حوار الدكتورة رقية علواني :رواسب تاريخية دفعت الغرب ليطالب بحقوق للمرأة
يعود هذا الحوار إلى العام 1427أثناء انعقاد ندوة التيسير في الحج في مكة المكرمة، ونشر لأول مرة في موقع إسلاميات الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ الدكتور علي عمر بادحدح ـ حفظه الله ـ
الدكتورة رقية طه جابر العلواني
رواسب تاريخية دفعت الغرب ليطالب بحقوق للمرأة
المرأة نالت حقوقها مع مهبط الوحي
وهي في الغرب تختلف عن الشرق
هناك تكامل في العمل الدعوي بين الرجل والمرأة
أعد الحوار: عادل صديق
نشأت ضيفتنا في كنف بيت عِلم هو بيت الدكتور "طه جابر العُلواني" رئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية ورئيس المجلس الفقهي لأميركا الشمالية، و رئيس معهد الفكر العالمي الإسلامي، وجدت الأدوات التي تعين على الارتقاء العلمي والفقهي، فضلاً عن تحوّل فريد في حياتها حين نشأت نشأةً أخرى في الجامعة الإسلامية في ماليزيا يرعاها صفوة من العلماء هناك.
وتشعّبت تخصصاتها ما بين الفقه وأصوله والعلوم الإنسانية ثم انطلقت إلى ما ينفع المسلمات في الخصوصية التي يتمتعن بها من دون الرجال، وعرّجت على الحوار مع الآخر والدعوة إلى الله على بصيرة والمقارنة بين الأديان.. وذلك حين أتيحت لها فرصة ذهبية في التواجد في الغرب، وكانت الثمرات عشراتٍ الدراسات والمقالات والمؤلفات، والدكتورة رقيّة متحدثة لا تُجارى ويمنعها حياؤها أن تنساق في رغبة الكلام وإلاّ جارت المتحدثين الكبار في تاريخنا، ليس انبهارا بشخصها ـ وإن كانت شخصيتها تدعو إلى الإكبار ـ ، ولكن إعجاباً بإصرارها على أن تسلك سبيل العلم وإلا "لا حياء في العلم" يدعمها زوج يدرك مهّمتها في خدمة الإسلام ورضي منها بذلك سعيداً بما تقدم، وهو الشريك في الأجر، وقدكان دافعًا على رأس الدوافع التي صعدت بها الدكتورة رقية إلى رفعة نأمل من بناتنا أن يتخذنها مثلاً قوياً يُحتذى، ومع الدكتورة "رقية طه جابر العُلواني" الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة البحرين .. وكان اللقاء ..
- حصلتم قبل مدة وجيزة على جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنّة والدراسات الإسلامية، ماذا تمثل هذه الجائزة لك وأنت أول امرأة تحصل على هذا النوع من الجوائز الكبرى؟
- جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة التي حصلت عليها في الدورة الأولى العام الماضي، تعد جائزة عالمية ومن أكبر الجوائز في العالم الإسلامي، وعلى الرغم من العمر المبكّر لها استقطبت أنظار العديد من علماء العالم الإسلامي من الباحثين والمفكرين المهتمين ـ على وجه الخصوص ـ بقضايا السنّة النبوية وهي تعني الشيء الكثير بالنسبة لي كباحثة، وتكريم سعدت به، ودافع على الاستمرار .
وقد تم الإعلان عن الجائزة وفتح باب المشاركة فيها في موضوعات معيّنة، وكان الموضوع المختار في تلك الدورة " الحوار مع المخالف في ضوء السنّة النبوية "وكان لي اهتمامات بحثية سابقة في هذا المجال، وشاركت بعدة أوراق عمل منها في مؤتمر التقريب بين المذاهب الذي عقد في البحرين فكان البدء فيها ببحث كان بمثابة تواصل مع المسيرة العلمية التي بدأت فيها في مجال الحوار على وجه الخصوص، وبدأت في البحث لإخراجه في شكل كتاب ولم يكن يخطر ببالها أنها ستقدم إلى الجائزة فوفقني الله للتقدم لها.
البيئة العلمية سر النجاح
- إنتاجك العلمي غزير مابين الدراسات الإنسانية، والتأصيليّة هل تأثير الوالد كان أساسا في توجهك إلى هذا الطريق؟
- أخذت عن الوالد حب القراءة والاهتمام الواسع بالعلم، كما أن وجود المكتبة العلمية الغزيرة واهتمام الوالد بالكتب وبالتوجيه إلى الدراسات المتعمقة التي تجمع بين دراسة الواقع متمثلاً في الدراسات الإنسانية والعلوم الشرعية كانت من الدوافع القوية، كما أن دور الجامعة الإسلامية في ماليزيا التي تعد أحدى الجامعات القليلة في العالم الإسلامي التي استطاعت في فلسفتها أن تجمع بين فكرة التكامل بين العلوم الإنسانية وبين الدراسات الإسلامية والتأصيلية أو معارف الوحي كما يطلق عليها.
علينا قراءة الواقع وفهمه وقراءة النظرة الفقهية له، وهذا ما قمت به ـ بالفعل ـ عند دراسة بحث الجائزة " فقه الحوار مع المخالف" ضمّنتها العديد من المؤثرات النفسية الاجتماعية، المنهجية، والدراسة في حدّ ذاتها كانت معتمدة على أسلوب أو طريقة متعددة المقارنات، فيها مقارنة الأديان ـ وهذا أيضاً كان في رسالة الدكتوراة التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور"عرفان عبد الحميد" جزاه الله كل خير وهو متخصص في دراسات مقارنات الأديان، وكانت الدراسة عن أثر العرف.
نالت المرأة حقوقها في عصر الرسالة
- المرأة المسلمة كانت أكثر حضارة على عهد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أما الآن فهي قيمتها أقل بكثير كإنسان في الشرق والغرب ..ما رؤيتك في هذا الأمر؟
- المرأة بالفعل نالت كل ما تتمناه في عهد النبوة الأول لم تنل المرأة الحقوق في أي تشريع مثلما نالته في الإسلام بالمفهوم الواسع المتكامل، فقد كتب الأستاذ الدكتور عبد الحليم أبو شقة ـ رحمة الله عليه ـ في هذا المجال كتاب أسماه "تحرير المرأة في عصر الرسالة "، والذي يعد غاية في الأصالة والموضوعية وهو يقع في ستة أجزاء، والكتاب تضمّن دور المرأة المسلمة في عصر الرسالة في مختلف المشاركات سواء كانت اجتماعية، ثقافية، سياسية، أوضح فيه كيف أن المرأة في هذا العصر استطاعت أن تمارس الحق الذي منحها إياه القرآن الكريم وعزّزته السنة النبوية عن طريق التطبيق الذي فُتح للمرأة المسلمة، فكانت عائشة – رضي الله عنها – عالمة، وكانت أسماء مبدعة مفكّرة تستطيع أن تعبّر عن رأيها في منتهى الشجاعة، وكانت هناك نساء لامعات في هذه العصور المزدهرة " وتضيف أنه لدينا العديد من الكتب المليئة بالتراجم لنساء مسلمات وفي مختلف العصور وهذا يعد من أكثر الشواهد والأدلة لهذا الدور التاريخي الذي لم يستطيع أن ينكره أحد.
انحسار دور المرأة في مجتمعاتنا
- لماذا تراجع دور المرأة المسلمة الآن في كثير من البلدان الإسلامية، وأنحصر في زاوية الفتنة والإغراء؟
- للإجابة على هذا السؤال أنوّه بأنه ستصدر لي دراسة بعنوان " دور المرأة المسلمة في التنمية " - دراسة عبر المسار التاريخي - تناولت فيه المرأة المسلمة ابتداء من العصر الجاهلي، ألقيت فيه نظرةً عليها وما كان يكتنف الحياة التي تعيشها في ذلك الوقت من ظروف ومعاناة، ثم كيف كانت النقلة الهائلة التي كانت بمثابة طفرة اجتماعية كما يطلق عليها علماء الاجتماع وذلك في العصر المدني وعصر الرسالة، لقد "تعزز هذا الدور في العصر الراشد وبعد ذلك حدث نوع من الانحسار نتيجة لعوامل تاريخية واجتماعية متضافرة أسهمت بشكل أو آخر في تهميش دور المرأة وانحسارها وإقصاء هذا الدور الذي جاءت به النصوص الشرعية وعززته السنة النبوية إلى أن وصل بنا الحال إلى ما أشرت إليه في قضية الغياب بدورها ولكن هناك الكثير من الرموز الفكرية المتألقة والنماذج المتميزة في عالمنا الإسلامي من النساء اللاتي نعتز بهن.
هذا الدور العظيم تراجع لظروف وعوامل تاريخية واجتماعية متضافرة تحتاج إلى دراسات واعية تقف على أسباب وعوامل ذلك، وتحدد طبيعة العائق ثم تبدأ بالمعالجة بطريقة لا تنتهج النهج المستورد وإنما يكون منطلقها القرآن الكريم في بحث المشكلة في المجتمع الإسلامي والمجتمعات العربية والاستعانة بما توصلت إليه الدراسات الحديثة ثم بعد ذلك الخروج بحل ينطلق من نظرة القرآن الكريم وأسلوب القرآن الكريم في معالجة المشاكل وفي الخروج من الأزمات سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو أعراف أو عادات أو تقاليد عالجها القرآن فالله - عز وجل - يقول { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } وهو صالح للتطبيق في كل بيئة وزمان، والإشكالية في طريقة تعامل المسلم اليوم مع القرآن الكريم .
بالمنهجية توصلت إلى كيفية صياغة السؤال الذي ينمّ عن المشكلة التي تواجهها في حياتها ثم بعد ذلك ألجأ إلى كتاب الله بتدبر، وأنظر أيضاً في التاريخ وتطلع على التراث قراءة واعية نقدية تقوم على الفهم والوعي والتمييز بين النصوص القرآنية المطلقة والمفارقة للزمان والمكان وفهم العلماء السابقين لهذه لنصوص والواقع والظرفية والإحاطة بكل هذه العوامل ثم محاولة استخلاص حلول واعية تقرأ الواقع الذي نعيشه من خلال المجتمع وليس عن طريق استيراد شيء من الشرق أو الغرب ثم الخروج بعملية استزراع قد لا تصلح أن تكون في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
نماذج ناجحة عبر التاريخ
- لو نظرنا في قصة وافدة النساء لوجدنا شجاعة أدبية نادرة للمرأة ولكن الآن تستحيي أن تطالب بحقها لماذا ضعفت عن المطالبة بحقها؟
- أرى أن النظرة الحالية للمرأة تحمل الكثير من التشاؤم ولا أؤيد أن تقف المرأة موقفا سلبيًا ولا تطالب بحقها، وافدة النساء أسماء بنت يزيد الأنصارية (*)وغير وافدة النساء من الرموز الكبيرة جداً سواء كانت في عصر النبي عليه الصلاة والسلام أو في العصور السابقة، العالم الإسلامي لم يحدث في أي فترة من الفترات مهما أصاب حال الأمة الإسلامية من الركود أو الضعف ومن التراجع الحضاري لم يحدث أنه لم تكن هناك امرأة، هذا المستوى الرائع من الأداء وقوة الطرح والقدرة على المطالبة بالحقوق والسؤال والطرح وكما ذكرت أن هناك كثير من التراجم الخاصة بالنساء في مختلف العصور الإسلامية تبين هذا الدور التاريخي العظيم حتى في فترات الركود حتى فيما نحن فيه في هذا العصر الذي نحاول جميعاً وعلى مختلف المستويات أن ننهض وتنهض الأمة، وهناك العديد من هذه الرموز التي تستطيع أن تطالب بحقوقها وأن تأخذ المكان التي تتمنى أو تشعر أنها تريد أن تكون فيه ولكن لاشك أن هناك كثير من الأمور متداخلة "
المرأة المسلمة الآن تواجه العديد من التحديات سواء كان في بعض المجتمعات التي لا تزال إلى اليوم تحمل الكثير من الأعراف والتقاليد التي تحمل الكثير من البعد عن تعاليم الدين الإسلامي، بالطبع هناك تراكمات تاريخية وتركة ثقيلة تحملها هذه الأعراف والتقاليد بالإضافة إلى التحدي الآخر الذي أصبحنا نلحظه وهو أن أي مطالبة من المرأة في بعض مجتمعاتنا العربية والإسلامية لحقوقها قد يوصم بطريقة أو بأخرى أن هذا نوع من أنواع الاستغراب أو التأثر بالغرب والتأثر بالدعاوى الموجودة حول المساواة وغيرها، أن المرأة المسلمة تواجه كل تلك التحديات الحقيقية ولكن والحمد لله هذا لا يعني مطلقاً أنه لا توجد رموز مشرقة في سمائنا نلحظ هذا في المؤتمرات والمنتديات والندوات وفي وسائل الإعلام المختلفة، وأريد أن أشير أيضاً إلى القدرة على تسليط الضوء على المرأة المسلمة وحضورها المحتشم والحضور العلمي الموجود هذا لم يعد اليوم يسلط عليه الضوء بالشكل الكبير وهذا أحد الأسباب التي تدفع أحيانا بأنه لا يوجد اليوم نماذج نسائية مثل وافدة النساء" .
المرأة في الغرب حصاد لمعاناة كئيبة
- يدّعي الغرب أنه قد منح المرأة حريتها، وقد ترددت أقوالهم بين بني جلدتنا، فأخذوا ينادون بتحرير المرأة من خلال مختلف الوسائل الإعلامية والمنتديات الدولية، فما معنى التحرر لدى الغربيين؟
- جمعت معلومات حول هذا الأمر حين كنت أهمّ ببدء رسالتي للماجستير التي تعرّضت لتاريخ المرأة الغربية، تعرضتُ لكثير من قضايا المرأة، فوجدت غير ما هو متعارف عليه عن النساء في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، المرأة بالفعل في الغرب هُضمت حقوقها بشكل واسع، والفكر الغربي لا يستحي من ذكر هذا ووجدت هذا يذكر في الأوساط الغربية، حتى الأدوات التي كانت تستخدم في تعذيب المرأة التي كانت تعرف بحرب "العاملات في السحر والشعوذة" توجد في المتاحف هناك، خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، كانت الحربُ ظاهرها موجها إلى الساحرات و"المتشيطنات"، وراح ضحيتها من النساء الكثيرات، ومنهن بريئات من التهم الموجهة لهنّ ،وكل تهمتهنّ أنهن أردن طلب العلم!!
هذا النوع من العداء التاريخي الموجود في الفكر الغربي للمرأة لا شك أنه شكّل بيئة خصبة صالحة لتنمو الدعاوى للتحرر والمساواة، ودعوة الغربيات للمساواة كانت مع قيام الثورة الصناعية وما كان فيها من هضم من حقوق المرأة، والزجّ بها في أعمال ليست لها في قسوة منقطعة النظير بما لا يتلاءم مع قدراتها الجسمية، لقد كانت تعمل لساعات طويلة أحيانا أكثر مما يعمل الرجل، ومع ذلك تأخذ أجرًا أقل مما يأخذه النظير الرجل ، الأمر الذي دعا إلى تظاهرات للمطالبة بالحقوق، وتحرر المرأة وغيرها حتى وصل الأمر إلى ما نحن فيه اليوم.
ظرفية تاريخية واجتماعية
نأمل تسليط الضوء على أبعاد حرية المرأة في عالمنا الإسلامي؟
- للأسف الأبعاد كانت واسعة النطاق وأرى أن بعض أسباب هذا عدم إدراك البعض منا للخلفية الظرفية التاريخية والاجتماعية التي عانت منها المرأة وأريد أن أشير إلى رمز من رموز الفكر الغربي المعتدل الذي إن تحدّث عن النساء، وعن الإسلام والمرأة في الإسلام استطاع التخلص من التعصب تجاه الفكر الإسلامي وهي الدكتورة "كارل آرمسترونج" التي لها مؤلفات عديدة منها "إنجيل المرأة " الذي تكلمت فيه عن المرأة المسلمة وعن طبيعة النظرة في الغرب عنها والتصورات الخاطئة عنها البعيدة عن الواقع، يظن بعض المسلمين في مجتمعاتنا أنّ المرأة في مجتمعاتنا عايشت ظروفا مشابهة لما عاشته المرأة الغربية وهذا غير صحيح مطلقاً، المرأة في تاريخ الغرب عايشت ظروفاً مختلفة عما عايشته المرأة المسلمة في بلادنا، ففي الغرب عانت من أفكار تخلّـلتها تعاليم محرفة للكتب المقدسة التي حملت الكثير من العداء تجاه المرأة، وجاءت في تعاليمها: أن المرأة أمرّ من الموت، وأكثر من الأفعى، بالجملة هناك تعاليم لديهم محرفة ن وهذا ليس موجودا لدينا، فالرؤية القرآنية كما هي منذ أربعة عشر قرنا أو يزيد { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ } ، وكان غير ذلك في الكتب المعتمدة لديهم، إضافة للممارسات التاريخية والتي حملت نوعًا من العداء للمرأة، والمرأة حين قامت تطالب بحقوقها والمساواة كان لها ظرفية تاريخية وأجتماعية تماماً تختلف عن المرأة في مجتمعاتنا لأن الذي ضمنها لدينا هو الله الذي خلق الإنسان.
المنصفون يشهدون للإسلام
المرأة في الإسلام لها قدرها أمّا، وأختاً وزوجة ً..كيف نقوم بتوصيل هذا الجانب للناس كافة؟
- كما يشهد المنصفون من الغربيين من المفكرين والفلاسفة ـ لم تهضم حقها على الإطلاق بضمان "الكتاب والسنّة" بل منحت الشريعة الإسلامية المرأة أمرًا أشبه ما يكون بالقفزة النوعية في الوقت لم يكن هناك شيء ما يسمى بحقوق المرأة أو يمكن أن تعطي بيئة ما شيئا للمرأة يسمى الحقوق ولمن الإشكال في التراجع التاريخي الذي حصل، والتأثرات التي حصلت فيما بعد، العوامل الاجتماعية، بعض الأعراف والتقاليد التي مورست في أحيان كثيرة كانت ـ للأسف الشديد ـ تصادم النصوص القرآنية وما جاء في السنة النبوية، ولذلك وضع المرأة في مجتمعاتنا يختلف عن وضع المرأة الغربية، وبالتالي لا يمكن أن نقوم باستيراد المبادئ والأفكار ونحاول أن نستزرعها في مجتمعاتنا لأن المجتمعات التي نعيش فيها والظروف التي نحياها تختلف تماما عمّا في الغرب.
علينا أن نحول الكلام الذي أشرت إليه من "الكتاب والسنة" إلى واقع عاشته المرأة المسلمة في عصر الرسالة والعصر الراشد والعصور التالية المختلفة ولكن على مستويات تختلف بين القوة والضعف، أهم نقطة في هذا أن يخرج الأمر من حيز الحديث والكلام إلى الواقع المعاش، وهو واقع بالفعل، ولكن المهم أن يصل إلى كل من يحاول أن يتحدث عن دور المرأة المسلمة أو يتكلم عن دورها وأن دورها مغيب، والحقيقة هذا كلام غير صحيح، وإنما هذا ناتج عن خلل في كثير من الأحيان أو سوء تقدير يجافي الواقع كما أشرت آنفاً، فالواقع والعمل والممارسة السلوكية والحضارية موجودة بالفعل، ولكن تختلف من مجتمع إلى آخر، ومن ظروف إلى أخرى، ومن شخصية إلى أخرى ومن امرأة إلى أخرى، هذه هي السبل التي تبدو للعيان لا مجرد الكلام الذي لا طائل وراءه.
الإتقان أصل في ديننا
- للإنجاز والإتقان تأصيل في ديننا ، فيجب ألاّ يكون لدينا شخص لا ينتج، وكذا يجب ألا يكون العمل غير متقن، هل كان لدينا هذا المفهوم الراقي ولا نتقدم؟ وما الرابط بين الجانبين؟
- لا بد أن ندرك أن قضية الإتقان هي أصل أصيل في ديننا، القرآن الكريم يدعو إلى الإتقان والإحسان في كل شيء، ليس فقط في العبادة؛ لأن العمل في الإسلام بمفهومه الواسع هو عبادة، فالله سبحانه ذكر ذلك في القرآن الكريم حين قلا في سورة البقرة { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة .. } مفهوم الخلافة تشمل العبادة بمفهومها الشامل الواسع، ويعني التكامل في مفهوم العمل الذي يقوم به فهو عبادة إذا صلحت فيه النية لله في أداء العمل وموافقة ما جاء في الشرع، وما يوافق الشرع يقتضي من الإنسان أن يقوم بأي عمل وبأي وظيفة وبأي دور على أتم وجه، فالإتقان أصل أصيل، وقد تحول إلى واقع في ثنايا الدين، وهو قد صار واقعاً في ثنايا الحياة حين استطاع المسلمون في عصر الخيرية أن يحولوا المبادئ إلى واقع سلوكي، فكانت الحضارة الإسلامية، كان العلماء لدينا رغم تخصصاتهم العلمية فقهاء، ومحدثون وأصوليون،كان لديهم التكامل في العلم والعمل، كان الفهم الواسع للعبادة والعلم والعمل وكان الفهم الواسع للخلافة، هذا أنجب الحضارة الإسلامية التي ظلت في عطائها دهورا طويلة، ويدين لها العالم المعاصر بما قدمته، ونحن لا ندعي هذا لمجرد الادعاء، بل في مثل الظروف غير المواتية التي نمر بها مثل الانحسار أو التقهقر لا تزال حضارتنا لها أثر كبير، ولا زلنا نمتلك بفضل تعاليم القرآن الكريم بواعث الانطلاق الحضاري .
كلي أمل أن تشرق الحضارة الإسلامية من جديد على هذا العالم الذي هو اليوم أكثر من أي يوم مضى بحاجة إلى هذه الإشراقة والإطلالة الحضارية التي طال اشتياق العالم إليها، بناءً على هذا الأمل ممكن أن تتحدد الأهداف التي يمكن - وأسأل الله تعالى أن يعين عليها - في عدة مراحل أو عدة مجالات:
المجال الأول: مجال التربية والتنشئة، وهذا المجال بالذات يعتمد على أمرين: الأمر الأول: فيما يتعلق بتربيتي لأولادي، والجانب الآخر: فيما يتعلق بالإسهام بعملية التـنشئة والتعليم، وهذه أيضاً والحمد لله يستطيع الإنسان أن يقوم بها من خلال التدريس في الجامعة للطلبة والجوانب الأخرى المتعددة والقيام بالفعل بما تمليه اللحظة علي من مسؤولياتي كامرأة مسلمة، أستطيع أن أقول أنه لديّ هموم كثيرة تهم ما يمرّ به العالم الإسلامي اليوم، هذه الهموم لا يمكن أن نقف عند مجرد الشعور بها أو التأسّف أو مجرد التغنّي على أطلال الماضي، وإنما محاولة الإسهام ولو بشيء بسيط سواءً ببحوث أو دراسات أو برامج إعلامية أقوم بها أو أقدمها أو حضور ملتقيات أو تقديم صورة المرأة المسلمة التي من الممكن أن تسهم بالقيام بدور فعّال في النهضة لهذه الأمة ومخاطبة الآخر، أيضاً في ذات الوقت - وهذه نقطة مهمة جداً وينبغي أن أشير إليها - وهي المجال الثاني : مخاطبة الآخر في المجتمعات المختلفة في سبيل إيصال رسالة الإسلام وإيصال دور المرأة المسلمة عملاً وسلوكاً - إن شاء الله - وتطبيقاً.
الدعوة بين الداخل والخارج
في مجال الدعوة إلى الله .. هل تنشطين خارج العالم العربي أم داخله؟
- يشتمل هذا على الأمرين ـ والحمد لله ـ في داخل العالم العربي لدي مشاركات وحضور ندوات وإقامة دورات وفعاليات إضافةً إلى ما أشرت إليه بالنسبة للبرامج الإعلامية التي عرضت على قناة البحرين الفضائية خلال شهر رمضان المبارك الماضي في برنامج كنوز قرآنية وبرنامج حياتنا مع القرآن، وفي خارج العالم العربي أيضاً لي بعض الإسهامات والحضور في الملتقيات والندوات وإقامة دورات وكان البعض منها في لندن في الكليات الإسلامية على سبيل المثال وفي غيرها من الأماكن المختلفة في ماليزيا وغيرها، والحمد لله هناك أنشطة وعندما يمن على الإنسان بلغة أخرى أنه يستطيع أن يتحدث فيها يعني هذه تكون من المزايا التي يمكن أن يخاطب فيها العالم.
هل مكان الدعاة القادرين للتعريف والدعوة إلى الإسلام هنا بين بني جلدتنا أم في الخارج؟
- هذا يعتمد على الشخص ذاته، لا شك أن ما من مكان في هذه الدنيا إلا ويكون فيه صعوبات وتحديات، والتحدي والصعوبات هي التي يمكن أن تكون دافعاً قوياً للإنسان لتقديم شيء معين، ولذلك طلب المصالح أو الحرص على أن يكون هناك مكان في الدنيا لا يوجد فيه تحديات أو صعوبات هذا غير ممكن في هذه الدنيا إطلاقاً ليس على هذه الأرض - كما يقول العز بن عبد السلام - وجود المصالح الخالصة في الدنيا عزيز لا يمكن وإنما الأمور تختلف، فالإنسان يستطيع أن يقدر مع ذاته طبيعة الصعوبات والتحديات التي تواجهه سواء كانت في الداخل أو في الخارج ثم يوازن في أي مكان يستطيع أن يبدع فيه أو يقدم الأكثر فيه أو أن ينشر فيه هل هنا أم في الخارج؟
الآن في وقتنا الحاضر لم يعد خارج العالم العربي أو الإسلامي المكان أو البيئة الملائمة التي نستطيع أن نقول أن الطريق فيها مفروش بالورود أمام قضية الدعوة أو غير الدعوة ولا في داخل العالم الإسلامي، هناك تحديات وصعوبات على المفكر والمبدع المسلم الواعي المستحضر لدوره ولرسالته في هذه الحياة المدركة حجم هذه الصعوبات ويقوم بتقديرها على الوجه الصحيح ويكون لديه خطة إستراتيجية أيضاً للنتائج التي يرغب في أن تتحقق ثم بعد ذلك يوازن بين الأمور بناءً على طبيعة الظروف التي يعيش فيها ويختار فيما بين الداخل والخارج.
التكامل الدعوي بين الرجل والمرأة
الدعوة النسائية فن .. هل هناك تقصير رجالي فيها أم التقصير نسائي فقط؟
- أنا لا أحب الفصل بين الدعوة النسائية والدعوة الرجالية! الدعوة واحدة ممكن أن تقوم بين النساء بشكل معين وبين الرجال بشكل آخر، ولكن لا نستطيع أيضاً أن نقول عن جوانب التقصير هكذا دون دراسات واقعية ودون إحصائيات ودون محاولة لإدراك الواقع الذي نعيش فيه، أيضاً أنا لا أعتبر بأن الحياة بمفهومها العام هي عبارة عن حلبة صراع بين الرجل والمرأة، دور كل واحد فينا يكمل الدور الآخر كما يعلمنا القرآن الكريم، دور المرأة في الدعوة يكمله دور الرجل الداعية في نفس الوقت بدون وجود أي نوع من أنواع التضاد أو التناقض وإنما هو دور تكميلي بالفعل، إذا كان هناك تقصير فالتقصير يقع على هذا الجانب وعلى هذا الجانب وعلى عوامل ينبغي الإحاطة بها أو الدراسة أو الوقوف عليها، وإذا كان هناك إيجابيات وإنجازات فالإنجاز أيضاً والمراحل الإيجابية تعود للرجل وللمرأة على حد سواء، أرى أن الرجل والمرأة يكمل كل منهما الآخر للقيام بهذا الدور.
النساء شقائق الرجال
- أثبتت الدكتورة رقية أن المرأة من الممكن أن تكون صنو الرجل، وشريكة في جهده ـ مع الفارق ـ لماذا نجد المرأة لا تقدم عطاء الرجال؟ ولماذا ينظر للمرأة نظرة أنها أقل عطاء من الرجل، وتهوى فقط الزينة والترفيه؟
- أنا لا أوافق على هذا الكلام أو على هذه النظرة المجحفة سواءً كانت بحق المرأة أو بحق الرجل، إضافةً إلى تحفظي الشديد على قضية التعميم، المرأة شريكة للرجل في الحياة وهكذا القرآن يعلمنا، ليس هناك أي نوع من أنواع الصراع المفتعل بين دور المرأة ودور الرجل، المرأة والرجل لا يستطيع أي واحد منهما أن يقوم بدوره على الوجه الأكمل بدون أن يكون هناك نوع من الشراكة الحقيقية التي جسدتها التعاليم القرآنية والسنة النبوية وكان ذلك بالفعل وحصل هذا بالفعل، قضية أن المرأة ينظر إليها أنها أقل عطاءً من الرجل هذه أيضاً تختلف باختلاف الشخص الذي يقوم بهذه النظرة أو الذي يقيّم أو يقدم هذه القضية، قضية أن المرأة تهوى الزينة ... يعني هذا الكلام أيضاً في عمومياته طبعاً لا يحمل في تصوري شيئاً من الصحة، لأنه أولاً قضية الزينة أو التزين أن الدين الإسلامي دين حضاري ولذلك قال الله عز وجل ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الأعراف : 32، فالزينة أو الجمال ليست بالشيء غير المستحب في ديننا ولكن له حدود وله مجالات وضوابط وآداب، أما إن كنا نقول إن المرأة لا تظهر في وسائل الإعلام بصورة معينة أو أنه لا همّ لها إلا الزينة والحرص على المظهر الخارجي دون الاعتناء بالنواحي الفكرية أو الاهتمامات الأخرى، فأنا في الحقيقة قطعاً لا أرى أن هذه الصورة الموجودة في وسائل الإعلام المختلفة صورة حقيقية أو واقعية للمرأة المسلمة في واقعنا اليوم وفي مجتمعاتنا.
المرأة ليست بهذه الصورة ربما هناك شريحة من النساء لديها هذه الاهتمامات فقط، ولكن هناك شريحة أخرى تستطيع أن تقوم بالتوازن وتحقق التوازن في حياتها وفي أسرتها، تقوم بهذا الدور وفق ضوابطه وآدابه المعروفة في كتاب الله وفي السنّة النبوية، وفي ذات الوقت لديها اهتمامات علمية ثقافية اجتماعية بل حتى سياسية، ليس هناك انفصام في ديننا على الإطلاق فهذه النظرة إذا كانت فقط في وسائل الإعلام فوسائل الإعلام تنقل كل شيء، الصحيح وغير الصحيح الغث والسمين فليست الأمور بهذا الشكل.
أسباب محن الأمّة
- كيف يمكن للأمة الإسلامية أن تخرج من محنها وأزماتها المتتالية؟ وكيف تخرج من خلافاتها وصراعاتها؟
- المسألة فيها عوامل متعددة وجوانب كثيرة جداً، عمليةُ أن نحصرها في جانب واحد هي عملية فيها من التجني الكثير هذا التفكك هو محصلة نهائية لعصور سابقة وعوامل تاريخية وسياسية واجتماعية واقتصادية داخلية وخارجية تمخضت عن الواقع الذي نعيش فيه اليوم، تمخضت عن كثير من هذه الأزمات ومع ذلك ورغم ذلك لا أرى أو لا أحبذ نظرة التشاؤم، أنا دائماً أرى أن الدين الإسلامي والقرآن الكريم على وجه الخصوص يعلم المسلم أن ننظر إلى الواقع نظرة واقعية وليست بنظرة تشاؤم، يحاول أن يستحضر العوامل التي يمكن أن تغير أو تسهم في تغيير هذا الواقع نحو الأفضل ونحو الأكمل إن شاء الله تعالى، لدينا والحمد لله مقومات ممكن أن تدفع بنا إلى التفاؤل أكثر.
هل من أياد خفية وراء الأزمات التي يحياها العالم الإسلامي اليوم؟
- الأمر يحتمل، فطوال سنوات التاريخ الإسلامي التي مرت أو العصور التاريخية المنصرمة كانت دائماً هناك تحديات من الخارج، ولكن هذا لا يمكن له أن يلغي المسؤولية الفردية التي تقع علينا نحن اليوم كمسلمين، قضية أن يلقي الإنسان باللوم على الآخرين أو على العوامل الخارجية فقط دون أن يحاول أن يراجع ما يوجد لديه من إمكانية القصور أو الخلل، هذه لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة، والدين الإسلامي يعلّمنا والقرآن يعلّمنا أن نتحمل دائماً المسؤولية بالفعل وعلينا أن لا نلقي باللوم على العوامل الخارجية فقط، الأمثلة عديدة في "غزوة حنين" على سبيل المثال وفي "غزوة أحد" ، القرآن الكريم حمّل الجيل الذي كان مع النبي عليه الصلاة والسلام أعباء المسؤولية وحمله أعباء وقوع الهزيمة بمعنى: مراجعة المواقف وما يمكن أن يكون قد صدر عن الإنسان أو عن الأمة في أي لحظة من اللحظات من خطأ ومحاولة التصحيح والرجوع إلى النقد الذاتي الذي يشكّل دعامة غاية في الأهمية، في هذا العصر فلماذا دائماً نلقي اللوم، حتى وإن وجدت وإن كانت لا شك أن هذا الأمر لا يمكن له أن يبرّئ الذمة من الشعور بالمسؤولية تجاه الموقف الذي نحن فيه.
ما هو أسعد قرار في حياتك العملية ؟
- مواصلة الدراسة، والسعي الدؤوب لطلب العلم، وكانت النية والطموح يهونان المشقة
ما هو القرار الأسوأ في حياتك العملية؟
- أنا لا أرى بأن هناك قرار أسوأ، الإنسان له تجارب، الإنسان يتعلم منها ولكن أنا شخصياً والحمد لله لا أرى أو لا أشجع على الفكر الذي يقوم على قضية الشعور بالفشل والإحباط، أرى أن الفشل عبارة عن تجربة إن صحت التسمية لأني لا أحب هذه الكلمة حقيقة، ولكن أقول هي تجارب الإنسان يتعلم منها في هذه الحياة حتى حين يتخذ القرار، طبعاً المفروض أنه يحاول الإنسان جاهداً أن يدرس الموقف قبل اتخاذ القرار بشكل صحيح ويحاول دائماً أن يوازن بين الإيجابيات والسلبيات، ولكن مع ذلك حتى في حال اتخاذ القرار يظهر أن هذا القرار لم يكن قرارا صائبا، أو هناك قرار أفضل منه فهذه ليس نهاية الدنيا، على الإنسان أن يراجع النفس ويراجع الخطوات ويحاول أن يقدّم ما هو أفضل بعد الاستعانة بالله تعالى.
العودة لمجدنا ولكن
ما الذي تتمنينه لذاتك، وللأمة ؟
- ذكرت سابقاً أن هناك أمنيات متعلقة بالأمّة وهذا ليس فقط للسبب الجماعي وهذا يرتبط بشكل شخصي، سواء كنت أنا أو أسرتي الصغيرة أو الكبيرة في المجتمع، لا يمكن أن تجد مكاناً آمناً هادئا إلا في ظل تحويط الدين الإسلامي الذي نعشق ونحب ونتحدث عنه منتقلين من ناحية نظرية إلى سلوك وحضارة، فأملي كلّ أملي بالفعل أن نستطيع أو نتمكن ـ أفراد وجماعات ـ من تحقيق هذا الحلم، وتحويل هذه التعاليم الرفيعة إلى واقع وسلوك وحضارة، لنعيد ليس فقط في العالم الإسلامي عافيته وإنما في العالم بأسره الذي ـ كما ذكرت ـ قبل قليل في هذا الوقت بالذات أكثر من أي وقت مضى هو أحوج ما يكون إلى هذا النمو وهذا النهوض وهذه العودة الحضارية الهائلة التي للإسلام فقط وبدون تعصب أو تحيز أن نعيد الأمور إلى نصابها
العالم اليوم يعاني من مشاكل متعددة مشاكل حتى على المستوى الحضاري، مشاكل ليست فقط تختص بالمرأة دون الرجل أو بالطفل، الكلّ يعاني من مشاكل عديدة، أرى أن المسلم عليه مسؤولية كبيرة تجاه ما يحدث في العالم، لأن الإنسان هو اليوم الذي يحمل الكتاب الذي هو "القرآن الكريم" الذي حوى بالفعل أسس النهضة وأسس الحضارة، وهو القادر ـ إذا ما أحسن التعامل معها ـ أن يحوّل كلّ هذا إلى واقع يحيا به العالم بأسره وهذا أملي.
رسالة توجهينها إلى الأمة الإسلامية ؟
- العودة الصادقة إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتحليل المعاني الرائعة العظيمة التي جاءت في كتاب الله عز وجل وجاء التطبيق فيها في سنة النبي الكريم وتحويلها إلى واقعنا اليوم لأنه فعلاً الواقع الذي نعيش فيه اليوم أحوج ما يكون إلى هذا نحن نقرأ القرآن ولكن نريد ليس فقط مجرد قراءة وإنما قراءة وفهم وتدبر وسلوك وعمل وتطبيق، إذا نجحنا في اتخاذ هذه الخطوة أعتقد أن كل ما بعدها سيأتي بإذن الله قريباً عاجلاً.
ــــــــــــ
( * )
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، ابنة عم معاذ بن جبل.وكانت تسمى -أيضًا- "فكيهة"، وتُكنى بـ"أم سلمة" أو "أم عامر الأشهلية".أتتْ النبي ( فقالت: يا رسول اللَّه، إنى رسول مَنْ ورائى من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي، وعلَى مثل رأيي، إن الله تعالى قد بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك.
ونحن -معشر النساء- مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم. وإن الرجال فُضِّلوا بالجُمعات، وشهود الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم، وَرّبينَا أولادهم، أَنُشَاِركُهُم فى الأجر يا رسول اللَّه ؟ فالتفت رسول الله ( بوجهه إلى أصحابه، فقال: "هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟".
فقالوا: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا. فقال رسول الله (: "انصرفى يا أسماء، وأَعْلِمى من وراءك من النساء أن حَُسن تبعُّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كلّ ما ذكرت للرجال". فانصرفت أسماء وهى تهلّل وتكبر استبشارًا بما قال لها رسول الله "ابن عبد البر فى الاستيعاب"
هي في سطور
الدكتورة رقية طه جابر العلواني
الجنسية: بحرينية
العمل الحالي: أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ـ جامعة البحرين
المؤهل العلمي: دكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص - الفقه وأصوله .- تخصص فرعي في العلوم الإنسانية.المؤلفات :- تدبر المعاني في السبع المثاني .- أثر العرف في فهم النصوص (قضايا المرأة نموذجاً).- تفعيل وسائل إدراك الخطاب القرآني .- تدبر القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق
البحوث المنشورة في مجلات محكمة :- مفهوم الآخر لدى الجماعات اليهودية - الحضارة الإسلامية آثارها وخصائصها .- ميراث المرأة بين النص والتأويل .- ظاهرة التقليد ... أسبابها ودوافعها في الفكر الأصولي .- فلسفة تأويل النصوص في الفكر الغربي .- آليات الحوار الناجح في القرآن الكريم .- أحكام الأسرة بين الإسلام والتقاليد الغربية .- ابن قيم الجوزية ومنهجه في تزكية النفس .- إشكالية التأويل في الأديان
مقالات منشورة في مجلات محكمة :- تيار الحداثة وقضايا المرأة .- الانحراف الأخلاقي وأثره في انحسار الحضارات.- فلسفة التطور الدار ونية وأثرها في الفكر الغربي .- تيار النسوية في الفكر الغربي
مقالات في الصحف :- مقالات في جريدة الأيام . تاريخ 15 نوفمبر 2001م- قيمة التوازن وتحقيقها في رمضان .- قيمة الإنجاز - قيمة الإتقان - مؤسسة الزواج في الأديان - الحج مقاصد وغايات - المسلمون وفلسفة الحدث وغيرها
أبحاث في طريقها للنشر باللغة الإنجليزية :Women as demons during the middle ages.”a critical study of myth women are evil widely accepted durin the middle ages
أبحاث في طريقها للنشر باللغة العربية :- مناهج التفكير السليم في القرآن الكريم - أساليب التفكير الإبداعي في القرآن الكريم - الإعجاز الشفائي في القرآن الكريم - علاج ظاهرة القلق والإكتئاب في القرآن الكريم - مفهوم الآخر في الديانة اليهودية - الحوار القرآني .. أساليبه وآلياته وأهدافه .
مشاركات في مؤتمرات : 2003 م .- مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية . سبتمبر 2003م . وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية . مملكة البحرين تقدم بحث عن آليات الحوار الناجح في القرآن الكريم
دورات علمية :قامت بالإعداد والتنفيذ للعديد من الدورات العلمية في مختلف الجمعيات والمؤسسات التعليمية في مملكة البحرين منها:- دورة تدبر القرآن الكريم الأولى .- دورة الإعجاز الشفائي في القرآن تحت عنوان :( القرآن شفاء لكل داء)- دورة التدبر في القرآن الكريم .... منهج تطبيقي في سورة الملك .- دورة تدبر القرآن الصيفية المكثفة ... منهج تطبيقي في سورة القلم .- دورة العلاج السلوكي في القرآن - دورة تدبر سورة الفاتحة .- دورة تدبر الذكر الحكيم في سيرة صاحب الخلق العظيم .- دورة تدبر سورة الكهف
الجوائز والأوسمة :1997م الجائزة الملكية التعليمية المقدمة من قبل فخامة سلطان ماليزيا .1997م جائزة محمد مطلب المقدمة من كلية معارف الوحي والتراث لأفضل خريج في الجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا .
تعليقات