جعفر بن أبي طالب طائر الجنة الغرّيد لقب جميل مليء بالانطلاق والحرية من قيود الأجسام



رجال ومواقف
جعفر بن أبي .. طالب طائر الجنة الغريد

رؤية : عادل صديق

ومن مثل جعفر قربى وشبها ومنزلة عند الله ورسوله ، "طائر الجنة" لقب جميل مليء بالانطلاق والحرية من قيود الأجسام، وأتساءل مع مَن تساءل ممن لم يعلم إلا أن الموت نهاية رحلة الحياة، وأنه توقُّف قسريّ لا فكاك منه، هؤلاء الذين يحبون الحياة؛ ومن لا يحبها ؟ ويكرهون الموت ومن لا يكرهه، هذا شأن بشري تعلّق به الإنسان،ولتصحيح هذه الرؤية جاء نداء الإيمان بإعادة التوازن إلى النفس البشرية ، فالحياة حياتان : دنيا، وعليا، فالدنيا يعشق أصحابها البقاء والالتصاق بالجسد، ويعضّون على ذلك بكل قوة وهذا َلم يُرِدْ إِلاّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ
أما الآخرون فلهم شأن آخر لقد عاشوا نعيم الجنة وهم في الدنيا ـ وجعفر ورفاقه منهم يتشوفون إلى العلياء ويعلمون علم اليقين أن مغادرة الجسد الثقيل بداية حياة جديدة ،واللهِ هذا ليس وهما، فهم يحبون ـ لا أقول الموت ـ ولكن عالما آخر بعد التخلص من ثقل التراب ليحلّق هناك في عالم الروح التي لا يعلم عنه أحدٌ شيئا إلا ربُّها ـ تقدست أسماؤه ـ وطائفة من أولئك الذين أعطاهم الله شيئا من علم الروح وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ

مرّ أبوه "أبو طالب" بشدّة شحَّ المطر،وهلك الزرع والضرع، وهي من المحن التي لا يقدّرها إلا من عاش حياة البادية، فأشار محمد صلى الله عليه وسلم ـ وكان ذلك قبل البعثة بسنوات طوال ـ على عمّه العباس أن يخففا من وطأة الحاجة على أبي طالب بضم ولدين من أولاده إليهما : محمد بن عبد الله يأخذ عليا ،والعباس بن عبد المطلب يأخذ جعفر ، ويوافق أبو طالب،وينشأ الاثنان في كنف بيتين شريفين،ورعاية أبوين لجانب أبيهما أبي طالب .. كم كانت العرب تحب المروءة قبل الرسالة، أما في الإسلام فهي صلة رحم بعد أن جاء الإسلام بشرعته . ويبعث الله برسالته الخاتمة إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، فيُسلم الفتى الأول عليّ ـ كرّم اللهُ وجهَه ـ ، وعلى أثره يُسلم أخوه جعفر رضي الله عنهما، لقد أعجب جعفر بأخيه علي حين وجده يعتزل آلهة قريش التي لا تملك ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وحيث أقبلا على الرسول صلى الله عليه وسلم ، أخذا مكانهما العالي بين المؤمنين السابقين الذين قال الله فيهم.. ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة ـ 100،يسلم جعفر وزوجه أسماء بنت عميس ـ رضي الله عنها ، ويتعرضا للابتلاء كشأن من آمن ، لم يكن يفرق أهل مكة بين سيد وعبد دخل الإسلام ،نعم كان هناك من أهل مكة من له سطوة وسلطان يمنعه من تحرش السفهاء ، ولكن غالب المسلمين كانوا ضعفاء ينالون كل البلاء والأذى
المتحدث الرسمي
ويأذن رسول الله للمستضعفين بالرحيل إلى الحبشة في جوار النجاشي الملك الذي لا يظلم عنده أحد ،ومن بينهم جعفر وزوجه أسماء ،ولكن لم يهدأ أذى مشركي مكة حتى حين صار المسلمون الضعفاء في دار مهجرهم ،فيرسلون رجلين من دهاة العرب ليوغرا صدر النجاشي بعد أن حملا الهدايا إلى بطارقته ووزرائه ليقولوا غير الحق، عمرو بن العاص ، وعبدالله بن أبي ربيعة ـ في جاهليتهما ـ ذهبا إلى الحبشة ،وانبرى داهية العرب عمروبن العاص يستثير الملك " أيّها الملكُ.. قدم إلى بلدك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، بل جاؤوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم، لتردّهم إليهم"... لقد تحدث عمرو يستثير الملك بقيم الجاهلية ، بل يحاول أن يجعل فضول الملك يذهب أن هناك أفضل من دينه مما يعتنقه هؤلاء السفهاء ـ كما ذكر عمرو في فريته ، فهم فتيان قصّر لهم أولياء أمور يطلبونهم ، وكثيرا ما تلتبس هذه الاتهامات على البعض ، ولكن على النجاشي لا .. ولّى النجاشي وجهه شطر المسلمين، ملقيا عليهم سؤاله:" ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا"..؟؟ قام جعفر ـ رضي الله عنه ـ ليؤدي المهمة التي كان المهاجرون قد اختاروه لها إبّـان تشاورهم، وقبل مجيئهم إلى هذا اللقاء .ألقى نظرة محبّة على الملك الذي أحسن جوارهم وقال:" يا أيها الملك.. كنا قوما أهل جاهلية: نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف" . لقد ذكر الموبقات التي تتأذى منها النفوس البشرية ، في حيثيات لتبرير ترك دين الآباء الذي لم يكن دينا يليق بالاعتقاد ، ثم ذكر حيثيات الثقة التي جعلتهم يقبلون على قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ،ويصدقونه ، وكلها صفات تأنس بها النفوس البشرية رغم غرابتها على المجتمع الجاهلي ولا تليق إلا بالأنبياء قال : " فبعث الله إلينا رسولا منّا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته، وعفافه،فهي صفات تلفت الانتباه." ثم لخص في كلمات دعوة الإسلام التي جاه بها للناس فقال: "فدعانا إلى الله لنوحّده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان "وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدماء..ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.. فصدّقناه وآمنّا به، واتبعناه على ما جاءه من ربه، وكلها صفات شرف في المجتمع الجاهلي،وأضاف جعفر : "فعبدنا الله وحده ولم نشرك به شيئا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا." ثم قال عن المعاناة التي لاقوها من قومهم : فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردّونا إلى عبادة الأوثان، والى ما كنّا عليه من الخبائث..فلما قهرونا، وظلمونا، وضيّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك"... كانت الكلمات الشديدة التركيز لها وقع قوي على الملك الصالح ،فطلب المزيد من المعرفة ، فأراد أن يسمع شيئا مما علّمه لهم فقال لجعفر :" هل معك مما أنزل على رسولكم شيء"..؟قال جعفر: نعم..قال النجاشي: فاقرأه علىّ فقرأ جعفر : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا :إلى قوله ـ تعالى ـ وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) من سورة مريم، في أداء عذب، وخشوع فبكى النجاشي، وبكى معه أساقفته جميعا..ولما كفكف دموعه الهاطلة الغزيرة، التفت إلى مبعوثيي قريش، وقال:"إن هذا، والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة.. انطلقا والله، لا أسلمهم إليكما أبدا "..!!انفضّ الجمع، وقد نصر الله عباده، في حين مَنِيَ مبعوثا قريش بخيبة منكرة..لكن عمراً بن العاص كان داهية واسع الحيلة، لا يتجرّع الهزيمة، ولا يذعن لليأس.. وهكذا لم يكد يعود مع صاحبه إلى مكان إقامتهما، حتى ذهب يفكّر ويدبّر، وقال لزميله:" والله لأرجعنّ للنجاشي غدا، ولآتينّه عنهم بما يستأصل خضراءهم"..وأجابه صاحبه: لا تفعل، فان لهم أرحاماً، وان كانوا قد خالفونا".. قال عمرو: "والله لأخبرنّه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، كبقية العباد
إنهم يكيدون كيدا كانت المكيدة كبيرة حقا، فهنا لا مجال للمجاملة، ولا بد أن تقال كلمة الحق، فالأمر يتعلق بالعقيدة لقد وضعهم عمرو الداهية بين شقّي الرحى، فإن هم قالوا: عيسى عبد من عباد الله، حرّكوا ضغائن الملك والأساقفة.. وإن هم نفوا عنه البشرية خرجوا عن دينهم...!! قال عمرو للنجاشي هذه المقولة فجمعهم النجاشي مرة أخرى في اليوم التالي قائلا : ماذا تقولون في عيسى ابن مريم؟ ، قال: نقول فيه ما جاء به نبينا : عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه . وإذا بالنجاشي يقول :والله ما خرج عيسى بن مريم عما جاء به نبيكم مقدار شعرة ،ويأمر بردّ هداياهم الرشوة التي جاء بها عمرو وصاحبه إلى النجاشي وبطارقته كي يضيقوا، ويبطشوا بالمؤمنين، ويخرج مبعوثا قريش مقهورين يجرّان أذيال الخيبة، وأقام المسلمون في الحبشة عند النجاشي في بخير دار وأكرم جوار آمنين،حتى مما يذكره التاريخ أن النجاشي تعرض لبعض القلاقل في ملكه، فجهز سفينتين للمهاجرين خوفا ألا يمكّن له، وظل مهاجرو الحبشة في البحر حتى نصر الله النجاشي فأعادهم إلى أمانه. ويظل جعفر و زوجه عشر سنوات في الحبشة ويأتي وقت العودة لهؤلاء المهاجرين ومعهم جعفر وذلك عقب غزوة خيبر في العام الثامن للهجرة ، ويفرح رسول الله بعودة جعفر ويقول :ما أدري بأيهما أفرح، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟!! وفرح المسلمون بقدوم جعفر الفياض ، لقد كان محبا للمساكين يحدب عليهم ، يطعمهم ويقربهم حتى أنه أطلق عليه " أبو المساكين ". يقول عنه أبو هريرة : كان خير الناس لنا ـ معشر المساكين ـ فقد كان يمضي بنا فيطعمنا ما يكون ففي بيته ،حتى إذا نفد طعامه أخرج لنا قربة السمن فنشقها ـ و نلعق ما علق فيها من السمن، بمثل هذه الرحمة دانت لهم الممالك، وفارق بينهم وبين مسلمي اليوم الذين أحبوا الدنيا وصاروا لا يفكرون إلى في أنفسهم،في أَثَـرَةٍ لا حدود لها ، عدموا المروءة مع ذوي الحاجات ، وفقدوا النخوة أمام عدوهم
طائر الجنة لبث جعفر في المدينة يتشوف للجهاد لما سمعه من مواقف الصحابة في قتال المشركين، كان جعفر يريد الشهادة، أسرها في نفسه ،وكأنه يريدها عوضا عن الوقائع التي لم يشهدها وهو في مهجره الحبشة ،وسرعان ما يبدأ الجيش المسلم يتجهز، لقد أرسل رسول الله رسالة إلى عظيم بصرى وهي مدينة متاخمة للشام ،وكان يحملها الصحابي الجليل الحارث بن عمير، ولكن يقتله عامل الرومان على البلقاء في بلاد الشام، وكلّ التقاليد الحربية قديما وحديثا تحرّم قتل السفراء ومبعوثي الدول، ولكن ينقض الرومان وعملاؤهم هذا المبدأ ، فيعلن رسول الله النفير في جيش من قوامه ثلاثة آلاف مقاتل !! ويجعل عليه ثلاثة من القادة: زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة ولكن هذه المرة كانت فرصة الشهادة لجعفر أكبر في مواجهة الرومان أكبر قوى الأرض في ذلك الحين التي أعدت مائتي ألف مقاتل وأوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا مكان شهادة الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم، وقال لهم: "اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغيروا، ولا تقتلوا وليدًا ولا امرأة، ولا كبيرًا فانيًا، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناءً
على خُطا مصعب بن عمير
ويدخل المسلمون المعركة وهم على يقين أنّ أيّ النتائج فيه خير كثير النصر أو الشهادة، ويخر زيد بن حارثة شهيدا، ويأخذ الراية جعفر الذي كان يتشوف للشهادة ، ويشم رائحة الجنة دون مؤتة ، بل يوغل في صفوف الرومان رغبة للشهادة،وحين أعاقته فرسه نزل عنها ، وعقرها حتى لا يطأ صهوتها أحد غيره، كان أسدا مزمجرا، يحمل الراية في يمينه ويقاتل بشماله ، فأصبح هدفا للكثيرين،وتصل إلى يمينه ضربة فتقطعها ، فيكف عن القتال حتى لا تسقط الراية، فيكـرّ عليه أحد فرسانهم فيقطع شماله، فيضم عليها عضديه ففاضت روحه، لقد ثبت ـ رضي الله عنه ـ كالطود الأشم لا يتزحزح حتى تنال منه ضربة، غلبه بعدها الموت لينال الشهادة وهو يعانقها ولا يريدها أن تسقط، .. أي فداء هذا ؟ وأية رغبة في الجنة هذه؟ ، لم ير جعفر مصعبا في موقفه حين كانت معركة أحد محتدمة، كأنه أراد تقليدا للرجال الذين نذروا حياتهم لله فتتشابه الخُطا
وكأنه أراد أن يلقى مصعبا هناك في الجنة يتسابقان في حواصل طير خضر في نعمة من الله وفضل يستبشرون بنهمة من الله وفضل، أو يتسامران حول الدنيا وزينتها، وكيف لم يكن لهم نصيب منها ـ ويحمدان الله أن لم تكن عوالق الدنيا موانع عن الشهادة والفداء، حيث هناك النصيب الأوفى، أي روح محلّقة هذه التي ترغب في الجنة فحسب، ولو عاشت كما يعيش الغرباء شظف العيش العمر كله ؟ و يأخذ الراية عبد الله بن رواحة حتى نال الشهادة التي كان يتغنى بها، لقد كان الرومان يظنون أن الحرب دقائق ويستأصل المسلمون وينتهي هذا الإزعاج الذي جاءهم من المسلمين ،وكانت الدهشة كبيرة أن تستمر المعركة ليومين ثم يأخذ اللواء خالد بن الوليد سيق الله الذي أحكم خطة مؤتة للانسحاب، وضلل استطلاعات العدو وأوهمهم أنه جاءه مدد من المدينة حتى لا يتبعوهم في انسحابهم،كانت الخطة حكيمة حتى لا يفنى الجيش الصغير الذي كبّد الجيشَ المقاتلَ العتيد الرومانَ الكثير من الخسائر
لقد كانت مؤتة الدرس الكبير، بل ميدانا للفداء والتضحية، وكانت أول احتكاك كبير بدولة عظمى، جعلت الرومان يحسبون للمسلمين ألف حساب حتى جاءت اليرموك لتدول الدولة الرومانية الكبرى على أيدي المسلمين ويبلّغ الله ـ سبحانه ـ رسوله نبأ المعركة الباسلة، لحظة بلحظة ، ويحزن لشهادة القادة الأحبّة، ولكن كان أشد حزنه على جعفر، لقد كانت أسماء بنت عميس تتجهز لاستقبال زوجها، كانت تغسل صغاره، وتلبسهم الثياب وهي لا تعلم أن الموعد مع زوجها الحبيب الجنة. دخل رسول الله عليها وعلى وجهه مسحة الحزن فقالت في نفسها :" سرت المخاوف في نفسي غير أني لم أشأ أن أسأله عن جعفر مخافة أن أسمع ما أكره ". يأتي صغار جعفر متهللين كعهدهم برسول الله حين يأتي، يعانقهم رسول الله وهو يبكي، وتبكي أسماء لقد أدركت ما حدث للقادة الثلاثة ،سألت رسول الله : أبلغك عن جعفر وصاحبيه شيء يا رسول الله ؟ قال : نعم لقد نال الشهادة . وغابت البسمة عن أسماء وصغارها، ويدعو رسول الله دعاء نردده كلنا : اللهم اخلف جعفرا في أهله ، ثم يقول : " لقد رأيته في الجنّة.. له جناحان مضرّجان بالدماء.. مصبوغ القوادم". قال عنه عبد الله بن عمر:" كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه، فوجدناه وبه بضع وتسعون ما بين رمية وطعنة"..!! رضي الله عن جعفر ورزق جنود الأمة صحبته في الفردوس .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان