ديزني في الصدارة لقرن من الزمان !

لا ننفي العداء المقصود تجاه لعرب والمسلمين من قبل ديزني التي يسطر عليها كثير من المستثمرين اليهود وكذلك الكثير من الطوائف، ولا نؤمن بالمؤامرة التي نركن إليها دائما ،فالهدف العام لديهم هو الدولار، وتحقيق الكسب.
 وبقدر ذلك ينفقون ويبذلون ويحققون النجاح، فالإنتاج في الغرب يوجه في غالبه لمجتمعات لها ثقافة تخالف في مجملها العقيدي والسلوكي ما لدينا من ثوابت، وتأتي لنا فنسارع إليها لنقدم أحدث الصرعات لأطفالنا كي لا نحرمهم من الزاد الكارتوني.

نثير ضجة بعد أن أثارها الكاثوليك على شركة ديزني لظهور الكاثوليك والعرب بأسلوب غير ملائم، فقد قالت "لجنة مناهضة تشويه السمعة الأمريكية العربية "في بيان مكتوب 20 أغسطس 1997 م: "إن شركة ديزني العملاقة يبدو أنها
" تشن حرب مقدسة على العرب " بسبب الطريقة التي تصور بها الشخصيات العربية خاصة في منتجها "جي. آي. جين " حيث يعرض في الفيلم المذكور سلسلة غير مبررة من مشاهد القتل للعرب على أيدي بطلة الفيلم "ديمي مور "ورفاقها.

هكذا فعل الكاثوليك ولم نملك زمام  المبادرة أن نفعل، وأضافت اللجنة أن أفلام ديزني تحوي العديد من الأمثلة التي تكشف عن تحامل الشركة على العرب والمسلمين بل رفضت الشركة لقاء ممثلي الجماعة ـ جماعة مناهضة تشويه السمعة ـ لمناقشتهم ، وفيلم
"جي آي جين"  يصور بعض أحداث حرب الخليج، وإن ذكر مسؤولو ديزني أنه لا توجد نية الإساءة إلى العرب في الفيلم !.
غضبة ومرت
وصلت حالة الغضب إلى أن أعلن وكيل ديزني بالدوحة أنه يفكر في إغلاق مكتب المجموعة احتجاجا على إقامة الجناح الإسرائيلي وتهديد شركة "كيو تل" للاتصالات بوقف بث قناة ديزني عبر"الأوربت" الفضائية، كل هذه الضجة من أجل افتتاح ديزني جناحاً لإسرائيل في معرض فلوريدا سبتمبر 1999 والذي قدم "القدس" على أنها العاصمة الأبدية لإسرائيل !!
بل وصل الأمر برابطة العالم الإسلامي أن دعت المسلمين في مختلف أنحاء العالم لمقاطعة مراكز الترفيه التابعة لوالت ديزني ، وطالبت الأمانة في بيان لها وقف " أيّ شكل من أشكال التعامل مع ديزني، وبالطبع كل هذا رد فعل على تغيير تاريخ القدس الإسلامي ،ولكن لم نلحظ الغضبة المضرية  لتغيير معتقد الطفل المسلم وأخلاقه وثوابته عمليا إلا من أفراد قلائل، وذهبت الغضبة المضرية أدراج الرياح .
فعلها ديزني ..
ومن خارج الولايات المتحدة وليس من اليابانيين المدرسة المنافسة لديزني ـ ونجد مَن يعارض أفلام الكارتون التي تقدم من المدرستين اليابانية والأمريكية لأنها تشكل خطرا على الطفل ومعتقده، فقد حذر البروفيسور هان أستاذ قسم الرسوم المتحركة في جامعة "سيجونغ" بكوريا الجنوبية 16/4/2001 من خطورة الرسوم المتحركة المستوردة على عقول الأطفال.

مضيفا أن أفلام والت ديزني الأمريكية تمجد قيم الحضارة الأمريكية، وتقدّس سيطرة وسيادة الرجل الأبيض وكذلك الرسوم المتحركة اليابانية المعقدة، والتي تضع نظرة تشاؤمية للمستقبل. ودعا إلى ضرورة الاعتماد على شخصيات وقصص كارتونية وطنية تعبر عن الذات "الدينية والحضارية والثقافية".

وأكد هان على أن البعد الأيدلوجي في أفلام الرسوم المتحركة لا يختلف عن البعد الأيدلوجي الذي أثبتته البحوث والدراسات الإعلامية عن أفلام هوليوود أو ما يعرف بـ" عقيدة أفلام هوليود"، ونفى وجود فرق بين أهداف هوليوود وديزني، ومشددًا على أن خطورة أفلام الكرتون قد تتضاعف آثارها؛ بسبب تعرض غير البالغين من الأطفال لرسائلها غير الظاهرة لهم.

وشدد هان على أن : "في غالبية الأفلام الكرتونية يظهر الرجل أو المرأة من البيض بشكل معين، والبيض هم أهل الخير في الكرتون، كما تظهر رسالة مكررة عن انتصار الخير وانهزام الشر بصيغة موحدة، ومن ذلك أن الرجل الأبيض الطيب لا يقتل المجرم مثلاً، ولكن المجرم أو الشريرهو الذي يموت بخطئه أو بعقاب ما يسمى بالطبيعة أو بحادث مفاجئ آخر، مضيفًا: "عند رسم هذه الصورة في ذهن الطفل فإن الرسامين الأمريكان يزرعون في ذهنه شكلاً محددًا لصورة الخير والشر ويقربون إلى قلبه الرجل الأبيض".

كما قال البروفيسورهان : إن تقبل كل ما أنتجته ديزني بحجة أنه "مجرد كارتون لا غير"؛ لتغير المحتوى بشكل كبيرعن الرسوم التي ظهرت مبكرا بقوله: لأن إنتاج ديزني هو من الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال والعائلات فإن الناس يميلون إلى تقبّـل ما يأتي فيها والثقة بأن كل فيلم كرتون يحتوي على قصص جيدة وجميلة وبريئة بدون أية تحفظات أو فحص مسبق، وأكد أن النظرة العامة تعتبر الشخصيات الكرتونية فاقدة للهوية، وهذا ما يسهل انتشارها ونشرها لأيدلوجية راسميها.
ماذا أعددنا لأطفالنا ؟
ونتساءل مع الدكتور"جميل مغربي" الكاتب السعودي ماذا أعددنا لهم ـ يعني جيل المستقبل ـ ؟ يقول " نمارس عبر شاشات التلفاز كل العبارات الإنشائية التي تنم على سلوكيات مثالية ومفاهيم راقية "، بينما في واقع الحال لا نجد تصورا لما نقدمه لأطفالنا أحسب ما يقول الدكتور جميل :" لن نحظى بالإجابة المطلوبة، وإذا حظيت فستكون مجرد أصوات لغوية كما يقول علماء اللغة إلا أنها مفرغة من أي مضامين ويضيف متسائلا: ما الذي أعددناه لهؤلاء الأطفال في الغد حينما نعول عليهم في تحمل المسؤولية ؟؟


لا شك أن الجانب التربوي يشكل أهمية قصوى، ولا نجد من يهمل هذا الجانب ولو على المستوى اللفظي كما قال " مغربي " ولكن لا يزال القول قولا إن لم ينتقل إلى حيز الفعل.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان