وثيقة همفر التركية كتبت في ظل حياة محمد بن عبد الوهاب، والعثمانيون كان لهم جهاز مخابرات جيد نسبيا في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية

 



هل سمعت بوثيقة همفر التركية من قبل؟

وثيقة همفر التركية كتبت في ظل حياة محمد بن عبد الوهاب، والعثمانيون كان لهم جهاز مخابرات جيد نسبيا في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، فإن الجرثومة التي وضعتها المخابرات البريطانية في قلب العالم الإسلامي لا زالت تفتك به.القصة باختصار أن المخابرات البريطانية أرسلت أحد رجالها للجزيرة العربية، فتعلم العربية ودرس الفقه والحديث والتفسير، وظل يبحث لسنوات عن شخص عنده علم شرعي، وكاره لكل شيء حوله، وعنده استعداد أن يدمر كل شيء في سبيل نشر أفكاره الدينية.

في البصرة، التقى همفر بمحمد بن عبد الوهاب، وهناك تشكلت فكرة "التوحيد"، التي انتشرت جنوبا تجاه الجزيرة العربية، وشرقا تجاه شمال الهند، ثم ملأت الهند كلها.
تقوم الفكرة على أساس واحد، المزايدة. فالدين كما وصفه عليه الصلاة والسلام "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق"

وهكذا، وبإشراف مباشر من المخابرات البريطانية، تشكلت الدعوة الوهابية. ولا عجب أن من ساعد عبد العزيز آل سعود في توطيد حكمه على الجزيرة كان جون فيلبي، ضابط آخر بالمخابرات البريطانية.
.
هذا حرام ... هذه بدعة ... هذا شرك ... هذا كفر
هذا باختصار ملخص الدعوة الوهابية، وبالطبع، هذه الدعوة تجتذب كل شخص متشدد، يريد أن يكون مختلفا عن من حوله، أسهل طريقة لهذا هي الدين، يظهر بصورة مختلفة، يتحدث بلغة عربية ركيكة، والأهم، يعزل نفسه عن المجتمع، عن كل شيء وأي شيء، يعيش في عالمه الخاص، بعيدا عن إحداث أي تأثير حقيقي في حياة الناس.
ما حدث خلال الأيام الماضية يشير بوضوح إلى استفادة إسرائيل، وبشدة، من انتشار الفكر الوهابي.
إسرائيل قتلت سيدة كانت أحد أشهر أوجه المقاومة الفلسطينية على مدى عقدين ونصف. وبالطبع، كان المفروض أن يخرج العرب عن بكرة أبيهم للاعتراض على هذه الجريمة الوقحة.
لكن، بدل أن يتحد العرب، دخلوا في لعية المصير الأخروي الشيء المؤلم، أنه بينما سارت المظاهرات في بعض المدن الغربية اعتراضا على هذه الجريمة البشعة، كانت مشاركة العرب في المظاهرات أقل كثيرا من المعتاد. والسبب واضح، الخلافات التافهة التي دخل فيها الجميع.
.
إني أرى همفر في قبره، يبتسم سعيدا وفرحا ومسرورا، أنه بعد تلك السنوات الطويلة، لا زالت البذرة التي بذرها تدمر العالم الإسلامي، ولا زالت هذه الحيلة العبقرية مسيطرة على عقول كثير من العرب والمسلمين.
الفكرة التي زرعها، أصبحت أفضل وسيلة لتدمير جهود العرب والمسلمين حول قضاياهم المصيرية، قضية القدس لم تعد بنفس الأهمية، المهم الآن هو "الانتصار للعقيدة".

وفي ظل الانتصار للعقيدة، يحرق الأخضر واليابس، ننسى قضية الأقصى، ننسى من قُتل ظلما، كل هذا ليست له أهمية، المهم هو "العقيدة الصحيحة"والكل يزايد، الكل يرفع صوته، الكل يزعم أنه يتبع الدين الحق ولو كان هذا من الدين، لجعل سلوك أتباعه أفضل، لجعل اهتمامهم بقضايا المظلومين أكبر. لو كان هذا هو الدين، لرأينا في سلوك أتباعه "العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" وهو ما أمر الله به.

لكننا لم نجد إلا عكس هذا، ما وجدنا إلا قوما يزعم كل واحد منه أنه يتبع نهج الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي سبيل "نهج الرسول" لا نرى إلا تكبرا وعتوا. البعض يستخدم نفس النصوص القرآنية التي نزلت في مشركي العرب، الذين حاربوا الإسلام وقاتلوا النبي، يستخدم نفس هذه الآيات في وصف أناس ضحوا بكل ما يملكون في سبيل القدس والأقصى، فقط لأنهم ليسوا على الإسلام.

قالوا قديما أن أحكم الناس هو العالم بحال زمانه والعالم بحال مكانه، وقد وقعنا في يد قوم لا علم لهم بحال زمانهم ولا مكانهم، هم بنصرتهم للدين يعتبرون أكبر عون عليه. وصدق فيهم قول الإمام علي رضي الله عنه "يا بني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك". وأي ضرر أكبر مما أحدثه هؤلاء؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله ... وإنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحم شهداءنا أجمعين، اللهم آمين.
عمر الحداد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مذكرات مستر همفر (جاسوس بريطاني غير معروف) أو اعترافات جاسوس بريطاني هي وثائقية ثُنسب إلى جاسوس بريطاني يدعي هِمْفِر (Hempher)‏ في القرن الثامن عشر، تشير إلى أن له دور في إيجاد وتكوين حركة إسلامية محافظة سميت بالوهابية، وذلك كجزء من المؤامرة لتخريب العالم الإسلامي. بالرغم من أن الشخصية التي نٌسبت لها المذكرات لا دليل على وجودها أصلا، وهذا ما دعى عددا من الباحثين إلى القول بأن هذه المذكرات كتبها بعض خصوم محمد بن عبد الوهاب 

ظهرت أول نسخة لهذه المذكرات في عام 1888 باللغة التركية في خمسة أجزاء، ويعتقد بعض الباحثين أن مؤلفها الحقيقي هو أيوب صبري باشا. وُصفت هذه المذكرات بـ"الملفقة" و "المزورة" و "عديمة القيمة"، وتُرجمت المذكرات للعديد من اللغات، كما أنها متاحة على الإنترنت,ولا تزال تحظي ببعض القيمة خاصة في الشرق الأوسط. واعتبرتها القوات العراقية بأنها من الوثائق الغاية في السرية عام 2002.

تحتوي المذكرات على سيرة الجاسوس البريطاني همفر، والذي نشط في أوائل 1700 وظهر في صورة شخص مسلم دخل الخلافة العثمانية بهدف اضعافها وتدمير الاسلام جملة واحدة. يقول همفر في مذكراته " عندما تتحطم وحدة المسلمين ويتوقف التعاون والتعاطف الموجود بينهم، فإن قواهم وقوتهم سوف تتحل ويمكننا بسهولة تدميرهم. ونحن الإنجليز يجب أن نحرض على الأذي والانقسام في جميع مستعمراتنا كي نتمكن من العيش في رفاهية وسلام."

عزم همفر على إضعاف أخلاق المسلمين بصورة غير مسبوقة عن طريق الترويج للكحول وإشاعة الرذيلة، إلا أن خطوته الأولي لتحقيق ذلك كانت بخلق الفوضي في صفوف المسلمين وبذلك بإنشاء الحركة الوهابية، والتي حظيت ببعض المصداقية كونها تبدو متمسكة حرفيا بالأخلاق الإسلامية، وتم ذلك بتجنيد شخص في العراق اسمه محمد بن عبد الوهاب، وهناك من يربط الاسم مع مؤسس الحركة الوهابية محمد بن عبد الوهاب بغرض تشويه الصورة، وبالرجوع للتواريخ هناك مفارقات كبيرة بين زمن وجود همفر وعمره مع زمن وعمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب من نجد.

وطبقا لهمفر الذي يقول في المذكرات أنه جاسوس من بين 5000 جاسوس بريطاني أخر، هدفهم الأساسي هو إضعاف المسلمين، كما أن بريطانيا جعلت هذا العدد مرشح للزيادة حتى 100 ألف في نهاية القرن الثامن عشر ميلادي. وكتب همفر قائلا: "وعندما سنصل إلى هذا الرقم فيمكننا وضع كل الملسمين تحت هيمنتنا، وسيكون الإسلام في حالة شديدة البؤس، ولن يستطيع النهوض منها مرة أخري".

التحليل

وصف جورج بيكر مذكرات مستر همفر على أنها " محتمل أن تكون مُؤلفة من قبل مسلم سني كانت نيته أن يُظهر المسلمين بصورة مقدسة لكن ضعيفة، لا تستطيع مواجهة الحركة الوهابية المدمرة.

ووصف برنارد هيكل من معهد أولين - هارفرد للدرسات الاستراتيجية أن مذكرات مستر همفر هي تزوير مضاد للوهابية، والمحتمل أنه تمت فبركتها من قبل أيوب صبري باشا، وهو كاتب عثماني، درس في الأكاديمية البحرية وحصل على رتبة ضابط وخدم لفترة في الحجاز واليمن، وكتب العديد من الأعمال التاريخية حول الدولة السعودية، وتوفي عام 1890م.

في بداية انتشار الوهابية تحدث أيوب باشا عن محمد بن عبد الوهاب وعلاقته بالجاسوس همفر لإعادة تشكيل المنطقة، إلا أن هذه الإدعاءات من قبل أيوب باشا تم إبطالها من طرف بعض المؤلفين المناصرين للوهابية، والذين أشاروا إلى أنه أساسا لا يوجد دليل حول همفر في قاعدة البيانات والبحوثات في المكتبات والكتب القديمة أو حتى النادرة، وأن الأحداث المذكورة في هذه المذكرات لا تؤكد الحقائق المعروفة والمؤكدة في المصادر المعاصرة، فالمذكرات زعمت أن همفر سافر إلى البصرة في 1712 م وهناك قابل محمد بن عبد الوهاب الذي كان يتحدث التركية والفارسية والعربية ولكن الحقيقة أن محمد بن عبد الوهاب ولد في 1115 هـ الموافق 1703/1704 م، وكان بعمر 9 أو 10 سنوات وقت قدوم همفر إلى البصرة، كما أن محمد بن عبد الوهاب لم يغادر نجد حتى عام 1722 م إلا مرة واحده عندما سار للحج، كما أن عبارة "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" والتي ذكرت في المذكرات لم تظهر إلا لاحقا بعد قرن كامل. وقد علق بعض المناصرين للوهابية على مذكرات همفر حول إدعاء أن بريطانيا ساعدت محمد بن عبد الوهاب بقوله أن نجد كانت خاليه من الوجود البريطاني في منتصف القرن الثامن عشر.

ذكر ماهر الهندي أن بريطانيا تستعين بالأشاعرة لمواجهة الفكر السلفي  مما يعارض فرضية أن بريطانيا تريد السلفينن.


اركة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان