الدكتور جمال نصار أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة سقاريا التركية إدارة تركيا لملف خاشقجي قلبت الموازين
02 نوفمبر 2018
قال الدكتور جمال نصار أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة سقاريا التركية، أن العلاقات التركية السعودية لم تكن في أحسن أحوالها منذ عهد الملك عبدالله، خاصة بعد دعم المملكة لنظام السيسي في انقلابه على العملية الديمقراطية في مصر، ومما زاد العلاقات تعقيداً وتوتراً هو قيادة السعودية لتحالف حصار قطر، وكذلك تدخل الرياض في حرب اليمن وفتح المجال للإمارات كي تتخلص من القوى السياسية الديمقراطية في الساحة اليمنية، موضحاً أن كل هذه الاجراءات السعودية تسببت في قلق لدى تركيا عبرت عنه في مواقف كثيرة.
أوامر الكيان الصهيوني
وأضاف نصار في تصريحات خاصة لـ"الشرق" ان التقارب السعودي مع الكيان الصهيوني الذي يقوده محمد بن سلمان، والذي انعكس في اجراءات قام بها ولي العهد السعودي ضد تركيا، تنفيذا لأوامر الكيان الصهيوني، إضافة إلى مشاركة الرياض وأبوظبي في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، ازعج انقرة بشكل كبير وجعل الاتراك يشعرون باستهداف واضح لدولتهم من قبل القيادة السعودية.
وأكد نصار ان عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، بعد أن نصب له محمد بن سلمان فخاً محكماً في تركياً، كان هدفها الرئيس ضرب العلاقات التركية السعودية، معتبراً ان تعامل السلطات التركية مع ملف جمال خاشقجي كان على قدر عال من الدقة والمهنية، وهذا ما تبين من خلال التسريبات التي بثتها وسائل الإعلام التركية، التي أكدت للمتابع وللرأي العام الدولي تورط النظام السعودي في قتل عملية الاغتيال، الأمر الذي أدى لانقلاب السحر على الساحر، وقلب الدفة على الرياض ومحمد بن سلمان، وبات العالم كله يوجه له الاتهام بقتل خاشقجي، من خلال اعطاء الاوامر لفريق الاغتيال المكون من 15 شخصاً، وانفضح هؤلاء المتآمرون من جنس تخطيطهم وتدبيرهم، فانقلب الأمر عليهم، وتغيرت المعادلة، وتحولت النتيجة لصالح الحقيقة.
ادعاءات الإصلاح
وكشف نصار عن أن الهدف الرئيس من هذه العملية هو توريط تركيا في العملية اقليميا ودولياً، لكن ادارة تركيا للازمة قلب الموازين ورجحت الكفة لصالح تركيا، وتحولت السعودية من متهِمة إلى متهَمة ومتورطة في العملية، لافتاً إلى أن هذه العملية اسقطت ادعاءات محمد بن سلمان الاصلاحية، إضافة إلى اعتقال عدد من الدعاة والمصلحين والأمراء، الأمر الذي نسف بشكل واضح جميع ادعاءاته السابقة سواء بالاصلاح أو التجديد في المملكة.
واشار نصار إلى ان أي قيادة سعودية غير ابن سلمان كان الأولى بها أن تمد الجسور مع تركيا، وهذا ما كان سيصب في مصلحة المملكة، لكن للاسف تبني ولي العهد السعودي لمشروع وافكار السيسي وابن زايد سيؤدي إلى تدميرهم وتدمير المنطقة.
تغيرات في المنطقة
وتوقع نصار ان تُحدث عملية اغتيال خاشقجي تغيرات وتحولات في منطقة الشرق الأوسط، لم تعدّ سلفاً، مبيناً أن التصورات السابقة والترتيبات الإقليمية والدولية، كانت لتمرير صفقة القرن لصالح (إسرائيل)، وحصار تركيا، كما يحدث مع قطر، واستمرار محاربة الإسلاميين في المنطقة والقضاء عليهم.
الطُغمة الحاكمة
وتمنى نصار أن يكون حادث تغييب جمال خاشقجي، وغيره من المصلحين ورجال الدين في مصر والسعودية، وباقي البلدان العربية والإسلامية، أيقونة لكشف زيف الأنظمة المستبدة في منطقتنا، وفضح ممارساتهم أمام العالم بكل الوسائل الممكنة، سياسيًا، وإعلاميًا، ودبلوماسيًا، وحقوقيًا، وإنسانيًا، حتى يتطهر العالم من هذه الطُغمة الحاكمة، التي عاثت في الأرض فسادًا، وأهلكت العباد، ودمّرت البلاد!.
تعليقات