في صحبة الشيخ الحلوجي بقلم ناصر منصور لقد عشت معه وصاحبته ووجدت هذه الصفات التي نتعلمها منه اولا البساطة كان رحمه الله يألف ويؤلف عندما تتعامل معه يدخل إلى قلبك مباشرة فهو سهل متواضع وضيء الوجه تعلوه حمرة الخجل استحياء من الله ، يحب من الثياب الأبيض والفاتح النظيف ومن العطر والسواك ما يحبب فيه من يخالطه خفيف الظل صاحب دعابة بسيط المتاع ثانيا الربانية والدعاء هذه الصفة التي كان يتميز بين كل من عرفه ويكفي أن رؤيته تذكرك بالله تعالى وبذكره ولقد بدء الاهتمام بالدعاء وجمعه وحفظه منذ كان يعمل بالتدريس والخطابة في اليمن ولما رأى شيخه المهندس محمد البحيري ذلك منه أوصاه بالاهتمام بالدعاء والذكر وتعليمه الناس ونشره في العالمين، فبدأ بأدعية القرآن الكريم فحفظها ووعاها وفهمها من كل كتب التفسير ثم الادعية النبوية ثم ادعية الصحابة والتابعين والصالحين من الامة الإسلامية وكل يوم يحفظ دعاء ويسجل ويكتب كل جديد حتى أصبح لديه مخزون كبير من الادعية للأحوال المختلفة، ثم علمها الناس ونشرها في مطبوعات وحلقات مسموعة وأخرى مرئية وتراه دائم الذكر والعبادة والدعاء ويعلمك ذكر الأحوال وادعية الحفظ والشفاء ويعطيك هدايا من الادعية للأهل والأولاد والاحباب ويرسلها لك على برامج التواصل الاجتماعي وله نظرات في القرآن وخاصة آيات الحمد والثناء على الله والشكر والذكر والدعاء وكنت اتفقت معه أن أتصل عليه كلما همني أمر ليدعو لي فيستجيب فورا ويوصي الجميع بذلك فأجد راحة في نفسي. ولقد تواصل معي عدد من الأخوة اتصلوا بي بعد موته وطلبوا مني الدعاء وقالوا؟؟ لقد رحل الشيخ الحلوجي الذي كنا نتصل عليه ليدعو لنا والحمد لله تعالي في مثل هذه الأيام قبيل شهر رمضان1440 ه الموافق عام 2019 كان في ضيافتنا في قطر وسجل ثلاثين حلقة مسموعة من الادعية المختلفة لتذاع حلقة يوميا في شهر رمضان قبيل الإفطار فكان لها وقع طيب علي كل من سمعها وهي متاحة للجميع ان شاء الله ثالثا الإخلاص رغم ان الاخلاص سر بين العبد وربه إلا انه هناك شواهد حدثت بيننا تدل على إخلاصه لربه منها استجابة الله لدعائه في كثير من الاحداث التي مرت بي وبه وبعدد من الاخوة ومنها آثاره الطيبة وسيرته الحسنة في كل بلد نزل بها يذكر به عندما ذهبت اليمن بعده بسنوات وصلت إلى معهد الرياسي في منطقة العودين بمحافظة آب وجدت أثاره في المعهد والطلاب لوحات وشعارات على الحوائط بخطه الجميل وفي الطلاب تربية وفهما وعلما ويسألون عنه وفرحوا أيما فرح لما عرفوا أنني أعرفه وأنني زميله بل ارتبطوا بي سريعا من أجل ذلك رابعا جبر الخاطر كان رحمه الله يسعى في مساعدة المحتاج وهي والله ميزة تفرد حتى وصل الامر أنه كان يقترض المال من الأغنياء ليسدد بها دين المدين ولقد جاء بعد موته من يقول عندي مبلغ للشيخ ثم قال كان على دين لأحد الاخوة ولم أستطع تسديده فقام هو بالسداد عني حتى تتيسر الأمور معي خامسا الأخوة وحبه لإخوانه كان رحمه الله يحب الإخوة يتفقدهم يزورهم يقدم لهم الهدايا حريصا عليهم وعلى مصالحهم وبيوتهم وأولادهم ويتصل بهم يدعو للمريض والمسافر ويفرح لفرحهم يحزن لحزنهم يتصل عليه أصحاب الحاجات ليدعو لهم فيفعل ويوصي الجميع بالدعاء وكان بيته قبلة للضيوف في كل بلد نزل به في اليمن او باكستان او السودان سادسا الجندية كان رحمه الله جندي فكرة وعقيدة. صادقا وفيا في عمله ولدعوته وقيادته في كل البلدان التي رحل إليها وعمل بها ولقد رفعته الجندية الحقة إلي حب إخوانه واختيارهم وترشيحهم له كقيادة في كثير من المهام والاعمال التي قام بها بكل جهد وإخلاص ويشهد بذلك كل من تعامل معه سابعا الثقة كان رحمه الله شديد الثقة في ربه وتأييده ونصره وكان يقسم على ذلك وكان يقول (أثق في نصر الله كأنني أره رأي العين ) وكان رحمه الله يثق في الدعوة وقيادتها في الداخل والخارج ويعرف أن طريقه هو الحق المبين والصراط المستقيم فحافظ على الصف من العواصف الهوجاء التي مرت به وخاصة وقت الفتن والمحن والابتلاءات والاشاعات وساهم في بقاء الدعوة طاهرة نقية منيرة كنور الشمس في رابعة النهار حتى لقي الله وهو على ذلك ثامنا التضحية لقد عمل رحمه الله بالتدريس والدعوة والخطابة في دول شتىّ ثم شارك في عمل تجاري يدر عليه دخلا للإنفاق على بيته وتفرغ فكان للدعوة بكليته متطوعا لها شغوفا بالتضحية في سبيلها وصابرا على مشاق الطريق عاملا في الصحة والمرض في الإقامة والسفر. تاسعا الشجاعة كان رحمه الله يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ولكنه كان يعلن تمسكه بالحق ورفض الباطل والدعاء عليه ويدعو على الظالمين بأسمائهم عاشرا التفاؤل والأمل كان رحمه الله واسع الأمل إلى أبعد الحدود بعيد كل البعد عن اليأس او القنوط لا يعرف الكسل او الخمول نشيط يستقبل يومه بالأمل الكبير وينشر البشر بين الاخوة ويبشر بالنصر وبزوال المحنة ويدعم الثبات والصبر ويدعو على الظالمين ويدعم المطاردين وبعد لقد انتقل الشيخ الحبيب اثناء عمليه جراحية بسيطة وكان قد حصل على تأشيرات لثلاث دول كنا اتفقنا ان نسافر اليها للدعوة وكانت هناك مشروعات دعوية كثيرة ولكن الموت كان أسبق عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (هل تدرونَ مَن أوَّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ مِن خَلْقِ اللهِ ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : أوَّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ مِن اللهِ الفُقَراءُ المُهاجِرونَ الَّذينَ يُسَدُّ بهم الثُّغورُ وتُتَّقَى بهم المَكارِهُ ويموتُ أحَدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً فيقولُ اللهُ لِمَن يشاءُ مِن ملائكتِه : ائتُوهم فحَيُّوهم فيقولُ الملائكةُ : ربَّنا نحنُ سُكَّانُ سمَواتِكَ وخِيرتُكَ مِن خَلْقِكَ أفتأمُرُنا أنْ نأتيَ هؤلاءِ فنُسلِّمَ عليهم ؟ قال : إنَّهم كانوا عبادًا يعبُدوني لا يُشرِكون بي شيئًا وتُسَدُّ بهم الثُّغورُ وتُتَّقى بهم المَكارِهُ ويموتُ أحَدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً قال : فتأتيهم الملائكةُ عندَ ذلكَ فيدخُلونَ عليهم مِن كلِّ بابٍ : {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} الرعد: 24 رواه الامام أحمد و ابن حبان و صححه الالباني . رحل الأخ الحبيب والداعية الاريب وهو في قمة عطائه ورعايته لإخوانه وحاجة الدعوة إليه مات مهاجرا مبطونا بعيدا عن وطنه الأول والثاني ليكتب له أجر الهجرة والشهادة بإذن الله مات الداعية الرباني مات الذي كان يذكرنا بك يا ربنا مات الحبيب المحبوب الذي أحببناه بحبك والذي مازلنا كلما نتذكره يذكرنا بك وبذكرك وشكرك ولقد أجمع الكل من وافقه ومن خالفه عليه يوم موته. ونعته دعوة الاخوان وبكاه العالم الإسلامي بأسره من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه.. رؤيا خير وبشرى حق إن شاء الله لقد رأيت الأخ الحبيب الحلوجي قبيل الفجر في الليلة التي مات فيها وقبل موته بأنني دخلت عليه في المستشفى وهو ملفوف في كفن ابيض ولما ذهبت لتقبيل جبينه قام جالسا فقلت له ألم تمت ؟؟؟ قال أتشك في قدرة الله يا شيخ ناصر قلت لا ونعم بالله قال خلاص أنا حي مت ثم أحياني الله تعالي مرة اخري بقدرته فقمت من نومي فرحا باكيا مكبرا وانا أقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحلوجي حي عَنْ مِرْداسٍ الأسْلَمِيِّ قالَ قالَ النَّبيُّ ﷺ: يَذْهَبُ الصَّالحُونَ الأوَّلُ فالأولُ، وتَبْقَى حُثَالَةٌ كحُثَالَةِ الشِّعِيرِ أوْ التَّمْرِ، لاَ يُبالِيهمُ اللَّه بالَةً رواه البخاري. فاللهم اغفر وتجاوز وارحم وتقبل عبدك محمد عبد الملك الحلوجي في الفردوس الأعلى من الجنة واكتب له اجر الهجرة والشهادة المبطون الحامد الذاكر الشاكر لك واجمعنا به في الجنةوصاحبته ووجدت هذه الصفات التي نتعلمها منه اولا البساطة كان رحمه الله يألف ويؤلف عندما تتعامل معه يدخل إلى قلبك مباشرة فهو سهل متواضع وضيء الوجه تعلوه حمرة الخجل استحياء من الله ، يحب من الثياب الأبيض والفاتح النظيف ومن العطر والسواك ما يحبب فيه من يخالطه خفيف الظل صاحب دعابة بسيط المتاع ثانيا الربانية والدعاء هذه الصفة التي كان يتميز بين كل من عرفه ويكفي أن رؤيته تذكرك بالله تعالى وبذكره ولقد بدء الاهتمام بالدعاء وجمعه وحفظه منذ كان يعمل بالتدريس والخطابة في اليمن ولما رأى شيخه المهندس محمد البحيري ذلك منه أوصاه بالاهتمام بالدعاء والذكر وتعليمه الناس ونشره في العالمين، فبدأ بأدعية القرآن الكريم فحفظها ووعاها وفهمها من كل كتب التفسير ثم الادعية النبوية ثم ادعية الصحابة والتابعين والصالحين من الامة الإسلامية وكل يوم يحفظ دعاء ويسجل ويكتب كل جديد حتى أصبح لديه مخزون كبير من الادعية للأحوال المختلفة، ثم علمها الناس ونشرها في مطبوعات وحلقات مسموعة وأخرى مرئية وتراه دائم الذكر والعبادة والدعاء ويعلمك ذكر الأحوال وادعية الحفظ والشفاء ويعطيك هدايا من الادعية للأهل والأولاد والاحباب ويرسلها لك على برامج التواصل الاجتماعي وله نظرات في القرآن وخاصة آيات الحمد والثناء على الله والشكر والذكر والدعاء وكنت اتفقت معه أن أتصل عليه كلما همني أمر ليدعو لي فيستجيب فورا ويوصي الجميع بذلك فأجد راحة في نفسي. ولقد تواصل معي عدد من الأخوة اتصلوا بي بعد موته وطلبوا مني الدعاء وقالوا؟؟ لقد رحل الشيخ الحلوجي الذي كنا نتصل عليه ليدعو لنا والحمد لله تعالي في مثل هذه الأيام قبيل شهر رمضان1440 ه الموافق عام 2019 كان في ضيافتنا في قطر وسجل ثلاثين حلقة مسموعة من الادعية المختلفة لتذاع حلقة يوميا في شهر رمضان قبيل الإفطار فكان لها وقع طيب علي كل من سمعها وهي متاحة للجميع ان شاء الله ثالثا الإخلاص رغم ان الاخلاص سر بين العبد وربه إلا انه هناك شواهد حدثت بيننا تدل على إخلاصه لربه منها استجابة الله لدعائه في كثير من الاحداث التي مرت بي وبه وبعدد من الاخوة ومنها آثاره الطيبة وسيرته الحسنة في كل بلد نزل بها يذكر به عندما ذهبت اليمن بعده بسنوات وصلت إلى معهد الرياسي في منطقة العودين بمحافظة آب وجدت أثاره في المعهد والطلاب لوحات وشعارات على الحوائط بخطه الجميل وفي الطلاب تربية وفهما وعلما ويسألون عنه وفرحوا أيما فرح لما عرفوا أنني أعرفه وأنني زميله بل ارتبطوا بي سريعا من أجل ذلك رابعا جبر الخاطر كان رحمه الله يسعى في مساعدة المحتاج وهي والله ميزة تفرد حتى وصل الامر أنه كان يقترض المال من الأغنياء ليسدد بها دين المدين ولقد جاء بعد موته من يقول عندي مبلغ للشيخ ثم قال كان على دين لأحد الاخوة ولم أستطع تسديده فقام هو بالسداد عني حتى تتيسر الأمور معي خامسا الأخوة وحبه لإخوانه كان رحمه الله يحب الإخوة يتفقدهم يزورهم يقدم لهم الهدايا حريصا عليهم وعلى مصالحهم وبيوتهم وأولادهم ويتصل بهم يدعو للمريض والمسافر ويفرح لفرحهم يحزن لحزنهم يتصل عليه أصحاب الحاجات ليدعو لهم فيفعل ويوصي الجميع بالدعاء وكان بيته قبلة للضيوف في كل بلد نزل به في اليمن او باكستان او السودان سادسا الجندية كان رحمه الله جندي فكرة وعقيدة. صادقا وفيا في عمله ولدعوته وقيادته في كل البلدان التي رحل إليها وعمل بها ولقد رفعته الجندية الحقة إلي حب إخوانه واختيارهم وترشيحهم له كقيادة في كثير من المهام والاعمال التي قام بها بكل جهد وإخلاص ويشهد بذلك كل من تعامل معه سابعا الثقة كان رحمه الله شديد الثقة في ربه وتأييده ونصره وكان يقسم على ذلك وكان يقول (أثق في نصر الله كأنني أره رأي العين ) وكان رحمه الله يثق في الدعوة وقيادتها في الداخل والخارج ويعرف أن طريقه هو الحق المبين والصراط المستقيم فحافظ على الصف من العواصف الهوجاء التي مرت به وخاصة وقت الفتن والمحن والابتلاءات والاشاعات وساهم في بقاء الدعوة طاهرة نقية منيرة كنور الشمس في رابعة النهار حتى لقي الله وهو على ذلك ثامنا التضحية لقد عمل رحمه الله بالتدريس والدعوة والخطابة في دول شتىّ ثم شارك في عمل تجاري يدر عليه دخلا للإنفاق على بيته وتفرغ فكان للدعوة بكليته متطوعا لها شغوفا بالتضحية في سبيلها وصابرا على مشاق الطريق عاملا في الصحة والمرض في الإقامة والسفر. تاسعا الشجاعة كان رحمه الله يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ولكنه كان يعلن تمسكه بالحق ورفض الباطل والدعاء عليه ويدعو على الظالمين بأسمائهم عاشرا التفاؤل والأمل كان رحمه الله واسع الأمل إلى أبعد الحدود بعيد كل البعد عن اليأس او القنوط لا يعرف الكسل او الخمول نشيط يستقبل يومه بالأمل الكبير وينشر البشر بين الاخوة ويبشر بالنصر وبزوال المحنة ويدعم الثبات والصبر ويدعو على الظالمين ويدعم المطاردين وبعد لقد انتقل الشيخ الحبيب اثناء عمليه جراحية بسيطة وكان قد حصل على تأشيرات لثلاث دول كنا اتفقنا ان نسافر اليها للدعوة وكانت هناك مشروعات دعوية كثيرة ولكن الموت كان أسبق عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (هل تدرونَ مَن أوَّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ مِن خَلْقِ اللهِ ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : أوَّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ مِن اللهِ الفُقَراءُ المُهاجِرونَ الَّذينَ يُسَدُّ بهم الثُّغورُ وتُتَّقَى بهم المَكارِهُ ويموتُ أحَدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً فيقولُ اللهُ لِمَن يشاءُ مِن ملائكتِه : ائتُوهم فحَيُّوهم فيقولُ الملائكةُ : ربَّنا نحنُ سُكَّانُ سمَواتِكَ وخِيرتُكَ مِن خَلْقِكَ أفتأمُرُنا أنْ نأتيَ هؤلاءِ فنُسلِّمَ عليهم ؟ قال : إنَّهم كانوا عبادًا يعبُدوني لا يُشرِكون بي شيئًا وتُسَدُّ بهم الثُّغورُ وتُتَّقى بهم المَكارِهُ ويموتُ أحَدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً قال : فتأتيهم الملائكةُ عندَ ذلكَ فيدخُلونَ عليهم مِن كلِّ بابٍ : {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} الرعد: 24 رواه الامام أحمد و ابن حبان و صححه الالباني . رحل الأخ الحبيب والداعية الاريب وهو في قمة عطائه ورعايته لإخوانه وحاجة الدعوة إليه مات مهاجرا مبطونا بعيدا عن وطنه الأول والثاني ليكتب له أجر الهجرة والشهادة بإذن الله مات الداعية الرباني مات الذي كان يذكرنا بك يا ربنا مات الحبيب المحبوب الذي أحببناه بحبك والذي مازلنا كلما نتذكره يذكرنا بك وبذكرك وشكرك ولقد أجمع الكل من وافقه ومن خالفه عليه يوم موته. ونعته دعوة الاخوان وبكاه العالم الإسلامي بأسره من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه.. رؤيا خير وبشرى حق إن شاء الله لقد رأيت الأخ الحبيب الحلوجي قبيل الفجر في الليلة التي مات فيها وقبل موته بأنني دخلت عليه في المستشفى وهو ملفوف في كفن ابيض ولما ذهبت لتقبيل جبينه قام جالسا فقلت له ألم تمت ؟؟؟ قال أتشك في قدرة الله يا شيخ ناصر قلت لا ونعم بالله قال خلاص أنا حي مت ثم أحياني الله تعالي مرة اخري بقدرته فقمت من نومي فرحا باكيا مكبرا وانا أقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحلوجي حي عَنْ مِرْداسٍ الأسْلَمِيِّ قالَ قالَ النَّبيُّ ﷺ: يَذْهَبُ الصَّالحُونَ الأوَّلُ فالأولُ، وتَبْقَى حُثَالَةٌ كحُثَالَةِ الشِّعِيرِ أوْ التَّمْرِ، لاَ يُبالِيهمُ اللَّه بالَةً رواه البخاري. فاللهم اغفر وتجاوز وارحم وتقبل عبدك محمد عبد الملك الحلوجي في الفردوس الأعلى من الجنة واكتب له اجر الهجرة والشهادة المبطون الحامد الذاكر الشاكر لك واجمعنا به في الجنة
الشيخ الحلوجي معلم الذكر والدعاء
في ذكراه العطرة بقلم الشيخ ناصر منصور :
قال تعالي
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)22 الاحزاب
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ على عَمَلِهِ إلا الُمرَابِطَ في سبيل الله، فإنه يَنْمِي لَهُ عَمَلَهُ يوم القيامة، ويُؤَمَّنُ فتنة القبر،) رواه أبو داود والترمذي وأحمد
عرفت الأخ الحبيب والداعية الرباني الموفق محمد عبد الملك الحلوجي رحمه الله , منذ كنا شبابا وربط الله بيننا برباط العقيدة والاخوة والدعوة ، واستمرت هذه الاخوة قرابة أربعة عقود إلى أن لقي ربه. ورافقته في سفره واقامته ورأيته في غضبه وهدوئه وفي حزنه وفرحه وشاركته الطعام والشراب وتعاملت معه في كل نواحي الحياة رغم أننا كنا في دول مختلفة نعيش هجرة في سبيل الله ونلتقي علي الله , فكان أخا كريما معتدلا وقورا سمح النفس طيب القلب نظيف الثوب واليد والقلب عابدا ذاكرا لله على كل حال يحب الله ورسوله ويحبب الخلق في خالقهم ورازقهم. وله مع أسماء الله الحسنى حال وله مع الدعاء أحوال ولقد تذاكرنا العلم معا وسعدنا بالعمل سويا وتعاهدنا على آمال كبيرة نسأل الله أن يحققها في الدنيا والآخرة.
*في صحبة الشيخ الحلوجي*
لقد عشت معه وصاحبته وأجمع من صاحب الشيخ على هذه الصفات التي نتعلمها منه
اولا البساطة كان رحمه الله يألف ويؤلف عندما تتعامل معه يدخل إلى قلبك مباشرة فهو سهل متواضع وضيء الوجه تعلوه حمرة الخجل استحياء من الله ، يحب من الثياب الأبيض والفاتح النظيف ومن العطر والسواك ما يحبب فيه من يخالطه خفيف الظل صاحب دعابة بسيط المتاع
ثانيا الربانية والدعاء هذه الصفة التي كان يتميز بين كل من عرفه ويكفي أن رؤيته تذكرك بالله تعالى وبذكره
ولقد بدء الاهتمام بالدعاء وجمعه وحفظه منذ كان يعمل بالتدريس والخطابة في اليمن ولما رأى شيخه المهندس محمد البحيري ذلك منه أوصاه بالاهتمام بالدعاء والذكر وتعليمه الناس ونشره في العالمين،
فبدأ بأدعية القرآن الكريم فحفظها ووعاها وفهمها من كل كتب التفسير ثم الادعية النبوية
ثم ادعية الصحابة والتابعين والصالحين من الامة الإسلامية وكل يوم يحفظ دعاء ويسجل ويكتب كل جديد حتى أصبح لديه مخزون كبير من الادعية للأحوال المختلفة،
ثم علمها الناس ونشرها في مطبوعات وحلقات مسموعة وأخرى مرئية
وتراه دائم الذكر والعبادة والدعاء ويعلمك ذكر الأحوال وادعية الحفظ والشفاء
ويعطيك هدايا من الادعية للأهل والأولاد والاحباب ويرسلها لك على برامج التواصل الاجتماعي
وله نظرات في القرآن وخاصة آيات الحمد والثناء على الله والشكر والذكر والدعاء
وكنت اتفقت معه أن أتصل عليه كلما همني أمر ليدعو لي فيستجيب فورا ويوصي الجميع بذلك فأجد راحة في نفسي. ولقد تواصل معي عدد من الأخوة اتصلوا بي بعد موته وطلبوا مني الدعاء وقالوا؟؟
لقد رحل الشيخ الحلوجي الذي كنا نتصل عليه ليدعو لنا
والحمد لله تعالي في مثل هذه الأيام قبيل شهر رمضان1440 ه الموافق عام 2019 كان في ضيافتنا في قطر وسجل ثلاثين حلقة مسموعة من الادعية المختلفة لتذاع حلقة يوميا في شهر رمضان قبيل الإفطار فكان لها وقع طيب علي كل من سمعها وهي متاحة للجميع ان شاء الله
ثالثا الإخلاص رغم ان الاخلاص سر بين العبد وربه إلا انه هناك شواهد حدثت بيننا تدل على إخلاصه لربه منها استجابة الله لدعائه في كثير من الاحداث التي مرت بي وبه وبعدد من الاخوة ومنها آثاره الطيبة وسيرته الحسنة في كل بلد نزل بها يذكر به
عندما ذهبت اليمن بعده بسنوات وصلت إلى معهد الرياسي في منطقة العودين بمحافظة آب وجدت أثاره في المعهد والطلاب لوحات وشعارات على الحوائط بخطه الجميل وفي الطلاب تربية وفهما وعلما ويسألون عنه وفرحوا أيما فرح لما عرفوا أنني أعرفه وأنني زميله بل ارتبطوا بي سريعا من أجل ذلك
رابعا جبر الخاطر كان رحمه الله يسعى في مساعدة المحتاج وهي والله ميزة تفرد حتى وصل الامر أنه كان يقترض المال من الأغنياء ليسدد بها دين المدين
ولقد جاء بعد موته من يقول عندي مبلغ للشيخ ثم قال كان على دين لأحد الاخوة ولم أستطع تسديده فقام هو بالسداد عني حتى تتيسر الأمور معي
خامسا الأخوة وحبه لإخوانه
كان رحمه الله يحب الإخوة يتفقدهم يزورهم يقدم لهم الهدايا حريصا عليهم وعلى مصالحهم وبيوتهم وأولادهم ويتصل بهم يدعو للمريض والمسافر ويفرح لفرحهم يحزن لحزنهم يتصل عليه أصحاب الحاجات ليدعو لهم فيفعل ويوصي الجميع بالدعاء وكان بيته قبلة للضيوف في كل بلد نزل به في اليمن او باكستان او السودان
سادسا الجندية كان رحمه الله جندي فكرة وعقيدة. صادقا وفيا في عمله ولدعوته وقيادته في كل البلدان التي رحل إليها وعمل بها ولقد رفعته الجندية الحقة إلي حب إخوانه واختيارهم وترشيحهم له كقيادة في كثير من المهام والاعمال التي قام بها بكل جهد وإخلاص ويشهد بذلك كل من تعامل معه
سابعا الثقة كان رحمه الله شديد الثقة في ربه وتأييده ونصره وكان يقسم على ذلك وكان يقول (أثق في نصر الله كأنني أره رأي العين ) وكان رحمه الله يثق في الدعوة وقيادتها في الداخل والخارج ويعرف أن طريقه هو الحق المبين والصراط المستقيم فحافظ على الصف من العواصف الهوجاء التي مرت به وخاصة وقت الفتن والمحن والابتلاءات والاشاعات وساهم في بقاء الدعوة طاهرة نقية منيرة كنور الشمس في رابعة النهار حتى لقي الله وهو على ذلك
ثامنا التضحية لقد عمل رحمه الله بالتدريس والدعوة والخطابة في دول شتىّ ثم شارك في عمل تجاري
يدر عليه دخلا للإنفاق على بيته وتفرغ فكان للدعوة بكليته متطوعا لها شغوفا بالتضحية في سبيلها
وصابرا على مشاق الطريق عاملا في الصحة والمرض في الإقامة والسفر.
تاسعا الشجاعة كان رحمه الله يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ولكنه كان يعلن تمسكه بالحق ورفض الباطل والدعاء عليه ويدعو على الظالمين بأسمائهم
عاشرا التفاؤل والأمل كان رحمه الله واسع الأمل إلى أبعد الحدود بعيد كل البعد عن اليأس او القنوط لا يعرف الكسل او الخمول نشيط يستقبل يومه بالأمل الكبير وينشر البشر بين الاخوة ويبشر بالنصر وبزوال المحنة ويدعم الثبات والصبر ويدعو على الظالمين ويدعم المطاردين
وبعد
لقد انتقل الشيخ الحبيب اثناء عمليه جراحية بسيطة وكان قد حصل على تأشيرات لثلاث دول كنا اتفقنا ان نسافر اليها للدعوة وكانت هناك مشروعات دعوية كثيرة ولكن الموت كان أسبق
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (هل تدرونَ مَن أوَّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ مِن خَلْقِ اللهِ ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : أوَّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ مِن اللهِ الفُقَراءُ المُهاجِرونَ الَّذينَ يُسَدُّ بهم الثُّغورُ وتُتَّقَى بهم المَكارِهُ ويموتُ أحَدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً فيقولُ اللهُ لِمَن يشاءُ مِن ملائكتِه : ائتُوهم فحَيُّوهم فيقولُ الملائكةُ : ربَّنا نحنُ سُكَّانُ سمَواتِكَ وخِيرتُكَ مِن خَلْقِكَ أفتأمُرُنا أنْ نأتيَ هؤلاءِ فنُسلِّمَ عليهم ؟ قال : إنَّهم كانوا عبادًا يعبُدوني لا يُشرِكون بي شيئًا وتُسَدُّ بهم الثُّغورُ وتُتَّقى بهم المَكارِهُ ويموتُ أحَدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً قال : فتأتيهم الملائكةُ عندَ ذلكَ فيدخُلونَ عليهم مِن كلِّ بابٍ : {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} الرعد: 24 رواه الامام أحمد و ابن حبان و صححه الالباني .
رحل الأخ الحبيب والداعية الاريب وهو في قمة عطائه ورعايته لإخوانه وحاجة الدعوة إليه
مات مهاجرا مبطونا بعيدا عن وطنه الأول والثاني ليكتب له أجر الهجرة والشهادة بإذن الله مات الداعية الرباني مات الذي كان يذكرنا بك يا ربنا مات الحبيب المحبوب الذي أحببناه بحبك والذي مازلنا كلما نتذكره يذكرنا بك وبذكرك وشكرك ولقد أجمع الكل من وافقه ومن خالفه عليه يوم موته. ونعته دعوة الاخوان وبكاه العالم الإسلامي بأسره من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه..
رؤيا خير وبشرى حق إن شاء الله
لقد رأيت الأخ الحبيب الحلوجي قبيل الفجر في الليلة التي مات فيها وقبل موته بأنني دخلت عليه في المستشفى وهو ملفوف في كفن ابيض ولما ذهبت لتقبيل جبينه قام جالسا فقلت له ألم تمت ؟؟؟ قال أتشك في قدرة الله يا شيخ ناصر قلت لا ونعم بالله قال خلاص أنا حي مت ثم أحياني الله تعالي مرة اخري بقدرته فقمت من نومي فرحا باكيا مكبرا وانا أقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحلوجي حي
عَنْ مِرْداسٍ الأسْلَمِيِّ قالَ قالَ النَّبيُّ ﷺ: يَذْهَبُ الصَّالحُونَ الأوَّلُ فالأولُ، وتَبْقَى حُثَالَةٌ كحُثَالَةِ الشِّعِيرِ أوْ التَّمْرِ، لاَ يُبالِيهمُ اللَّه بالَةً رواه البخاري.
فاللهم اغفر وتجاوز وارحم وتقبل عبدك محمد عبد الملك الحلوجي في الفردوس الأعلى من الجنة
واكتب له اجر الهجرة والشهادة المبطون الحامد الذاكر الشاكر لك واجمعنا به في الجنة.
الأستاذ محمد الحلوجي - إيمانيات
ناصر منصور
#الحلوجي_رحمه_الله
#قالوا_عن_الحلوحي
تعليقات