"سليمان خاطر قالها قوية.. الرصاص حل القضية" لم يكن مجرد شعار رفعه الطلاب المتظاهرون طلبا لثأر الجندى هذا الفتى الشرقاوى الذى دافع عن حدود الوطن








"سليمان قالها قوية الرصاص حل القضية" لم يكن مجرد شعار رفعه الطلاب المتظاهرون طلبا لثأر الجندى مجند سليمان خاطر، هذا الفتى الشرقاوى الذى دافع عن حدود الوطن فكان جزاؤه محاكمة عسكرية قضت بسجنه 25 عاما، لم ترض عنها إسرائيل.

الفتى سليمان من مواليد عام 1961 قرية أكياد فى محافظة الشرقية، وهو الأخير من خمسة أبناء فى أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان، فى طفولته شهد آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة فى 8 أبريل سنة 1970.

فى هذا الاعتداء استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية طائرات الفانتوم الأمريكية لنسف المدرسة مخلفين 30 طفلا شهيدا، حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره، قالت شقيقته فى لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية إن سليمان "جرى بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأى".

التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجندا فى وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزى، وفى 5 أكتوبر عام 1985، وأثناء قيامه بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالإنجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها.
 إلا جنود جنود إسرائيليين لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التى توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص وأسقط منهم 7جنود.
 تمت محاكمته عسكريا، وخلال التحقيقات، قال سليمان إن الإسرائيليين تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.

سلم الفتى خاطر نفسه بعد الحادث، وصدر قرار جمهورى بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية، طعن محامى سليمان فى القرار الجمهورى وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعى وتم رفض الطعن، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم تتم الاستجابة لها.

وبعد محاكمته عسكريا،صدر الحكم عليه فى 28 ديسمبرعام 1985بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربى بمدينة نصر بالقاهرة. 

وبعد أن صدر الحكم عليه تم نقله إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفى اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً فى 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندى سليمان خاطر فى ظروف غامضة.

وقال التقرير النفسى الذى صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث إن سليمان "مختل نوعًا ما،وبناء على رأى أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التى تخيفه فى الظلام اسمها صهيونية".

فى المحكمة قال سليمان: "أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه، إنه قضاء الله وقدره لكننى أخشى أن يكون للحكم الذى سوف يصدر ضدى آثار سيئة على زملائى تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم". 

وقال تقرير الطب الشرعى إنه انتحر، وقال أخوه لقد ربيت أخى جيدا وأعرف مدى إيمانه وتدينه إنه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه، لقد قتلوه فى سجنه.

كانت المجموعة الإسرائيلية تضم 12 شخصاً، وقام سليمان خاطر بعد الحادث بتسليم نفسه، وصدر قرار جمهورى بموجب قانون الطوارئ بتحويل سليمان خاطرلمحاكمةعسكرية وطعن محامى سليمان خاطرفى القرار الجمهورى وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعى، وتم رفض الطعن.

 وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله لمحكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وحوكم سليمان وصدر الحكم ضده بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا وفى 7 يناير 1987 أعلنت وسائل الإعلام المصريةعن انتحاره في ظروف غامضة.
نحر  أم انتحار ؟!

السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال إن سليمان خاطر كان ينفذ تعليمات القيادة وهو مجند في الأمن المركزي ولم يخرج عما كُلّف به ،وكان يجب أن يكافأ.

وأضاف السفير "الأشعل" أن خاطر حذر اليهود الذين تجاوزوا أماكن غير مسموح لهم عدة مرات، مشيرا إلى أن التحقيقات أثبتت أن هناك طلقات تحذيرية فارغة تم إطلاقها من سلاح خاطر، وبذلك يكون خاطر قد استوفى تماما تعليمات الضرب في المليان.

وتابع الأشعل: “المشكلة أن هذا المجند لا يعرف أن الضرب في المليان يختلف عند المسؤولين من هدف إلى آخر، فإذا كان الهدف عربيا فلا بأس أما إن كان صهيونيا، فهذه هي القضية.

وقال الأشعل إن إسرائيل ضغطت بقوة على نظام مبارك الذي كان عندهم كنزا استراتيجيا، فأحيل الرجل للقضاء العسكري مع أن هذا مخالف للقانون الذي يقضي بالمحاكمة العسكرية لكل موظف في القوات المسلحة وليس مجندا”.

وعن ملابسات وفاة خاطر،قال الأشعل: “هناك ثلاث فرضيات: الأولى تقول إنه انتحر، وقالت بها السلطات المصرية، وهي فرضية قائمة على أساس أن خاطر توقع أن يكافأ على حمايته البلد فإذا به يعاقب، فأقدم على الانتحار”.

وناقش الأشعل تلك الفرضية بقوله: “عند مناقشة تلك الفرضية نرى أن سليمان خاطر خريج جامعة، ومن فاقوس (شرقية) وفلاح ومسلم ومتدين ، لهذا أستبعد فرضية انتحاره”.
وتابع الأشعل: “الفرضية الثانية أن يكون الموساد هو الذي قام بقتله داخل السجن وهي فرضية قائمة بقوة أيضا.

والفرضية الثالثة أن تكون السلطات المصرية هي التي قتلته حتى تفلت من الضغوط المصرية ،وهناك دلائل على ذلك منها تغلغل الموساد في مصر وسيطرته على مفاصل الدولة المصرية إبان عهد مبارك حسب تأكيدات عاموس يدلين مدير المخابرات الإسرائيلية”.

وقال الأشعل إنه يرجح أن سليمان خاطر تم قتله على يد الموساد لاعتبارات عملية،وأضاف متسائلا:  هل قتل الموساد سليمان خاطر بإذن السلطات المصرية أم رغما عنها؟
وأجاب: “في الحالتين تكون السلطات المصرية متورطة في مقتل سليمان خاطر ،إما لأنها عجزت عن حمايته في أراضيها، وإما لأنها سمحت للموساد أن يقتله تحت أعينها ،وأنا أتهم الحكومة المصرية بقتل سليمان خاطر”.

واختتم السفير عبد الله الأشعل حديثه مؤكدا أن سليمان خاطر هو شهيد الوطن، ورمز على فساد السلطة وعدم استقلالها وعدم وطنيتها،داعيا الأجيال أن تذكر البطل سليمان خاطر الرمز الوطني والشعبي، مؤكدا أن قصته جديرة بأن تُروى!.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن