كريمان حمزة عمِلت لسنوات طويلة مقدمة للبرامج الدينية فى التليفزين المصرى - أصدرت بعد انتهاء عهد مبارك كتاباً أسمته " ِلله يازمْرِى

 

                                              

                                                                

                                   


 كاريمان حمزة إعلامية مصرية عملت في البرامج الدينية بالتليفزيون منذ عام 1970 وحتى 1999 والدها هو الدكتور عبد اللطيف حمزة أستاذ الصحافة بكلية الإعلام.عمِلت لسنوات طويلة مقدمة للبرامج الدينية فى التليفزين المصرى - أصدرت بعد انتهاء عهد مبارك كتاباً أسمته " ِلله يازمْرِى "فى هذا الكتاب حكت الكثير من القصص الصادمة والمخجلة ومن بين هذهِ القصص تقول :ذات يوم استدعانى وكيل وزارة الإعلام بالتليفزيون المصرى ، وحين دخلت مكتبه إنتفض واقفاً وقال ملهوفاً " إسمعى يا كريمان :إحنا مش عايزين إسلام ،الرئيس مبارك مش عايز حاجه فيها إسلام فقلت له : إلا الإسلام الوسطى .. فقال : " ولا الإسلام الوسط -الإسلام الوسط ده بالذات مش مطلوب " !! ثم أنهىٓ المقابلة !

وكنت قد أعددت ثلاثين حلقةمن ضمنها العشرة المبشرون بالجنة وبعد إتمام العمل ومراجعته من الرقابة جن جنون رئيس التليفزيون وأرسل إلى وقال : " لماذا عشرة ؟ لماذا لا يكونوا اتنين أو تلاته أو خمسه..وبعدين العشرة كلهم من أيام الرسول ليه ؟
مفيش واحد من اليومين دول مبشر بالجنة ليه ؟ واحد مثلاً من السُلطه ..يعنى عاطف صدقى مش مالى عنيكى ولا صفوت الشريف .. إنتِ مش ذكية بالمرة - كان واجب عليكِ تختارى إتنين من الماضى واتنين من الحاضر والصحفى " فلان "
- ثم إن العشرة المبشرين بالجنة كلهم إرهابيين ، ووالله لن تذاع الحلقات ولو على جثتى " !
هذهِ النفايات هى التى أنتجت كل هذهِ الأجيال المشوهة التى فسدت فطرتها وذهبت عقولها وضاعت أخلاقها ، وهى نفسها التى تقف اليوم بالمرصاد لكل من يحاول الإصلاح!

لم تجرؤ مذيعة على ارتداء الحجاب وتسمح لها الدولة بذلك قبل ثورة 25 يناير إلا المذيعة كريمان حمزة التى كانت ترتدى الحجاب وتقدم برامجها بالتليفزيون المصرى فى الوقت الذى كان ممنوعا منعا باتا ارتداء الحجاب وقتها والظهور به على أى قناة من قنوات التليفزيون المصرى.

كريمان حمزة بجانب أنها كانت أول مذيعة فى التليفزيون تجعل للبرامج الدينية قيمة وقدراً وشأنا هى أيضا أول من قدمت الشيخ الغزالى إلى الناس، وعرفت الناس بفكره وكانت تحب عملها وتحب العلماء وكانت تذهب إلى العالم فى منزله، وتتعرف على فكره فى البداية ثم تأخذ كل كتبه وتقرأها جميعاً قبل أن تسجل معه وكانت تقول عن الغزالى «إنها تلميذة منبهرة بأستاذها العظيم ويكفى وجود الغزالى معى فى أى برنامج لينجح .

وفى آواخر عهدها صدر قرار من التليفزيون لكريمان بألا تسجل إلا مع شيخ الأزهر أو المفتى أو الدكتور أحمد شلبى مما جعلها تترك التليفزيون كله، وتذهب إلى قناة اقرأ وتسجل فيها قرابة (130) حلقة لتنضم إلى أكثر من 1500 حلقة سجلتها فى التليفزيون المصرى، عرفت فيها العالم الإسلامى كله بمعظم علماء ودعاة الإسلام غير المصريين، مثل الإمام الغزالى والشيخ محمد متولى الشعراوى و د.عبدالمجيد الزندانى، ود.الصواف، ود.حسين القزاز رئيس رابطة العالم الإسلامى وياسين رشدى ود.عمر عبدالكافى .

كريمان حمزة أرسلت رسالة للرئيس السادات وهو فى طريقه لتل أبيب تنص على " سيدى الرئيس .. احذر أنت ذاهب إلى مكان لم يقدر الرسول على التصدى لحيلهم..المخلصة أبدا... كريمان حمزة " فأرسل لها الرئيس السادات برقية تتضمن "شكراً على مشاعرك الصادقة، أدعو لنا الله".

رحلة طويلة وثرية في نتائجها خاضتها الإعلامية كاريمان حمزة أثمرت 17 كتابا دينيا قامت بتأليفها، كما استطاعت من خلال موقعها كمذيعة بالتليفزيون المصري أن تدق أجراس الخطر حول كثير من المشكلات التي تتعرض لها المجتمعات الإسلامية، وكذلك أن تتناول بعض القضايا الدينية التي شغلت الرأي العام.. من هذا المنطلق كان هذا الحوار الذي ألقت من خلاله حمزة الضوء على قضايا عديدة، إضافة إلى تجربتها مع تفسير القرآن الكريم؛ فإلى تفاصيل الحوار..

رحلتك الإعلامية امتدت على مدار عشرات السنين ماذا جنيت منها؟

أعتقد إنني خرجت من رحلتي الإعلامية بعدد من الثمار على مختلف الأصعدة.. فهناك 17 كتابا دينيا قمت بتأليفها، وهناك 3500 حلقة قدمتها في مختلف البرامج الدينية، فضلاً عن المحاضرات التي ألقيتها في دول وجهات مختلفة متناولة فيها شتى القضايا والموضوعات.. وأزعم أنني ساهمت من خلال رحلتي الطويلة في وجود مدرسة من الإعلاميات المحجبات.. كما أزعم أيضا مساهمتي في زيادة إقبال النساء على الحجاب لأن المذيعة لا تقدم فقط برنامجًا أيا كان نوعه، ولكنها أيضًا قدوة لمن يراها.

ولكن هل هناك من كان له تأثير فيك خلال هذه الرحلة؟

بالطبع.. فجميع من قمت بالتسجيل معهم من علماء الدين سواء في مصر أم أي بلد عربي أم إسلامي كان لهم تأثير في حياتي من خلال الاطلاع على آرائهم وسلوكياتهم، وإن كنت أخص في هذا الإطار الشيخ محمد الغزالي الذي علمني احترام الكلمة، وأن يكون للإنسان مواقف، خاصة إذا كان يشغل منصبا يستطيع من خلاله التأثير في الناس.. وهناك أيضا الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق الذي يعد أهم أسباب اتجاهي للعمل في مجال الدعوة الإسلامية.

عبر هذه الرحلة الطويلة.. هل هناك مواقف معينة تأبى ذاكرتك على نسيانها؟

توجد مواقف كثيرة تعرضت لها، خاصة أن عملي الإعلامي يتيح لي فرصة التعامل مع أكبر عدد ممكن من مختلف البيئات الثقافية والفكرية، ومع كثرة هذه المواقف إلا أن هناك موقفًا دائمًا ما أتذكره عندما كنت مراسلة للتليفزيون المصري في لندن حيث كنت أقوم بتغطية مؤتمر المهرجان الإسلامي..

وقام التليفزيون الإنجليزي بتسجيل حلقة معي، وكانت من بين الأسئلة التي وجهت لي هي ملابسي واختلافها عن ملابس الآخرين فأخبرتهم أن هذا هو الزي الإسلامي، ونتيجة لهذه الحلقة اتصلت بي المراسم الملكية لتدعوني على العشاء الذي تحضره الملكة.. وعندما تناول الحاضرون العشاء وضعوا الخمر في الكؤوس ورفعوها عاليا؛ إلا أنني لم أفعل ذلك، وعندما سألتني الملكة عن أسباب عدم رفعي لكأس الخمر أجبتها أن الدين الإسلامي لا يسمح بذلك فابتسمت الملكة وصفق الجمهور لاحترامي لديني.

إذا كانت رحلتك الإعلامية بهذا الثراء فلماذا لم تفكري في وضعها في مذكرات شخصية مثلما يفعل كبار المفكرين والإعلاميين؟

هذا ما حدث بالفعل في عدد من الكتب التي قمت بتأليفها مثل «رفقا بالقوارير، تزوجت مجرما، رحلتي من السفور للحجاب».. حيث تناولت في هذه المؤلفات أطوار حياتي المختلفة سواء العملية أم الشخصية، وكذلك أهم النتائج التي خرجت بها خلال هذه التجربة الطويلة والثرية أيضا.

تجربتك مع تفسير القرآن الكريم تستحق التوقف.. ماذا عنها؟تفسيري للقرآن الكريم يعد من أهم المحطات في حياتي، خاصة أن ذلك العمل لم يكن يأتي نابعا مني، ولكنه جاء من خلال جهة علمية؛ إلا أنني استكملت الأمر بعد ذلك.

كيف كان الأمر إذن؟

البداية كانت من خلال اتصال هاتفي من إحدى موظفات الهيئة المصرية للكتاب حيث طلبت مني إعداد تفسير لثلاثة أجزاء من القرآن الكريم؛ فاندهشت من هذا المطلب، خاصة أنه لم يتبادر إلى ذهني أن أقوم بهذا الأمر رغم اهتمامي الكبير بعلوم الدين والتفسير منذ صغر سني.. وتحت إلحاح المسؤولين عن الهيئة قمت بإعداد هذا التفسير.

ولكن هل ثمة صعوبات واجهتك في هذا الأمر؟

على عكس ما توقعت تماما.. لقد كان القلم يجري ببساطة وبسهولة بشكل لم أتخيله، خاصة أنني كنت أحس بضعف شديد تجاه هذا الأمر شديد الحساسية.

ولكن التفسير عندما نشر لم يكن من خلال الهيئة المصرية للكتاب، وكان من خلال إحدى دور النشر؟هذا صحيح.. فالتفسير نشر من خلال مؤسسة «الشروق»، وهذا التحول له قصة.. فعندما انتهيت من تفسير الأجزاء الثلاثة حاولت الاتصال بموظفة الهيئة المصرية للكتاب لإبلاغها بانتهائي من التفسير؛ إلا أنني لم أتمكن من ذلك؛ فذهبت إلى الهيئة لأسأل عنها فلاحظت أن جميع من أسألهم يتهربون مني؛ فشعرت بالضيق وتركت المبنى.. واتصلت بعد ذلك بالناشر عادل المعلم بمؤسسة «الشروق» الذي وافق على طباعة ونشر التفسير شريطة أن أقوم بتفسير القرآن بأكمله؛ الأمر الذي أصابني بدهشة كبيرة، وجعلني أخبره أن هذا الأمر ليس من اختصاصي.

وهل اقتنع بكلامك؟

لم يقتنع، بل حاول إقناعي بأنني مؤهلة للقيام بهذا الأمر باعتبار أنني في الأصل كاتبة لقصص الأطفال، وحاصلة على جائزتين عالميتين في موسوعة «سيد الخلق» التي طبعها ونشرها.. كما قال لي إنني أفضل من يخاطب الشباب والصغار بلغة سهلة؛ فما كان مني إلا أن أخذت مهلة للتفكير في الأمر، واستخارة الله سبحانه وتعالى، وبدأت بالفعل في تفسير سورة «البقرة» فإذا بالقلم وكأنه يجري على الورق.

ما القضايا التي قمت بالتركيز عليها خلال تفسيرك للقرآن الكريم؟

كانت هناك قضايا لابد من تناولها خلال تفسيري للقرآن الكريم لعل أبرزها تلك التي تتناول العلاقة بين الشباب، وكذلك بعض الأمور كالشذوذ والعلاقات الجنسية وذلك بصراحة مطلقة دون إسفاف.. وهناك أيضا قضايا كان من الضروري الإشارة إليها مثل التوكل على الله، وأهمية العمل في الإسلام، والحياة من أجل الله إعمالاً لقوله تعالى {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}.

كم استغرقت من الوقت في تفسير القرآن الكريم؟

استغرقت 36 شهرا قمت خلالها بالاعتماد على بعض المصادر لعل أبرزها تفسير الشيخ حسنين مخلوف، وتفسير «البيان» للدكتور محسن حسن الحمصي، إضافة إلى تفسير «في ظلال القرآن» لسيد قطب، وكذلك التفسير «الموضوعي للقرآن الكريم» للشيخ الغزالي، ومجلدين في تفسير القرآن للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان