قصص أمريكية قصيرة :مر أحد الجنود على ملازما في الجيش الأمريكي على إحدى البوابات لكنه فشل في تقديم التحية العسكرية له

 مر أحد الجنود على ملازما في الجيش الأمريكي على إحدى البوابات لكنه فشل في تقديم التحية العسكرية له


مسألة شرف

مرر أحد الجنود ملازما في الجيش الأمريكي على إحدى البوابات لكنه فشل في تقديم التحية العسكرية له. ناداه الملازم صائحا وقال بصرامة : ” أنت لم تقدم التحية العسكرية . عليك أن تقدم لي التحية العسكرية مئتي مرة .”في هذه اللحظة وصل الجنرال وقال متعجبا بعد أن شاهد الجندي المسكين وهو على وشك أن يبدأ :” ما كل هذا؟”

اوضح الملازم المسألة قائلا : ” هذا الفاشل أخفق في أداء التحية العسكرية لي ، وفرضت عليه عقوبة أداء التحية العسكرية مئتي مرة .”رد الجنرال مبتسما وقال : ” لكن لا تنسى يا سيدي أنه يتوجب عليك أن ترد التحية على كل تحية يؤديها لك . 

ابحث دائما عن الحقيقة

ليس من الحكمة أبدا أن تقفز إلى الاستنتاجات. انتظر دائما حتى تتوفر الأدلة في كل شيء.واجه رجل من مدينة جيرسي يحب الخير صبيا صغيرا في الجوار قدم الأدلة على نجاته مؤخرا من معركة حامية الوطيس .قال الرجل : ” أنا آسف لرؤية السواد حول عينك يا سامي .”لكن سامي اعترض قائلا : ” اذهب إلى منزلك واشعر بالأسف على ابنك الصغير…السواد أكبر على كلتا عينيه .”

أيمكن أن يكون ذلك صحيحا؟

أما وقد ألقي القبض على رجل ايرلندي وأخُذ سجينا ً من قبل المغول الهون . وبينما هو يقف وحيدا ينتظر دوره للدخول إلى السجن أو مواجهة القدر الذي ينتظره وصل الامبراطور. قال الإمبراطور : ” مرحبا . من لدينا الآن ؟”رد الايرلندي قائلا : ” أنا رجل ايرلندي . في خدمتك يا سيدي ؟”

ثم لبث صامتا بهدوء شديد .قال الامبراطور : ” قل يا هذا …هل قمنا بأي عمل يسئ لكم أيها الألمان ؟ أجبني أيها العجوز المسن . ”نادى الإمبراطور رجلا وقال له : ” خذ هذا المنافق وألبسه اللباس الألماني وأعيده لي .”وبعد فترة قصيرة ، أعيد الرجل الايرلندي مرتديا الزي الرسمي الألماني .

قال الإمبراطور : ” حسنا . أنت تشعر أن حالك أفضل الآن . أليس كذلك ؟ربت الامبراطور على كتفه ومد ذراعه واتكئ على مقعدة وقال : ” لقد أعطينا الألمان مصيبة ايرلندية . أليس كذلك ؟

قصة الخادمة الجديدة

وكانت زوجة رجل أديب شاب و ناجح قد استأجرت فتاة هولندية جذابة للقيام بالأعمال المنزلية. وبعد مرور عدة أسابيع من رؤية سيدها باستمرار في المنزل، تكوّن لدى الفتاة انطباع خاطئ .قالت لسيدتها في يوم من الأيام : ” اعذريني يا سيدتي . أود أن أقول لك شيئا ما .”

أجابتها السيدة : ” حسنا يا رينا . تفضلي ”احمرت وجنتا الفتاة خجلا ولفت مئزرها وقالت : ” حسنا يا سيدتي . أنت تدفعين لي أربع دولارات في الاسبوع . ”ردت السيدة قائلة : ” نعم . في الحقيقة لا أستطيع أن أدفع أكثر من ذلك . ”أجابت الفتاة : ” ليس الأمر كذلك يا سيدتي . لكنني أريد أن آخذ فقط ثلاثة دولارات حتى يجد زوجك عملا . ”

كان واسع الأفق

حتى الحياة الزوجية لا تؤثر على بعض الناس سلبا أو تأخذ منهم روحهم المرحة نحو أعمال البر. يروي لنا أحد أصحاب المعامل أن عاملا مسنا أتى إليه في مكتبه وطلب إجازة لمدة يوم .قال الرئيس : ” يمكن أنت نتدبر الأمر يا بيت . لدينا قلة في اليد العاملة هذه الأيام . ما الذي تريد أن تفعله في الإجازة ؟ ”رد العامل ، وهو بالمناسبة من أصل اسكندنافي ، وقد احمر خجلا : ” أريد أن أتزوج. ”قال المدير : ” تريد أن تتزوج ؟ لماذا ؟ انظر إلي. من شهرين فقط طلبت إجازة لتدفن زوجتك التي توفيت !”رد العامل : ” نعم . أظن ذلك .”

قال المدير : ” وأنت تريد أن تتزوج ثانية ولم يمض إلا شهرين على وفاة زوجتك ؟ ”رد العامل : ” نعم . ولكنني لا احتمل حمل الضغينة مدة طويلة .”فقد فرصته

قبل أن يقدم تعريفا للملازم دي تيسان ، مساعد الجنرال جوفري والكولونيل فابري ، الذي يسمى ” الشيطان الفرنسي الأزرق ” ، روى لنا الرئيس سبنر ، رئيس لجنة القديس لويس للفنون عند الفطور الحادثة التالية :” في مدينة واشنطن تقدمت فتاة أمريكية جميلة من الملازم تيسان وقالت : هل قتلت الجندي الألماني ؟ ”رد قائلا : ” نعم . أنا قتلته .”سألته الفتاة : ” بأي يد قتلته ؟ ”

أجابها : ” باليد اليمنى . ”عندئذ تقدمت الفتاة الأمريكية الجميلة وأمسكت يد الملازم اليمنى وقبلتها . كان الكولونيل فابري يقف بالجوار فتقدم نحو الملازم دي تيسان وقال : ” يا إلهي ! يا رجل! لماذا لم تخبرها أنك ضربته حتى الموت ؟ ”

الراحة الكبرى في السماء

القصة التالية من مجلة دورية “بلجيكا الحرة ” ووقد نشرت سرا والكاتب غير معروف وقد اتخذت السلطات الألمانية أقصى درجات الحرص والحذر في منعها لكنها لم تستطع. تقول القصة :في يوم من الأيام صعد الطبيب بيتمان هولفيغ إلى السماء . لكن البوابات المرصعة بحبات اللؤلؤ كانت مغلقة . حاول أن يفتحها بالقوة على الطريقة الألمانية المعتادة . فخرج القديس بطرس من مخدعه بسبب الضوضاء والجلبة الحاصلين وصاح قائلا : ” أنت . من أنت ؟”أجابه بعجرفة واضحة قائلا : ” أنا الطبيب بيتمان هولفيغ ، المستشار الإمبراطوري .”

رد عليه القديس بطرس : ” ولكنك لست ميتا . ماذا تفعل هنا؟ ”أجابه الطبيب : ” أريد أن أرى الإله؟”رد عليه القديس بطرس: ” أنا أسف. اعتقد أنك لن تستطيع أن تراه اليوم. في الحقيقة ، هو ليس على ما يرام . ”أجاب المستشار بتهذيب أكثر من ذي قبل وقال : ” أه. أشعر بالضيق لسماع ذلك . ما هي المشكلة ؟”رد القديس بطرس قائلا : ” نحن لا نعرف بالضبط . لكن نخشى أن يكون صدى الضجيج الزائد الذي أحدثته هو السبب. يمشي جيئة وذهابا ، ثم يضرب صدرة بقبضة يده ويقول : أنا الإمبراطور… أنا الإمبراطور. ”

أجاب المستشار بلطف أكثر من ذي قبل وقال: ” يا لله . هذا يحزنني كثيرا . أنا أحمل رسالة شفهية من سيدي الإمبراطور . ربما يبتهج عندما يسمعها . ”رد القديس بطرس قائلا : ” وما فحوى تلك الرسالة ؟ ”أجاب المستشار قائلا : ” لماذا ؟ لقد أصدر الإمبراطور مرسوما على أنه في المستقبل سيستخدم لقب النبالة ، ومن الآن فصاعدا سيمتلك الحق في تسمية نفسه ” جزءا من الإله”

قاطعه القديس بطرس قائلا : ” ادخل من هنا. أنا متأكد أن الانكليزي سيعلم بالشرف الرفيع الذي أسدي إليه . من هنا. الباب الثالث على اليمين . احترس في خطواتك . شكرا لك . ”

غير قابل للتغيير

هذه قصة تروى عن اللورد كيتشنر ، والذي يقال أنه ” العازب الأكثر تميزا في العالم ” . وفي يوم من الأيام ، عندما كان عضوا في احدى الإدارات في الهند ، جاءه شاب طالبا الإذن ليسمح له بالذهاب للمنزل لأنه يريد أن يتزوج . استمع كيتشنر إليه بصبر وتأن وقال له : ” يا كينلورث ! لم تصبح بعد في الخامسة والعشرين . انتظر عاما آخر . وإذا شعرت أنك لا زلت تشتهي أن تتزوج سأمنحك إجازة . ”مر عام من الزمن . وقدم الضابط طلبه مرة أخرى .قال كيتشنر : ” بعد اثني عشر شهرا من التفكير ، أما زلت ترغب في الزواج ؟ ”أجاب الضابط : ” نعم يا سيدي .”

قال كيتشنر : ” حسن جدا . ستحصل على إجازتك . بصراحة ، أيها الفتى ، نادرا ما أجد الثبات في عالم الرجال. ”تختتم الحكاية قائلة أن الشاب كينلورث تقدم نحو الباب واستدار ليقول قبل أن يغادر : ” شكرا يا سيدي . وهذا لا يوجد في عالم النساء .”

كان يعرف القانون

عُرض رجل عجوز ملون متهم بسرقة الدجاج على المحكمة ، وكان يجرم نفسه بالفعل. قال له القاضي : ” يجب أن يكون لديك محام . أين محاميك ؟ ”رد الرجل العجوز قائلا : ” ليس لدي محام يا سيادة القاضي. ”قال سيادته : ” حسنا . سأعين محام يدافع عنك .”توسل إليه الرجل العجوز الداكن السحنة قائلا : ” كلا . كلا. صه .كلا .كلا ”سأله القاضي : ” ولم لا . إنه لن يكلفك شيئا . لماذا لا تريد محام ؟”قال الرجل العجوز بعد أن حرك قبعته بثقة : ” حسنا . سيدي القاضي . سأخبرك …. انظر إلى هذه الناحية . ألا تستمتع برؤية الدجاج المشوي . ”

جمعها توماس ماسون

ترجمة نور محمد يوسف

مراجعة محمد عبد الكريم يوسف


لا أدري
أيُّ الأشياء تموتُ أسرع ؟
القلبُ الذي فقدَ قدرتَهُ على الشغفِ
أم العقلُ المترنحُ في صحوِ سكرتهِ .
والرغبةُ المعلقة في المنتصفِ
كأنَّ الأكتمالَ يرعبُها
في ليلٍ لم يغفلْ عن حملِ صوتِ الذئبِ
إلى ظلِّ صورةٍ لا معنى لها .
صورة ٌلا تعني أحداً إنَّه وجهي فقط
وجهي الذي يقولُ الكثيرَ
في مدينةٍ سكانها فقدوا سمعَهم
في حربٍ طويلةٍ مع الحياةِ
من أين اتيتِ بهذا الوجه ؟
هل ذرّوا الملائكةِ غاراً على صلصالهِ؟
أم أنهم نحتوه من لحاءِ شجر ِالعود
أكنتِ تربة للريحان في الفردوس الأعلى !!
أم لُففت بمهدٍ من ورق التوت
أعود لأسأل نفسي كما تسأءَلَ الملائكةُ
الشامات التي تغطي جسدي
كأنه مسكنها
أليست هي قبل الملائكة
أذن
لما الان أصبحتُ أبنةً للشقاء
مهاجرةً في الأرض
اسري فيها مثل لقمةٍ سائغة
أركن جسدي المشلول إلى نافذة
رهينةً للساعات التي تدور عقاربها
وتزيد من عداد عمري
ساعة تلو الأخرى
أنفث التبغ بروح منتشية
أُدقق كل ما توالى عليّ
ولأني أملك قدرة الأحتيال على الزمان
أنشطر لكتلتين
كتلةً تغزو الوقت وتمشي مع الزمان خطوةً بخطوة
والكتلة الأخرى روح عتيقة
تعود بي لعالمي الآخر
أرمم ما خذلني بالعدول عنه ندماً
يتركني على قارعة الذكريات لأتلمسها بأصابعي
مثل لوحةٍ على جدار متحف
حتى هنا أشعر بأنني مسروقٌة ومعروضٌة لنفسي
أقتفي مراحل السقوط والتئام اللدغات
ها أنا أكبر فجأةً
أقفز أعوامًا إلى الأمام.
فأراني جالسة في مكانٍ بعيد
كالطيور النادرة
أغني ببحة صوت ضئيلٍ
وفِي رأسي السؤال الذي يملأ فراغه
ما الذي سيتغير ؟؟؟
لو كان أسمي يحملُ طعمَ عطرٍ أنثوي
ومعنى لا يتعدى المحلية “مديحة” أو “ليلى”
فتاةٌ عاديةٌ بأفكارٍ رشيقة ٍ
وفطرةِ مخيلةٍ تكاد تخلو إلا من بعضِ الأسئلةِ
عن سببِ صريرِ البابِ ،
وعن فرارِ الظلِّ من نورِ الشّمسِ ،
متلبسة بروح قطةٍ مصون
تحملُ أسرارَ ساكني البيتِ بكلِّ وفاءٍ
لم تبتزهم يوماً بأكثرَ مِن إطعامها ٠٠٠٠٠
ما كنت أفعل!!! . .
والأيامُ دونَكِ . تمرُّ ثقيلةٌ ،
تمرُّ مثلَ عقوبةِ مائةِ سوطٍ في ذاتِ الموضع
نصوصُ روحي
ذابت
مثل فصِ الملحِ….. بعدكَ !!!

أكثر الانماط وضوحاً وشيوعاً لأن بنية الايديولوجيا الماركسية بوصفها تعبيراً حضارياً غربياً قد اسست مقولاتها على هذا الاغتراب سياسياً واقتصادياً فيما تأسس اطاره الديني عبر مقولات فيورباخ وغيره، ومن الواضح ان الاغتراب يمثل خواء الفرد الاوربي بصفته منتجاً حضارياً، وعجزه عن اخراج نفسه من بؤرة مركزيته وقطبيته الاحادية التي بنى تصوره للعالم وفقاً لركائزها.

ولذا فأن أي انهيار انساني اوشك في الماهية وعلاقة الذات بالحضارة المنتجة لها، سيولد اغتراباً هو اقصى واقعاً من اغتراب العمل او اغتراب الروح او اغتراب السياسة، لأنه يتضمن هذه الانواع كلها، في سياقه الحضاري ، أي ان اغتراب الذات حضارياً يعني موتها فعلياً، وليس انقطاع حوارها مع محيطها مع ان هذا الانقطاع حاصل بوصف مقدمة للموت الحضاري.

وايروتيكياً يتجلى اغتراب الذات في فقدانها الامان الجنسي وليس في قمعها فحسب لأن فقدان الامان اشد تأثيراً من القمع الذي يمكن تسويغه بالإيهام الحضاري وتغطيته اخلاقياً وثقافياً. اما فقدان الامان فيعني الخوف والشره، وهما اعدى عدوين للأيروتيكيا، لأنهما يحولانها إلى موضوع لتلبية الحاجة وكسر الخوف وخلق الاطمئنان الزائف، وهذا ما يلغي بعدها الحواري حتى لو كان الاخر المشارك في الفعل الايروتيكي ((يسعى إلى التلبية ذاتها)) وعلى مستوى التعبير الفني يجد اغتراب الذات لغته السينمائية ايروتيكياً، وفقاً لأطر الوعي المنتج لعناصر هذه اللغة والرؤية المحاثية لها، ولعل تغيّيب ((الموجة الجديدة))

 في اتجاهاتها كلها لماهية الجسد في سعيها لتأسيس الحب بحجة (الجنس القذر الذي يخالف النقاء الثوري) ، لعل هـذا التغييـب اقوى تعبيرا ايروتيكي عـن ازمة الذات المغتربة رغم سعيها إلى كسر القمع الحضاري بالعري الذي يمثل لازمة حاضره (لها دلالتها الحضارية أيضا في السينما الفرنسية والسينما الايطالية).

غير ان اكثر صور الاغتراب الايروتيكي مأساوية ودلالة حضارية انما هي صورة الدكتور البطل في فلم كوبريك (عيون مغلقة باتساع) الذي يصحو فجأة ليجد نفسه مغترباً تماما عن ذاته وعن محيطه بسبب جنسي خالص، فكلمات زوجته عن أ ستيهاماتها لا تثير غيرته كما تصور بعض النقاد، بل هي تنفي صلته بذاته وبزوجته وحين يسعى لتحقيق حواره مع الاخر طمعاً في استعادة حواره مع نفسه يفاجأ بالانفصام التام وعدم الفهم، فبعد تجربته في محل بيع الاقنعة وحواره مع ابنة مريضه المتوفي وصلته العابرة بالمومس وبعد الذروة المهولة في الطقس الجنسي الدامي الذي نجا منه بعد ان افتقدته امرأة لا يعرفها، يتيقن الطبيب من اغترابه الكلي ويكون بكاؤه واحساسه بالهشاشة في واحدٍ من اجمل مشاهد الفلم واكثرها ايحاءً دليلاً ساطعاً على هذا الاغتراب، 

غير ان اطرف ما في رؤية كوبريك انه يقدم الجنس حلاً لهذا الاغتراب، بمعنى أن الجنس هو خيط الاتصال الوحيد الباقي في هذه الحضارة الهرمة المتداعية وان الحفاظ عليه، بشرط انسانيته، هو طريق النجاة الوحيد لأن كوبريك وفقا لرؤيته في عموم افلامه وفي فلمه هذا بالأخص (يؤكد على نحو يذكرك ببونويل على خواء الحضارة الغربية من العقل والعاطفة على السواء).

ان هذا النمط التعبيري يتجلى كذلك في معظم افلام بونويل لكنه يغطيه بضرب من السخرية المرحة ، لكن تجليه الاكثر وضوحا مع غياب بعده الحضاري تحت غطاء فلسفي، أنما هو عند (برجمان) الذي يكاد يكون وعي الاغتراب ولو فلسفياً عنصراً حاضراً في جميع اعماله كما هو حاضر في رؤيته ((ذات الاصول الوجودية اصلاً)).

غير ان نقطة اختلاف برجمان عن كوبريك هي فقدان ايمانه بالجنس بوصفه حلاً منقذاً للحضارة، فعلى الرغم من ظاهرة تبجيله لمبدأ اللذة والمتعة التي ((تنهض على مذهب المتعة الذي يقول بان اللذة والسعادة هي الخير الاوحد في الحياة ، تظل مع ذلك مجرد خط اولي، فالإثارة الجنسية تكتشف عن مصدر سعادة زائلة لا تستطيع تحرير الانسان من الشعور الكامن فيه بالحرمان) . 
وهذا التشاؤم المبني على وعي فلسفي يتجلى في اغتراب بطلة (الصمت) جنسياً وفي اغتراب بطلة (اللمسة) وفي الاغتراب الطاغي في (برسونا) و(العار) والذي أنبنى على اسس جنسية في اصله و لكن (برجمان) يبقي بعض الامل في امكانية الجنس بإنقاذ الحضارة عبر انقاذ الذات المغتربة في (صرخات وهمسات) وفي فلم (ثمار الكرز البري) وان كان بقاؤه على الامل في هذه الافلام يبدو حلاً فنياً وتلويناً اسلوبياً اكثر من كونه موقفاً فلسفياً او حضارياً مخالفاً لموقفه المتشائم حول مستقبل الحضارة الغربية والانسان الرازح تحت قيودها.

من المعروف ان المحكمة الجنائية الدولية بسبب الفيتو الروسي، لا يمكن ان تحكم على الدول والأحزاب، وانما على الأفراد او الجماعات فقط وبالإسم. لذلك أخرجت قيادة حزب الله من دائرة الإتهام. ويفترض على الحكومة اللبنانية أن تدرك هذا البند قبل ان توكل المهمة الى المحكمة الدولية، سيما ان الشبهات كانت تدور حول ضلوع طرفين في العمل الإرهابي وهما الحكومة السورية وحزب الله.

المتهم الأول في قضية الشهيد الحريري كان ( ابو عدس)، وهو شخصية فلسطينية عاش في لبنان، لا يعرف عنه أي ميول سياسية لا لحزب الله او غيره، رجل معتدل وغير متطرف بشهادة من يعرفه، ويبدو انه أختطف من قبل حزب الله واجبر على تسجيل شريط مفبرك يزعم فيه انه من قام بتنفيذ عملية اغتيال رفيق الحريري وفق معلومات مضللة يمكن أكتشافها من أول وهلة، وقدم الشريط الى غسان بن جدو من فضائية الجزيرة، وهذه الطريقة الشاذة تعني انه المسألة مخطط لها من قبل الحزب، 

فغسان بن جدو هو ثعبان حزب الله الذي ينفذ سموم الحزب الإعلامية على الناس ويخلط الأوراق، وقد فضح امره مرارا وتكرارا، فهو مدلس وسافل وعديم الشرف، وسبق له ان أخرج مسرحية جهاد النكاح ليقيم نوع من التوازن مع زواج المتعة، واتهم سيدات تونسيات عفيفات بترويج وممارسة هذا الجهاد وتبين انها اكذوبة، واتهم العريفي بأنه من أصدر فتوى جهاد النكاح، وتبين انه لا وجود لهذ الفتوى الرقيعة على موقع العريفي، وقد انكرها العريفي بشدة، فغسان جدو ملعون ابوه وجدو.

من البديهي انه من غير المعقول ان يقوم شخص مسالم لا ناقة له ولا جمل في مقتل الحريري بعملية كبيرة تحتاج الى إمكانات مادية واستخبارية ولوجستية واستعدادات كبيرة قبل وبعد العملية. مع هذا لنساير هذه الكذبه المفضوحة، فنقول انه ليس من المنطق أن يبقى (ابو عدس) على قيد الحياة وفق رواية ابن جدو، لأنه الخيط الوحيد في القضية، لذلك أختفى من المسرح بعد الشريط مباشرة وانتهى دوره بطريقة مثيرة للشكوك،



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان