حين دخلت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كنت اتصور لسذاجتي مثل غيري أنها كلية الدبلوماسيين، يعني اتخرج اتحدف حدف علي الخارجية وفي العام الثاني لاحظت انتشار مظاهرات واضطرابات في الكلية

                      


                   

                                        

الدراسة والصحافة:

1- حين دخلت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كنت اتصور لسذاجتي مثل غيري أنها كلية الدبلوماسيين، يعني اتخرج اتحدف حدف علي الخارجية وفي العام الثاني لاحظت انتشار مظاهرات واضطرابات في الكلية وطلاب يرفعون كاريكاتير عبارة عن شاب يحمل "كوسة" كبيرة ويدخل بها وزارة الخارجية، ولاحقا عرفت أنه من رابع المستحيلات دخولها.
2- دخول الخارجية ليس قاصرا علي طلاب العلوم السياسية مع أنهم الاحق لأنهم درسوا العلاقات السياسية والدبلوماسية والقنصليات والبروتوكول وخلافه، لكن النتيجة أن طالب واحد من دفعتي (300 طالب) دخل الخارجية وسمعت ان هذا بواسطة من وزير.
3- أمتحانات دخول الخارجية ليست قاصره علي كلية الاقتصاد واي خريج ممكن يتقدم لها حتي ولو متخرج من كلية الزارعة (مثل دخول نقابة الصحفيين ليس قاصرا علي بتوع الاعلام ولكن تجارة ماشي زارعة ماشي طب ماشي)، وامتحانات الخارجية تنقسم الي 3 امتحانات: الاول تحريري في العلوم السياسية والدبوماسية والاقتصاد وغيرها، وسهل تنجح فيه لو ذاكرت، لكن ابقي تعالي قابلني لو نجحت في الامتحانين الثاني والثالث
😂
لهذا لم افكر في دخول هذه الامتحانات من اصله، واصر زميل لي علي دخولها 3 مرات وسقط.
4- الامتحان الثاني يسميه البعض امتحان مخابرات لأن الاسئلة تدور حول شخصيتك وهويتك وتتضمن اسئلة مثل: "لو تعارض انتماءك الديني مع الوطني أيهما تختار"؟، ولو عديت منه ستجد نفسك في مواجهة حوالي 5 دبلوماسيين ربما منهم وزير الخارجية يسألونك مباشرة (في الامتحان الثالث) مرة بالعربي ومرة بالانجليزي ومرة بالفرنساوي، وهتتبهدل وتسقط
لهذا غالبا ينجح ابناء السفراء، وكي أكون عادلا اقول انهم فعلا لديهم الفرصة الافضل والاحق لأنهم يسافرون مع ابائهم في الدول المختلفة فيتعملون اصول الدبلوماسية والاتيكيت والبروتوكول واللغات مباشرة .
5- عشان كده اخدتها من اصيرها، وقررت اكمل الماجستير والدكتوراه، وخلال الماجستير عملت بحث مطول عن المجتمعات التعددية الفسيفسائية (اي التي بها تعدد ديني وعرقي وقبلي مثل لبنان والعراق، واعجبت الدراسة الدكتور مصطفي السيد فأشار علي بنشرها، وبالفعل نشرتها في دورية بحثية لبنانية لمركز دراسات شهير وحصلت علي 12 نسخة من المجلة بالمقابل
😅
كان ثمنهم 12 جنيه!!
6- قررت دخول مجال كتابة التقارير والابحاث باعتباره امتداد لدراستي، وفكرت في مركز دراسات الاهرام كانسب مكان، ولكن صديق حذرني وقال لي أن اغلب المشرفين في ذلك الوقت "يساريين وانت مربي لحية خفيفة فهيقولوا عليك اسلامي ويرفضوك"، المهم صديق يعرف مدير المركز وقتها وكان دكتور يساري ولكن محترم وله مواقف وطنية، رحمه الله، قال لي ساتولي ارسال شغلك له، وقد كان وبدأت النشر في مجلة المركز قرابة 6 اشهر، والدكتور مشرف المركز يشكرني ويشيد بشغلي في اتصالاتنا الهاتفية ويقول لي متي اراك وأنا اؤخر اللقاء وأعده بلقاء علي القهوة والسينما التي احبها، لعدم قطع الرزق، مع ان الدراسة او التقرير وقتها كانت بـ 35 جنية عمي، وقد حدث ما توقع صديقي.. اول ما ذهبت له، وراي لحيتي لاحظت تأخر نشر الشغل تدريجيا فقررت انهي التجربة.
8- بدأت ارسل شغل صحفي في صورة تقارير عن الشئون العربية والدولية تخصصي الي مكاتب صحف عربية، وجائني منها اول 80 جنيه اقبضهم في حياتي فنزلت اشتريت قيص وبنطلون وجزمة من وسط البلد (طبعا الان دول سعرهم لا يقل عن 1500جنيه)
9- وصلني جواب من القوي العاملة فجاة بتعييني في مجلس الوزراء حته واحدة ولكن بعد شهر من التعيين نقلونا الي مجمع التحرير لاعمل "مفتش" امضي علي اوراق ادارية لا اعرف ما هي وانزل اتفسح في وسط البلد واكل كشري
😂
بمرتبي الرهيب (59 جنيه شهريا) .. ويوما ما اتصل بي وكيل الوزارة ليعرض علي شغل في ادارة خارجية بوزارة القوي العاملة تتضمن السفر طوال العام لدول مختلفة، باعتباري من افضل الخريجين، وومزيا وعربية توصلني، وتحججت بالدراسات العليا ثم الح والح فقررت الاستقالة والعمل في الصحافة.. فقري
😅
10- قررت التعمق اكثر في الصحافة ودخول صحيفة مصرية فذهبت لجريدة الوفد وكان يديرها الراحل مصطفي شردي ولكن المشرف علي وقتها كان لا يشجع علي الشغل وقافل شوية، فتركتها، وجائني من ينصحني أن اذهب لجريدة الشعب التابعة لحزب العمل والمهندس ابراهيم شكري رحمه الله، فذهبت وقابلت الراحل العظيم الصحفي عادل حسين، وكان قد انقلب علي الفكر الشيوعي الذي كان يعتنقه وتحول الي الفكر الاسلامي، وطلبت بنفسي العمل في قسم الشئون العربية والدولية تخصصي في الكلية فوافق، وكانت تجربة رائعة في جريدة ينتظرها الناس لقراءتها فور صدورها من مطبعة الاهرام، لأنه كانت اقوي صحف المعارضة ونجحت في اقالة وزراء.
11- وانا في مكتبي جائتني مكالمة تليفونية من اكبر صحيفة أماراتية تطلب مني العمل بها والسفر فورا وكنت رافض تماما للغربة لكن، مرتب يعادل 14مرة مرتبي في الشعب كرئيس قسم (500 جنية) شجعني علي التجربة، وللاسف لاسباب صحية عدت بعد قرابة شهرين فقط
.12- عقب عودتي وجدت فرصة افضل، حين اتصل بي صديق صحفي يعرض علي العمل رئيسا لقسم الاخبار في موقع اسلام اون لاين والذي تحول لاحقا لاهم واقوي موقع عربي لأن به اخبار واقتصاد وسينما وفتاوي، واصبح كل الصحفيين من كل المؤسسات المصرية والعربية يكتبون فيه، فهو ليس موقع ديني ولكن بوابة معلومات كاملة ولكنهم اختاروا له هذا الاسم علي غرار موقع "امريكا اون لاين" وقتها، ولكن بعد 10 سنوات من التفوق اختلف الشركاء الخليجيين الممولين وانتهت التجربة.
13- حين اتصل بي صديقي الحبيب للعمل في اسلام او لاين، ترددت وقلت له معقول انتقل لصحيفة الكترونية واترك الورقية المنتعشة، ولم يكن الانترنت انتشر بقوة، وكانت المفارقة أنه بعد انتقالي للعمل الالكتروني اغلق نظام مبارك صحيفة الشعب، واصبحنا معاشنجية مبكر الان.
14-- لاحقا ومع انتعاش الصحافة الالكترونية اتصل بي صديق حبيب من "المصري اليوم" يعرض علي العمل معهم في كتابة تقارير صحفية، فعدت لاقول له معقوله في زمن الصحافة الالكترونية ارجع اكتب في صحف ورقية؟ ومع هذا عملت في المصري اليوم فترة، وكتبت في صحف اخري عديدة منه الوفد مرة أخري، وغيرها.
15-- خلاصة ما اكتبه أن يستفيد منه الشباب وينسوا حكاية الميري وانك لازم تقعد علي مكتب أو تعمل في وظيفة واحدة ولو ضاعت تبقي القيامة قامت!! ابدا شوف اي شغله وتعلم من فتيات يقفن في وسط القاهرة (مؤهلات عليا) يصنعن كيك وسندوتشات لبيعه كمشروع صغير، فانت لا تردي اين الخير، فأنا حين حزنت علي عدم العمل دبلوماسي بالخارجية تبين لي لاحقا انني في عملي بالشئون العربية والدولية افضل، ولم اخسر شيئا فقد كنت باستمرار ضيفا علي دبلوماسيين عرب واجانب بحكم عملي واحضر لقاءات مع وزراء الخارجية من كل دول العالم، وعلي العكس اكتشفت ان الدبلوماسي مثل الضابط ينفذ الاوامر وليس له راي يخالف الوزارة، بعكس حالي وانا حر في رايي كصحفي، بل ان بعض من اعترض منهم علي نقله لسفارة مصر في اسرائيل يوما ما لم يكن امامه سوي القبول او الرفض وترك العمل، كما سمعت.
16- درست الاتيكيت والبروتوكول واخذت كمان دورة تدريبة متخصصة فيه، وكنت اضحك حين اذهب لمنزلي واكل كما تعودت وليس كما تعلمت الاكل وفق تعقيدات الاتيكيت في اكل المكرونة الاسباجتي خصوصا، والحوسة اللي بنعملها لما نأكلها، بعكس التخشيبة التي تتخشبها وانت في حفل دبلوماسي وتتبع الاتيكيت في الاكل خصوصا ثم اذهب لأكل في بيتي
😂
، علما ان الاتيكيت مش اكل وبس وطريقة التعامل مع الاطباق والشوك والسكاكين.. لا طريقة اللبس والالوان، والتحرك والتعامل مع السيدات، وغيره، ولكن ما لا يعلمه من علمونا هذا الاتيكيت أن كل هذه الامور شرحها وعلمنا اياها الرسول محمد صلي الله عليه وسلم في اداب الطعام والملبس وغيره.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان