عن عمر يناهز 76 عاماً غادرتنا إيمان بوروخوفا، بعد أن قدمت للعالم الإسلامي عموماً ومسلمي روسيا وآسيا الوسطى خدمات عديدة بالإضافة إلى ترجمتها التفسيرية لمعاني القرآن الكريم، ومنها تأسيس مركز الفرقان للمعارف الإسلامية.
وحازت بوروخوفا على ميدالية في سبيل الوحدة الدينية من الإدارة الدينية لمسلمي الإقليم الأوروبي في روسيا. وكانت فاليريا بوروخوفا قد غيرت اسمها إلى "إيمان" بعد اعتناقها الإسلام.
رحلت عن عالمنا فاليريا (إيمان) بوروخوفا، صاحبة الترجمة التفسيرية للقرآن الكريم إلى الروسية عن عمر يناهز 76 عاما. وقد نشر الزميل، خالد الرشد، مقدم برنامج "رحلة في الذاكرة"، نعيا لوالدته على موقع "فيسبوك"من خلال تدوينة قال فيها "الوالدة في ذمة الله".
وفاليريا (إيمان) بوروخوفا هي مترجمة فورية وتحريرية عن اللغة الإنجليزية، إلى جانب دورها البارز في شؤون المسلمين بروسيا وآسيا الوسطى، وقد تزوجت من الدكتور محمد سعيد الرشد، الداعية الإسلامي في روسيا وآسيا الوسطى، واعتنقت الإسلام على يديه.
تمكنت بوخوروفا بقلمها المبدع من سطر أول ترجمة تفسيرية للقرآن الكريم باللغة الروسية و"بقلم مسلم"، لتصبح ترجمتها هي الأدق والأجمل والأشمل بشهادة جميع الإدارات الدينية في روسيا وآسيا الوسطى.
توّجت تلك الترجمة بموافقة الأزهر الشريف على طباعتها ونشرها عام 1997،بعد مراجعة استمرت عدة سنوات، لتحظى لاحقا باعتراف الأدباء الروس أنها من أبلغ ما كتب باللغة الروسية في أواخر القرن العشرين.
ومُنحت الراحلة عضوية اتحاد الكتّاب الروس وعضوية عدة أكاديميات أدبية وعلمية في روسيا ودول آسيا الوسطى الإسلامية وقد أطلقت إيمان بوخوروفا اسم "خالد" على ابنها، خالد الرشد، تيمنا بالصحابي والقائد العسكري المسلم خالد بن الوليد.
ولادتها ونشأتها
ولدت فاليريا بوروخوفا في أسرة مسيحية وكانت أمها وأبيها ينحدران من أسرة روسية معروفة قريبة من القيصر،ومعظمهم هاجروا بعد الثورة الروسية خوفاً من اضطهاد ستالين.
تخرجت بوروخوفا من معهد اللغات الأجنبية، وكلية الفلسفة بجامعة موسكو، وقرأت فاليريا بوروخوفا القرآن مع تفسيراته المتعددة، لتدخل في دين الإسلام، وحسب قولها: "لدي احساس بأنني كنت مسلمة طوال حياتي. ولم أعرف الإسلام إلا عندما قرأت القرآن الذي أجاب على العديد من تساؤلاتي في الحياة".
منحت إيمان بوروخوفا عضوية اتحاد الكتاب الروس وعضوية عدة أكاديميات أدبية وعلمية في روسيا ودول آسيا الوسطى الإسلامية، وحازت على ميدالية "في سبيل الوحدة الدينية" من الإدارة الدينية لمسلمي الإقليم الأوروبي في روسيا.
روت إيمان بوروخوفا تجربتها في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية، وقالت: «زوجي الدكتور محمد الرشد عربي من مدينة دير عطية في ريف دمشق، وأنا عشت بين دمشق وريفها أكثر من 10 سنوات، سخرتها مع أسرتي لخدمة كتاب الله وكانت أجمل وأسعد أيام حياتنا». وكانت قد تزوجت من محمد سعيد الرشد عام 1975، وسافرت إلى دمشق عام 1981، وبمساعدة زوجها ومجموعة من علماء الدين أنهت الترجمة في عام 1991.
كان زوجها الذي شغل منصب المدير العام للمركز الإسلامي داعية إسلامي سوري معروف في روسيا، حيث اعتنقت فاليريا الإسلام على يديهِ، وأسمت نفسها فيما بعد إيمان، وأنجبت لهُ ابنه "خالد الرشد"، وابنها هو مقدم برنامج "رحلة في الذاكرة".
كان لها الدور البارز في شؤون المسلمين بروسيا وآسيا الوسط، حيث ساهمت مع زوجها محمد سعيد الرشد، في تأسيس مركز الفرقان للمعارف الإسلامية في موسكو مع بداية انهيار الشيوعية وحصلا على ترخيص رسمي من الحكومة الروسية.
تعليقات