"سبتة ومليلية" محتلّة حتى إشعار آخر


خوان كارلوس الأول - ويكيبيديا
الملك خوان كارلوس

صحفي اسباني يقترح على اسبانيا بيع 'سبتة ومليلية' للمغرب لمواجهة ...

يبدو أن الاضطرابات التي نشبت في المدينتين "سبتة ومليلية" على الساحل المغربي ، والجدل الذي ثار ، ومظاهر الغضب ـ الصادقة أو المصطنعة ـ أثار شجون البعض من جرّاء زيارة "الملك خوان كارلوس" ملك إسبانيا ـ الصديق للعرب ـ للمدينتين المحتلتين الاثنين 5 نوفمبر 2007 م في استقبال حار وباللغة الإسبانية من عشرات الآلاف من سكان سبتة مرددين "تحيا إسبانيا Viva España" و"سبتة إسبانيا Ceuta es el español", لتطلق المدفعيّة 21 طلقة وتدقّ "أجراس الكنائس" تحية لوصول "الملك "وقرينته الملكة صوفيا.ليقول "الملك " الذي يخاطب رعاياه :
"كان علىّ التزام لا بد من الوفاء به إزاء سبتة وسكان سبتة وسلطاتها"ولم يلمّح أبدا إلى التوتر الذي أثارته زيارته مع "الرباط الصديقة" التي تعد المدينتين"سليبتين"،حيث تمارس إسبانيا سلطتها على سبتة والتي حرفت اسمها إلى سيوتا Ceuta منذ العام 1580م وعلى مليلية منذ العام 1496م اللتين كانتا"حصنين"متقدمين خلال استعادة الملوك الكاثوليك للأندلس من أيدي المسلمين الذين حكموا إسبانيا ـ البرتغال قرونا عديدة.
ولم يؤثّر ـ بالطبع ـ استدعاء المغرب للسفير المغربي في إسبانيا للتشاور، ولا الكلمات الساخنة بأن الزيارة مؤسفة، ولا قول رئيس الوزراء المغربي "عبّاس الفاسي" الساخن أثناء جلسة للبرلمان المغربي خصصت لهذا الشأن: 
ملك المغرب رفض أن يكون كومبارسا في قمة "الاتحاد من أجل المتوسط ...
أن على إسبانيا "أن تعي أن زمن الاستعمار قد ولّى لغير رجعة" ولا ما قاله أمام أنصاره في حزب الاستقلال إنّ "سبتة ومليلية" جزء لا يتجزأ من التراب المغربي ورجوعهما سيتم من خلال المفاوضات المباشرة كما تم بالنسبة لطرفاية وسيدي افني والصحراء المغربية". ويطالب المغرب منذ استقلاله عام 1956 باستعادة "سبتة ومليلية" وإن كان على حياء.

الملك "خوان كارلوس"لا يعير أذنه لأحد ولم يعبأ كذلك بما أقرّته "الجامعة العربية" ـ ذات القرارات ـ من حقّ المغرب في استرداد المدينتين المستعمرتين وإعرابها عن "التأييد الكامل" للمغرب في الأزمة التي نشأت مع زيارة ملك إسبانيا " الملك " خوان كارلوس ، وتعبير الجامعة في بيان لها عن "التأييد الكامل للمغرب في مطالبته باحترام حقوقه العادلة في هذا الشأن". 

ولم ينسَ كاتب البيان أن "يجنح للسلم" في بيانه الرسمي بأنّ "الجامعة العربية تتطلع إلى أن تتم تسوية هذه القضية "بالحوار الدبلوماسي" والطرق السلمية في إطار العلاقات القائمة بين البلدين وأحكام معاهدة الصداقة وحسن الجوار التي تحكم هذه العلاقات بين البلدين الجارين". 
ليبيا تهدد بالانسحاب من جامعة الدول العربية - وكالة أنباء تركيا

ويبدو أننا اعتدنا على دغدغة المشاعر الوطنية بكلمات ليس غيروما أدراك ما للجامعة من عدم وزن لدرجة أنّ كل ما يصدر من مقررات لا يأخذ من التنفيذ إلا الجوانب البروتوكولية التي لا تتعدى الضيافة الفخمة، والاستقبالات الفارهة والابتسامات المصطنعة ومنصات العنتريات المعتادة والنصح بـ "الحسنى " ولا تملك الجامعة آلية التنفيذ لمقرراتها وإنما تترك لوزارات الخارجية المخوّلة بالإبلاغ فقط للقادة الذين لكل منهم شأن يُغْنيه، وإن كان البعض منهم يحترق من أجل أن يكون لنا من الأمر نصيب .

وهي من المدن التي لا يزال مصيرها "معلّقا" وإن كانتا تشكلان ورقة ضغط مغربية أحيانا لاستمالة إسبانيا أثناء مفاوضات الصحراء ، بينما الشعب المغربي مجتمعا يطالب الحكومة باستعادة المدينتين في حين المغاربة أفرادا يتمنى الواحد منهم أن يجد له ثقب إبرة في خرائب "سبتة أو مليلية" من شدة الحاجة !

المدينتان مستعمرتان 
وبقي أن نذكر بكل أسىَ أنه لم تدخل المدينتان في تعهدات "إسبانيا الحديثة" بعد ـ حقبة الاستعمار ـ بإعادة أراضي المستعمرات المحتلة إلى أصحابها ، فهي وسكانها ينعمون بالترف الأوروبي المتاح ، وسكانها "الأسبان والمتأسبنون" في رضا أو شبه رضا عن الوضع الحالي من منطلق اقتصادي صرف بينما الشعوب العربية في الشمال الأفريقي ترزح تحت نير الحاجة حين تقارن بين الحياة الأوروبية والأفريقية .. فأيهم اقرب إلى الفهم ، والتعقل: الوطنية أو المقومات المعيشية؟

مشكلة "سبتة ومليلية" ليست مشكلة "استعمارية" ـ وإلا كان من السهل تركها خالصة للمغرب ـ و زيارة العاهل الأسباني لا يمكن اعتبارها استفزازية بالمنطق القومي ـ لأبناء المدينتين من ذوي الأصول المغاربية ، أو الإسبانية ، أو من فلول الهاربين من محاكم التفتيش التي ، فالمدينتان مستعمرتان تتحكم فيها المصالح التي يسعى إليها ساكنوها رغبة في أن تكونا يوما من أوروبا .

لقد تغيرت خريطتهم الديموغرافية السكانية ـ عبر قرون ـ خلال الاحتلالين البرتغالي ، ومن بعده الأسباني، فمثل هذه الأحكام السريعة تصدر ـ غالبا ـ لمحاولة إسكات إرادة سكان "سبتة ومليلية" "المتأسبنين" أوالأسبان أنفسهم، بمسيحييهم ومسلميهم، و"بلا أسف" 

فإن الأفكار الأوروبية للسكان تغيرت إلى أفكار أوروبية في مسألة المواطنة فأهل "مليلية" مثلا، هم أكثر يمينية من اليمين الأسباني، فمن هذه المدينة انطلقت حركة الجنرال " فرانسيسكو فرانكو" عام 1936 وصولاً إلى مدريد، وأزاحت " الملك " "خوان كارلوس" في الانقلاب الذي قام به والنظام الدكتاتوري الفاشي الذي ترأسه للسنوات الأربعين التي تلت ذلك. وفي هذه المدينة ينال اليسار أدنى نتائجه الانتخابية مقارنة باليمين.

احتلال قديم

فمنذ عام 1415 م حكم البرتغاليون سبتة، وعندما رزحت البرتغال تحت الوصاية الإسبانية في نهايات القرن السادس عشر انتقلت السيادة على سبتة إلى إسبانيا، حتى إذا عادت البرتغال فاستقلت، كان شرط عهدة الاستقلال، أو معاهدة لشبونة في العام 1668 م اعتراف البرتغال بحق إسبانيا في سبتة. ويوم حاول "مولاي إسماعيل" من السلالة العلوية استعادة مدينة "سبتة" أسوة بمدن أخرى، قاومته المدينة، وتحطمت محاولاته عند أسوار قلاعها. كذلك فشلت بريطانيا العظمى في احتلالها، مع أنها نجحت في السيطرة على جبل طارق.
إسبانيا: حققنا انتصارا في النزاع مع بريطانيا على جبل طارق | قناة الغد

ويبدو أن "الشعوب العربية" لم تبلغ الرشد من المنظور الأوروبي لتحكم بعض البقاع الاستراتيجية مثل مضيق "جبل طارق" الذي يعدّ مدخل البحر المتوسط الوحيد الذي يتحكم في الملاحة العالمية على غرار قناة السويس في مصر وخاصة لخدمة الاقتصاد "الأوروأمريكي" ، الهاجس الأسباني من تغلغل "القاعدة" في المغرب التي تؤمن أن سبتة ومليلية بقاع محتلة لا بد من السعي لتحريرها بـ "مختلف السبل" ويبدو أيضا أن الغضب الشعبي يدفع الحكومات إلى الكلام ليس إلاّ فالسياسة كلام ولا تعبر عن إرادة الشعوب المقهورة ، بل على حياء تطالب الحكومات بالحوار والاحترام المتبادل من قبل الطرفين الشريكين في النزاع الأسباني والمغربي الذي يتكلم فقط عند الأزمات .

تظاهرات رافضة للزيارة 
لقد حطم متظاهرون مغاربة بوابة الحدود عند الجانب المغربي من معابر مدينة "مليلية المحتلة" التي زارها " الملك " خوان كارلوس بعدما زار "سبتة المحتلة"، على خلفية التوتر في العلاقات المغربية ـ الإسبانية ـ وكان على أثر ذلك ـ وربما بإيعاز من الحكومة المغربية للتعبير كصمام أمان للداخل المغربي ـ فزحف مئات وليس آلاف المتظاهرين الذين كانوا يحملون الأعلام المغربية في اتجاه البوابة الحدودية، وتمكنوا من اقتحام المركز الحدودي المغربي رغم تطويق قوات الأمن المغربية للتظاهرة للغضبة "المضريّة" التي لم تخضّب بالدم.


وحاول المتظاهرون أيضاً اقتحام البوابة الإسبانية التي تعززت حولها قوات الحرس المدني، في حين حلّقت مروحيات إسبانيا في أجواء المنطقة، وأعقب ذلك اعتقال قوات "الحرس المدني الإسباني" المستشار "يحيى اليحيى" رئيس لجنة الصداقة المغربية ـ الإسبانية حين حاول دخول "ميليلة" وهو يحمل العلم المغربي.. الذي كان قد صرّح قبل بأنّ السكان المغاربة المسلمين في "مليلية"يعانون المعاملات غير الإنسانية من طرف السلطات الإسبانية"، في إشارة إلى أوضاع السكان المسلمين المتحدّرين من أصول مغربية. وزاد اعتقال المستشار المغربي في تأجيج المشاعر الشعبية لدى المتظاهرين الذين استمروا في الاعتصام ساعات طويلة، بينما لجأت السلطات الإسبانية إلى إغلاق المنفذ الحدودي الوحيد على الطرف المغربي. وذكرت المصادر الإسبانية أن المستشار المغربي سيحال إلى المتابعة القضائية في "مليلية" التي يقيم فيها المستشار !.

ويستمر التفاعل السياسي لتداعيات زيارة "الملك" خوان كارلوس لـ "سبتة ومليلية"، ليصدر البرلمان المغربي بياناً مشتركاً بين مجلسي النواب والمستشارين ليندد فيه أيضا بالزيارة لتكتمل المنظومة الشعبية والرسمية ، لكنه ـ ويا للأسف ـ دعا إلى فتح حوار بين البلدين ينطلق من الإقرار بمبدأ الاحترام المتبادل وتصفية الاستعمار عن المدينتين المحتلتين .
كارلوس لشافيز: أخرس 
ملك إسبانيا يهدي الرئيس الفنزويلي قميصا كتب عليه «لم لا تصمت»



كيف ينظر المستعمرون السابقون لدول العالم الثالث، أو التي كانت يوما مستعمرات تنزف خيراتها في جوف المستعمر الذي وعد وأخلف أن ينتشل دولنا من التخلف والبدائية ، ثم رحل مع الثروات التي نهبها وبقي التخلف، "هوجو شافيز" الرئيس الفنزويلي من الشخصيات المثيرة للجدل ولا يعترف بالبروتوكول المجامل وانتخب بعده في 30 يوليو 2000 لمدة ست سنوات رئيسا لفنزويلا والذي كان في تشيلي للمشاركة في القمة الأيبيرية الأميركية.

  إن السفير الإسباني تواجد في القصر الرئاسي في فنزويلا أثناء الانقلاب الذي استمر يومين لدعم الرئيس المؤقت بيدرو كارمونا بمباركة من الملك، وتساءل شافيز عن مدى تورط خوان كارلوس في ذلك الانقلاب،وتساءل شافيز أمام الصحفيين "أيها الملك، هل تعرف تفاصيل الانقلاب الذي وقع في فنزويلا ضد حكومتها الديمقراطية والشرعية عام 2002؟"


 وأضاف متعجبا "إنه من الصعب تصور أن يوجد السفير الإسباني في القصر الرئاسي (الفنزويلي) لدعم مخططي الانقلاب دون موافقة من جلالته (ملك إسبانيا)"لتحدث مشادة كلامية بين الرئيس الفنزويلي من جهة وملك إسبانيا ورئيس وزرائه من جهة أخرى،وصاح ملك إسبانيا خوان كارلوس في وجه الرئيس الفنزويلي "هوغو شافيز بقوله "اخرس"، وذلك عندما حاول الأخير مقاطعة كلمة رئيس الوزراء الإسباني "خوسيه لويس ثاباتيرو" أمام القمة لينسحب الملك عندما ألقى شافيز كلمته .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان