تهريب أطفال السودان تكريس للاستعباد



تهريب أطفال السودان تكريس للاستعباد

بقلم :عادل صديق
إساءة جديدة من إساءات الغرب الكثيرة ووصمة عار للدلالة على الرغبة في استعباد الدول الفقيرة، أنكرها الكثيرون ، ولكن لاذ بالصمت آخرون، لقد كان شعار الحرية والعدل والمساواة للثورة الفرنسية يحمل أماني كثيرة للعالم ، ولكن لمن ؟، ليس انتهازا للفرص، وتشويها لصورة الغرب التي تحمل في الذاكرة الاستعمار ل واستباحة الأرض والعرض والمقدران بل الحياة نفسها .

أعتقل السلطات التشادية 29 أكتوبر الماضي, 17 أوروبيا و4 تشاديين من قبل الشرطة بتهم تهريب Smuggling of children 103 أطفال خارج الدولة الأفريقية لتهريبهم إلى فرنسا لأسباب كثيرة ولكن الذي أعلن عنه هو التبني لأسر تفتقد إلى الأطفال ـ إنسانية منقطعة النظير ! ـ. 

فضيحة فرنسية.. خطف أطفال دارفور | دنيا الوطن
ويواجه ستة مواطنين فرنسيين آخرين, هؤلاء المعتقلون يعملون لصالح مؤسسة خيرية فرنسية تطلق على نفسها اسم "آرش دو زويه Arch de Zewe " والتي تعني سفينة النجاة, تهما بمحاولة اختطاف وترحيل أكثر من مائة طفل، في أكتوبر الماضي أفيد بأنهم من إقليم دارفور وذكر أن بعضهم من تشاد الدولة المجاورة للسودان ، إلى فرنسا، من مطار في مدينة في شرق تشاد. وقد دانت فرنسا العملية بشدة وتوعدت المسؤولين عنها بالمحاسبة!

صحيفة الرقراق الإلكترونية: وثيقة حماية أطفال دارفور.. خطوة نحو ...
وأعلن السفير الفرنسي في العاصمة التشادية انجمينا "برونو فوشيه" أنه ستتم محاسبة المسؤولين عن محاولة ترحيل 103 أطفال من مدينة "أبيشّي" في تشاد إلى فرنسا، التي وصفها بأنها غير قانونية، وتم إحباطها الأسبوع الماضي. وأفيد في باريس بأن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير شكل خلية أزمة في هذا الخصوص، وأنه مستعد لزيارة تشاد لبحث المسألة التي أعقبها توقيف الفرنسيين التسعة الذين بينهم ثلاثة صحافيين، وهم أعضاء في منظمة فرنسية تقول أنها تعمل لإنقاذ الأطفال اليتامى!.

تشاد تواصل تحقيقاتها في محاولة "خطف" أطفال دارفور
فاقت المبالغ المرصودة لهذه العملية المليون يورو، وعملية الإجلاء هذه لم تكن الأخيرة ـ كما أكدت التقارير ـ بل كانت المرحلة الأولى من عملية أوسع نطاقاً تهدف إلى إجلاء (1000 طفل) من دارفور إلى فرنسا على مراحل،وكانت منظمة (ارش دي زويه) بدأت بالترويج لها عبر موقعها الالكتروني منذ شهر يونيو 2007 م واقترحت المنظمة على عائلات فرنسية (تبنّي) أطفال دارفور قبل أن تعدّل خطابها وتعرض عليهم استضافة الأطفال كلاجئين فحسب . 

وتؤكد السكرتيرة العامة للمنظمة الإنسانية أنها اتخذت كافة الإجراءات القضائية المطلوبة وأن السلطات التشادية منحتها التصاريح اللازمة لإجلاء الأطفال قبل أن تغيّر رأيها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن خلية الأزمة برئاسة وزيرة الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان "راما ياد" تهدف إلى متابعة النتائج الإنسانية للعملية المتعلقة بجمعية "آرش دو زوي" المتهمة بمحاولة تهريب الأطفال.

وأضافت الوزارة في بيان أن وزير الخارجية برنار كوشنر اتصل هاتفيا بالرئيس التشادي إدريس ديبي, للتضامن مع الأطفال المعنيين بالقضية. كما أشارت إلى أن الخلية طلبت من سفير باريس في نجامينا الاهتمام بالوضع الصحي والحالة النفسية للأطفال.

خطف أطفال دارفور .. ) - منتديات عسير
وصرّحت سفيرة فرنسا في الخرطوم "كريستين روبيشون" التي استدعيت إلى وزارة الخارجية السودانية أنها أعربت عن إدانة بلدها الشديدة لتلك العملية غير الشرعية، وقالت إنه تم رفع قضية في فرنسا وتشاد، وسيحاكم الذين خططوا للعملية، وأضافت نحن على توافق مع السلطات السودانية في هذه القضية”.

ونتساءل مع الكثيرين ما هي الأسباب من وراء هذا العمل المغطى بالستار الإنساني ونصدم من مما أعلنته "فيوليت داغر" التي تعمل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن هناك أسبابا أخرى أعلنتها أن من أهداف الاختطاف والتهريب " استخدام الطفل لمرة واحدة " تعني جنسيا كمزاج غربي جديد، أو كما أعلن عن " قطع الغيار البشرية " التي تسير على قدمين لصالح بعض الأثرياء الأوروبيين ولغيرهم ممن يحتاجون مددا لحياتهم المهددة بسبب مرض ما.

 منظمة "آرش دو زويه Arch de Zewe " والتي تعني سفينة النجاة كانت لا تعلن عن طريقة جلبهم إلى فرنسا، ثم حاولت تبرير عملية الاختطاف، إثر كشفها، على الصفحة الرئيسية بموقعها على الإنترنت ببث شريط وثائقي تحت عنوان "طفل يموت كل خمس دقائق في دارفور" ، فهم مشفقون على الأطفال من الموت.


قالت صحيفة ليبراسيون Le brasioan الفرنسية الاثنين 17 أكتوبر الماضي إنّ ما صار يعرف بقضية "آرش دو زويه Arch de Zewe " أصبح يقض مضجع باريس على أعلى المستويات، مؤكدة أن السلطات مستميتة في إخماد هذه القضية التي ينفخ في نارها الرئيس التشادي إدريس ديبي بحديثه عن تهريب أطفال، وربما لغاية الاتجار بأعضائهم.

كما أبرزت بعض التناقضات في الموقف الفرنسي، متسائلة: ما الذي فعلته السلطات ما دامت المنظمة قد بدأت في تنفيذ الفعل ولم يوقفها سوى تدخل الحكومة التشادية خاصة أنّ المنظمة لم تكن تخفي نواياها.

ورأت الصحيفة أن كاتبة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان رئيسة خلية الطوارئ التي أنشئت لهذا الموضوع "راما ياد" ظلت تؤكد شيئا واحدا وهو أن الحكومة فعلت كل ما يجب فعله من أجل تفادي وقوع هذه القضية، وألا تتم إذا ما تمت إلا بصورة بالغة السرية.

وأشارت صحيفة "ليبراسيون Le brasioan " إلى توعّد "إدريس ديبي" بعقوبات شديدة، رغم التوضيحات التي قدمتها وزارة الخارجية ورغم الإدانة التي عبّر عنها الرئيس "نيكولا ساركوزي"، ولكن المفاجأة كانت وصول الرئيس الفرنسي الذي يهمّه ـ بشدة ـ جانب المواطن الفرنسي ـ رغم زوبعة الاستنكار الفرنسية ـ ليدخل في وساطة مع "إدريس ديبي" رئيس تشاد في العاصمة نجامينا لبحث هذه القضية،حيث تشكل الزيارة المفاجئة هذه منعطفا وإجهاضا للقضية التي فتحت إثر إحباط السلطات التشادية في أبيشّي شرق تشاد. 


وكان مصدر قضائي تشادي قد قال إنه «ليس هناك من داع لإبقاء الصحفيين الثلاثة والمضيفات الإسبانيات الأربع قيد الاعتقال لأنهم لم يعترفوا بالتهم الموجّهة إليهم ولأن "اريك بريتو" رئيس الجمعية الفرنسية برّأهم خلال جلسة الاستماع التي تمت،.وكشف مصدر دبلوماسي في نجامينا أنّ ساركوزي الذي أعلن قصر الاليزيه أنه في طريقه للقاء نظيره التشادي إدريس ديبي "سيصطحب معه الصحفيين الفرنسيين ومضيفات الطيران الإسبانيات".

ونتعجب من التناقض الفرنسي ما بين استنكار وسعي إلى التأثير السياسي وعدم إثارة "الرأي العام الفرنسي" الذي كان حديث عهد بقضية "سيسيليا" السيدة الأولى في فرنسا التي آثرت ترك الرئيس إلى رجل آخر ، فهو لا يريد إثارة ـ أي الرئيس ـ المجتمع هناك رغم أن الأمر لا يتعدى إطار الحرية التي أقرتها الثورة الفرنسية، فلا بد إذن من موقف قوي باستعادة رعاياه إلى فرنسا .

بالطبع لن يؤثر إعلان الحكومة السودانية تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن القضية، تضم مسؤولين في وزارات الخارجية والشؤون الاجتماعية والمجلس القومي للطفولة، ولا توقيف الطيار البلجيكي "جاك فلمار" الذي كان قد أقلّ الأطفال من الحدود السودانية التشادية إلى مدينة أبيشّي لتنقلهم منظمة "آرش دو زويه Arch de Zewe " إلى فرنسا..

لم تبق أسباب أخرى لذا شن العالم الحائر حملة على هذه التجارة غير المشروعة ، نعم هناك منكرون ليها ظاهرا ومتورطون، ومتواطئون أو ساكتون عليها، يدّعون أن الأسباب إنسانية وهم أبعد ما يكونون عن هذا الجانب مادام لا يتعلق بالإنسان الغربي .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان