بحمدالله بدأ قبل يومين نشر تحقيق “أسرار سويسرية سويز ليكس” والذي شاركت فيه ضمن ١٦٣ صحفيا حول العالم بقيادة مؤسسة “مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود” OCCRP وشركائها.
Mohamed Tolba Radwan
بحمدالله بدأ قبل يومين نشر تحقيق “أسرار سويسرية/ سويز ليكس” والذي شاركت فيه ضمن ١٦٣ صحفيا حول العالم بقيادة مؤسسة “مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود” OCCRP وشركائها.
تواصلت معي المؤسسة قبل نحو عام، قبل أشهر من تشخيصي بالسرطان، وبدأنا العمل ثم اعتذرت وانسحبت من المشروع طويلا، ثم في فترة تحسن بين توقف العلاج الكيماوي واجراء العملية طلبت العودة فرحبوا بذلك، وساهمت بشكل فاعل، قبل أن تتدهور حالتي مؤخراً للأسف واكتفي بالمشاركة المتقطعة جدا .. وأود لذلك شكر الزملاء الأعزاء الذين أبدوا تعاونا ومرونة بلا حدود.
شاركت تحديداً في ٣ قصص، الأولى هي الخاصة بإدارة بنك كريدي سويس لحسابات النخب العربية إبان الربيع العربي. والثاني تحقيق تفصيلي عن شبكة رجل الأعمال المصري حسين سالم يربط تزامن تعاملاته البنكية بقضايا فساد في أمريكا (تزوير فواتير نقل السلاح!) وألمانيا، ونهاية بتحويله أموالاً من مصر إلى نفس البنك إبان الثورة. (يوميّ ٢٤ و٢٦ يناير تحديدا). ولعله سيُنشر قريبا الثالث حول شخصية عربية أخرى.
رابط المشروع من مؤسسة OCCRP :
روابط مترجمة للعربية للقصص التي ساهمت بها:
….
* المشروع يعتمد على تسريب ضخم لبيانات حسابات بنك “كريدي سويس”، شمل أكثر من ١٨٠٠٠ حساب بنكي، أغلبها تم فتحه بعد عام ٢٠٠٠، وإن كان بعضها يمتد منذ أربعينات القرن العشرين، بقيمة نحو ١٠٠ مليار دولار.
مصر هي الدولة العربية الأولى في امتلاك مواطنيها لحسابات ضمن هذا التسريب، أكثر من ٢٠٠٠ حساب، وهو ما يذكرنا أيضا بتسريب بنك “اتش إس بي سي” السويسري عام ٢٠١٥، حيث احتلت مصر المرتبة الثالثة عربيا بعد السعودية ولبنان. منهجية البيانات المنشورة تذكر أعلى رقم وصل إليه الحساب، أي في نقطة زمنية محددة، وليس اجمالي التعاملات.
على سبيل المثال تُظهر البيانات امتلاك علاء وجمال مبارك حسابا نشطا بين ١٩٩٣ إلى ٢٠٠٨، ووصل أعلى رصيد له عام ٢٠٠٣ إلى ٢٧٧ مليون فرنك سويسري (٣٠١ مليون دولار) لكن هذا يعبر عن هذه النقطة الزمنية فقط، وليس إجمالي ما دخل وخرج من الحساب طيلة هذه السنوات، وهو بالطبع أكثر بكثير.
(فضلا عن امتلاكهما لخمسة حسابات أخرى، كانت أقصى أرصدتها ٢٢٦، و٢٣١، و٧٩، و٢٣ ، و٣ مليون فرنك)
هذه الأرقام من بنك واحد فقط في دولة واحدة فقط، يقينا لا تعبر عن إجمالي ثروات المذكورين، وإنما تمنحنا نظرة بسيطة، خاصة أن العديد منهم ظهر بممتلكات أخرى في تسريبات سابقة.
من اللافت أن غالبية الحسابات العربية السياسية يملكها شخصيات مرتبطة بالأنظمة السابقة وليس الأنظمة الحالية، رغم أن البيانات تغطي بعض سنوات ما بعد ٢٠١١، إلا ان من الواضح أن هناك من تعلم دروسا من موجة تجميد سويسرا للحسابات.
وبتوسيع الرؤية عالميا إلى تسريبات سابقة مثل “أوراق بنما” و”أوراق الجنة” في ٢٠١٦ و٢٠١٧، ونهاية بـ “أوراق بندورا” العام الماضي، فإننا نشهد موجة نزوح للأموال السياسية العالمية بعيداً عن الملاذات التقليدية لأماكن جديدة، مثل نموذج ولاية ساوث داكوتا الأمريكية، ولهذا تفصيل لا مجال له هنا.
المصدر المجهول للتسريب قال في بيان نشرته صحيفة سودوتش تسايتونغ Süddeutsche Zeitung الألمانية إنه فعل ذلك لأنه يعتقد أن قوانين السرية المصرفية السويسرية “غير أخلاقية”.
من جانبنا كعالم عربي تعرفنا عملياً على بعض هذه القوانين، مثل إلزام الحكومات العربية الجديدة بأن تثبت أن تلك الأموال مصادرها غير مشروعة، وليس العكس، أي إلزام صاحب الأموال باثبات أنه حصل عليها من مصدر مشروع!
في هذا الإطار شهدنا بجاحات مثل ردود محامي أبناء مبارك أن هذه الاموال كسبوها من “استثماراتهم المهنية الناجحة” ودون أي “استغلال للنفوذ” .. فلنصدق أن امتلاك علاء وجمال في عشرينيات عمرهما ملايين الدولارات حين تم فتح الحساب الأول عام ١٩٧٨ كان من واقع الادخار من مصروفهم من مرتب أبيهم، طبعا طبعا!
الضغوط الصحفية والسياسية أسفرت خلال السنوات الماضية عن خطوات في مكافحة مخالفات الملاذات الضريبية والسرية البنكية حول العالم، وإن ظلت خطوات محدودة جدا، بحكم أن السياسيين الغربيين “المحفلطين الملمعين الجمسينات” هم أيضا متورطون في طرق ”الفساد القانوني” - يمكن مراجعة رد توني بلير العام الماضي على كشف “تجنبه” دفع ملايين الجنيهات الاسترلينية كضريبة عقارية بالشراء عبر شركة أوف شور.
..
مرفق بالصور نموذج من الحركة النشطة لأحد حسابات حسين سالم الذي يتميز بأنه فُتح بموجب خدمة “الحسابات المرقمة” التي تحمل أرقاما لا أسماء، ولولا كشف السرية بإطار تحقيقات قضائية ألمانية لما ظهر. يقول البنك أنه يلغي هذه الخدمة الآن.
وبالصور نماذج بعض الشخصيات التي عُثر على حساباتها بالتسريب، ومنهم من مصر علاء وجمال مبارك، أشرف مروان، عمر سليمان، أنس الفقي، هشام طلعت مصطفى، مجدي راسخ..الخ.
وعربيا الرئيس الجزائري الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، السلطان العماني الراحل قابوس، عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري سابقا، محمد مخلوف خال بشار الأسد، رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، رئيس المخابرات اليمنية الأسبق غالب القمش، الملك الأردني عبدالله الحسين، رئيس المخابرات الأردنية الأسبق المشير سعد خير، رئيس الوزراء الأردني الأسبق سعد الرفاعي، “صندوق الاستثمار الخارجي الليبي” ..الخ الخ الخ!
تعليقات