مجزرة حماة التي لم يكن لها مثيل في التاريخ المعاصر


حماه - #سوريا 

كان والدي احد هؤلاء الشهداء رحمهم الله جميعا وتقبلهم في عليين  وان شاء الله نرى بأعيننا الفرَج عن سوريا كافه ونشهد بأعيننا الخلاص من عصابة الاسد المجرمه والقاتله"ذكرياتي عن حماة الجريحة"

ذكرياتي عن حماة الجريحة لاتغيب عن البال ولاتمحى من الذاكرة ،كنت في الصف الخامس الابتدائي ، وكان بيتنا على طريق حماة الرئيسي ، وكنت أشاهد من شرفة منزلنا أرتال الدبابات وشاحنات الزيلّ تحمل جلاوذة البشر مدججين بسلاحهم مبتهجين متوعدين شعبا أعزلا ذنبه الوحيد أنه أراد العيش بكرامة .. 

وقال لنا الشيخ عنزاوي رأيت بأم عيني تلا من الجثث المتراكمة بعضها فوق بعض، ورأيت جرافة تحمل أحد الشهداء معلقا في اسنان الجرافة ، شيئ مهول.

لم نعرف ماالذي حدث هناك، وربما إلى الآن لم يعرف أحد ماذا حدث ، باستثناء بعض الأخبار المروعة التي كانت تتسرب من هنا أو هناك من خلال بعض الهاربين من ذلك الجحيم من العائلات الحموية الكريمة الذين افترشوا الحدائق والمساجد والطرقات في شوارع حمص ..يجمعهم شيء واحد أنه ليس بينهم رجال..ولا حتى عجائز ..كانوا جميعا من النساء..والأطفال..وكانوا جميعا خائفين وباردين ..وبائسين.. كان مشهد المأساة في وجوههم لايشبه كل أفلام الرعب التي رأيتها أو سمعت عنها.

ها أو يمكن أن تتخيلها..كانت كلماتهم وآهاتهم ودموعهم وصرخاتهم تنزف دما ..دما ..حقيقيا لامجازا..تكاد تراه بعينك وتشم رائحته بأنفك.. لم يكن بوسعك أن تستضيف عائلة منهم ببيتك لا بخلا بل خوفا ورعبا ..لأن مجرد التعاطف معهم جريمة في قوانين السفاح.. اقتصر الأمر على بضع أكلات وبطانيات وعبارات اعتذار خجولة.. وعيون نازفة ..

كان معظم الآباء في ذلك الوقت من غير الحمويين فخورين بسلامة أبناء لا يصيبهم خدش ولا يفقدون حتى قلامة ظفر..فخورين بسلامة أبناء يرون أن مقتضيات سلامتهم لا تأتي إلا بمحو هويتهم ورجولتهم ودينهم .فكانوا يمنعونهم حتى من الصلاة في المسجد. لقد كنا جميعا صامتين وخائفين وخانعين ..لقد كنا نسبح في عار النجاة الدنيء.. أتذكر الآن تلك المشاهد المخزية في شتاء 1982 وأنا فتى صغيرعاجز عن فعل شيء عدا الشعور ..لكن هذا ليس بالقليل .. لقد كان هذا الشعور نارا تحت الرماد .. نارا موقدة..جمرا يتأجج ويتوهج..حاولت قدر ما أستطيع أن أقبض عليه بيدي.. فانتقل أوار الجمر المتوهج إلى قلبي،

وسرى اللهيب مسرى الدم فى عروقي.. كلما حاولت الكلام اكتشفت أن حروف الكلمات ناقصة.. فما من حرفٍ منه تنطق مخارجه بصرخة اللوعة المكنونة فى القلب.. وكلما حاولت الكلام اكتشفت عجز الكلمات وعجزي..  

لقد كان مارأيته من معاناة النسوة والأطفال الحمويين في شوارع حمص ليس أكثر من المشاهد التي تعرض في دور السينما كمقتطفات من الفيلم فقط ، أما الفيلم كاملا فقد شاهده من حضره فقط من أهل حماة.. خمسون ألفا من أهلها قضوا في بضعة أيام قتلا وذبحا وحرقا وهدما وبكل أصناف السادية التي لاتخطر على بال الشياطين.. كانت الأخبار تأتي متواترة عن مجازر تقشعر لها الأبدان فكانت تنهال علينا كما تنهال براكين النار والجحيم والقصف على إخوتنا العزل ، وكما تنهال على كل السوريين اليوم. لم نستطع من الخوف حينها الاحتجاج ولا الصراخ ولا الكلام.و حتى البكاء كنا عاجزين عنه.. بكت الكلمات ثم اختفت من الخجل، فليس ثمة ما يقال، واندغمت حروف اللغة جميعا فى كلمة واحدة هي كلمةآآه.

 نعم ياسادة لقد قُتل في تلك الأيام خمسون ألفا واختفى ضِعفُهم ..في وقت كان سكان المدينة ضِعفَّي هذا الرقم بقليل. ولو تكلمنا بلغة النِّسب والأرقام فهذا يعني أن هذه العصابة قتلت نصف سكان المدينة، وهي مستعدة أن تقتل نصف السكان من كل مدينة في سورية اليوم ..

كأننا نتكلم عن ثلاثة ملايين من دمشق ومليونين من حلب ومليون من حمص ..ونصف مليون من درعا..نحن نتكلم عن عشرة ملايين سوري مستعد أن تقتلها هذه العصابة لتبقى جاثمة على صدر هذا الشعب المقهور..لايوجد سقف أخلاقي يكبح جماح شهوتها للقتل ..لارقم محدد تقف عنده طاحونة القتل الطائفي. 

إن من يرى أن ثورة السوريين اليوم هي فتنة فهو أضل من حمار أهله..وهو جاهل في الدين والدنيا والسياسة والإنسانية والأخلاق أيضا.. إن حماة وحدها تستحق ألف ثورة وثورة..ناهيك عن مجازر جسر الشغور وسرمدا والمشارقة وغيرها وغيرها… لقد سفك هذا النظام دمنا في كل مكان ..وأسالها حتى بلغت قمم الجبال وسعف النخيل .. 

لقد كان خنجرا مسنونا اخترق صدورنا حتى النصل..ومع ذلك فإن في المخنثي العزم منا من يريدنا أن نموت بصمت ..دون حتى أن نصرخ الآه..إن حقنا في هذه الثورة واضح وضوح حق أهل بدر. والثورة على هذه العصابة فريضة وقتالها واجب وجلادها كرامة ومقاومتها أخلاق..

ومن يحب هذا النظام أو يدعمه أو يواليه فهو ملعون الروح والبدن،  ومن يخدع به فهو أضل من حمار أهله.. ومن يقول إنها فتنة فهو المفتون في دينه وعقله وقلبه.. أنا حقيقة لاأعرف إلى أين ستفضي الأمور في الشام فذلك من علم الغيب الذي لايعلمه إلا الله..لكن ماأعرفه وأجزم به أن الثوار الصادقين المخلصين هم معسكرالحق والإيمان والإسلام والعدالة والإنسانية ، مهما أصابهم من التعثر والزلل بسبب تآمر الإخوة والأصدقاء قبل الأعداء..ومهما تسلل إلى هذه الثورة من المرتزقة  واللصوص والغلاة ومخابرات الدول وضعاف النفوس حتى شوهوا صورتها وكدروا صفاءها .

 وأعلم علم اليقين أن روسيا وإيران والعصابة الأسدية ومن معهم هم معسكر الكفر والاستبداد والشر والتوحش.. لا ينتمي إليهم ..ولا يدافع عنهم إلا مجرم سفاح.. أو خائن وضيع.. أو جبان رعديد ..لقد قدمنا كشعب ما باستطاعتنا تقديمه من مال وأرواح مثلما قدم سلف الأمة وصحابة رسول الله وأبطال بدر والخندق والقادسية وحطين وشقحب وملاذ كرد ، بل وأكثر.. ولكننا قوم مغلوبون مخذولون..

والعدو أكبر منا فلا داعي لأن نعطي حسنات للمرجفين. نحن لن نندم على الوقوف حيث أمرنا الشرع ونادانا الضمير وانتظرنا المظلوم ووثق بنا شعبنا وحمّلتنا أجيالنا هذه الأمانة ..

وقد نلقى الله ولما يتحقق الهدف ، لكن المهم ألا نبقى حيث أرادنا العدو..(تحت نعال الطغاة..)فالثورة حق ولو هُزمت.. وهي لن تنهزم وإن تعثّرت.. والنظام باطل ولو انتصر.. فلايدفعنا مالقينا من محن أن نرجّح مذاهب المنافقين والمرجفين..ونخذل دماء حماة مرة ثانية ودماء كل شهداء سورية .

الشيخ محمود الدالاتي

قد تكون صورة لـ ‏نص مفاده '‏ذكرى مذبحة حماة الكبرى 2/2/1982‏'‏٢ ألفأبو الفداء محمود، Mohammed Mosaad و٢ ألف شخص آخر#مجزرة_حماه راح ضحيتها اكثر من 40  الف شهيد في مدينة #حماه - #سوريا 

كان والدي احد هؤلاء الشهداء رحمهم الله جميعا وتقبلهم في عليين  … وان شاء الله نرى بأعيننا الفرَج  عن سوريا كافه ونشهد بأعيننا الخلاص من عصابة الاسد المجرمه والقاتله "ذكرياتي عن حماة الجريحة"كتبها محمود الدالاتي الحمصي

ذكرياتي عن حماة الجريحة لاتغيب عن البال ولاتمحى من الذاكرة ،كنت في الصف الخامس الابتدائي ، وكان بيتنا على طريق حماة الرئيسي ، وكنت أشاهد من شرفة منزلنا أرتال الدبابات وشاحنات الزيل تحمل جلاوذة البشر مدججين بسلاحهم مبتهجين متوعدين شعبا أعزلا ذنبه الوحيد أنه أراد العيش بكرامة ..

 لم نعرف ماالذي حدث هناك، وربما إلى الآن لم يعرف أحد ماذا حدث ، باستثناء بعض الأخبار المروعة التي كانت تتسرب من هنا أو هناك من خلال بعض الهاربين من ذلك الجحيم من العائلات الحموية الكريمة الذين افترشوا الحدائق والمساجد والطرقات في شوارع حمص ..يجمعهم شيء واحد أنه ليس بينهم رجال..ولا حتى عجائز ..كانوا جميعا من النساء..والأطفال..وكانوا جميعا خائفين وباردين ..وبائسين.. 

كان مشهد المأساة في وجوههم لايشبه كل أفلام الرعب التي رأيتها أو سمعت عنها أو يمكن أن تتخيلها..كانت كلماتهم وآهاتهم ودموعهم وصرخاتهم تنزف دما ..دما ..حقيقيا لامجازا..تكاد تراه بعينك وتشم رائحته بأنفك.. لم يكن بوسعك أن تستضيف عائلة منهم ببيتك لا بخلا بل خوفا ورعبا ..لأن مجرد التعاطف معهم جريمة في قوانين السفاح.. اقتصر الأمر على بضع أكلات وبطانيات وعبارات اعتذار خجولة.. وعيون نازفة ..

كان معظم الآباء في ذلك الوقت من غير الحمويين فخورين بسلامة أبناء لا يصيبهم خدش ولا يفقدون حتى قلامة ظفر..فخورين بسلامة أبناء يرون أن مقتضيات سلامتهم لا تأتي إلا بمحو هويتهم ورجولتهم ودينهم .فكانوا يمنعونهم حتى من الصلاة في المسجد. لقد كنا جميعا صامتين وخائفين وخانعين ..لقد كنا

نسبح في عار النجاة الدنيء.. أتذكر الآن تلك المشاهد المخزية في شتاء 1982 وأنا فتى صغيرعاجز عن فعل شيء عدا الشعور ..لكن هذا ليس بالقليل .. لقد كان هذا الشعور نارا تحت الرماد .. نارا موقدة..جمرا يتأجج ويتوهج..حاولت قدر ما أستطيع أن أقبض عليه بيدي.. فانتقل أوار الجمر المتوهج إلى قلبي،

وسرى اللهيب مسرى الدم فى عروقي.. كلما حاولت الكلام اكتشفت أن حروف الكلمات ناقصة.. فما من حرفٍ منه تنطق مخارجه بصرخة اللوعة المكنونة فى القلب.. وكلما حاولت الكلام اكتشفت عجز الكلمات وعجزي..  

لقد كان مارأيته من معاناة النسوة والأطفال الحمويين في شوارع حمص ليس أكثر من المشاهد التي تعرض في دور السينما كمقتطفات من الفيلم فقط ، أما الفيلم كاملا فقد شاهده من حضره فقط من أهل حماة.. خمسون ألفا من أهلها قضوا في بضعة أيام قتلا وذبحا وحرقا وهدما وبكل أصناف السادية التي لاتخطر على بال الشياطين.. كانت الأخبار تأتي متواترة عن مجازر تقشعر لها الأبدان فكانت تنهال علينا كما تنهال براكين النار والجحيم والقصف على إخوتنا العزل ، وكما تنهال على كل السوريين اليوم. 

لم نستطع من الخوف حينها الاحتجاج ولا الصراخ ولا الكلام.و حتى البكاء كنا عاجزين عنه.. بكت الكلمات ثم اختفت من الخجل، فليس ثمة ما يقال، واندغمت حروف اللغة جميعا فى كلمة واحدة هي كلمة آه.

 نعم ياسادة لقد قُتل في تلك الأيام خمسون ألفا واختفى ضعفهم ..في وقت كان سكان المدينة ضعفي هذا الرقم بقليل. ولو تكلمنا بلغة النسب والأرقام فهذا يعني أن هذه العصابة قتلت نصف سكان المدينة، وهي مستعدة أن تقتل نصف السكان من كل مدينة في سورية اليوم ..

كأننا نتكلم عن ثلاثة ملايين من دمشق ومليونين من حلب ومليون من حمص ..ونصف مليون من درعا..نحن نتكلم عن عشرة ملايين سوري مستعد أن تقتلها هذه العصابة لتبقى جاثمة على صدر هذا الشعب المقهور..لايوجد سقف أخلاقي يكبح جماح شهوتها للقتل ..لارقم محدد تقف عنده طاحونة القتل الطائفي. 

إن من يرى أن ثورة السوريين اليوم هي فتنة فهو أضل من حمار أهله..وهو جاهل في الدين والدنيا والسياسة والإنسانية والأخلاق أيضا.. إن حماة وحدها تستحق ألف ثورة وثورة..ناهيك عن مجازر جسر الشغور وسرمدا والمشارقة وغيرها وغيرها… لقد سفك هذا النظام دمنا في كل مكان ..وأسالها حتى بلغت قمم الجبال وسعف النخيل .. لقد كان خنجرا مسنونا اخترق صدورنا حتى النصل..ومع ذلك فإن في المخنثي العزم منا من يريدنا أن نموت بصمت ..دون حتى أن نصرخ الآه.. 

إن حقنا في هذه الثورة واضح وضوح حق أهل بدر. والثورة على هذه العصابة فريضة وقتالها واجب وجلادها كرامة ومقاومتها أخلاق..

ومن يحب هذا النظام أو يدعمه أو يواليه فهو ملعون الروح والبدن،  ومن يخدع به فهو أضل من حمار أهله.. ومن يقول إنها فتنة فهو المفتون في دينه وعقله وقلبه.. أنا حقيقة لاأعرف إلى أين ستفضي الأمور في الشام فذلك من علم الغيب الذي لايعلمه إلا الله..لكن ما

أعرفه وأجزم به أن الثوار الصادقين المخلصين هم معسكرالحق والإيمان والإسلام والعدالة والإنسانية ، مهما أصابهم من التعثر والزلل بسبب تآمر الإخوة والأصدقاء قبل الأعداء..ومهما تسلل إلى هذه الثورة من المرتزقة  واللصوص والغلاة ومخابرات الدول وضعاف النفوس حتى شوهوا صورتها وكدروا صفاءها .

 وأعلم علم اليقين أن روسيا وإيران والعصابة الأسدية ومن معهم هم معسكر الكفر والاستبداد والشر والتوحش.. لا ينتمي إليهم ..ولا يدافع عنهم إلا مجرم سفاح.. أو خائن وضيع.. أو جبان رعديد ..

لقد قدمنا كشعب ما باستطاعتنا تقديمه من مال وأرواح مثلما قدم سلف الأمة وصحابة رسول الله وأبطال بدر والخندق والقادسية وحطين وشقحب وملاذ كرد ، بل وأكثر.. ولكننا قوم مغلوبون مخذولون..والعدو أكبر منا فلا داعي لأن نعطي حسنات للمرجفين. نحن لن نندم على الوقوف حيث أمرنا الشرع ونادانا الضمير وانتظرنا المظلوم ووثق بنا شعبنا وحمّلتنا أجيالنا هذه الأمانة ..

وقد نلقى الله ولما يتحقق الهدف ، لكن المهم ألا نبقى حيث أرادنا العدو..(تحت نعال الطغاة..)فالثورة حق ولو هُزمت.. وهي لن تنهزم وإن تعثّرت.. والنظام باطل ولو انتصر.. فلايدفعنا مالقينا من محن أن نرجّح مذاهب المنافقين والمرجفين..ونخذل دماء حماة مرة ثانية ودماء كل شهداء سورية .

الشيخ محمود الدالاتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان