تذكر الكثيرون في روسيا والشيشان "شامل باساييف"، خصم موسكو القوي، الذي قتل في يوليو عام 2006

 



يتذكر الكثيرون في روسيا والشيشان"شامل باساييف"، خصم موسكو القوي، الذي قتل في يوليو عام 2006، وكان المنفذ لهجمات إرهابية قتل فيها مئات المدنيين الروس، وبذلت الحكومة الروسية جهودًا مضنية للنيل منه، وكانت تعلن كل فترة عن نجاح عملية خاصة في تصفيته، حتى وصل عدد تلك العمليات إلى سبع، كما أطلقت عليه لقب "أسامة بن لادن الشيشان".

ينحدر "باساييف" من أسرة فقيرة، حيث ولد في قرية جنوب شرق الشيشان عام 1965، وكان أبواه يعملان في مهن شاقة من أجل توفير متطلبات الأسرة، وخلال طفولته كان يدعي أنه "فتى سوفييتي" وسط أقرانه، وقام بالانضمام للقوات المسلحة السوفييتية بعد إنهائه مرحلة التعليم الثانوي، حيث خدم كرجل إطفاء.

سافر «باساييف» إلى موسكو بعد إنهاء خدمته العسكرية، للالتحاق بكلية الحقوق لكنه فشل في الحصول على القبول بالكلية، واختار دراسة إدارة تقسيم الأراضي في معهد موسكو للهندسة.

وفي عام 1991، حمل "باساييف" السلاح ليدافع عن المباني التابعة للحكومة الروسية في موسكو، أثناء محاولة فاشلة للانقلاب على الرئيس الروسي بوريس يلتسن، واستغل الحاكم الشيشاني "جوهر دوداييف" الفوضى التي أعقبت محاولة الانقلاب، ليعلن استقلال الشيشان عن الاتحاد السوفييتي من طرف واحد.

وردًا على محاولة الانفصال هذه، أعلن الرئيس الروسي حالة الطوارئ في الشيشان، وقام بإرسال قوات عسكرية قرب الحدود معها، وفي هذه الأثناء تغيرت ميول «باساييف» السياسية، وتحول لمعارض للوجود الروسي في بلاده، وقام مع آخرين بخطف طائرة روسية وهدد بتفجيرها إذا لم ترفع حالة الطوارئ، وانتهت الواقعة بترك «باساييف» يعود إلى الشيشان بعد هبوط الطائرة بشكل آمن.

وذهب «باساييف» إلى أبخازيا، دولة متاخمة للشيشان، ليشارك مع الانفصاليين -الراغبين في الاستقلال عن جورجيا- في القتال عام 1992، وانتهى القتال بين الطرفين بهزيمة القوات الجورجية.

وأصبح «باساييف» بطلًا قوميًّا في الشيشان بفضل البسالة والشجاعة التي أظهرها كقائد كتيبة من المتطوعين في مواجهة القوات التي أرسلها الرئيس الروسي "يلتسن" لإخضاع الشيشان مرة أخرى للحكم الروسي عام 1994.

وبعد مقتل والده وزوجته في غارة جوية روسية، في صيف عام 1995، قام باحتجاز رهائن في مستشفى في مدينة بودينوفسك، إحدى كبرى المدن الروسية، وقتل عددًا من الرهائن في محاولات اقتحام القوات الروسية للمستشفى، واستمرت هذه العملية حتى توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بترك "باساييف" ورجاله مقابل إطلاق سراح الرهائن.

وشارك "باساييف" بعد ذلك في استعادة العاصمة الشيشانية "جروُزني" من القوات الروسية، ليجبر الرئيس الروسي الذي حمل السلاح دفاعًا عنه ذات مرة، بوريس يلتسن على قبول استقلال الشيشان.

وفي عام 1997، ترشح «باساييف» لرئاسة الشيشان، وحصد 27% من الأصوات، ليحل في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية، وشغل منصب رئيس الوزراء لعدة شهور مع الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف.

ومع فشله في إدارة أمور البلاد، التي كانت تعاني من تبعات الانفصال عن الاتحاد السوفييتي، عاد مرة أخرى إلى العمل العسكري، إذ توجه برفقة أحد المتشددين السعوديين، يدعى "ابن الخطاب"، مع ميليشيا مكونة من 2000 مسلح، إلى جبال دولة داغستان المجاورة لتأسيس دولة إسلامية عام 1999.

وفي شهر سبتمبر من العام نفسه، تم تفجير عددٍ من الشقق السكنية في روسيا، راح ضحيتها 293 قتيلًا، وقرر رئيس الوزراء الروسي حينها، فلاديمير بوتين، إعادة اجتياح الأراضي الشيشانية ردًا على العملية الإرهابية، وتمكن الجيش الروسي من السيطرة على العاصمة جروزني، في يناير 2000.

وخلال محاولة الهروب من القوات الروسية، فقد "باساييف" قدمه اليمنى، وبعد هذه الحادثة قام بالتخطيط لعدة عمليات إرهابية خلفت المئات من القتلى، منها تفجير بالقرب من محطة مترو موسكو عام 2000، وتفجير طائرتي ركاب.
وحدثت أسوأ هذه العمليات، عندما احتجز رجال "باساييف" أكثر من 1100 شخص كرهينة في مدرسة محلية بمدينة بيسلان الروسية، وقتل في هذه العملية 331 رهينة، نصفهم من الأطفال، كما تعرض المئات منهم للإصابة.
واعترف "باساييف" ببشاعة ما حدث في مدرسة بيسلان، لكنه برره قائلًا: "ماحدث خطأ الروس، لأنهم لما ينفذوا ما طلبت".

وأعلنت الحكومة الروسية بعد هذه العملية، مكافأة تقدر بـ 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تفيد بإلقاء القبض عليه، ولم يكن "باساييف" موجودًا في عملية مدرسة بيسلان، إلا أنه قال، في مقابلة معه بثت على التلفزيون الأمريكي، إنه قام بتخطيط العملية، التي قال إنها كلفته 8 آلاف يورو فقط.

وأضاف "باساييف"، خلال هذه المقابلة، أنه سعيد بوصفه إرهابيًا، متهما القوات الروسية بالإرهاب أيضًا كونهم قتلوا الكثير من المدنيين في الشيشان.

وكانت نهاية "باساييف" محل خلاف، كما كانت حياته، إذ يراه البعض بطلًا قوميًا، فيما يراه آخرون إرهابيًا قتل مئات المدنيين، وكان الكرملين قد أعلن، في يوليو 2006، عن تنفيذ القوات الخاصة الروسية عملية استهدفت تصفيته، بينما قال المقربون منه: إنه دهس على لغم أرضي بالخطأ أثناء عملية تسلم شحنة سلاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عرفته الجبال الشيشانية وعرفها، مقاتلاً عنيدًا ضد الوجود الروسي الاحتلالي لبلاده الأبية، وعرفته وسائل الإعلام قائد فرق كوماندوز تثير الرعب بذكرها قبل أن تبلغ طلائعها الميادين.

    قائد شجاع يعترف له خصومه بالمهارة والفدائية، وإنْ وصموه بالإرهاب، زعيم فريد يأخذ بألباب أعدائه كما أنصاره سواء بسواء، بكرِّه وفرِّه، واقتحامه المباغت وانسحابه الخاطف.حياة حافلة بالأحداث تثير العجب من محدوديتها (41 عامًا) مقارنة بمناصب عديدة تقلدها، وعمليات كثيرة أشرف عليها.. فالرجل عسكري من الطراز الأول، يفر دومًا من المناصب السياسية التي تلاحقه أنَّى ذهب.

    عمليات كوماندوز عديدة منسوبة إليه، بعضها مشروع، وبعضها يثير كثيرًا من الجدل حول إسرافها في القتل غير المبرر.دائرة اهتمامه النضالية باتساع القوقاز كله بل تزيد، لا يدرك الخبراء المحنكون أين ضربته القادمة، وفي أي إطار أو سبيل، ولأي هدفٍ ترنو.

    في قرية فيدينو جنوب شرق الشيشان المعروفة بنضالها ومشاركة أهلها المعروف في المقاومة الشيشانية ولد باساييف في العام 1965م، وقضى سني الطفولة، ثم انتقل إلى موسكو حيث تخرج فيها من معهد الهندسة أوائل التسعينيات بعد أن انتسب إليه في العام 1987م، وبعده انتقل إلى الجيش السوفيتي ليؤدي الخدمة العسكرية فيه، وبعد قليل غادر إلى بلاده بعد إعلان (الرئيس الشيشاني الراحل) الجنرال جوهر دوداييف عن استقلالها عن الجمهورية الروسية في أعقاب انفراط عقد الاتحاد السوفيتي أوائل التسعينيات.

    وكما تقدم، فإن حياة باساييف حافلة بالعديد من النشاطات العسكرية وعلميات الكوماندوز التي قام بها في عدة جبهات؛ فباساييف شارك في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا المتنازعين على إقليم ناجورنو قرة باغ ضمن الوحدة العسكرية التابعة لكونفدرالية الشعوب القفقاسية التي انضم إليها في العام 1991م، وبعد عام واحد صار قائدًا لتلك الوحدات بعدما رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في الشيشان أمام (الرئيس الشيشاني السابق) جوهر دوداييف، ومن ثَمَّ عينه الأخير قائدًا للوحدات الخاصة، ودعم مع هذه الوحدات النضال التي خاضته أبخازيا المسلمة في العام نفسه من أجل استقلالها عن جورجيا، وقد لعب دورًا فعالاً للغاية في تحرير أبخازيا من الاحتلال الجورجي، وفي هذا العام تزوج باساييف من زوجته الأولى الأبخازية أثناء مشاركته في الحرب التي خاضتها أبخازيا، وله من هذه الزوجة صبي وأربع بنات.

    وفي حين كانت الأوضاع ملتهبة في الشيشان قبل إعلان استقلالها، كان باساييف في أفغانستان لمدة شهرين في العام 1994م، حيث تعرف إلى أوضاع المجاهدين الأفغان في عام هو الأكثر حساسية في الشأن الجهادي الأفغاني، وهو كذلك في الشيشان التي سرعان ما غادر إليها في العام ذاته بعد أن أعلن الزعيم الشيشاني دوداييف الاستقلال عن الاتحاد الروسي، وفيها أنيط به في نفس العام مهمة قيادة جبهة فيدينو الشيشانية في الحرب الشيشانية الأولى، التي أبلى فيها الشيشانيون بلاءً حسنًا.

    وحين كانت الطائرات الروسية تدك مدينة جروزني عاصمة الشيشان لجأ باساييف إلى محاولة فك الحصار عنها بتنفيذ عملية نوعية أثارت له العديد من الانتقادات، حيث خطط لعملية احتجاز الرهائن في مدينة "بودينوفسك" الروسية في منتصف يونيو 1995م. وكانت هذه العملية الشهيرة الناجحة تهدف للفت أنظار العالم للاحتلال الروسي للشيشان، والفظائع التي يرتكبها في الجمهورية، ومطالبة موسكو بوقف هجومها علي جروزني في مقابل الإفراج عن الرهائن، لكنها كانت أولى مبررات وصم نضاله بالإرهاب لدى خصومه


    في شهر إبريل من عام 1996 انتخب قائدًا للقوات الشيشانية المسلحة، وأدار الهجمة الكبيرة التي استهدفت جيش الاحتلال الروسي في العاصمة جهار قلعة عند نهاية الحرب الروسية - الشيشانية الأولى، وأجبرت هذه العملية روسيا على القبول بمطالب المقاتلين، والانسحاب من الأراضي الشيشانية.

    وبموجب قرار اتخذه الكونجرس في اجتماعه الثاني أصبح باساييف رئيس (أمير) مجلس الشورى الإسلامي الذي أسس في 1 أغسطس 1999م، وبعد 11 يومًا فقط من انتخابه هاجمت وحدات روسية منطقة بوتليخ الداغستانية، ما 

    دعا شامل باساييف والقائد خطّاب الذي استشهد قبل أربعة أعوام إلى تزعم مجموعات مقاتلة والذهاب لنجدة المسلمين في تلك المنطقة، ثم عاد  إلى الشيشان مطلع شهر سبتمبر من العام نفسه إثر غزو روسيا للشيشان مجددًا، وفي ذات العام تزوج للمرة الثانية من شيشانية، وأنجب  منها بنتًا.

    وقد أشيع أن باساييف بُترت ساقه في فبراير 2000م بعد أن انفجر فيه لغم، بينما كان يقود فرار المقاتلين من جروزني ليلاً.وقد تبنى باساييف عملية قتل (الرئيس الشيشاني الموالي لموسكو) أحمد قاديروف قبل عامين، وقبل أربعة أعوام نسبت إليه عملية  الاحتجاز الشهيرة التي جرت في مسرح موسكو، وأسفرت عن مقتل المئات بأيدي الروس أنفسهم بعد أن نفذت عملية كوماندوز فاشلة.

    وتوجهت لباساييف معظم الأضواء بعد استشهاد الزعماء والقادة الشيشان والموالين لهم: الرؤساء مسخادوف وياندرباييف  وعبد الحليم لاييف والزعيم العربي خطاب. ولم تبق من الأسماء البارزة سوى شامل باساييف، وقبل ساعة أعلنت موسكو عن استشهاد باساييف وذلك  في 10 يوليو 2006م، لكن جهاد الشيشان لنيل الاستقلال عن الجمهورية الروسية باقٍ ولن يزول.. يحميه إيمان شعب، وإرادة شجعان القوقاز النبلاء.

    المصدر: موقع المسلم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

الكلمات:القدسُ وعكّا نحنُ إلى يافا في غزّةَ نحنُ وقلبِ جِنين الواحدُ منّا يُزهرُ آلافا لن تَذبُل فينا ورقةُ تين ما هان الحقُّ عليكِ ولا خافَ عودتُنا إيمانٌ ويقين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا لا لا لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا لا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي كي تُشرقَ شمسُكِ فوقَ أمانينا وينامَ صغارُكِ مُبتسمين ونراكِ بخيرٍ حين تُنادينا لعمارِ بُيوتٍ وبساتين سنعيدُكِ وطناً رغم مآسينا أحراراً نشدو متّحدين لن نسكتَ لن نستسلمَ لا نفديكِ لنحيا يا فلسطين فلسطين بلادي نحملُها جُرحاً أو أملا لا ورح نبقى فيها ليوم الدين فلسطين بلادي#palestine #فلسطين

العالم روبرت غيلهم زعيم اليهود في معهد ألبرت أينشتاين، والمختص في علم الأجنة أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن