السيدة زينب الغزالي ورحلة الدعوة والابتلاء الشيخ محمد الغزالي الجبيلى العالم الأزهري ونسب الفاروق عمر بن الخطاب

تنتمي الداعية الإسلامية زينب الغزالي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وقد ولدت في أسرة متدينة فأبوها الشيخ محمد الغزالي الجبيلى العالم الأزهري الذي ينتهي نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.انضمت الغزالي في بداية حياتها إلى الاتحاد النسائي الذي كانت ترأسه هدى شعراوي وتوثقت العلاقة بينهما،وأصبحت من عضوات الاتحاد البَارزاتْ،خاضت مناظرات ومجادلات مع عدد من الأزهريين المناهضين للاتحاد النسائي ذي التوجهات التحررية، حتى طالب بعض الأزهريين بمنعها من الوعظ في المساجد.

نقطة التحول الرئيسية في حياة الداعية الإسلامية جاءت، بعد تعرضها لحادث أليم، بعد انفجار موقد غاز في وجهها وهي تُعدّ الطعام بمنزلها، وطالت النار كل جسدها الأمر الذي ألزمها البقاء في فراشها فترة طويلة.

زينب اتجهت إلى التضرع والعبادة والاستعداد للموت بعد سماعها صوت أخيها وهو يقول أنها ستموت، وكانت تدعي في لاتها "يارب إذا كان ما وقع لي عقابًا على انضمامي لجماعة هدى شعراوي فإنني قررت الاستقامة لوجهك الكريم"
 وإن كان غضبك علىّ لأنني ارتديت القبعة فسأنزعها وسأرتدي حجابي وإني أعاهدك وأبايعك ياربي إذا عاد جسمي كما كان عليه فسأقدم استقالتي من الاتحاد النسائي وأؤسس جماعة نشر الدعوة الإسلامية وادعوا المسلمات إلى ما كانت عليه الصحابيات وأعمل من أجل الدعوة وأجاهد في سبيلها ما استطعت".

زينب الداعية تحققت مناجاتها وتغيرت حياتها وأوفت بعهدها وبدأت انطلاقتها بخمار على رأسها وقدمت استقالتها من جمعية هدى شعراوي وغمرها إيمان كبير لا ينقطع.

أنشأت زينب جمعية "النساء المسلمات" التي تعدى دورها أعمال الخير إلى رعاية الأيتام وإقامة المساجد وتخريج الواعظات وساهمت بشكل كبير في حل بعض المشكلات الأسرية واهتمت بالجانب الإعلامي في خطابها، كما اعتقد البعض أن نشاط جمعيتها أرخى بظلال سلبية على الاتحاد النسائي على المستوى الاجتماعي بقيادة هدى شعراوي.

وكشفت في كتابها "نظرات في كتاب الله"عن الجوانب الحقيقية في فكرها والتي دفعتها للتحول عن أفكارها التحررية التي ظهرت معها في بدايات حياتها قائلة: "أنا أحببت القرآن حتى عشته، فلما عشته أحببت أن أدندنُ به لمن أحب، فدندنت بعض دندنة المفسرين، ولا أقول إني مفسرة،ولكني أقول إنني محبة للقرآن، عاشقة له، والعاشق يدندن لمن يحب، والعاشق يحكي لمن يحب، ويجالس من يحب، ويعانق من يحب، فعانقت القرآن، وتحدثت به وله في جميع الملايين من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وعشت أدندن به في المساجد لأكثر من ستين عاما،أي عمر الدعوة التي أسستها في المساجد منذ عام 1937".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصص 

لكن حدث خلاف ذلك أثناء تناول شخصية الداعية زينب الغزالي من خلال عملين فنيين فقط، حيث ذهب كل منهما في اتجاه مغاير للأخر، فهي في مسلسل “أم الصابرين” الذي تم تصويره إبان وصول جماعة الإخوان للحكم، بطلة وسيدة عظيمة مستنيرة تستحق أن تكون قدوة للملايين.

وفي مسلسل الجماعة الذي تم تصويره عقب حظر جماعة الإخوان وخلع نظام حكمها وإدراجها ضمن التنظيمات الإرهابية، سيدة إخوانية متشددة تعشق السلطة والقيادة و"تحب أن تقود ولا تقاد" حسبما جاء على لسانها في أحد المشاهد.

البداية كانت مع مسلسل "أم الصابرين" عام 2012، والذي يُعد أول عمل بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير يتحدث عن أحد قيادات الإخوان المسلمين، والذي جسّدت خلاله الفنانة رانيا محمود ياسين شخصية زينب الغزالي، وشاركها في العمل كل من طارق الدسوقي، فايزة كمال، أحمد هارون، خالد محمود، مديحة حمدي، جمال إسماعيل، حنان سليمان، ميار الببلاوي، أميرة نايف، منة بدر تيسير، إيمان السيد، محمد عبد الجواد، تأليف أحمد عاشور، وإخراج أحمد إسماعيل الحريري.

وتبدأ أحداث "أم الصابرين" بميلاد زينب الغزالي عام 1917، لأب تقي هو الشيخ الغزالي الذي جسّده الفنان طارق الدسوقي، حيث يرى بعد سنوات قليلة رؤيا صالحة لها، فيتنبأ بأنها ستكون ذات شأن في المجتمع، لذا يستمر في إخبارها دومًا أنها مختلفة وليست ككل الفتيات، بل خُلقت ليكون لها دور كبير، لن يؤديه أحد غيرها.

أبرز مشاهد المسلسل جاءت في الحلقة الأولى، حين جاء والدها الشيخ محمد الغزالي إلى المنزل مبكرًا، فوجدها تلعب وتلهو مع فتيات أخريات، فغضب وأحمر وجهه، وطلب منها أن تترك اللعب وتلحق به إلى داخل المنزل، ودار بينهما الحوار التالي: غلط، اسمك السيدة زينب.

 اشمعنى أنا السيدة زينب، وكل البنات أساميهم عادي زي نفيسة وإحسان لأنك مش زيهم، إنتي بنت الشيخ محمد الغزالي، ابن الغزالي الكبير، من نسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، أم أبيكِ من نسل الحسن والحسين ابن علي رضي الله عنهم جميعًا.. تبقي ازاي زيهم، ازاي تلعبي معاهم كمان وتبقي زيهم اسمعي يا زينب إياكي تردي على أي حد ما يقولكيش غير يا سيدة زينب..فهمتي!.هذا لم يكن في السيناريو بل تعسف سيئ 

وبالفعل يتم الحرص طوال المسلسل بطريقة مستفزة على التأكيد على أن اسمها السيدة زينب وليست زينب، بل أنها تصرخ في وجه كل من يناديها بدون لقب “السيدة”، حتى وإن كانت والدتها أو جدها أو من هم أكبر منها سنًا.

تجسيد الفنانة رانيا محمود ياسين لشخصية القيادية الإخوانية زينب الغزالي، يبتعد كثيرًا عن مواقفها السياسية الأخيرة المضادة للإخوان والتيارات الإسلامية عمومًا، لكن الأكثر غرابة هو تصريحاتها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة المنتجة للمسلسل قبل عرضه عام 2012، والتي نقلتها صحيفة "الأهرام"، 

حيث أكّدت أنها تمنت أن تقدم هذه الشخصية العظيمة وتعطيها حقها، مشيرًة إلي أن هناك الكثير من العقبات التي وقفت أمام العمل حتى لا يخرج للنور، ولكن شخصية زينب الغزالي تستحق أن تحارب من أجلها.

نرشح لك: خالد يوسف يكتب: “الجماعة ٢” لا يعترف إلا بمحمد مرسي 

أضافت رانيا أن المسلسل بالكامل ليس له أي علاقة بجماعة الأخوان المسلمين، وأن شخصية زينب هي امرأة بـ”مائة رجل”، حيث عانت من التعتيم الإعلامي وحان الوقت لخروجها إلي النور، لكن شددت في نفس الوقت على أن العمل لا يعد مغازلةً للإخوان أو أظهار حقبة الرئيس جمال عبد الناصر علي أنها حقبة ظلم، ولكن “أم الصابرين” كانت واضحة وكانت تعلن دائما أنها ضد حكم العسكر، على حد قولها.

في الحقيقة هناك أسماء أخرى ارتبطت بمسلسل “أم الصابرين” رغم عدم مشاركتها فيه، أبرزهم الفنانة آثار الحكيم والتي اعتذرت عن العمل، وكذلك الفنانة حنان مطاوع والتي تم ترشيحها في البداية لدور “زينب الغزالي”، واتفقت الشركة المنتجة معها على تجسيد الشخصية فى مرحلة شبابها،على أن تقوم والدتها الفنانة سهير المرشدي باستكمال الشخصية فى مراحل متقدمة من العمر، لكن سرعان ما أعلنت “حنان” انسحابها من المسلسل؛ بعد يوم واحد فقط من إعلانها بطلة العمل.

من المفارقات الغريبة أن الفنانة صابرين تم ترشيحها لتجسيد شخصية “زينب الغزالي”، إلا أنها رفضت وقتها، لتعود للموافقة على نفس الشخصية لكن من خلال “الجماعة 2” الذي يتم عرضه حاليًا، حيث تقدم النسخة المناقضة لما عُرض عليها في البداية عن شخصية “الغزالي” وسيرتها.

عُرض مسلسل “أم الصابرين” على التليفزيون المصري، لكن توقف العرض عند الحلقة العشرين، ولم تكتمل حلقاته في رمضان 2012، بسبب الخلاف مع الشركة المنتجة، حيث رفض فريق العمل استكمال التصوير على خلفية التعديلات التي وصفوها بـ”الفجّة”، والتي أدخلتها الشركة المنتجة في النهاية، انتصاراً لرؤية جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي دفع المخرج والمؤلف إلى تقديم بلاغات أمام النائب العام ضدّ جهة الإنتاج.

بعيدًا عن الصخب المصاحب لشخصية “زينب” في كلا العملين، فإنه لا مجال للمقارنة بين “أم الصابرين” و”الجماعة 2″، من حيث الأداء الفني والإخراجي والتصوير والديكور، فالثاني يفوق العمل الأول بمراحل، بدءًا من السيناريو مرورًا بأداء الممثلين حتى الإنتاج والإخراج والتصوير، فقد قدّم سيناريو وحيد حامد مع إخراج شريف البنداري نموذجًا جيدًا للغاية من الناحية الفنية.

______________________________________________________


 طرح اليوم السابع!

تعد مذكرات السيدة زينب الغزالى "أيام من حياتى" نموذجا فى ذلك.. ولدت زينب الغزالى فى 2 يناير 1917 وكانت من قيادات " جماعة الإخوان المسلمين"، وممن ساهموا بقوة فى التنظيم الذى قاده سيد قطب وتم الكشف عنه عام 1965، وكشفت التحقيقات مع قادته، أنها كانت توزع رسائل "سيد قطب" من السجن على الإخوان، بعد أن تتسلمها من شقيقتيه حميدة وأمينة، وقضت المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة ضدها، وأفرج عنها الرئيس السادات أواخر عام 1971 فى صفقة مع الجماعة، حسبما يشير الدكتور محمود جامع فى كتابه "عرفت السادات".

 صدر كتاب "أيام من حياتى" عام 1978 وكانت حملات الهجوم ضد "عبدالناصر" فى عنفوانها، وتزعم "زينب الغزالى" فيه تعرضها لتعذيب أثناء القبض عليها "يكفى نصف نساء مصر ويزيد" بوصف اللواء فؤاد علام فى كتابه "أنا والإخوان"، ومن بين ما تذكره: «جلدها 500 جلدة 6 مرات و250 جلدة مرة واحدة، وتعليقها على أعمدة حديد وقطع خشب 11 مرة، وضربها بالسياط مرات متفرقة 46 مرة، ووضعها فى غرف الكلاب المسعورة 9 مرات، وتركها بلا طعام أو ماء 6 أيام متتالية، وإدخالها زنازين الماء 5 مرات وغرف النار 3 مرات، وإحضار وحوش بشرية حاولوا أن يفعلوا بها الفحشاء 3 مرات"، ويعلق علام: "فؤاد علام  يبدو الله أعلم هو صاحب المشكلة الحقيقية مشكلتها الحقيقية ، "زينب الغزالى"وتقمصها شخصية رابعة العدوية..

أسرفت فى التزييف، وخلطت بين الوقائع والأحلام والحقائق والأكاذيب، ولو تعرضت لواحد فى المليون من صور التعذيب التى تخيلتها للفظت أنفاسها الأخيرة فورا".

 يضيف علام: «نسبت لنفسها بطولات زائفة، وكأنها شهيدة الإسلام الأولى والأخيرة، وظلت تنضح فى رماد التكفير، وتعبئ الحقد الأعمى بين نفوس الشباب، وقسمت المجتمع إلى كفرة وإخوان مسلمين، وكأن جمال عبدالناصر لم يقم بثورته إلا لتعذيبها ومطاردتها.. ادعت أنها تعرضت لتعذيب كان يكفى لقتل مائة رجل وليس امرأة واحدة، وأن مأساتها بدأت فى 20 أغسطس "مثل هذا اليوم" عام 1965، عندما كانت فى السجن الحربى ورأت شابا مصلوبا، فهتفت أمام السجان: "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"..فى نسج القصص الخرافية، تذكر أيضا "أنهم أدخلوها غرفة مليئة بالكلاب المسعورة لمدة ثلاث ساعات، وظلت تنهش فى جسدها ولم تترك أنيابها أى موضع، فروة الرأس، الكتف، الظهر، ثم أخرجوها فإذا الثياب بيضاء لم تتسخ".

 ظل كتاب "أيام من حياتى" ضمن برامج الجماعة، وينقل فيها شهادة قالها له المهندس أبوالعلا ماضى المنشق عن الإخوان فى منتصف تسعينيات القرن الماضى، ومؤسس ورئيس حزب الوسط، وتبدأ الشهادة من مقالة مهمة لماضى بجريدة "العربى" لسان حال الحزب الناصرى. 

بعنوان مثير هو "بيننا وبينكم الجنائز"، وحسب إدريس، فإن "ماضى" حرص على أن يشرح فى مقدمة مقاله قصده بهذا العنوان الغريب والمثير وهو من مقولة مؤكدة للإمام أحمد بن حنبل، رضى الله عنه، وردت على لسانه فى منازلته الفكرية مع خصومه وهى: "جنازة المرء شاهد عليه"، يضيف إدريس: "استخدم أبوالعلا هذا العنوان ليتحدث عن جمال عبدالناصر الذى بدأ يراه على عكس الإخوان زعيما وطنيا محترما، وقال: «إذا أخذنا بمقولة ابن حنبل، فإن جنازة عبدالناصر التى لم ير التاريخ مثيلا لها تشهد للرجل، وأنها معيار مؤكد على مدى اقترابه من الله، ورضوان الله عليه" وأيضا السادات كذلك كفهم كانوا من أولياء الله الصالحين .

 يؤكد «إدريس» أن أبوالعلا ماضي أخبره فى لقاء بينهما بمكتبه قبل ثورة 25 يناير 2011 بأقل من عام، أن "يوسف ندا" أحد أكبر قادة وممولى الإخوان، وحامل الجنسية الإيطالية ومؤسس بنك التقوى والمتهم فى قضية اغتيال جمال عبدالناصر عام 1954، والهارب من مصر لسنوات طويلة، زاره فى مكتبه.
 وكانت هذه المقالة محور مناقشة حادة بينهما، حيث وجه عتابا لأبو العلا لدفاعة عن عبدالناصر،لكن أبوالعلا رد عليه قائلا:هل مقولة ابن حنبل صحيحة أم لا؟ فأجابه:صحيحة، فقال أبوالعلا: ولماذا ننكر الأمرعلى جمال عبدالناصر،فجنازته وفقا لمعيار ابن حنبل خير شاهد للرجل عند الله سبحانه تعالى؟

 غضب "يوسف ندا"، وتحدث عن مسؤولية عبدالناصر عن تعذيب الإخوان فى السجون، فسأله أبوالعلا: «بالنسبة لروايات الإخوان تستطيع أن تقول إنها كانت صادقة بأى نسبة؟ وياريت تخصص الحديث عن الروايات الواردة فى كتاب "أيام من حياتى"، فانفجر "يوسف ندا" ضاحكا وقال:"أنا مؤلف هذا الكتاب" يؤكد «إدريس»: "كانت صدمة أبوالعلا هائلة.. حسب ما روى لى، ورد عليه: كيف تؤلف وأنت مقيم فى سويسرا كتابا يحتوى على كل هذه التلفيقات عن الرجل، وأنت بعيد عن تفاصيل أحداث 1965 التى تحدث عنها الكتاب؟ أليس هذا محرما دينيا؟ وجاءت الصدمة الثانية عندما رد يوسف ندا: "اللى تغلب به العب به".

يبدو أن هناك الكثير من اللغط، وخاصاً من عمد الاستاذ أبو العلا ماضي الذي لم يكن أمينا فيما يقول، وندعو الله أن تظهر الحقيقة وخاصاً أن اليوم السابع لا ليس موثق 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان