية متنوعة التربية، وإن كانَ الجانب التربويُّ في الغرب يتباينُ عن الشرق، ونفضل أنْ نأخذ  من التربويين الغربيين الإيجابيات ونستفيدُ بها .

سلسلة الكتاب المترجمَ الذي أصدره: بول تاف الّذي تم الاعتمادُ عليه ووقع عليه الخيار من أجل خوضِ التجربة "الإماراتية"الخاصة بالطفل والحقيقة التي أدركناها أنّ هناك قادة فوقَ العادةِ يتّسمون بالثقة والخيال،والطاقة الإيجابية والتأثير في الناشئة، وأظن أنّ العاملين في مجالِ التنمية البشرية،لهم باعٌ كبير فيِ هذا العطاء، وإنْ كانت شخصيات مثل:إبراهيم الفقي ــ رحمه الله ــ كان له السبقُ في هذا المجال.


يبدأُ المؤلف بجانبٍ "إيجابي"وهو رعايةُ الأطفال الذين يعيشون في"بيئةٍ صعبة"،الأسرة بالطبع  تعاني لأنها تكون غير قادرة على  تلبية احتياجات أبنائها، فضلاً عنْ التربية والتعليم الجيد،ولكنْ تظلّ العقبة الفكريّة والذهنية لأنّ لها خلفياتٍ إجتماعيةٍ وأبعادٍ ثقافيةٍ.

لذا نجد الأطفال الفقراء يميلون للعزلة، وإن كانوا في الدول الغنية يعاملون معاملة"المساواة equality" وتيسيرالتعليم للأبناء غالباً يمكنُ أنْ يتحول إلى الإيجابية،لا شك أن الظروف العسيرة تُوجدُ كمّاً من المشكلاتِ  فيِ حياة الأسرةِ  مجتمعة ً.

جانبُ نشأة الفقير يصعّب إستيعابها، والميسورونَ يدفعونَ إلى التقدم الدراسي، وإن كانَ الواقعُ  يساعدُ بعض الفقراء أنْ يتقدموا علمياً، فإن التدليل في حالِ رغدِ العيش يجعلُ الطفلَ في حالة من الترفِ لا يهمُّه التفوقُ كثيرا! بل يبحثُ عنِ الترفيه المتاح دائماً .


دور المهارات اللامَعرفيّة

المشكلات الأسرية على غرار المثابرة، وضبط النفس،والاجتهاد وكمُّ التحديات التي تدعم الأطفالَ للاستمرار، بالطبع  مواطن قوة تضعهم علىَ طريق النجاحِ، بينما البيئات القاسية أو غير المستقرة تدفع إلىَ تغيرات بيلوجية  تؤثّر على عقول وبنية الأطفال،و نجحتْ بعض المدارس في تطويرِ تدريسِ مواطنَ القوةّ  ويدعمُ المعلّم  قيمةَ المثابرةِ والإصرار ِفيتحولُ الخنوعُ إلى قُوةً وإرادةْ .

تأثير البيئة المحيطة والتوتر

إكتشفَ الباحثونَ أن المؤثرات في تطوّر الأطفال ـ سلبا وإيجابا ـ هي بيئة التوتر،لذا لابد أن تكون البيئة ملائمة، فمن الممكن أن تجد الأم لا تدرك أنّ الطفلَ يحتاجُ إلى اللّعب، أو يحتاج الراحة بعد المذاكرة،أو تكشفُ الفحوصات تراجعَ نموّ  قشرةِ الدماغِ أو الخَلايا المخِّية المتقدمةِ في مقدمة الرأس، وهو العضوُ المتحكم في الوظائف الفكرية الدقيقة.
الجانب البيولوجي له دور كبير في تقدم أو تأخرِ الطفل دراسيا، وبالتالي يتدهور الجانب العاطفي حين تدفع الأم الابنَ إلى المذاكرةِ القسريةِ وتكتشفُ أنه يعيش في حالة من السرحان والتهاون.

نظم التعليم المتواجدة الآن

هل تعجزُ نظم التعليمِ الحاليّة عنْ مساعدة الأطفال على تطويرِ المهاراتِ وماذا لو كانتْ هذه المهاراتُ تختلف عن المهارات المعرفية ؟وماذا لو كانت آليات إتقانها مغايرةً للأساليب المرتبطة بمهارات الكتابة والحساب؟ المهارات اللامعرفية لا تكتسبُ بالتعليمِ إنما هي نتاج ٌللبيئة المحيطة بالطفل، ونحن نرغب في تعزيز عزيمةَ الطفل وثقته بالنفس بتغييرِ البيئة المحيطة من حوله.

وعملية النمو الطبيعي لشبكة الاستجابة للتوتر والمناعة هذه الشبكة المعقدة  تتسم بحساسية تجاه معطيات البيئة وتظل في بحث دائم عن معطيات البيئة وترسل إشارات بمثابة توقعات  للمستقبل بما يحمل من توترات يترتب عليها ضغوطات مثل ضغط الدم وإنتاج الإدرينالين.بالتالي تتواجد  المشكلات النفسية المعقدة .


تأثير الوالدين

المنزل والأسرة  هما البيئة الأهم والأكثر تأثيرا في تطور المعرفي والعاطفي والنفسي ، حيث يعتمد الأطفال على ردود أفعال الوالدين وما يرسلونع من رسائل إيجابية أو سلبية واطلق الباحثون  في مركز تطوير نمو الطفل في جامعة هارفارد على هذه العملية "تفاعلات العطاء والمردود"..فالطفل الذي يعيش في أسرة متفاهمة هي الأسرة التي تَبني، فالطفل يطلق نداء وهو في مهده، فيستجيب الوَالدان، ويكبرُالطفلُ رويدا في هذه الأسرة وتعيش سويةً . 


الانفعالات الطفولية
التفاعلاتُ  البدائيةُ بين الآباءِ والابناء قد تبدو لدىَ البعضِ تافهةً، بلْ هيَ مصدرُ الأطفالِ الأهمَّ لتلقّي المعلوماتِ منَ الطفلِ وبناء التوقعات، وأيضا لسلامة الطفل المستقبلية بل تحفز الخلايا العصبية في الدماغ هذه الخلايا تربط الأجزاء المسؤولة عن المشاعر والمعرفة واللغة، فدور الأب يتلخص في تنظيم مشاعر الأبناء وتوتراتهم ، فعندما يتجاوبُ الأب يبدأُ الطفلُ في استيعابِ قدراته على التعاملِ معَ مشاعرهِ إيجابياً


هل يمكن أن يكون هناك والدان لا يريدان نجاح ابنهما؟ هل من المعقول أن نرى والدان يحتفلان بفشل ابنهما؟

 لم أرى ذلك في حياتي كلها سواء في جو الاستشارات في مكتبي أو خارجه، لقد اعتدت أن ألتقي آباء يحملون كل الحرص لنجاح أبنائهم بل وتفوقهم، ولكن في نفس الوقت اعتدت على اللقاء بآباء حائرين في كيفية الانطلاق بابنهائهم نحو النجاح،فهم يشكون من عدم قدرتهم على دفع أبنائهم إلى التفوق والنجاح. وأود هنا أن أضع بين يدي الوالدين بعض أسرار الأسر القادرة على دفع أبنائها للنجاح.

السر الأول:  النجاح.. عادة
 أعجبتني هذه العبارة من كتاب: "دليل الآباء لتفوق الأبناء" للكاتبين: جاك ينج بلود وزجته مارشا، فهما يريان أن النجاح عادة تعودها أبنائك. وأتفق كل الاتفاق معهما، فكثير من الأمور نؤديها كمناسبات فقط، فالبعض يدفعه البروتوكول لموقف ما إلى التعامل بتهذب، ولكنه حيث يكون بعيداً عن ذلك البروتوكول فإنك تجده بعيداً أشد البعد عن التهذب، فهذا يعني أن نهذبه ليس بعادة ولكنه مجرد حدث طارىء. وقد يحدث ذلك مع أبنائنا حينما يكون الاهتمام بالنجاح فقط وقت الاختبار وذلك لتجاوزه فقط، فهذه مناسبة وليست عادة.
ولذلك فنحن بحاجة إلى التركيز على عادة النجاح ولذلك فنحن نعلم المثابرة وتحديد الأولويات وحل المشكلات والأكبر من ذلك " الثقة بالنفس".

السر الثاني:  صورة الدراسة.
كلنا يتعامل مع الأشخاص والأشياء وبحسب نظرته لها. فكلما نظرنا لها بشكل إيجابي كلما تعاملنا معها بصورة إيجابية، والعكس صحيح.
إن الصورة المتكونة لدى الأبناء نحو المدرسة والدراسة والمعلم تحكم اتجاههم نحو التعليم، فمن الواجب على الوالدين أن يعطوا صورة إيجابية فهم بذلك يقوون جهاز المناعة الداخلي لدى ابنهم ويجعلونه يتعامل مع الظروف المحيطة به بإيجابية ولذلك       تحدث عن المدرسة بإيجابية، تحدث عن العلم كحديثك عن المجد، تحدث عن المعلم باحترام، تحدث عن التفوق كحديثك عن الطموح.

السر الثالث: ساعده على تحديد الهدف
يكمن السر في الفرق ما بين المنجزين وغير المنجزين في أن أصحاب الانجاز عادة ما يكون لديهم هدف واضح يسعون إليه، فكم منا يساعد أبناءه على الوصول لهدف واضح، وأعني بذلك هدفين: هدف مستقبلي لحياته حين يكبر، ماذا يريد أن يكون، أي مهنة سيمتهن، ما هو البيت الذي يريد أن يعيش فيه وهكذا.والهدف الثاني: هو هدف هذه السنة، ما هي النسبة التي يطمح لها، ما هي المسابقات التي ينوي الفوز بها، أو حتى المشاركة، من سيكون أصحابه..وهكذا.
وأريد هنا أن أذكر كلمة لأفلاطون  يقول فيها" إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون شأنه أن يحدد حياة المرء في المستقبل.
ولذلك فلا عذر للوالدين في تأجيل تهديف حياة أبنائهم. 

السر الرابع:  الاستغراق الإيجابي..
أرجع إلى كاتبي كتاب " دليل الآباء لتفوق الأبناء" لكي أتفق مع نقطة مهمة استنتجاها من دراسة عملت في مدينة شيكاغو الأمريكية لعشرة عائلات من سكان الأحياء الفقيرة متشابهة في معظم النواحي الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن خمسة من هذه العائلات لديها أطفال ضمن أفضل 20% في فصلهم الدراسي. بينما كان أطفال العائلات الخمس الأخرى ضمن أسوأ 20% في الفصل.
وقد استنتجت الدراسة أن الفرق بين المتفوقين وغير المتفوقين هو ما أداه الوالدان مع أطفالهم وهو ما لخصة الوالدان في النقاط التالية:
1. التحدث باستمرار مع أطفالهم.
2.التشجيع القوي لمتابعة الأداء الدراسي.
3.إقامة حدود واضحة داخل البيت
4.خلق بيئة محفزة ومساعدة داخل البيت.
5.متابعة طريق قضاء الأطفال لأوقاتهم وتوجيههم.
ولذا فإن عملية مشاركة الأبناء في التفوق والنجاح لا تشترط مستوى مادي أو اجتماعي، بل إن لها شروطاً في مدى جدية الآباء في التعامل مع نجاح أبنائهم.

السر الخامس:  دفقة الحماس.
كلنا يحتاج إلى التشجيع والتحفيز، ونرى أنفسنا نمتلك طاقة كبيرة حيث نرى من يشجعنا رغم تعبنا في بعض الأحيان.
إن تحفيز الأبناء بمثابة الوقود الذي يدفعهم إلى الانطلاق والاستمرار.
ولا يكفي التشجيع عند الانجاز بل إنه على الوالدين أن يقوما بهذا الدور عند أقل مستوى يبديه الابن من جهد يبذله في الدراسة، إن من واجب الوالدين أن يمتلكا أدوات ومهارات التشجيع بالكلمات والهدايا وغيرها، هذا التعبير هدفه إظهار الإعجاب بسلوك الإبن ولذلك فهو مثير إيجابي لاستمراره على السلوك وأيضاً تحسينه.
وهنا يتعين على الوالدين أن يشجعا المحاولات المتكررة للإنجاز وأن يتغافلا عن الإخفاقات والفشل ولا يذكران ابنهما بها.

السر السادس:  تجنب مدمرات الإنجاز.
   يعمد الآباء المتميزون إلى إيجاد جو النجاح لأبنائهم، ويعلمون في نفس الوقت أنهم يجب عليهم تجنب الأخطاء التي قد تهدم بناءهم. فلا يكفي أن نبني عادة ولكننا أيضاً نحصنها من الزوال.
 ولذلك أورد هنا بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء ويجب علينا تجنبها:
1.عدم التعامل مع الابن حسب قدراته: فهناك فروق فردية بين الأطفال لا بد أن نطلب من 
الطفل ما يستطيع، فلن يكون كل الطلبة في المركز الأول.

2.التركيز على النتائج دون الجهد، قد يبذل الطفل الكثير ولكنه لا يحقق نتائج كبيرة، الأفضل بدل العتب عليه شكره على جهده وتعليمه عادات ومهارات دراسية تساعدة.

3.ذكر التاريخ البطولي: فبعض الآباء يستمتع بمقارنة نفسه بأبنائه، وأن كان الأول وكان الأفضل وغير ذلك من الأغاني، وهذا من شأنه أن يحبط الطفل، والأفضل أن تبحث عن المتشابه بينك وبينه وتذكره حتى يشعر بالانتماء.

4.المقارنة ما بين الأقران: مقارنته بإخوانه أو زملائه قد تجعل منه طالباً محبطاً وغير
 واثق من نفسه، الأفضل أن تقارنه بنفسه كأن تقول كان أداؤك أفضل لما فعلت كذا وكذا، أو سيكون أداؤك أفضل لو أن تفعل كذا وكذا.

5.تعنيف الأطفال: وذلك من شأنه أن يصنع حاجزاً بينه وبين التعلم، والأفضل من ذلك أن تحرص على تحبيبه بالتعلم وأساليب التشجيع والتحفيز.

6.أداء الواجب بدلاً منهم: وذلك يتسبب بعدم شعورهم بالمسؤولية الحقيقية، ويعلمهم الاتكالية، والأفضل حتى لو لم يعمل الواجب بأن يذهب للمدرسة كذلك ويتحمل نتيجة تقصيره.

7.إشعارهم بالذنب: وقد يؤثر ذلك على اتزانهم النفسي وثقتهم بذواتهم والأفضل أن يكون الحرص

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن