الشيخ محمد الغزالي الجبيلي عالم ومفكر إسلامي مصري، يُعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث

 

(السبت 5 ذو الحجة 1335 هـ / 22 سبتمبر 1917م - السبت 20 شوال 1416 هـ / 9 مارس 1996م) عالم ومفكر إسلامي مصري، يُعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من"المناهضين للتشدد والغلو في الدين" كما يقول أبو العلا ماضي، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة سببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية.

ما بقى من وحى فى هذه الدنيا هو الكتاب الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ٬ “ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين” ما شانه نقص ولا شابته زيادة منذ نزل إلى يوم الناس هذا ٬ فهو بحفظ الله مصون من أهواء الناس ووساوس الجن والإنس.!

وبقاء هذا القرآن هو العزاء الوحيد عن ضياع مواريث النبوات الأولى ٬ لأنه استوعب زبدتها ٬ وقدم فى هداياته خلاصة كافية لها ٬ “إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى” فإذا اطلعت الأجيال المستأخرة على هذا القرآن فكأنها وعت ما قاله المرسلون السابقون ٬ وانتظمت مع الركب السماوى فى الإيمان بالله والعمل له. لكن موقف المسلمين من القرآن الذى شرفوا به يثير الدهشة! ومن عدة قرون ودعوة القرآن مجمدة.

ورسالة الإسلام كنهر جف مجراه أو بريق خمد سناه..! والأمة التى اجتباها الله تتعامل مع القرآن تعاملا لا يجوز السكوت عليه ٬ كان الجاهليون الأقدمون يصمون آذانهم عن سماعه ٬ ويتواصون بالشغب على مجالسه ويعالنون بتكذيب صاحبه ..أما المسلمون المتأخرون فهم يسمعون وقد يتأوهون أو يسكنون، ولكن العقول مخدرة والحواس مبعثرة ومسالك الأفراد والجماعات فى واد آخر ٬ وكأنها تنادى من مكان بعيد!

والأمة المنتمية إلى القرآن مجهولة مستوحشة، والحضارة التى يصنعها لا تجد من يصور معالمها بإتقان، ولا من يعبّد طريقها بذكاء، ولا من يفتح لها دكانا صغيرا فى سوق امتلأ بلافتات خداعة لسلع ما تساوى شيئا ٬ أو مذاهب باطلة بالتعبير الصريح. أهكذا يتصرف أصحاب الحقيقة مع الحقيقة التى شرفوا بها وانتموا إليها؟

في أيام الهزائم الإسلامية التي نعانيها، والتي ألصقت بالإسلام ما شاء أعداؤه من نقائص، سمعت خطيبا يروي هذا الحديث: "لا يسأل الرجل: فيم ضرب امرأته؟"

قلت له: إن ديننا متهم بأنه ضد حقوق الإنسان، وضد كرامة المرأة خاصة! فما حملك على إيراد حديث يفيد أن الرجل يضرب امرأته كيف يشاء ولا يُسأل عما يفعل! وأنت تعلم أن هذا المعنى مرفوض في الكتاب والسنة جميعا؟

قال: إنني رويت حديثا صحيحا، قلت له: ألا تحفظ حديث مسلم في صحيحه "لتؤدين الحقوق الى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء" أفتكون الزوجة المضروبة أهون على الله من نعجة منطوحة ظلما؟.

قال: النساء منذ حواء الى اليوم يستحققن الحذر والتأديب، وقد جاء في الحديث: "لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر"! فقلت له: ما خانت حواء آدم، ولا أغرته بالأكل من الشجرة، هذا من أكاذيب التوراة!.

والقرآن صريح وحاكم في أن آدم هو الذي عصى ربه ! ولكنكم دون مستوى القرآن الكريم، وتنقلون من المرويات ما يقف عقبة أمام سيرة الدعوة الإسلامية!. لماذا لا يسأل الرجل: فيم ضرب امرأته؟

أنربي بناتنا ليذهبن الى فحل يلطمهن أو يؤذيهن دون مساءلة في الدنيا والآخرة؟.
بأي منطق تتكلمون؟ "إن الله لا يظلم مثقال ذرة" "من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا".

ذاك في الآخرة، ومن حق المرأة في الدنيا أن تشكو ما نزل بها الى اهلها، أو الحَكم الذي يمثلها أو القاضي الذي يجب أن يسائل زوجها!.ولها بعدئذ ان تطلب الخلع او تطلب التطليق للضرر..إنك أيها المتحدث باسم الإسلام تفتن الناس عنه بهذه الأحاديث.

وُلِدَ في قرية نكلا العنب،ايتاي البارود، محافظة البحيرة بمصر في (5 ذي الحجة 1335 هـ/ 22 سبتمبر 1917م).


نشأ في أسرة "متدينة"، وله خمسة إخوة، فأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة، ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه وقتئذ: "كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة".


 والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الإبتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356 هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر، وبدأت كتاباته في مجلة (الإخوان المسلمين) أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية، بعد تعرفه على الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة،وظل الإمام يشجعه على الكتابة حتى تخرّج بعد أربع سنوات في سنة (1360 هـ / 1941) وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد حتى حصل على درجة العالمية سنة (1362 هـ / 1943م) وعمره ست وعشرون سنة.


 وبدأت بعدها رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة، وقد تلقى العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم من علماء الأزهر،سُمّيَ الشيخ "محمد الغزالي" بهذا الاسم رغبة من والده بالتيمن بالإمام الغزالي فلقد رأى في منامه الشيخ الغزالي وقال له "أنه سوف ينجب ولدًا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه.

دراسته

حصل الغزالي على شهادة الثانوية الأزهرية عام 1937 ثم التحق بكلية أصول الدين في العام نفسه، تخرج منها سنة 1941 حيث تخصص بالدعوة والإرشاد. حصل على درجة العالمية سنة 1943.

انضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الأول الشيخ حسن البنا، سافر إلى الجزائرسنة 1984م للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، دَرّسَ فيها رفقة العديد من الشيوخ كالشيخ يوسف القرضاوي والشيخ البوطي حتى تسعينيات القرن العشرين.

نال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام 1409 هـ /1989 م.

اعتقل الغزالي مع من اعتقلوا بعد حلّ جماعة الإخوان المسلمين سنة 1948، وأودع في معتقل الطور،بعد سنة 1952 نشب خلاف بين الغزالي وحسن الهضيبي، مرشد جماعة الإخوان المسلمين وقتها، خرج على إثره الغزالي من الجماعة.

• بعد تخرّجه عمل إمامًا وخطيبًا في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرّج في الوظائف حتى صار مفتشًا في المساجد، ثم واعظًا ب الأزهر ثم وكيلًا لقسم المساجد، ثم مديرًا للمساجد، ثم مديرًا للتدريب فمديرًا للدعوة والإرشاد.

• وفي سنة 1391هـ 1971م أُعِير للمملكة العربية السعودية أستاذًا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ودرّس في كلية الشريعة بقطر.

• وفي سنة 1401هـ 1981م، عُيِّن وكيلًا لوزارة الأوقاف بمصر.

• كما تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائري الإسلامية ب الجزائر لمدة خمس سنوات وكانت آخر مناصبه.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان