السيرة الذاتية للقائد البطل "خطاب"
البطل الشهيد خطاب إسمه بالكامل ثامر بن صالح بن عبد الله السويلم العريني ولد عام 1389هـ الموافق 14 إبريل 1969م في السعودية في مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية، وخطاب كان لقبه وهواختصار للقبه القديم ابن الخطاب لإعجابه الشديد بالصحابي عمر بن الخطاب ويلقب أيضا بين أنصاره "الأمير خطاب". يعتبر خطاب أحد رموز ما يسمى بالمجاهدين العرب وسموا لاحقاً بالأفغان العرب حيث قاتل في كل من أفغانستان، طاجيكستان، داغستان والشيشان بدأ رحلته منذ أربعة عشر عاماً في أفغانستان وكان ذلك عام 1988 وحضر أغلب العمليات الكبرى في الجهاد الأفغاني منذ عام1988 ومن ضمنها فتح جلال آباد وخوست وفتح كابل في عام 1993.
كما كان يتحدث بأربع لغات، اللغة العربية واللغة الروسية والإنجليزية والبوشتو، توفي في أوائل شهر صفر من عام 1423هـ والموافق 20 مارس 2002م وله من العمر 33 عاماً.نتيجة لعملية اغتيال من أحد المجاهدين مزدوجين العمالة دسه الجيس الروسي بين المجاهدين.
نشأته وأسرته
ينتمي خطاب لعائلة اشتهرت بالشجاعة والشهامة حتى أن جده عبد الله عرف في منطقة الأحساء "بالنشمي" ولقد نزحت هذه العائلة من بلاد نجد إلى الأحساء عام 1240هـ هناك ولدأجداده، وولد فيها والد خطاب صالح الذي انتقل إلى عرعر وهناك ولد خطاب، ومكث فيها حتى انتهى من الصف الرابع الابتدائي وعمره عشر سنوات، وفي عرعر كان والده يأخذه مع أخوته كل أسبوع إلى المناطق الجبلية يعلمهم الشدة والشجاعة ويضع على ذلك الجوائز والحوافز ويطلب من أولاده العراك والصراع حتى تشتد سواعدهم وفي هذا الجو بدأت تظهر آثار النجابة والشجاعة على خطاب، ثم انتقل والده بأبنائه إلى مدينة الثقبة بالقرب من الدمام.
أمه ما زالت على قيد الحياة وهي بنت إسماعيل بن محمد المهتدي، وهي تركية الأصل هرب أبوها من تركيا عند سقوط الخلافة الإسلامية واستيلاء كمال أتاتورك على تركيا وفي سوريا ولدت أم خطاب، ولخطاب من الإخوة خمسة هو خامسهم في الترتيب. وكان بيت خطاب كأي بيت في ذلك الوقت من جهة حب الدين والاهتمام بشعائره الظاهرة إلا إنه كان يتفوق على كثير من البيوت بالاهتمام بالشريط الإسلامي والمجلة الإسلامية، وهذه كانت شبه معدومة في ذلك الوقت
شبابه
خطاب طفلاً
كان خطاب في بداية شبابه يحلم كأي شاب بالوظيفة والرتبة العالية, لهذا عرف بتفوقه الدراسي حتى أنه تخرج من الثانوية العامة بتخصص علمي ومعدله أكثر من 94% في النصف الثاني وكان أمله أن يدخل شركة أرامكو بمنطقة الظهران شرقي السعودية في نظام - CPC وهو نظام يتيح للدارس الابتعاث إلى خارج المملكة العربية السعودية - وفعلاً تحققت أمنيته ودخل في ذلك النظام التدريبي وكان يستلم راتباً شهرياً قدره 2500 ريال وجلس على مقاعد الدراسة قرابة النصف سنة وكان من أميز الطلاب في فصله ونال إعجاب معلميه وزملائه ولكن بعد أحداث أفغانستان الأولى ترك الدراسة وضحى بحلمه راجياً ما عند ربه.
مواقف وأحداث
كانت مرحلة شبابه مليئة بالمواقف ومنها أنه ذات يوم خرج ليركب سيارته وكان هناك قط داخل محرك السيارة فحرك السيارة فقطعت القط. كان يوماً عصيباً على ثامر فقد حمله أخواه منصور وماهر وهو كاد أنيغمى عليه، وقد خرجت الدموع من عينيه لأجل تلك القطة وكان يسأل ويصرخ هل هي ماتت. وأيضاً كان يداعب الأطفال في شبابه عندما كان طالباً في الثانوية بحمله لهم على ظهره وصدره ويقول لهم اركبوا على ظهري واضربوا رأسي والتي كانت تضيف سعاده على قلبه كثيراً.
عرف خطاب "بصاحب الجيب الخالي" فلم يكن المال له حظ في جيبه منذ شبابه وتعاهد إخوته أن لايعطوه شيئاً إن طلب منهم شيئاً ليس بغضاً فيه وإنما خوفاً عليه من كثرة ماينفق يقول أخوه ماهر: عاهدت نفسي أن لا أعطيه شيئاً لأننا لو أعطيناه فسينفقها على الناس كرماً ولكن خطاب لديه أسلوباً في الإقناع فيأتيني فيكلمني قليلاً حتى يأخذ ما لدي فإذا خرج صحت لقد سحرني وأخذ مالي. كان خطاب صاحب كلمات حلوة وعذبة فلم نستطع يوماً أن نرد له طلباً.
ويذكر أخوه منصور أن خطاب انطلق يوماً بسيارته وفي طريق المطار شاهد مسلماً سودانياً يرفع يديه طالباً المساعدة فتوقف عنده وتبين أن السيارة أصابها العطل والرجل مسافر على الطائرة بعد قليل فقال خطاب دع سيارتك وسافر وأنا سأسحبها فوافق الرجل وهو خائف على سيارته حيث لم تكن بينهم صلة معرفة، وفعلاً سافر الأخ السوداني ثم قام خطاباً بسحب سيارته ثم اقترض مبلغاً من المال وأصلح السيارة بدون أن يعلم أحد وعندما حضر السوداني كانت المفاجأة فالسيارة أصلحت وخطاب يرفض المبلغ فأصر السوداني على الدفع فصاح في وجهه خطاب نحن لا نريد المال وخرج الرجل من البيت ووجهه يتهلل فرحاً.
كان خطاب منذ أن كان صغيراً يكره الظلم وأهله حتى وردت عليه المشاكل من كل حدب وصوب بسبب حبه للنصرة حتى ولو على من هو أقوى منه, خرج ذات يوم مع أحد زملائه من الدراسة في شركة أرامكو وعندما وصلا إلى مواقف السيارات شاهدا خمسة من الشباب المعروفين بفسادهم وظلمهم يحيطون بشاب طيب يريدون ضربه وقد أعدوا عدتهم من العصي الغلاظ فقال خطاب لصاحبه السائق: قف حتى نعينه, فقال صاحبه دعهم ونحن لا نريد المشاكل فأقسم ونزل من السيارة نصرة لذلك المستضعف ورفض صاحبه النزول لعدم رغبته في المشاكل، ثم تحرك هؤلاء الشباب المفسدون جهته فقاتلهم مدة لوحده وكلما ازدادوا في ضربه ازداد صبراً وثباتاً. يقول صاحبه الذي في السيارة : لم أصدق ما رأيت وخرج ثامر من هذا القتال وقد أثخنوه وأثخنهم رغم توحده وانفراده.
وفي يوم آخر حصل نزاع في فصله الدراسي في نفس الشركة السابقة بين طالب سني وطالب من إحدى الطوائف المخالفة لأهل السنة فتنادى أبناء هذه الطائفة من كل مكان وأدخلهم الحراس الذي ينتمي بعضهم لهذه الطائفة واجتمع أكثر من 200 منهم أمام المدرسة التدريبية وكان عدد أهل السنة قليلاً جداً فخشوا من الغلبة وكان يسمع خلف الصفوف صراخاً وصياحاً من شاب يقول لاتدعوهم لن اتركهم أبداً فلما نظروا خلف الصفوف وإذا هو خطاب قد استعد للعراك والقتال وفعلاً اشتعلت النار بين الطرفين، ومن ذلك اليوم علت الناس رهبة وهيبة من هذا الشاب.
أفغانستان
توجه إلى أفغانستان والتحق بالمجاهدين. تدرب على يد أسامة بن لادن في أفغانستان. كما اشترك في القتال ضد القوات السوفيتية العادية منها والقوات الخاصة. حضر خطاب الكثير من العمليات العسكرية في الجهاد الأفغاني منذ عام 1988 م، ومن ضمنها جلال آباد، وخوست، وكابول في عام 1993م.
طاجكستان والذهاب إلى الشيشان
بعد هزيمة الجيش السوفيتي وانسحابهم من أفغانستان سمع خطاب ومجموعة صغيرة من رفاقه عن حرب أخرى تدور ضد نفس الجيش ولكنها هذه المرة كانت في طاجيكستان فأعد حقائبه ومعه مجموعة صغيرة من الرفاق وذهبوا إلى طاجيكستان في عام 1993م، ومكثوا هناك عامين يقاتلون الجيش السوفيتي في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح. وهناك فقد أصبعين من أصابع يده اليمنى، حين انفجرت قنبلة يدوية في يده ما نتج عنها إصابة بالغة ادت إلى قطع أصبعين من يده اليمنى، وقد حاول إخوانه المجاهدون إقناعه بالعودة إلى بشاور للعلاج ولكنه رفض وصمم على وضع عسل النحل على إصابته، وضع العسل وربطها قائلاً أن هذا سوف يعالج هذه الإصابة وليس هناك حاجة للذهاب إلى بيشاور، هذا الرباط لا زال ملفوفاً على يده منذ ذلك اليوم إلى يوم اغتياله.
بعد عامين في طاجيكستان عاد خطاب ومجموعته الصغيرة إلى أفغانستان في بداية عام 1995م وكان في هذا الوقت بداية الحرب في الشيشان. وصف خطاب شعوره عندما رأى أخبار الشيشان على محطة تليفزيونية تبث عبر القمر الصناعي في أفغانستان فقال: عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ويصيحون صيحة الله أكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت انه يجب علي أن اذهب إليهم
الشيشان
رحل خطاب من أفغانستان ومعه مجموعة مكونة من ثمانية مجاهدين مباشرة إلى الشيشان كان ذلك في ربيع 1995م أربع سنوات مضت بعد ذلك جعلت تجربة خطاب في أفغانستان وطاجيكستان تظهر كأنها كانت لعبة أطفال, يقول المسئولون في الجيش الروسي طبقاً لإحصائياتهم أن عدد الجنود الذين قتلوا في خلال ثلاث سنوات من الحرب في الشيشان فاق أضعاف عدد الجنود الذين قتلوا خلال عشر سنوات من الحرب في أفغانستان.
كانت الشيشان هي المحطة الأهم في حياته حيث كان قائدا للمجاهدين العرب هناك حيث كانت له أهمية عسكرية كبيرة كمخطط ورديف حيث تعاون مع القائد الشيشاني شامل باسييف في عمليات كثيرة في الشيشان وفي داغستان كما استطاع اجبار القوات الروسية على اعلان وقف إطلاق النار فيالحرب الشيشانية الأولى عام 1996م. كانت نفسه تحدثه بالبقاء أو الانصراف عن الشيشان والرجوع إلى طاجكستان. خاصة وأنه جاءها لعلاج يده فقط, ولم يكن ينوي الإقامة فيها, ولكنه لما رأى الجهاد بدأت نفسه تراوده في البقاء ولكن مع تردد كثير.
جرت عادته على رسم خريطة حول كل منطقة يريد العمل فيها سواء من جهة الأماكن أو الطبائع أو العادات أو الأشخاص، ولما ذهب إلى الشيشان لم يكن يعرف حقيقة هذه المنطقة فجعل من نفسه كمراسل تلفازي يمر بين الناس، ويضع معهم اللقاءات ويلقي عليهم الأسئلة، ويتحسس المعاني المهمة في أجوبتهم، وقابل شامل باساييف بهذه الطريقة.
ولكن الموقف الذي هز شعوره وحرك عواطفه هو لقاؤه مع عجوز طاعنة في السن حيث سألها: ماذا تريدون من قتال الروس ؟ فقالت العجوز له: نريد أن نخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام، فسألها هل عندكِ شيء تقدمينه للجهاد ؟ فقالت: ليس عندي سوى هذا "المعطف" أجعله في سبيل الله. فجعلت خطاب يبكي بشدة وتبتل لحيته بدموعه. فكانت هذه العجوز سبباً في ظهور خطاب.
ومن أهم قرراته هو أنه جعل القيادة العسكرية بيد الشيشانيين، والسبب في ذلك أن الشعب الشيشاني عرف بحميته لأرضه وعرقه، فخشي أن يكون ذلك مدخلاً لخلخلة الجهاد من خلال العملاء والخونة الذين يجيدون هذا النوع من المكر، وكذلك كان هناك الصوفية يحاولون نزع الإجماع الشعبي من حوله بالتذكير بأصله غير الشيشاني، وقد دخل تحت قيادة جوهر دوداييف القائد الشيشاني السابق، وأعجب خطاب به لخفة نفسه وحسن تعامله، وارتفع في نفسه عندما سأله قائلاً: ما هو هدفكم من الجهاد ياجوهر دوداييف ؟ فقال القائد الشيشاني: كل طفل من القوقاز هجر إلى المهجر عشرات السنين يحلم أن يرجع الإسلام إلى أرضه.
العمليات والمواقع
في يوم 16 أبريل 1996م قاد خطاب عملية من أجرأ العمليات وكانت عبارة عن كمين "شاتوى" وفيها قاد مجموعة مكونة من 50 مجاهداً لمهاجمة والقضاء على طابور تابع للجيش الروسي مكون من 50 سيارة مغادرة من الشيشان, تقول المصادر العسكرية الروسية أن 223 عسكرياً قتلوا من ضمنهم 26 ضابطاً كبيراً ودمرت الخمسون سيارة بالكامل, نتج عن هذه العملية إقالة ثلاثة جنرالات، وقد أعلن بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية للبرلمان الروسي. وقام المجاهدين بتصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو.بعدها بشهور نفذت نفس المجموعة عملية هجوم على معسكرللجيش الروسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط للفيديو.
كما شاركت أيضا مجموعة من مقاتليه في هجوم غروزني الشهير في أغسطس 1996م الذي قاده القائد الشيشاني شامل باسييف.وقد ظهر اسمه مرة أخرى على الساحة في يوم 22 ديسمبر 1997م عندما قاد مجموعة مكونة من مائة مجاهد شيشاني وغير شيشاني، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر القيادة العامة للواء 136 الآلي ودمروا 300 سيارة وقتلوا العديد من الجنود الروس وقد استشهد في هذه العملية اثنان من المجاهدين من ضمنهم أحد كبار القادة من مصر في جماعة خطاب هو أبو بكر. بعد انسحاب القوات الروسية من الشيشان في خريف 1996م أصبح خطاب بطلاً قومياً في الشيشان وقد منح هناك ميدالية الشجاعة والبسالة من قبل الحكومة الشيشانية.
وقد منحوه أيضاً رتبة لواء في حفل حضره شامل باسييف وسلمان رودييف وهم قادة في حرب الشيشان. وقبل مقتل جوهر دودايف كان خطاب يحظى لديه بالإحترام. والجدير بالذكر أن خطاب نجا من محاولات عديدة لاغتياله منها عند قيادته لشاحنة روسية كبيرة انفجرت وأصبحت حطاماً ومات من كان بجانبه وهو لم يصب بخدش
العقيدة والدعوة
كان سلفي العقيدة والمنهج، ويصرح بذلك في أشرطته الخاصة وجلساته العامة ولكنه لم يكن متعصباً أبداً لمجموعته، فكتب له قبولاً لدى كل الاتجاهات الإسلامية بلا استثناء، وينصح أهلها، ويقبل نصيحتهم، وله علاقة قوية بشيوخ المجاهدين من أمثال الشيخ حمود العقلا وكان يستشيرهم في قضايا الجهاد والعلم والدعوة، ولهذا لم يعهد على مجموعته الجهادية في الشيشان بدع أو انحرافات أو خرافات.
ورأى أن الشيشان بلد خصبة للدعوة، فعمل محاضن دعوية لتكوين مجموعات دعوية جهادية على الخط الصحيح، فأنشأ "معهد القوقاز لإعداد الدعاة" حيث يلزم كل شخص بالانضمام إليه قبل قبوله في الجهاد فيخضع لدورة علمية مكثفة تقارب الشهرين، ثم ما لبث أن تكاثر الناس عليه يريدون العلم والجهاد حتى وصل عددهم إلى 400 طالب جاءوا من التتر وداغستان وطاجكستان وأوزبكستان والأنجوش وغيرها، ثم تطور العمل فأنشأ داراً لتحفيظ القرآن، ووضع برنامجاً لإعداد الدعاة، وبرنامجاً آخر لإقامة محاضرات في القرى، ودورة للتعليم الأساسي، ودورة لرفع مستوى الدعاة، وكما قال: رأينا أثر هذا العمل على مجاهدين في تضحياتهم وبذلهم. وجعلوا لهم مفتياً لا يتجاوزونه أبداً وهو الشيخ أبو عمر السيف الخالدي من منطقة الدمام بشرق السعودية
قاتل خطاب في أفغانستان، ولم يتقاتل مع أحد الأفغان لخلاف عقدي رغم أنتشار التصوف فيه، ثم قاتل في طاجكستان تحت قيادة عبد الله نوري, ورغم سيادة التصوف هناك إلا أن الناس تعلقوا بخطاب حتى دب الحسد في قلوب بعض القادة كالقائد رضوان وعندما وصل للشيشان دعاهم للصلاة والزكاة وقراءة القرآن، ولم يدعهم إلى أي مسألة عقدية، فلما تمكن هناك وصار حبه في قلوب الناس كلهم أنشأ المعاهد العلمية التي تعلم العقيدة الصحيحة.
وكان يحذر أصحابه من الخوض فيما يثير الناس في بداية جهاده في كل منطقة، فإذا رأى من الناس إقبالاً على الخير دعاهم بعد ذلك إلى العقيدة السلفية، ولهذا منع أصحابه من الذهاب إلى الأسواق، والدخول للمدن والقرى لأن التصوف قوي في تلك البلاد، فخاف أن يقوم مشايخ الصوفية بإثارة الناس عليهم، فكان هناك من يقوم بالذهاب إلى السوق كل يومين ليقضي حاجات المجاهدين، بل إنه لم يذهب في حياته كما قال إلى جروزني إلا مرة واحدة، وبعد إصرار من القادة الشيشانيين لحضور حفل تكريم له. ورغم محاولة علماء الصوفية استثارته إلا أنهم فشلوا، فوصفوه بأنه وهابي أكفر من اليهود والمسيحيين، وزعموا أن جهاده أيام دوداييف باطل لأن حرب دوداييف حرب وطنية فقط, وقد حارب تحت راية جوهر دوداييف - الرئيس الشيشاني السابق - ولكن كان له برنامج خاص لمجموعته، واعترض عليه في بداية جهاده في الشيشان بعض الدعاة فقالوا: كيف تقاتل مع صوفية وحلولية، فكان يحدث أصحابه أن هؤلاء حديثي عهد بكفر وإلحاد فلا تعجلوا، واستطاع أن يقنعهم كعادته في أسلوب الإقناع وهو الذي قال فيه أحد زملائه: لو قال خطاب عن كأس اللبن إنه ماء لصدقته
جهاده وصفاته الشخصية
الفكر الجهادي لدى خطاب
خمسة عشر عاماً تقريباً قضاها خطاب في جهاد متواصل، في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، في أفغانستان، وطاجيكستان، وداغستان والشيشان، وخلال تلك الأعوام المتلاحقة، تكونت لديه رؤية واضحة للجهاد، كانت تسوقه في مسيرته، وتمهد له الطريق في دروب الجهاد الوعرة، رؤية تنطلق من كتاب الله وسنة نبيه وترتكن على خبرة وتجربة عريقة رغم حداثة السنه،ويمكن ان نصوغ معالم الفكر الجهادي لخطاب في النقاط التالية:
الجهاد ذروة سنام الإسلام، وله أهدافه التي لا ينبغي أن يحيد عنها المجاهدون، وإلا لم يعد ما يفعلونه جهاداً، والانطلاق من الكتاب والسنة، وفهم السلف في مسيرة الجهاد الطويلة الشاقة أمر لا تفريط فيه، وكان خطاب سلفياً في جهاده، فقد كان يرى أن تطبيق شرع الله هو الهدف الأسمى للجهاد، كما أن نصرة المسلمين واجب شرعي لا يترك
أيقن خطاب تماماً أن النصر في هذه المعركة مع الروس ثاني أقوى دولة في العالم، إنما يكون بتوفيق الله - سبحانه وتعالى - وبقوة الإيمان واليقين.
الحرب التي يخوضها العالم الغربي وروسيا، إنما هي في مجملها حرب ضد الإسلام، مهما اختلفت المسميات ومهما حاولوا أن يظهروها على غير ذلك.يعلم خطاب جيدا في جهاده ضد الروس أن هزيمتهم لن تكون هزيمة عسكرية بالمعنى المفهوم، أي مواجهة بين جيش الشيشانيين والروس تنتهي بانتصار المسلمين، وانسحاب الروس لعجزهم العسكري، ولكن النصر على الروس يكون باستغلال أهم نقطة ضعف عندهم وهي العجز عن تحمل قدر كبير من الخسائر البشرية بالأخص يستمر لفترة طويلة، على الرغم من احتفاظهم بقوتهم العسكرية كاملة كما هي، وقدرتهم على تعويض خسارتهم، كما قال خطاب
في إطار المواجهة العسكرية مع الجيش الروسي يعتبر خطاب ورفاقه أن أهم عوامل التفوق وإرباك العدو، هو عدم وجود اي منشآت حيوية، أو مقرات ثابتة للمجاهدين في الشيشان، بل هم دائما مجموعات صغيرة دائمة التنقل، يتبدل مكانها منالمدن والقرى إلى الجبال حسب تطورات المعارك، وينعى خطاب على الجيش الروسي الذي عجز عن التوافق مع هذا التكتيك فمضى يحارب المجاهدين بأسلوب عقيم لا يتناسب مع ظروف الميدان.
كان خطاب يؤمن بالجهاد من خلال الإعلام, لذلك فهو دائماً يصر على تصوير كل عملياته. ويقولون إن لديه مكتبة بها مئات الشرائط المصورة في أفغانستان وطاجيكستان والشيشان. وهو يعتقد بأن الكلام وحده ليس كافياً لدحض الادعاءات الكاذبة لإعلام العدو بل يجب توثيق هذا الكلام بالأدلة عن طريق الأفلام المصورة لدحض ادعاءاتهم. وهو أيضا قد صور شرائط مطولة للعمليات الأخيرة في داغستان تظهر مقتل أكثر من 400 جندي روسي وهذا الرقم يزيد عشرة مرات عن الرقم الرسمي للمسؤولين الروس الذين قالوا أن قتلاهم في داغستان كانوا 40 جندياً.
النصر في المعركة بين المجاهدين والروس له علامات خاصة، وتدهور الأحوال العسكرية للجيش الروسي لا تعني بالضرورة أن يسترجع الشيشانيون أراضيهم ويطردوا الروس منها بين عشية وضحاها، بل لابد قبل ذلك من صبر طويل، واستنزاف للعدو الروسي، وهذا يعني أن الاحتفاظ بالأرض يحتاج إلى فقه واقعي عسكري حكيم، ففي بدء المعارك أصر المجاهدون على الاحتفاظ بالمدن الرئيسة تحت سيطرتهم وقاوموا الغزو الروسي أسابيع طويلة، لأن الاحتفاظ بها يرمز إلى الثبات، ولكن لما اشتد الهجوم وزادت وحشية القصف، ولحق الضرر بالمسلمين، ظهرت المرونة في تكتيك المجاهدين، حيث تنازلوا عن المدن التي يحتفظون بها، وانتقلوا فورا إلى مرحلة حرب العصابات، والتي من أهم شروطها عدم الاحتفاظ بمكان ثابت، والدفاع عنه بالقوة.
نظريات خطاب في الجهاد
لم يكن خطاب، يقاتل بأسلوب عشوائي وإنما كان له فكر جهادي ناضج حتى أصبح مدرسة ومنهجاً، نظرياته القتالية الثلاث هي :
النظرية الأولى: التربية، وعلى هذا الأساس كلما أتى بلداً من البلدان وأراد أن يفتح باب الجهاد فيها قام بأخذ مجموعة من شبابها، ثم اعتنى بهم ووضعهم في محاضن دعوية حتى يكونوا هم أساس الدعوة والجهاد في ذلك البلد، وفي الشيشان أنشأ "معهد القوقاز الديني" لتخريج الدعاة، وأول مجموعة اعتنى بها في الشيشان كانت من 90 شخصاً ثم صفاها حتى وصل عددها إلى 60 شخصاً، مع العلم أنه وجد معارضة من بعض الطيبين في هذا الأمر حيث طالبوا بالقتال ابتداء وكانوا يحتجون بضيق الوقت واحتلال بلاد المسلمين والعبث بها ولكنه أصر على هذا الأمر. وكان يحث جنوده على مسألة مهمة وهي
مطابقة الفعل مع القول.
النظرية الثانية: التجهيز، فقد بلغ به الأمر أنه كان يجهز عتاد السنة قبلها فكان يُعْجِز من حوله بدقة الترتيبات, حتى كان مدرسة في التنظيم والترتيب منذ كان في أفغانستان، وكان استعداده يشمل الطعام والسكن والطريق والاستخبارات حول العدو بحيث يحصل التكامل في تجهيزه واستعداده.
النظرية الثالثة: القتال, طالب بعض الخبراء العسكريين الروس أن تدرس أفكاره العسكرية في جامعاتهم، نظراً لعدة أمور منها هو أن الشيشان صغيرة ومكشوفة تكنولوجياً وعسكرياً، ومع ذلك نجح في مهمتين: استطاع التخفي بجنوده والحفاظ عليهم، واستطاع أيضاً دك القوات الروسية وإيقاع الخسائر بها.
ثوابت في جهاد خطاب
لم يكن خطاب، يقاتل بأسلوب عشوائي، أو يجاهد انطلاقا من عاطفة غير موزونة، بل كان في جهاده عبر سنوات طويلة ينطلق من ثوابت واضحة وأكيدة استمدها من كتاب الله وسنة النبي وتعلمها من رفاقه المجاهدين الذين التقاهم عبر خمسة عشر عاما من الجهاد المتواصل ومنها:
الجهاد ليس مرتبطا بحياة القائد، إن بقي يمضي الجهاد في طريقه، وإن قتل استمر الجهاد إلى قيام الساعة، وهذا أمر كان خطاب يؤكد عليه، لأنه يعلم أنه من الممكن أن يلقى حتفه في أي لحظة.
الجهاد هدفه الأول إقامة شرع الله عز وجل، هكذا كان خطاب يعتقد، ويظهر ذلك جليا في مراحل كثيرة من حياته وكلماته، فقد ذهب هو وإخوانه لكي يدعموا المسلمين في القرى الداغستانية التي أعلنت إقامة الشريعة، فأعلنت روسيا الحرب عليها، كما أنه ذكر أكثر من مرة أن تطبيق الشريعة هو الهدف الرئيس للجهاد في الشيشان.
لا سبيل للتفاوض مع الأعداء، ولا يمكن أن يجلس المجاهدون مع قتلة المسلمين على مائدة واحدة لكي يخرجوا بقرارات وهمية.
لا انتهاء للحرب مع الأعداء إلا بأن يزال الضرر الواقع على المسلمين، وأن ترجع إليهم حقوقهم، وأراضيهم، ويستردوا حريتهم، أما وضع نهايات أخرى ملفقة للحروب، فذلك أمر من قبيل الخداع، لا ينبغي الاستجابة له.
القائد ليس منصباً مريحاً، ولا يعني الأمان أو الابتعاد عن أوجه الخطر، بل بالنسبة إلى خطاب القيادة معناها مزيد من التضحية، والفداء لرجاله من كل خطر، القيادة هي مسؤولية وولاية تولاها على المسلمين، فعليه أن يكون ناصحا لهم، وهكذا كان خطاب، كما يروي عنه رفاقه، ويقول أبو عمر النجدي في مقالاته عن الانحياز من جروزني، والصعاب التي واجهوها في ذلك: قام القائد خطاب برصد الطريق بنفسه لضمان سلامة الطريق وسهر الليالي الطوال المتواليات يفكر في أمر الجرحى والمرضى والأصحاء على حد سواء.
ويقول في موضع آخر: كان القائد العام يبحث لنا عن طريق سهل علينا يحافظ فيه على قوانا وطاقتنا فعرض نفسه للخطر أكثر من أربع مرات كل ذلك حتى يجنبنا الإرهاق وذلك بصعود جبل شاهق كان يعرف أنه سينهك قوانا لو سلكناه أولاً فحاول الاستبقاء على قوانا ولكن دون جدوى، فأمرنا أخيراً بعد المحاولات مضطراً الصعود إلى الجبل الذي تجنبه
أولاً.
وحدة الصف هي دعامة أساسية في مواجهة عدو غاشم وملحد كالروس، وعندها ينبغي التغاضي عن أي خلاف سياسي، واعتبار أن الجميع في خندق واحد، وكان خطاب رغم ما بينه، وبين أصلان مسخادوف من اختلافات كثيرة في المواقف أو الرؤى، إلا أنه كان يحرص على إظهار وحدة الصف، وأن الخلاف أمر طبيعي، والمهم أن يكون الجميع في نفس الخندق.
لا ينبغي للقائد أن يصاب بالياس أو القنوط من رحمة الله، حتى وهو في أحلك الظروف، وعليه أن يبذل كل الجهد للخلاص من الأزمة، دون أن يبدي هلعاً أو يثير الفزع في نفوس الرفاق، وكان خطاب ذا إرادة حديدية لا يعرف اليأس لقلبه طريقا، وفي حصار جروزني الشهير، لما ضاقت السبل بالمجاهدين، لم يدفعهم ذلك للاستسلام أو التخاذل، بل صمدوا، حتى تحقق لهم الانحياز بما يشبه المعجزة العسكرية.
الرفق بالمدنيين والحرص على سلامتهم فالجهاد بالنفس وطلب الشهادة، والتضحية بالغالي والنفيس، لا يعني ان يتعامل المجاهدون مع المدنيين والاهالي، بنفس الأسلوب الذي يتبعونه مع أنفسهم، بل ينبغي الرفق بهم، والحرص عليهم وعلى أرواحهم، وكان خطاب مدركا لذلك تماما، وكان حريصا على ألا يصيب الأهالي أي أذى بسبب المجاهدين، يقول أبو عمر حاكيا عن دخول المجاهدين قرة تاوزني:
« كان استقبال أهل القرية للمجاهدين عجيباً حيث خرجوا لهم بالطعام والشراب بل وفتحوا أبواب بيوتهم للمجاهدين للنوم والاستحمام والاستراحة مما كان له الأثر في رفع معنويات المجاهدين، وارتحنا فيها بعد عناء طويل، ثم أمرنا القائد العام بالخروج من القرية خشية أن يعلم الروس بنا فيحاصروا القرية ويؤذوا المدنيين، فكان القادة حريصين على حياة المدنيين العزّل أكثر من حرصهم على راحة المجاهدين، فالحفاظ على أرواح المدنيين كانت على قائمة المهمات التي يراعيها القادة فهم على استعداد أن يتحملوا ويحملوا المجاهدين العناء بشرط ألا يتضرر مدني واحد، وكان من أهم الأسباب التي تم تحويل أسلوب حرب المجاهدين من حرب نظامية إلى حرب عصابات هو الحفاظ على أرواح المدنيين وحتى لا يقصف الروس القرى التي يقطنها المدنيون.
الحزم
أما حزمه وانضباطه فتحدث عن حزمه هو شخصياً حيث يقول: لما جئت إلى الشيشان انضمت إلي مجموعة من 90 رجلا من طلاب الشيخ فتحي الشيشاني، وصرفت أولاً منها 15 رجلاً ثم صرفت أيضاً 15 رجلاً، وبقي معي ستون، وحذرني بعض الإخوة من الطرد لأن الشيشانيين عندهم حمية، فلو ذهب بعضهم فاحتمال كبير أن يلحق بهم الآخرون، وفي يوم من الأيام نمنا ولما أصبحنا إذا فرقة الحراسة نائمة معنا، وتركت مهمتها، وكانت ليلة باردة، فطلبت منهم أن يخلعوا خفافهم، ثم طلبت منهم المسير إلى النهر، وكان العشب من شدة البرد كأنه عيدان يابسة، ثم ساروا وهم يكادوا أن يهلكوا من شدة البرد، فلما وصلنا للنهر طلبت منهم أن يدخلوا أقدامهم فيه تأديباً لهم، وبعد فترة أمرتهم بالخروج، وقد تجمدت أقدامهم حتى أن بعضهم سقط على ركبتيه من الإعياء والألم، وارتفعت أصواتهم علي حتى هددوني بالخروج وتركي، فقلت لهم لا مانع لدي حتى لو لم يبق معي أحد. مع أني كنت أخشى من ذهابهم، وبالتالي ذهاب أملي بتحرير تلك البلاد ولكن يسر الله، فبقي منهم ستون رجلاً أخذوا دورة علمية مدتها 25 يوماً، وهم الآن قادة السرايا.
غض الطرف
كان يكره الالتحام مع المخالفين حتى لا ينشغل بالمسلمين عن عدوهم المشترك، فيمنع التعرض للجماعات السنية بأي سوء حتى لا يحصل التشرذم والتفرق، ولهذا كان إذا سمع أحداً يخوض في هذا يقول له:
« عجباً لبعض الناس سلم منه الملاحدة والنصارى ولم يسلم منه إخوته المسلمون»
وعندما كان في طاجكستان حاول القائد الطاجيكي العسكري رضوان الإساءة إليه، ورغم طلب جنوده منه أن يرد عليه إلا أنه طلب منهم أن لا يشغلهم هذا القائد عن قتال الشيوعيين حتى أنه عندما جاء إلى الشيشان كان 60% من طلابه ومجاهديه صوفية، ثم لبث معهم فترة حتى صحح معتقدهم رغبة منهم واقتناعاً.
اغتياله
في عام 2002 م استطاع الجيش الروسي تنفيذ عملية اغتيال لخطاب، حيث دس عميل لهم في صفوف المقاتلين وإعطاء خطاب رسالة مسمومة أدت إلى مقتله. لم يعترف مجلس الشورى العسكري بمقتل خطاب إلا بعد اسبوعين من وفاته، حيث اصدر بيان رسمي يوضح كيفية الوفاة وكيف تسلل الفيديو الذي تم تصويره لجثة خطاب بعد وفاته إلى الجيش الروسي ومنه إلى وسائل الإعلام الروسية. وأما تفاصيل استشهاده فقد اختلفت الروايات في ذلك: فبينما موقع وإسلاماه وتناقلته أكثر من جهة أن قتله كان على يد واحد من أولئك العملاء ممن وثق بهم خطاب وقربه منه حيث سلمه رسالة مسمومة مات على إثرها.
وكان أحد القادة الميدانيين العرب قد أرسل رسولاً إلى خطاب يحمل إليه رسالة خطيه وفي وسط الطريق أرسل خطاب رسولاً من عنده ليتسلم الرسالة, ولكن ذلك الرسول الذي من عند خطاب كان عميلاً - وثق به المجاهدون - فوضع سماً في الرسالة وفور تسلم خطاب لها وملامسة السم ليده لم يلبث سوى خمس دقائق وفاضت روحه. إلا أن هناك رواية أشار إليها إجمالاً موقع القوقاز أن قتله كان بسم دس في طعامه غدراً، كما ذكر وأن السم وضع له بينما كان يتناول طعام الغداء في دعوة خاصة حيث وقع الغدر به. إلا أن المجاهدين تكتموا خبر موته لمصلحة الجهاد ولحين ترتيب الأوضاع إلا أنه تسربت أنباء استشهاده حيث وقع شريط الفيديو الذي صوره المجاهدون لجثمان خطاب في أيدي القوات الروسية وبادرت القوات الروسية بنشر الشريط.
كانت أمنية والد خطاب أن يراه قبل وفاته, انتظر والده سنوات وسنوات لعل يوماً يطل عليه من الباب وجه خطاب ولكن عرف الوالد أن رؤيا ابنه من الصعوبة بمكان، ثم فاضت روح والده ولم تتحقق أمنيته. وقال خطاب في إحدى المناسبات:
«من عاش صغيراً مات صغيراً، ومن عاش لأمته عظيماً مات عظيماً
خبر وفاته على الشاشات
رغم أن خطاب عربي مسلم ورغم أنه قائد معروف لدى دول العالم إلا أنه لم تبد أي قناة عربية ماعدا الجزيرة له اهتماماً, فهي أول وأكثر قناة تناولت الخبر, ووضعت له برنامجاً خاصاً، وأعادت لقاءات تمت معه لتعطي صورة واضحة في متابعة الحدث.
أما القنوات الأجنبية فكانت متابعة للحدث بقوة، ففي روسيا قطع البث التلفازي من أجل عرض بيان وزارة الدفاع الخاص باستشهاد خطاب، وعرض عدة مرات في تلك الليلة واليوم التالي، ووزعت التبريكات من خلال مشاركات المشاهدين، ووضعت اللقاءات التي تحدثت عن هذا النصر الروسي، وأقيمت برامج كاملة عن حياة خطاب ونوقشت فيها أفكاره العسكرية وخططه التي وصفها أحد خبراء الروس في برنامج عرض في أحد أيام السبت بأنها "جهنمية" ووصفها خبير آخر بأنها "شيطانية".
ولم تغفل البي بي سي ولا السي إن إن هذا الحدث، فتحدثت عنه بإسهاب كعادة القنوات الإخبارية رحم الله البطل الأسد شهيد الامة"الأمير خطاب" وألحقنا به شهداء ونصر الله أمتنا العربية والإسلامية في الشيشان وفلسطين وسوريا وأفغانستان والعراق وكوسوفا والبوسنة والهرسك
وفي كل مكان يارب العالمين...
تعليقات