هؤلاء رجال وقفوا من أجل الكلمة والقرار وقفوا من أجل مصر ودخلوا السجون من أجل القرار الذي وقفوه رجالا ولا حول ولا قوة إلا بالله
طيلة هذة الفترة من تاريخ الجماعة، لم يتعلم القادة أو يعلموا الأجيال فكر المنتصر، ولم تخرج العقول من سجنها ولم يفك أحد أسرها، ولم تتحرر من أسر الزنزانة وظلمتها، وأصبح الأسر والاعتقال بطولة، وأصبح قدر من ينضم إلى الجماعة أن ينتظر دورة في الأسر وينحصر عقله بين جدران الزنزانة. لم تقم الجماعة ولم يفكر القادة في كيفية الخروج من تلك المرحلة، مرحلة الاعتقالات والفكر الأسير، أو يتخلصون منها ولا يعلمون أبناء الجماعة أن هذا ليس أمر واقع، ولكن علينا أن نضع الخطط والعراقيل أمام تلك الأنظمة الغاشمة وتلك الحكومات، لإيقاف الاستنزاف والاعتقالات، ولابد أن ينتهي هذا في مرحلة من مراحل وسنوات الجماعة.
ظل المفكرون داخل الجماعة بنفس الفكرة، فكرة الاستسلام والخنوع ولم تتغير تلك العقلية، حتى بعد الانقلاب وطول فترته، إلى الآن يخرج البعض علينا بفلسفة عجيبة، أن الفوز ليس هو الانتصار أو الهزيمة، قد يكون الفوز هو انتصار معنوي وكأنهم يعيشيون في عالم من الخيال أو درب من دورب الخبل، نسي هؤلاء كيف انتصر محمد -صلى الله عليه وسلم- وكيف انتصر الصحب الكرام، لم يخرج علينا أحد من الصحابة يحدثنا بتلك الفلسفة أن الفوز ليس الانتصار والهزيمة.
وإذا ما معنى أن يبقى العدو على قمة الأمر؟ وما معنى بقاء تلك الأنظمة الغاشمة؟ إنها العقول الأسيرة هي التي تتحدث ومازالت تعيش بين جدران الزنزانة وعتمتها، لم تتحرر من فكر الضحية إلى فكر المنتصر. وما الفرق بين تلك الفكرة في الانتصار الزائف وبين ما كان يفعله التتار بالمسلمين، حين كان التتاري يجعل المسلم ينتظره حتى يأتي بالسيف ليقطع رقبته! إنه فكر المنهزم الأسير. والسؤال الذي يطرح نفسه، متى يعيش القادة وتعيش معهم الأجيال دور المنتصر؟
تعليقات