حوار الدكتور محمود الزهّار:نقول للعرب ادعمونا بالمال والمواقف والباقي علينا


قبل الحوار
يعود هذا الحوار لشهر نوفمبر2006 م حين كان الدكتور الزهار وزيرا للشؤون الخارجية للحكومة الفلسطينية وقبيل انعقاد ملتقى مكة الذي سعى لردم الفجوة بين حماس وفتح رغم قناعة الكثيرين من القادة العرب بشرعية حماس وسلامة موقفها  ولكنه درس في مقتضيات السياسة ومجاملة أناس على حساب الحق وإرادات الشعوب،ولفت انتباهي بساطة الدكتور الزهار وتواضعه، وأحسست أن الرجل على وجهه مسحة شهيد وهذا مطلب له ، ورغم أنه كان ذا منصب سياسي إلا أنه لم يتخل عن طبيعة المقاتل تواضعا وتبسطا، ومما لفت نظري عدم احترام العاملين في السفارة الفلسطينية من أبناء فتح لأنفسهم في تعاملهم مع صاحب المعالي الوزير .. فقد قال شاب مكلف بمرافقة معالي الوزير الزهار لزميله ساخرا : مدوخنا معاه من الصباح، وهذا هو الفارق بين فتح وحماس فالعلو والكبرياء لمن تدعمه الدول الكبرى
وكنت قد أرسلت مجموعة اسئلة محرجة لفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولكنه لم يعرها اهتماما للأسف بل أجّلها ثم سافر، وبعد تم ملتقى مكة وشاركت فتح /حماس في الحكومة ولم يتحقق مما اتفقوا عليه إلا هذا الإنجاز، ولكن استمر أمن الرئاسة ، والأمن الوقائي في التعامل بعقلية المجرم الذي يسرق شعبه ، ويسفك دماءه حتى حسمت حماس الأمر بالسيطرة على مقرات الرئاسة والامن الوقائي بعد أن فقد الشعب الفلسطيني ما يقارب 400 من الضحايا من الذين يقولون ربنا الله، وتنقلب الدنيا على حماس التي أجهضت انقلابا تم التخطيط له مسبقا وتم فضحه ضد الحكومة الفسطينية التي تقودها حماس والقضاء على القوة التنفيذية
ولا يكلف أحد نفسه بإلقاء نظرة إلى الوراء قليلا على الأحداث لتكون نظرته موضوعية
و هكذا الدنيا

الدكتور محمود الزهّار
لن نترك خيار المقاومة
ولن نكون عبيداً لأمريكا

إسرائيل لن ترتدع عن قتل أبناء شعبنا

 نقول للعرب
ادعمونا بالمال والمواقف والباقي علينا
سجل حماس نظيف ، وشعبنا يدعمها

كان لاجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب والذي دعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي في سبتمبر الماضي فرصة للمصارحة، ولإقرار المبادئ، وفرصة للتعبيرعن مناصر القضية الفلسطينية ليس فقط على الصعيد الرسمي بل على الصعيد الشعبي ، فقد عبّرالاجتماع عن نبض الشعوب العربية والإسلامية التي طالبت بكسر الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني المرابط ،حيث سعى إلى دعم كفاح الشعب الفلسطيني ولو بالكلمة والموقف، ودعم حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته، وحقه في حلّ عادل لقضية اللاجئين والإدانة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في بيت حانون ، وكانت الاجتماع مناسبة مباشره لمعرفة رأي الحكومة الفلسطينية التي تعاني الأمرّين مع شعبها من الحصار والاعتقال والقتل والتشريد،وأيضا رفض الاجتماع الاستخدام الأمريكي الجائر للفيتو لإحباط مشروع القرار الذي تقدمت به قطر باسم المجموعة العربية لإدانة المجزرة ـ بيت حانون ـ ممادعم الشك في فعالية الدور الأمريكي
وكان هذا اللقاء مع الدكتور محمود الزهّار، وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الأسبق

حوار :عادل صديق
إلى أي مدى دعم لقاء منظمة المؤتمر الإسلامي كفاح الشعب الفلسطيني؟.
لاشك أن لقاء منظمة المؤتمر الإسلامي عزّز الموقف العربي الذي عقد مسبقاً من وزراء الخارجية العرب لتعزيز كفاح الشعب الفلسطيني.

· هل خذل الموقف العربي حكومة حماس أم أن هناك ضغوطاً عالمية فوق العادة؟
الضغوط فوق العادة مستمرة فالعرب أكدوا دعمهم للقضية الفلسطينية فمنذ أيام في اجتماع القمة القاهرة أكدوا هذا الدعم كما أن الدول العربية التي لم يكن لها صلة بالحكومات السابقة أكدت دعمها لحكومة حماس الحالية مثل ليبيا والكويت، كما قمنا بزيارة لدول عربية وإسلامية وكلها أكدت دعمها لقضيتنا.

هل تغيرت نظرة الشعب الفلسطيني لحكومة حماس عقب حملة التجويع الذي يتعرض لها؟ الشعب الفلسطيني كعقوبة على اختياره لحكومة حماس.أم تنتصر المبادئ على المعاناة؟
الإحصاءات أكدت تمسك الشعب بحكومته رغم المعاناة التي يعانيها ورغم افتعال اضطرابات في الدخل الفلسطيني ، والاضطرابات من قِبل البعض مثلما حدث في قطاع التعليم مثلاً ولولا ذلك ما استمرت حكومة حماس الشرعية .

· كثير من أبناء فلسطين عُملاء للعدو ما موقف الفصائل المختلفة من هؤلاء؟
من المبالغة أن تقول كثير فالضعفاء لدينا قليلون، وأغلبهم معروف وسبق اتخاذ إجراءات قانونية نحو البعض لردعهم ، فغالب الشعب الفلسطيني لا يستجيب لأي إغراءات من أي جهة ,وسيقدم من تثبيت إدانته لمحاكمة عادلة

.
· هل تنجح الدول الإسلامية في كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني؟
الذي كسر الحصار بدايةً هو قرار من وزراء خارجية الدول العربية والمؤتمر الإسلامي،وأراد المؤتمر الإسلامي دعم الموقف العربي،ومن المعروف أن نسبة دعم الدول الإسلامية كان قليلاً في حكومة حماس، بدأت هذهِ الدول تدعم الموقف الفلسطيني على المستويين الرسمي والشعبي.
 أما كسر الحصار فهي خطوة هامة لتعزيز الموقف الفلسطيني السياسي تجاه الموقفين الأوروبي والأمريكي، ونقلت الصراع من مستوى رفض الدول العربية والإسلامية والحكومة الفلسطينية لمقترحات دولية تقف إلى الجانب الإسرائيلي وهذا التغير ينعكس في الموقف الإسرائيلي الآن الذي أخذ يهدد ويتوعد ويخرّب ويغتال ـ وهذا ليس بجديد ـ ،

لقد بدأت منذ ثلاثة أسابيع مجزرة"غيوم الخريف" التي أسفرت عن استشهاد مائة مواطن بينهم 19طفلاً وتجاوز الجرحى 350 جريحا بينهم الكثيرون مصابون بإعاقة دائمة دائمة في الأطراف، ففي بلدة بيت حانون قتل 19 مدنياً في استهداف لحي سكني كامل 17 منهم من عائلة واحدة عائلة العثامنة من بينهم ستة أطفال منهم رضيعة عمرها 6 أشهر، كما قامت باغتيال 10 من خيرة أبناء شعبنا في وقت قصير،بالإضافة إلى الحصار الدائم، والتضييق على أكثر من مليون ونصف إنسان يعيشون ظروفاً إنسانية قاهرة من نقص من الغذاء والدواء لإغلاق المعابر هذا في الفترة الأخيرة فقط ، ولا يزال التعسف الإسرائيلي ، والاستخدام المفرط للقوة تجاه المدنيين العزّل قائما، وهو ليس بجديد على العدو الإسرائيلي ـ كما قلت ـ .

نعم لدينا خسائر كثيرة بشرية وفي بنيتنا التحتية، لكن هناك خسائر أمنية للعدو في فلسطين،وعسكرية في لبنان لتنعكس الصورة في الموقف الإسرائيلي في تهديده ووعيده لمواصلة إجراءات القهر لشعبنا لخسارته الأمنية والعسكرية التي يضاف إليها خسارة سياسية فضلا عن تراجع الموقف الأمني الأمريكي وتقدم للموقف الأوروبي ونجاح الدبلوماسية الفلسطينية..

خرج حزب الله من اللعبة بفعل القلاقل المثارة في لبنان بعد تحقيق نصر،وإرعاب إسرائيل، ما وجهة نظركم في ذلك ؟
يجب ألا نغفل حادثتين عملية "الوهم المتبدد" في قطاع غزة التي ضربت نظرية الأمن الإسرائيلي الذي تعتمد الحرب الخاطفة والاعتماد على آلة الحرب الإسرائيلية ،لقد فقدت إسرائيل صوابها حين دخلت المعركة من داخل حدودها،أعقب ذلك خطف جنديين إسرائيليين،كان لذلك بلا شك ـ أثر بعيد على الجانب الفلسطيني واللبناني والعربي والشرق الأوسط بناءً على ذلك كان عدم تحقيق أهداف أمريكا ولبنان أدى إلى توقّف هذا المشروع فكان وضع سوريا أفضل وكذلك العراق وأفغانستان،وبالتالي كان وضع فلسطين أفضل.

· هل تقومون بمساع لتسليم الجندي الإسرائيلي؟
الكلام الواضح المعلن لا تسليم للجندي دون مقابل نحدده نحن حسب مصلحة شعبنا فلدينا أكثر من 10 آلاف أسير في السجون الإسرائيلية


لمعالي أمين منظمة المؤتمر الإسلامي جهود كبيرة لحشد "رأي عام إسلامي" من أجل دعم كفاح الشعب الفلسطيني فهل يُحقق المؤتمر الإسلامي في مدينة جدة بالتنسيق مع الدول العربية نتائج على أرض الواقع؟
بالتأكيد لن تقل النتائج عن نتائج مؤتمر جامعة الدول العربية في القاهرة عندما يؤكد على كسر الحصار وملاحقة مجرمي إسرائيل قانونياً، ودعم منظمة حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني المحاصر عندما يتحدث عن الاستهجان الشديد للموقف الأمريكي المتعلق بالفيتو،والمطالبة بآليات لدعم الشعب الفلسطيني كل هذا بالتأكيد انعكس على القضية الفلسطينية.

ماذا يملك العرب في الوقت الراهن تجاه إسرائيل التي ترتكب المذابح ضد الشعب المحاصر حكومة وشعباً ؟
لا نريد غير إمدادنا بالمال والموقف السياسي ونحن نتدبر أمرنا إن شاء الله

هل قرارات وزراء خارجية الدول الإسلامية ملزمة للمنظمة الدولية وتشكل ضغطاً على إسرائيل؟
عدد الدول الإسلامية كبير وتشكل ضغطاً على الأمم المتحدة وموقفها مجتمعة مؤثر في كافة المحافل الدولية ومنها المؤتمرات خارج الأمم المتحدة مثل مؤتمرات دول عدم الانحياز والدول الآسيوية والأفريقية كما أن لها أثرا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وعبر المفاوضات الثنائية مع أوروبا، ويمكن أن تحقق الكثير من الإنجازات.

ماذا عن الفيتو الذي يجهض وباستمرار أي قرار إدانة لإسرائيل وتجاوزاتها؟
قرار الفيتو يهدد مصداقية أمريكا في العالم وفي الأمم المتحدة، من المؤكد أن أمريكا ستجد من يرفع صوته بالاستنكار للمواقف المشينة على غرار رؤية أوروبية لتغيير نهج الأمم المتحدة وحق الفيتو.

لو لم يرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني هل تترك حماس الحكومة وتعود للغة السلاح؟
حماس لم تغادر ميدان المقاومة ،ومستمرة في الحكم إن شاء الله ،وبإرادة الشعب، لقد حققنا مكاسب كبيرة على المستويين المالي والإرادي نحن مستمرون في كل الخيارات ونجحنا في كل الخيارات بنسب كبيرة يعكس توقعات الكثيرون.

كيف يتحقق الاتفاق بين فتح وحماس وهما على طرفي نقيض؟
هناك برنامج للوفاق الوطني وليس برنامج "وحدة وطنية" برنامج الوفاق الوطني عبارة عن بنود محددة،الحكومة عليها إن تنفذ هذهِ البنود التي ألتزمت بها استمرت الحكومة،وإن لم تلتزم بها هناك مجلس تشريعي يفصل في الأمر.

رغم كفاح فتح الطويل إلا أن هناك حقائق أدانها الشعب الفلسطيني؟
نعم هناك قضية التعاون الأمني مع إسرائيل ضد حماس،والفساد الإداري والمالي، وقضية التنازل عن مبادئ أساسية تتعلق بالأرض والإنسان كل ذلك أدى إلى اهتزاز مصداقية فتح الأمر الذي انعكس على النتائج الأخيرة.

· هل كان خيار الشعب مزيفاً لِيشهِر كثير من الكبار في فتح سيف الطعن لحماس وحركات الكفاح المسلح؟
لقد كان العالم شاهداً على نزاهة الخيار الفلسطيني، كانت الانتخابات حرة ، وأي رفع لسيف الطعن لحماس يكون سيفا من خشب .

هل من الممكن أن نرى فتح- حماس وحدة في وطن واحد؟
لماذا ترون أن الشعب الفلسطيني ظاهرة مميزة في الدنيا ؟ كل الدول بها خلافات بين الأحزاب والمبادئ، في أمريكا يوجد حزبان كبيران، وبريطانيا بها أحزاب كثيرة لسنا بِدعاً من العالم فليس بالضرورة أن تكون حماس نسخة من فتح أو فتح نسخة من حماس.

الغرب لا يريد دولة عربية سوية اسمها فلسطين لأن وجودها يعني إنهاء دولة إسرائيل هل هذا واقع أم هناك رأي آخر؟
نعم هذا واقع، ولكن الغرب ليس إلهنا، ولن ننصاع للغرب في هذهِ المسألة ولا غيرها.

· لا تقتنع العامة بمقولات القيادات التاريخية ويرون أنهم مزايدون..ما مدى صحة ذلك؟
نتائج الانتخابات أجابت على هذا السؤال.

تعليقات

‏قال خالد حفظي
مبرووووووووووووووووووووووووووووك

جعل الله لك فيها الخير ولأمتك النفع
اللهم آميييييييييييييييييييييييين

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن