مراجعات فتحي يكن على الإطار الحركي وتطويره تميز بالعمل التنفيذي لقيام حالة حركية إسلامية
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
كتب: الداعية فتحي يكن
من كتاب قوارب النجاة
قليلون هم الرجال الذين يتركون برحيلهم فراغاً على مستوى أمة من أمثال الداعية الدكتور فتحي يكن. لقد جسد الراحل الكبير حالة حركية وفكرية وسياسية إسلامية على مدى خمسين سنة كانت حافلة بالنشاط والعمل والتنظير لقيام حالة حركية إسلامية استمدت فهمها للإسلام من خلال مدرسة فكرية إسلامية أسسها رائد الحركة الاسلامية في العصر الحديث المرحوم الشيخ حسن البنا وعرفت بمدرسة الإخوان المسلمين.
لقد كان الداعية الدكتور فتحي يكن متأثراً إلى حد بعيد بأفكاره ومؤلفاته الكثيرة حيث كان يكثر من الاستدلال بآرائه وأقواله. لقد عرف الإسلاميون إصلاحيين ومجددين على اختلاف الأزمنة والأحقاب، وكان الشهيد البنا السباق في تأسيس حركة سياسية إسلامية مستندة إلى أسس تكاد تكون محصورة بالكتاب والسنة، وقد وجد فكر البنا الحركي أنصاراً حملوه ودعوا إليه وعملوا على تطويره، وكان من ابرز هؤلاء الداعية الدكتور فتحي يكن(رحمه الله).
الذي تميز بالعمل التنفيذي المباشر على الأرض حيث أسس الجماعة الاسلامية كحالة حركية حزبية إسلامية عملت على اكتساب الأنصار والمؤيدين والمحازبين، وشاركت في الحياة السياسية ودخلت تحت قيادته إلى الندوة البرلمانية عام 1992 ممثلة بثلاثة نواب كان هو احدهم. بالإضافة إلى ذلك تمييز الدكتور يكن في المجال الفكري والتنظيري حيث ألف عشرات الكتب ومئات المقالات وكان مشاركاً دائماً في معظم المؤتمرات التي تعقد لمناقشة ومعالجة قضايا ومشكلات العالم الإسلامي، وكان غيابه عن مؤتمر ما مثار استفهام الحضور والمشاركين، دليلاً على أهمية مشاركته. وقد لعب الراحل الكبير دوراً أساسياً في تأسيس ورعاية مؤسسات الجنان التربوية لا سيما جامعة الجنان التي تترأسها قرينته الفاضلة الدكتورة منى حداد.
ولقد تميز على الصعيد العملاني بالاستيعاب السريع لتقنية شبكة المعلومات فاستفاد منها في مجال الدعوة ونشر الفكر الإسلامي وأسس وأشرف على العديد من المواقع الالكترونية، كما كان مؤسساً ومشرفاً على العديد من الصحف والمجلات الاسلامية وعلى الإذاعات التي كانت تنطق باسم الجماعة الإسلامية في لبنان.
الدعوة في فهم الداعية يكن: على الرغم كثرة المسميات التي كان يمكن للدكتور يكن أن يتسمى بها نظراً لما يتمتع به من إمكانيات شخصية وعملية ولما لعبه من أدوار في حياة الحركة الإسلامية لا سيما في لبنان، فقد اختار لقب ( الداعية) للتعريف به في المناسبات، وفي ذلك دلالة على تعلقه بحياة الدعوة وللإشارة أن المسلم كل مسلم لا يمكن أن يحمل أسماً أو لقباً أفضل من أن يكون داعية إلى الله، وهذا مصداق قوله تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }.
وقد كان في معظم مؤلفاته يتناول موضوع الدعوة وواجبات الداعية. يقول في مقدمة الطبعة الأولى من كتاب مشكلات الدعوة والداعية " في ميدان العمل الإسلامي - اليوم- مشكلات عديدة تتعرض لها الدعوة كما يتعرض لها الدعاة... مشكلات في محيط الأسرة والمجتمع، مع النفس والجنس، في نطاق التنظيم والتخطيط، في دائرة التصور والتفكير.
هذه وغيرها من المشكلات أوجدتها، بل فرضتها الظروف والأوضاع والمناخ غير الاسلامية التي تعيشها الدعوة والداعية في مجتمعات منحرفة لا تمت إلى الإسلام إلا بصلة الانتساب العفوي الموروث!! ويعتبر أن الداعية مضطر للعيش في مثل هذه البيئة، فهي ميدان عمله الوحيد.. عليه أن يتفاعل معها.. يؤثر فيها ولا يتأثر بتلوثاتها، ومهمة خطيرة ووثيقة كهذه ينبغي أن يأخذ لها الدعاة كل أسباب الوقاية".(1)
إن الهدف من الدعوة بالإضافة إلى التعريف بالإسلام هو بناء الشخصية الاسلامية المتوازنة والمعتدلة، لذلك يرى الدكتور يكن أن على الداعية أن يكون متوازناً وفي هذا يقول: إن من واجب الدعوة أن تكون دقيقة غاية الدقة، واعية تمام الوعي، مهتمة كل الاهتمام في تكوين دعاتها والمنتسبين إليها وفق مناهج سليمة كحكمة تسلك لبناء الشخصية الاسلامية) سبيل الواقعية فلا تفريط ولا إفراط، لا ترخص ولا تزمت ولا غلو ولا تساهل تحقيقاً للتوازن الفطري الصحيح بين عناصر( الشخصية) العقلية منها والنفسية والجسدية.(2)
لقد طرح الدكتور يكن سؤالين مهمين هدفهما تحديد الهدف من الدعوة لوضع الخطة أو اعتماد المنهج الذي يجب إتباعه للوصول إلى الغاية المرجوة السؤال الأول: هل الدعوة عملية ترقيع جزئي أم هي حركة هدم وبناء، هدم الجاهلية بكل صورها وأشكالها وبناء المجتمع الإسلامي بجميع مقوماته وخصائصه فإذا كانت الثانية فهل تقوى مناهجنا على القيام بمثل هذه المسؤولية الضخمة الجبارة؟
أما السؤال الثاني: إذا كانت دعوتنا تهدف إلى استئناف حياة إسلامية صحيحة في كل أفاقها وأبعادها، فكيف تفسر مطالبتنا غيرنا من الحكام والحكومات أحياناً بتحقيق رغباتنا في الحكم، ونحن غير مؤمنين أصلاً بجدوى المطالبة لا من قريب ولا من بعيد؟
إن تحديد الإجابة على هذين السؤالين هو الذي يحدد المنهج الذي يجب على الداعية أن يعتمده ليحقق الغاية الأساسية للدعوة والتي يقول الدكتور يكن عنها أنها تعبيد الخلق للخالق عز وجل، وهي في الأساس سبيل الأنبياء والتي لا بد معها من المعاناة كما عانى الأنبياء والصالحون؟
وفي حديثه عن محنة الدعاة يقول: " تكاد تكون المحنة من الظواهر الملازمة للحركة الإسلامية قديماً وحديثاً"... فالإسلام دعوة تمرد.. تمرد على مظاهر الحياة الجاهلية في كل صورها وأشكالها..تمرد على العادات الجاهلية.. تمرد على النظم والتشاريع الجاهلية.. وهذه الخاصة التي يمتاز بها الإسلام جعلت الحركة الإسلامية أكثر تعرضاً للمحن وبالتالي جعلت المحنة لديها ذات مفهوم خاص لا يشاركها فيه سواها. ثم يستعرض ما تعرض له الأنبياء والصالحون من محن ذكرها القرآن الكريم على سبيل التأسي (3) .
هدف الدعوة: قلنا أن الهدف الأساسي للداعية كما يراه الدكتور يكن رحمه الله هو إعادة تعبيد الناس لله تعالى، وهذه الغاية يجب أن تكون مدركة من أبناء الحركة الإسلامية تجاه الأفراد والجماعات، ونجده يقول في هذا المجال: " إن على الحركة الإسلامية أن تدرك أن مهمتها الرئيسية تنحصر في إعادة تعبيد الناس لربهم كأفراد وجماعات وهذه المهمة لا يمكن تحقيقها ما لم تقم للإسلام دولة تستمد حكمها وتشريعها منه، وتعود في كافة شؤونها إليه، وتسير في كل خطوة من خطواتها على هديه القويم وصراطه المستقيم.
إن على الحركة الإسلامية حيث تدرك أن مهمتها الأساسية هي إخضاع المجتمع الإنساني لحاكمية الله وعبوديته أن تبقى دفة مسيرها محولة كما في الاتجاه كائناً ما كانت الظروف" (4).
وهكذا يتبين لنا أن إقامة الدولة الإسلامية هدف غير مباشر ينبغي السعي لتحقيقه من أجل الغاية الأسمى وهي تحقيق عبودية الله في المجتمع المسلم لأنه بدون دولة وقوة، فإنه يرى أن نشر الدعوة سيواجه عقبات كثيرة من شعوب وأفراد ترتبط مصالحهم بالواقع المطلوب تغييره، فالدولة بحد ذاتها ليست غاية وإنما هي إحدى وسائل الدعوة.
ماذا يعني انتمائي للإسلام: من أهم كتب الدكتور فتحي يكن رحمه الله كتاب "ماذا يعني انتمائي للإسلام"الذي ألفه في سبعينيات القرن الماضي وهو كتاب يقع في جزئين، الجزء الأول منه يعرض فيه للمواصفات التي يجب أن تتوفر في المسلم، كل مسلم، ليكون بالتالي مسلماً ويقول في مقدمته: " إن كثيراً من الناس مسلمون بالهوية أو مسلمون لأنهم ولدوا من أبوين مسلمين.. وهؤلاء وأولئك لا يدركون الحقيقة معنى انتمائهم للإسلام، ولا يعرفون مستلزمات هذا الانتماء لذلك تراهم في وادٍ والإسلام في واد.
وغاية الجزء الأول من هذا الكتاب هي الإجابة على هذه التساؤلات جميعاً وتبيان ما يطلبه الإسلام من المسلم ليكون انتماؤه للإسلام انتماءً صحيحاً وحقيقياً. أما الجزء الثاني من الكتاب فيبين وجوب العمل للإسلام والانتماء للحركة الإسلامي، كما يعرض لمواصفات الحركة الإسلامية وأهدافها ووسائلها وفلسفتها وطريق عملها والصفات الواجب توفرها في المنتمين إليها.
وباختصار يركز الجزء الأول على تحديد ماذا يعني أن يكون المرء مسلماً في عقيدته وعبادته وأخلاقه وفي بيته وعائلته وفي علاقاته الاجتماعية، ويستفيد منه القارئ في بناء شخصيته الإسلامية وفي تحديد سلوكياته. وفي الجزء الثاني يحدد صفات المسلم الحركي من حيث إيمانه بوجوب العمل للإسلام وإدراكه لطرائق العمل الإسلامي، ولآبعاد انتمائه للعمل ولمرتكزاته الأساسية، لا سيما البيعة.
إن كتاب ماذا يعني انتمائي للإسلام هو في حقيقته دستور المسلم الحركي وقد تربى عليه معظم أبناء الجيل الحالي من أبناء الحركة الإسلامية. فلسطين في فكر الداعية يكن: يعرف الدكتور يكن القضية الفلسطينية في كتابه القضية الفلسطينية من منظور إسلامي فيقول: " التعريف الإسلامي الذي يعيد القضية إلى جذورها ويسبر أغوارها ويشير إلى القوى الضالعة مع الصهيونية العالمية، في حدوثها وتطورها وتشعب حلقاتها ابتداءً من التأثير الصهيوني الصليبي على الخلافة الإسلامية عام 1909 وقيام دولة إسرائيل بعد ذلك.
من هنا يمكن القول بأن القضية الفلسطينية ليست قضية لاجئين يحتاجون إلى حل إنساني وعطف دولي، كما أنها ليست قضية إنصاف حلول وتفريط بأجزاء من الأرض المسلمة في فلسطين مقابل الحصول على أجزاء أخرى.
لأن الحق لا يمكن أن يتجزأ، ولأن الحق لا يمكن أن يكون موضع مساومة. ومن ناحية الموقف العقائدي للقضية الفلسطينية يرى أنها قضية عدوان على كامل التراب الفلسطيني وأن هذا العدوان يجب أن يزول بكل الطرق وفي مقدمتها سلاح الجهاد في سبيل الله، ويقول أن على العرب والمسلمين، شعوباً وأنظمة وتنظيمات أن يدركوا أن قضية فلسطين هي قضية عدو استراتيجي تاريخي عقائدي، حارب نبيهم محمد، وهدم خلافتهم الاسلامية (5) .
وفي قراءته لمؤتمر مدريد أثناء انعقاد المؤتمر يتوقع أن لا يؤدي المؤتمر إلى نتائج تذكر، بسبب التعنت اليهودي والضعف العربي وانحياز أميركا إلى إسرائيل.
ويقول: فبالنسبة للكيان الصهيوني فهو لن يتنازل عن القدس بشطريها، وسيرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيصر على إعطاء الفلسطينيين حكماً ذاتياً لمدة خمس سنوات، أما بالنسبة لموضوع المستوطنات والانسحاب من أراضي 1967، فمن الواضح أن العدو اليهودي سيناور إلى أبعد الحدود. أما بالنسبة للموقف العربي، فلا يمكنه فرض شروط معينة وسيعتمد فقط على ما يسمى " بالشرعية الدولية" التي لا يمكنها أن تتصدى للتعنت الصهيوني في ظل السيطرة الأمريكية على المؤتمر.
أما بالنسبة لأمريكا فمن المستبعد أن تمارس ضغوطات على العدو اليهودي لتقديم تنازلات محددة.
(6) الوحدة الإسلامية امتاز الداعية الراحل بالمبدئية، فقد ثبت على مبادئه التي تربى عليها وآمن بها ودعا لاعتناقها، لم تعرفه الدنيا عن إيمانه، بل جعل الدنيا سبيله إلى طاعة ربه عز وجل، فشهادة التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله هي العنوان الذي تتظلل الأمة بكل مدارسها الفكرية والفقهية والاجتهادية، طالما أن مرجعيتها كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ورغم انه أسس الجماعة الإسلامية في لبنان وتولى أمانتها العامة لفترة طويلة جداً إلا أنه تمايز عنها في الموقف السياسي عندما وجد أن موقف الجماعة السياسي قد ذهب في الاتجاه الذي لا يظن بصوابيته.
ولما ذرت الفتنة قرنها في المسألة اللبنانية، ووضع مصير المقاومة الإسلامية ضد العدوان الصهيوني على محك الفتنة السنية الشيعية، انحاز رحمه الله إلى جانب المقاومة، وأسس مع إخوانه جبهة العمل الإسلامي في لبنان التي أعلنت عن مشروعها السياسي ومناهم مبادئه رفض الفتنة بين المسلمين ورفض الاصطفافات المذهبية، وتقديم الدعم والتأييد للمقاومة الإسلامية، بل والانخراط في العمل المقاوم.
ولما اشتدت الأزمة وبلغت ذروتها عندما اشتعل البلد بالتحريض المذهبي الذي عملت عليه قوى خارجية وقوى محلية، بالاضافة إلى العدو الصهيوني، أمّ سماحته أكبر صلاة جمعة مشتركة بين السنة والشيعة في لبنان حيث أم الصلاة بعد إلقائه خطبة الجمعة في وسط بيروت في ساحة قريبة من المكان الذي أقيم فيه اعتصام قوى 8 آذار الشهير.
لقد كان الدكتور فتحي يكن داعية للوحدة والتقريب، كان إسلامه فوق المذهبيات، وفوق المصالح الخاصة لأصحاب المذاهب، ولقد لقي الله عز وجل على هذا الإيمان النقي إن شاء الله، بالإضافة إلى مزاياه الأخلاقية الراقية، ونفسه السمحة.
بدون أدنى شك إن قائداً وداعية ومجاهداً مثل الدكتور فتحي يكن، ترك وراءه علماً وفكراً أغنى بهما العمل الإسلامي والمكتبة الحركية الإسلامية حريّ بنا أن نعتني بفكره وعلمه وسيرة جهاده، بحثاً ودراسةً وتصنيفاً، وما هذه الصفحات القليلة المتواضعة إلا وقفة على شاطئ محيط علمه الواسع المستمد من هذا الإسلام العظيم من كتاب الداعية الدكتور فتحي يكن أستاذ جيلنا والأجيال القادمة واسكنه فسيح جنانه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مداخل الشيطان الى القلوب فأكثر من أن تحصى.. وحسبنا أن نلخص هنا بعض هذه المداخل مما ورد في كتاب الاحياء الجزء الثالث: الغضب: فالغضب يطفي التفكير والعقل، ويفتح باب النفس على مصراعيها أمام هجمات الشيطان.. ولهذا كان عقل الانسان من أكبر ما يتحصن به في مواجهة لقاءات الشيطان ووسوسات ابليس.. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الواعي عند حلول العقبات.
وذكر بعض الأولياء أنه قال لابليس: أرني كيف تغلب ابن آدم؟ فقال: آخذه عند الغضب والهوى.. ولهذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب فقال: لا تغضب.
الشهوة: والشهوة من أوسع مداخل الشيطان الى النفس البشرية.. وأعني بالشهوة شهوات الجسد كلها.. شهوة البطن للطعام.. وشهوة الفرج للجماع.. وشهوة النفس للمال.. ولذلك نظم الاسلام وسائل اشباع هذه الشهوات، وبيّن حدودها ومعالمها حتى لا تكون سبيلا يدخل منه الشيطان الى النفس ويفسدها ويخربها..ففي شهوة البطن حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التخمة بقوله: ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه.
وفي شهوة الفرج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اضمن لي ما بين لحييك وما بين فخذيك أضمن لك الجنة وقال تعالى:( والذينّ هُم لفُروجِهم حَافظونْ).
وفي شهوة النفس للمال يصف الله المؤمنين فيقول:{ للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا} ويصفهم رسول الله فيقول: ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس. العجلة: وكثيرا ما تدفع اعجلة للوقوع في كثير من الشبهات والمهالك.
فالعجلة وعدم التثبت قد يوقعان المؤمن في غيبة أخيه..والعجلة قد تقذف بالمؤمن للوقوع فيما حرّم الله..والعجلة قد تسبب بوقوع الفتن والكوارث في حياة الجماعات ولهذا كله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من مغبة العجلة فيقول: العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالى.الحسد: ومن مداخل الشيطان وأسلحته الفتاكة الحسد.. فهو يطفئ نور العقل ويعمي هدي البصيرة، ويجعل الانسان عبدا أسيرا لحسده وحقده.. وبالتالي يدفعه لسلوك أي سبيل مهما كان ملتويا للكيد ممن يحسده.
البخل: ومن مداخل الشيطان الى النفس البخل وخوف الفقر وهما صفتان تمنعان من بذل الخير وعمل البركة ومن الإنفاق في سبيل الله والتصدق على أهل الحاجة، بل وتبلدان الحس الانساني والشعور بشعور الآخرين.. يقول الله تعالى:{الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم}.
قال سفيان: ليس للشيطان سلاح مثل خوف الفقر.. فاذا قبل ذلك منه، أخذ في الباطل، ومنع من الحق، وتكلم بالهوى وظن بربه ظن السوء..
الكبر: ومن عظيم مداخل الشيطان الى النفس الكبر والغرور.. وهذا الداء العضال هو الذي هوى بابليس من السماء الى الأرض {قال أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين} ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من نفخة الكبرياء.
سوء الظن بالمسلمين: وهو من المداخل الشيطانية التي بها تنفصم العرى، وتنقطع الأواصر، وتتمزق الصفوف.. والتي بها تحل الفتن، وتشيع الفاحشة، ويعم البلاء.. ولهذا حذر القرآن من سوء الظن فقال:{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله موضع التهم.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات