كان يقاتل بسيفين في آن واحد ولقبه رسول الله بسيف الله المسلول.. ما لا تعرفه عن الصحابي خالد بن الوليد الذي لم يهزمه جيش
خالد بن الوليد فارس الإسلام، صاحب الفتوح العظيمة، والمواقف الكبيرة في المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي.
صحابي جليل عبقري في التخطيط العسكري وفارس مقدام بارع في قيادة جيوش المسلمين في عهد خليفتي الرسول ابي بكر وعمر بن الخطاب في حروب الردة وفتح العراق والشام, قائد تاريخي لم يهزم في معركة طوال حياته في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا, من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية وحلفائهم، وأشهر انتصاراته الحاسمة كانت في معارك اليمامة واليرموك.
نشأته
ولد أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي “خالد بن الوليد” في مكة سنة 30 قبل الهجرة لعائلة رفيعة النسب فكان والده الوليد بن المغيرة أحد أشراف وأثرياء قريش.
كان خالد ابن الوليد صحابياً مخلصاً للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان أفضل قائد عسكري للمسلمين، ولقّبه رسولنا الكريم محمد (ص) بسيف الله المسلول.
كان الصحابي الجليل والقائد العسكري العظيم، خالد بن الوليد أسد من أسود الإسلام الذين أرعبـ.وا قياصرة الرومان وقادة الفُرس وساهموا في توسيع رُقعة الإسلام في العالم.
نشأ خالدٌ في بيت عزٍّ وتـرفٍ، وتعلَّم الفروسية وأساليب القـتال منذ نعومة أظفاره وأظهر فيها براعةً عاليةً وذكاءً فريدًا وفِكرًا متميزًا عن أقرانه كافة.
عُرف عنه بمقدرته على القتال في سيفين بكلتا يديه في آنٍ واحدٍ مما جعله أفضل فارس من فرسان قريش. واشتهر بعبقرية تخطيطه العسـكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر.
ويعد الصحابي خالد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهـزموا في معـ.ركة طوال حياتهم، فهو لم يهـزم في أكثر من مائة معـ,ركة أمام قوات متفوقة عددياً من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم.
اشتهر الصحابي خالد بانتصاراته الحـاسمة في معـ.ارك اليمامة وأُلّيس والفـراض، وتكتيكاته التي استخدمها في معـركتي الولجة واليرموك.
قبل إسلامه، لعب خالد بن الوليد دوراً حيوياً في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد، كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق.
ومع ذلك، اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية، وشارك في حملات مختلفة في عهد الرسول، أهمها غـزوة مؤتة وفتح مكة ولم يتوقف خالد يوماً عن الجـهاد في سبيل الله، ونال ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم في تولي قيادة الجيش.
مناقب خالد بن الوليد كثيرة فقد كان له أثر كبير في الدعوة، حيث كان قائداً وأميراً في العديد من الغـزوات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد عهده.
كان من الجيش الذي حـارب أهل الردة، وحـارب مسيلمة الكـذاب، وكان كثير الجـهاد في سبيل الله تعالى، وجعل درعه وقفاً في سبيل الله بعد وفـاته.
كان هناك شخص شديد العـداوة للإسلام والمسلمين واسمه هرمز، فبعدما باشر المسلمون في حـ.روب الردة، وانتهوا منها وتخلـصوا من مسيلمة وأتباعه.
ثم توجهوا نحو البصرة ليلتقوا بهرمز الذي كان قد جمع حشودًا عظيمة لقـتال المسلمين، فبرز له للقـتال خالد بن الوليد رضي الله عنه فقـاتله حتى قـتله.
عزل الخليفة عمر بن الخطاب، خالد بن الوليد عام 638، وهو في أوج انتصاراته العسـكرية، خوفاً من أن يفتتن الناس به، فصار خالد أحد أفراد جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح.
إسلام سيدنا خالد بن الوليد
انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من تأدية العمرة، فاستدعى الوليد بن الوليد وسأله عن أخيه خالد قائلاً له: «ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيراً له، ولقدّمناه على غيره».
خرج الوليد وأرسل لأخيه: (أما بعد أني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، ومثل الإسلام جهله أحد؟!، فاستدرك يا أخي ما قد فاتك، فقد فاتك مواطن صالحة).
وصلت الرسالة إلى خالد بعدما مضى الرسول ومن معه إلى المدينة، ففرح لتلقيه رسالة من أخيه ثم قرأ الكتاب وتعجب مما فيه وبدأ يفكر وأعجبته مقالة الرسول، واستقر أمره على الإسلام، وفي الطريق التقى بعمرو بن العاص.
شجع العلم وكافئ أهله وعرف بجملته الشهيرة “الجواب ما ترى لا ماتسمع”..تعرف على الخليفة العباسي المعتصم بالله في ذكرى وفاته
هزم الأمويين أمام العباسيين في معــركة الزاب شمال العــراق وتمكن العباسيون بعدها من تولي الخلافة التي استمرت خمسة قرون و كان مقرها بغـ ـداد بدلا من دمشق عاصمة الأمويين.
تتالى على الدولة العباسية 37 خليفة كان ثامنهم المعتصم بالله هارون الرشيد الذي يعد من أقوى خلفاء العباسيين اتخذ سامراء عاصمة للخلافة و أطلق عليها سر من رأى من أهم فتوحاته فتح مدينة عمورية في تركيا بجيش عرمرم لم يسبق له مثيل رقم 8 هو رقم الحظ للمثمن المعتصم ازدهرت في عهده موارد الخلافة فقامت الدولة بتحسين المرافق العامة و تيسير أمور الحياة و سهل التنقل بين الولايات بعد رغد العيش و استتباب الأمن رغم قصر فترة ولايته التي بلغت 9 سنوات من الازدهار مع محدودية ثقافته فهو لم يصبر على مر التعلم يوما!
نشأته
المعتصم بالله ابن الخليفة هارون الرشيد، واسمه محمد أبو إسحاق، ولد سنة 180 هجرية، وأمه تركية الأصل اسمها ماردة خاتون أم ولد، بحسب الأكاديمي والباحث في التاريخ الإسلامي الدكتور عمار مرضي.
ويضيف مرضي بأن المعتصم يتصف بكونه أبيض الوجه أصهب اللحية ربع القامة مشرب اللون ذو قوة وشجاعة وهيبة، وهذا فيما يخص ولادته وصفاته الخلقية.
أما عن ثقافته فيروي مرضي -عن كتب التاريخ- أن المعتصم كان محدود الثقافة لأنه كره التعليم في صغره، ويروى أن أباه جعل معه غلاما في الكتّاب ليتعلم معه فمات المعلم، فقال له الرشيد يا محمد -أي المعتصم-: مات غلامك؟ قال نعم يا سيدي واستراح من الكتّاب، فقال له الرشيد إن الكتاب ليبلغ منك هذا! دعوه لا تعلموه، فترك التعليم.
ويتابع الباحث: كان المعتصم ضعيف الثقافة والكتابة والقراءة قياسا بالحكام العباسيين، لكنه كان من أعظم الخلفاء وأكثرهم هيبة لولا فتنة خلق القرآن التي امتحن بها العلماء أمثال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
مبايعته
بويع المعتصم بالخلافة بعد وفاة أخيه المأمون في رجب 218 هجرية -كما يقول مرضي- وتشير كتب التاريخ إلى أن المأمون كان قد أوصى له بحضور ابنه العباس الذي سعى بعض الأمراء في ولايته، فخرج عليهم العباس وقال: إني قد بايعت عمي، ورجع المعتصم إلى بغداد من طرسوس بعد دفن أخيه.
وينوه الباحث إلى أن المعتصم بنى سامراء سنة 220 هجرية لتكون العاصمة الجديدة وسميت “سر من رأى” ثم بعدما زالت واضطرب أمرها سميت “ساء من رأى”.
وذكر عن المؤرخ الصولي أن ملك الروم كتب للمعتصم كتابا يهدده فيه، فلما قرأ خليفة المسلمين قال للكاتب اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد، فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع “وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار”.
أبرز الإنجازات
وشهد عصر المعتصم بالله إنجازات حافلة وفتوحات كبيرة حيث كانت فترة حكمه مستقرة نسبيا، وازدهرت التجارة والزراعة والصناعة، واستُخرجت الثروات المعدنية من باطن الأرض، ونمت موارد الخلافة. فقامت الدولة بتحسين المرافق العامة وتيسير الحياة على الناس، وتأمين حدود الدولة، وتشجيع العلم ومكافأة أهله والعناية بالترجمة، وبناء المؤسسات العلمية، وإنشاء المكتبات.
ويتحدث مختص الفكر الإسلامي الدكتور كريم مظهر العميري، عن نجاح المعتصم في القضاء على الفتن وحركات التمرد التي ظهرت في عصره، وأهمها القضاء على جماعة الخرمية ومعتقدهم الذي نشط في بغداد، وهذا دين مبتدع يجمع بين بقايا من المجوسية والإسلامية.
ويشير العميري إلى أن فتح عمورية من أهم فتوحات المعتصم، مبينا أنها مدينة في بلاد الروم بآسيا الصغرى (تركيا حاليا) ويذكر التاريخ أنه جهز جيشا لم يتجهز به خليفة من قبل، من الرجال والدواب والحديد.
ويضيف أن أهم إنجازاته العمرانية بناء مدينة سامراء واتخاذها عاصمة له، وهذا الأمر يرجع إلى سببين مهمين: الأول أن التاريخ يقول إن أهل بغداد ضاقوا ذرعا من مضايقات الجنود الأتراك لهم، وأما السبب الثاني فهو تخوف الخليفة من حركة الخرمية فأراد أن يكون فوقهم متى ما ظهروا، يأتيهم من البر والبحر.
الخليفة المثمن
وارتبط رقم 8 في كثير من محطات حياة المعتصم مما دعا بعض المؤرخين إلى تسميه بالمثمن، وحول ذلك يلفت العميري إلى أن المعتصم تولى الخلافة في 18 رجب 218 هجرية، وكانت وفاته يوم الخميس 18 ربيع الأول، وعلى هذا تكون مدة خلافته 8 سنوات و8 أشهر، كما أن المعتصم هو ثامن الخلفاء.
وتضيف بعض المصادر أن المعتصم أنجب 8 بنين و8 بنات، وبنى 8 قصور، وخلّف من الذهب 8 آلاف دينار، و18 ألف درهم، و80 ألف فرس، وو8 آلاف مملوك، و8 آلاف جارية.
استعانته بالأتراك
ويعزو الباحث في التاريخ الإسلامي كريم الأعرجي سبب استعانة الخليفة المعتصم بالعنصر التركي، إلى إيجاد معادلة توازن مع العنصر الفارسي الذي كان سائدا في الجيش ومؤسسات الدولة العباسية قبل وصوله إلى الخلافة.
ويضيف أن أم الخليفة المعتصم كانت جارية تركية عند والده الرشيد، فأعتقها. وهذا بالتأكيد سيكون له الدور في حنين المعتصم إلى أخواله وأقرباء أمه، ويدل على أن الولايات العائلية كانت تلعب دورا كبيرا في السياسات الخارجية والداخلية بالدولة العباسية، فضلا عن أن القدرات العسكرية والبدنية للجند الأتراك كانت متميزة.
ويشير إلى أنه نتيجة استخدام العناصر التركية أصبحت ولاية الجيش والقيادات الإدارية بالدولة العباسية للعنصر التركي لا الفارسي، حيث قام المعتصم سنة 220 للهجرة باستقدام الأتراك من بخارى وسمرقند وفرغانة وأشروسنة وغيرها من المدن الأخرى المتاخمة لبلاد ما وراء النهر، وكان عددهم -كما تشير بعض المصادر التاريخية- 18 ألف مقاتل، وألبسهم الملابس الخاصة حتى يميزهم عن بقية الناس. وبدؤوا يتزايدون بشكل كبير وسريع من خلال الدعم المطلق للمعتصم لهؤلاء القادة والجند الأتراك داخل الدولة وداخل مؤسسة الخلافة العباسية.
وعن تداعيات ذلك، ينوه الأعرجي إلى ظهور طبقة عسكرية من الأتراك كانوا يتلاعبون بمقدرات الخلافة العباسية، والقدرة على عزل أو اختيار الخليفة الذي أصبح يخشى من سطوتهم، ولا يتخذ قرارا إلا بعد موافقتهم، فضاعت هيبة الخلافة العباسية.
مرضه ووفاته
سنة 227 هجرية أصيب المعتصم بالعلة والمرض، بعد أن قام بعمل الحجامة، لكن بعض المصادر تقول إنه تعرض لعملية تسمم من قبل العناصر التركية، وتوفي الخميس ليلة 18 من ربيع الأول من تلك السنة، بحسب الأعرجي. وتوفي في سامراء عن 48 ربيعا فقط !
وينقل الأعرجي عن جلال الدين السيوطي قوله إنه عندما احتضر المعتصم قال “ذهبت الحيلة فليس لي حيلة” وقال أيضا وهو في رمقه الأخير “اللهم إنك تعلم إني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي”.
ويتابع الباحث أنه بعد وفاة المعتصم تم تشييعه في موكب رسمي مهيب ودفن بمدينة سامراء، في مكان يسمى قبة الخلفاء وهي حاضرة إلى يومنا هذا، ويقع هذا الضريح على نهر دجلة في سامراء التي تبعد حوالي 120 كيلومترا شمال بغداد.
الجزيرة
تعليقات