محمد عبد القدوس عضو في نقابة الصحفيين

 

     

داخل منزل إحسان عبدالقدوس، تحدث الابن "محمد" عضو مجلس نقابة  الصحفيين السابق،عن ملامح شخصية والده كأب وزوج وعلاقته بأفراد الأسره وموقفه من زواج الابن من ابنة الشيخ محمد الغزالى، وعرض "عبدالقدوس الابن" جانباً من علاقة والده بحكام مصر بدءاً من الزعيم جمال عبدالناصر حتى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكيف أثرت هذه العلاقات على عمله بالصحافة.
نجل الكاتب الكبير: رواية «أنا حرة» تعكس نشأته بالعباسية.. وهو من أخفى بطل «فى بيتنا رجل» وفى حواره لـ«الوطن» تحدث نجل الروائى والكاتب الكبير عن طقوس والده الخاصة بالكتابة، وأبرز الشخصيات التى كانت تتردد على منزله، وأقرب صناع السينما وأهل الفن إليه، 

لم يكن كثير الكلام، كما كان يحب النظر إلى المستقبل لا إلى الماضى. وهو كان رجلاً قدرياً واستسلم للمرض فى نهاية حياته، وعندما جاء «مبارك» إلى الحكم أحس والدى أن المسئولية انتقلت إلى جيل جديد، فقد كان مبارك أصغر من والدى بـ10 سنوات، لكنه كان يُقدر والدى، وانعكس ذلك علىّ، عندما تم إلقاء القبض علىّ فى بعض المظاهرات، كان يتم تقدير والدى ويوجه بمعاملتى بطريقة جيدة.
النظر إلى المستقبل 
- لم أغير أى شىء فى المنزل، وقد أقمت بالشقة منذ زواجى بها وإلى اليوم، وأرجو أن تحولها وزارة الثقافة إلى متحف خاص بالوالد بعد رحيلى، دون أن تغير شيئاً بها، وأرفض أن يخرج منها أى شىء، وشقيقى «أحمد» لديه صور فوتوغرافية ومكاتبات بين الأب والأم، ورسائل أخرى متنوعة.
- علاقتنا بوالدى أنا وشقيقى أحمد كانت وثيقة جداً وكان يمنحنا الحرية الكاملة، التى يكتب عنها وينادى بها فى كتاباته، فهو مثلاً ينتمى إلى التيار الليبرالى، ولم يعترض على انتمائى إلى التيار الإسلامى، منذ 1976، ولا حتى عندما تزوجت بنت الشيخ محمد الغزالى، وكان من أمتع الأوقات له عند الجلوس معه للمناقشة فى أمور دينية، رغم أن الشيخ الغزالى هاجم روايات والدى واعتبرها تدعو البنات إلى الفسق، ومع ذلك فقد رحب «الغزالى» أيضاً بزواجى من ابنته، فكان كل منهما صاحب عقلية متفتحة، وورثت عن والدى الحنان والرغبة فى العمل بالصحافة وحب الفن الراقى، وأحب الفنانين الكبار، وأنا من قمت بتغسيل محمد عبدالوهاب فور وفاته، و«أحمد» أخذ عن الوالدة حسن الإدارة. 
وهل تعتقد أن معاملته لأبنائه ستختلف لو رُزق بالبنات؟
- كان والدى يقول لنا: لو كانت لى بنت لما حملت لها هماً أكثر مما أحمله للولد، لن أحاول حمايتها من المجتمع بل سأتركها له تصارعه ويصارعها وأترك التجربة تعلمها، فهى أفضل معلم وليس فقط كلماتى ونصائحى لها.. وأنا واثق أنه لن يصيبها ضرر لأننى دوماً بجانبها، نشأت وتربت على الأخلاق، سأتركها للحب بعدما أعلمها ما هو الحب، ولن أعترض على اختلاطها بالشباب بعدما أقول لها رأيى فى حدود الاختلاط، ولن أكون متعجلاً فى زواجها وأن يكون لى أحفاد منها، ويستوى عندى أن تتزوج مبكراً أو يتأخر زواجها، المهم أن تكون سعيدة مع زوجها، فالزواج ليس وظيفة بل حياة، ولها أن تختار حياتها بمحض إرادتها، سأعمل على أن تكون ابنتى ذات شخصية كاملة ومستقلة.. وعندما تزوجت تمنيت أن يرزقنى الله بالولد وتفضل ورزقنى بولدين، هذا ما كان يقوله لنا والدى. 

وكيف كان يتعامل ناظر «مدرسة الحب» فى الرواية مع زوجته وشريكة حياته داخل المنزل؟- أبى جمع بين البيئتين المحافظة والليبرالية، وأمى كان اسمها «لواحظ»، لكن والدى لم ينادها بهذا الاسم، وكان يعتبره ثقيلاً، وكان يدللها باسم «لولا»، وكانت هى تناديه باسم «سانو» داخل البيت، وكان يناديه بنفس الاسم أصدقاؤه المقربون، وهناك مثل يقول إن البيت مملكة المرأة، فوالدى طبق هذا الكلام بشكل فعلى، فترك كل الأمور المتعلقة بالمنزل وبنا وبه شخصياً للوالدة، فهى التى كانت تختار له ملابسه وطعامه وتهتم بنا من الألف إلى الياء، وتفرغ هو للكتابة بالفعل، والمثل الآخر الذى ينطبق على علاقتهما هو «وراء كل عظيم امرأة» 

كانت تطبقه أمى حرفياً، بل كانت تطبق مفهوم «وراء» وليس «بجانب»، ليتفرغ هو تماماً للكتابة، حتى إنها كانت ترفض إجراء أحاديث صحفية، وكان ذلك يتم بحب شديد من أمى لا قسراً منه، كان والدى مع أمى «سى السيد» العصرى بالحب لا بالقهر، فكان ممنوعاً طبعاً أن تخرج ليلاً بدونه فى وقت سفره، لكن كان يخرج معها مرتين فى الأسبوع السبت والأربعاء، وكان له جملة مشهورة «لولا لولا ما نجح سانو». كان ينادى عبدالناصر بـ«يا جيمى» وعلاقتهما ساءت بعد تجربة السجن.. و«السادات» حضر فرح شقيقى «أحمد».. و«مبارك» كان يُقدره.. واعتاد أن يرتدى ملابس أنيقة فى المنزل للدخول فى أجواء الكتابة كأنه على موعد مع حبيبته.. ولم يكن مسموحاً لأحد بالدخول عليه.. و«أبوسيف» المخرج الأقرب له.

 كانت تشجع المعجبات، إلا فى الحالات النادرة التى بها تجاوز وهى حالا تنادرة، كما أنهما تزوجا بعد قصة حب طويلة، واستمر الحب بينهما طوال حياتهما.كيف تحيى الأسرة ذكرى ميلاد إحسان عبدالقدوس؟ - كنا قبل رحيله نقيم احتفالية كبيرة فى البيت ليلة رأس السنة، ويجتمع بها رموز الفكر والفن والأدب والصحافة، احتفالاً بعيد ميلاده وبرأس السنة، لكن منذ رحيل والدى لم أحتفل بهذه المناسبة، وستقيم مؤسسة روزاليوسف احتفالية كبيرة بمرور قرن على ميلاده فى 19 يناير الحالى، أما نحن فننظم منذ رحيله صالون إحسان عبدالقدوس الثقافى، وكذلك مسابقة القصة والرواية التى كان يوقعها نجيب محفوظ حتى رحيله.


- أم كلثوم وعبدالحليم ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وفاتن حمامة وعمر الشريف، والجيل الذهبى لمبدعى مصر، فكان أبى على علاقة طيبة بهؤلاء الفنانين أبطال أفلامه. المنتج رمسيس نجيب، والمخرجان صلاح أبوسيف وبركات، وفاتن حمامة، فهو الذى كتب لها دور الشريرة لأول مرة فى فيلم «لا أنام».
ما أبرز طقوس الكتابة والأوقات التى يفضلها للكتابة؟

- كان من عاداته أن يكتب المقال السياسى أو الصحفى نهاراً فى المؤسسة الصحفية التى كان يعمل بها، وقبل أن يترك روزاليوسف فى 1964، كان يكتب القصة أحياناً بالصحيفة، لكن بعد أن تركها وعمل بالأهرام وأخبار اليوم وغيرهما لم يكتب القصة إلا بغرفة مكتبه بالمنزل، فكان عند عودته منتصف النهار يحرص على الاستراحة بعد الظهر، وعندما يستيقظ، وإذا لم يكن على موعد مع الأصدقاء للخروج أو استقبال الضيوف، يدخل المكتب ويرتدى ملابس الخروج بالكامل للدخول فى أجواء الكتابة ..

 عبد القدوس رغم أنه بالمنزل ولم يكتب بملابس البيت على الإطلاق، فكان يحرص على التأنق خلال الكتابة وكأنه على موعد مع حبيبته، وهو فى العموم لم يكن يفضل الجلوس بالبيجاما فى البيت، حتى أثناء القراءة، وكان يكتب من المرة الأولى ولا يراجع، لأنه كان موقناً أنه لو راجع سيُدخل تغييرات بالنص، فكان يفضل الكتابة الأولى، ويرى العمل بالبروفات، ولم يكن ليسمح لأحد بالدخول عليه أثناء الكتابة سوى للحفيد ابنى.

«إحسان» كان ليبرالياً ومنحنا الحرية الكاملة.. ولم يعترض على انتمائى للتيار الإسلامى.. ووافق على زواجى من ابنة الشيخ محمد الغزالى  ما أكثر الأعمال الروائية التى أبدعها وتشبه شخصيته؟
- رواية «أنا حرة» التى تمثل نشأته فى العباسية، حيث تربى فى بيت محافظ، وعاش بهذا البيت 24 سنة، والرواية الأخرى التى لها صلة بواقعه «فى بيتنا رجل»، حيث أخفى والدى «حسن توفيق» البطل الحقيقى للقصة عنده وقتها، قبل الثورة، فى المنزل بشارع قصر العينى، ومن هنا تعرف على أنور السادات الذى كان المتهم رقم 7 بالقضية، ومنه تعرف على جمال عبدالناصر، والضباط الأحرار. 

قبل الثورة أمده الضباط الأحرار بمعلومات فى قضية الأسلحة الفاسدة التىأثارتها الصحافة، وكان ينادى عبدالناصر بـ«جيمى» إلى أن سجنه، فتباعدت العلاقة بين الاثنين، وتراجعت كتابته السياسية لصالح الأدب والقصة، وكانت علاقته متينة مع السادات، ولهما الكثير من الصور معاً، والسادات حضر فرح شقيقى أحمد، وخرج والدى من الأهرام فى 1976، لعدم رضا السادات عنه، وبعدها بدأت تسوء العلاقات، وزعل منه والدى أياماً، ثم جاء اعتقالى سنة 1981 فى عهد السادات.
فما كانت علاقته بالضباط الأحرار؟-
ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس
محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين لمدة تقترب من ثلاثين عاما وانتهت في عام 2015 خاض خلالها سبعة انتخابات وكان الأول في أربعة منها فعضويته داخل المجلس فريدة من نوعها لم يسبقه إليها أحد من قبل وخلال هذه الفترة الطويلة كان مقررا للجنه الحريات في فتره من اصعب فترات مصر فتح ابواب النقابة لكل القوى السياسية على اختلاف اتجاهاتها دون تمييز بالإضافة الى طبقات الشعب المسحوقة وأحتضن مشاكل الصحفيين وكان الى جانب المظلومين منهم سواء داخل مؤسساتهم الصحفية او الذين تعرضوا لبطش السلطة وعمل كذلك على توثيق علاقته مع الاقباط و قام بتأسيس صالون المواطنة داخل لجنه الحريات بالتعاون مع جريدة وطني المعبرة عن اقباط مصر.
ومازال عطائه مستمرا حتى هذه اللحظة في حرصه علي خدمه زملائه وتواصله معهم ،نتيجة لخبرته الطويلة في نقابه الصحفيين والعمل العام حيث تجده وثيق الصلة بمختلف الاتجاهات السياسية مثل الاتجاه الاسلامي والتيار الليبرالي والناصري واليساري بالإضافة الى قوه علاقته مع الاقباط وقام بتأسيس "لجنه الدفاع المظلومين" عام 1996 ضمت مختلف القوى السياسية وكان عضوا بارزا في جميع الكيانات الثورية التي نشأت قبل ثوره عام 2011 وكانت غالبيه المؤتمرات التي ينظمونها تعقد تحت رعاية لجنه الحريات بنقابه الصحفيين وعلى رأسها حركه "كفايه" و "شباب 6 ابريل" و "الجمعية الوطنية للتغيير" و "لا للتوريث"
------------------------------
المسيرة الصحفية والأدبية.
تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة لكنه بدأ مسيرته الصحفية وهو طالب واول موضوع نشر له باسمه في اخبار اليوم في 21 يوليو من عام 1973 وكان تحت عنوان "أربعة الاف مصري يلعبون كاراتيه" واستمر في الصحافة الورقية حتى عام 2020 وكان اخر مقال نشره باخبار اليوم في 11 ابريل تحت عنوان "من الذي فاز في قاعده البيت" وكان عن ازمه كورونا ومعنى ذلك انه استمر في الكتابة في الصحافة الورقية لمده 47 عام الا شهرين و11 يوما.
وكتابته حاليا تنشر في صفحته على فيسبوك التي يتابعها ما يقرب من 20 ألف متابع بالإضافة الى نشرها في بعض المواقع الإلكترونية.
برز في التحقيقات الصحفية والسياسية وفي صفحات الحوادث واللقاءات المتنوعة مع الشخصيات الشهيرة على اختلاف اتجاهاتها وظل لسنوات طويله يكتب في الفن تحت عنوان "متدين في دنيا الفن" وكذلك عن المرأه تحت عناوين "حواء بالدنيا" و"سيدتي الجميلة" و "ست الكل" وباب للأسرار الصحفية تحت عنوان "سكرتيرك الصحفي" كما يبرز في الكتابات الإسلامية وله تعبير شهير عنوانه "اسلامنا الجميل" كان له دور بارز في مجله الدعوة الإسلامية منذ تأسيسها عام 1976 وكذلك في مجله "الاعتصام الإسلامية" وكل المجلات والصحف التي اصدرها التيار الاسلامي وكان آخرها جريدة "الحرية والعدالة" اليومية التي اغلقت ابوابها عام 2013.
شارك في تأسيس جريدة الوفد عام 1984.
شارك بفاعلية في تحرير جريدة "الشعب" الناطقة باسم حزب العمل منذ عام 1986.
أساتذته في الصحافة يتقدمهم والده احسان عبد القدوس ومصطفى امين وسعيد سنبل وكذلك المرحوم حسين غانم رئيس قسم الحوادث بالأهرام ومنير نصيف ومحمد مصطفى غنيم المسؤولين عن القسم الخارجي بمؤسسه الاخبار.
وكان تأثير اساتذته مصطفى شردي رئيس تحرير الوفد وعادل حسين رئيس تحرير الشعب كبيرا حيث عمل تحت رئاستهم لسنوات.
له اسهاماته البارزة بمختلف الصحف والمجلات على اختلاف اتجاهاتها وتنوعها خلال ثلاثين عاما في الفترة ما بين اعقاب حرب اكتوبر عام 1973 وحتى احداث عام 2013 وهذه الفترة شهدت ازدهار للصحافة وكانت هناك حريه نقد محدودة للسلطة الحاكمة لم تكن موجودة من قبل وصدرت لأول مرة صحف حزبية وخاصه ومن اهم الصحف التي شارك فيها بقلمه بالإضافة إلى الصحف الإسلامية والوفد والشعب ما يلي:
الصحف القومية: روز اليوسف الأسبوعية واليومية والاهرام العربي /الكواكب
الصحف الاجتماعية: كل الناس/ كلام الناس /الحلوة
الصحف الحزبية والخاصة: جريدة الاحرار/ صحيفة العربي (الناطقة باسم الحزب الناصري) / وكذلك الكرامة /وطني المعبرة عن الاقباط / المصري اليوم /اليوم السابع/ صوت الامة / الدستور / العالم اليوم / الحقيقة / الميدان / البداية / المصريون ش وغيرها وبهذه الحصيلة المتنوعة من الصحف فإنه يأتي في المرتبة الاولى بين الصحفيين من حيث عدد الصحف التي عمل بها.
كانت له اسهاماته الأدبية حيث كتب عشرات من القصص القصيرة صدرت في خمس مجموعات ونشر العديد منها في الصحف مثل مجلة صباح الخير ونصف الدنيا وملحق اهرام الجمعة وعدد الجمهورية الاسبوعي وجريدة الدستور وجريدة وطني التي نشر فيها قصة بعنوان الحل في الاهلي والزمالك.
والجدير بالذكر أنه حقق نصرا صحفيا عالميا حيث كان أول صحفي عربي يذهب إلى أفغانستان بعد الغزو السوفيتي لها وبدء المقاومة وقد أوفدته جريدة أخبار اليوم إلى هناك في منتصف الثمانينات حيث نشر العديد من التحقيقات والحوارات الصحفية على رأسها حوار مع الاسرى الروس الذين وقعوا في قبضة المقاومة
--------------------------------
المسيرة السياسية
أعتقل مرات عدة وكان اولها عام 1981 ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة واخرها يوم 26 يناير عام 2011 من امام نقابة الصحفيين مع بداية ثوره مصر ضد حكم مبارك وما بين ذلك تم القبض عليه في المعرض الدولي للكتاب عام 1985 في احتجاج على التواجد الصهيوني بالمعرض ومن الازهر الشريف في تظاهرة مؤيدة لفلسطين وكذلك في الاحتجاجات التي وقعت بنقابه الصحفيين.
عضو في المجلس القومي لحقوق الانسان ومن هذا الموقع يحرص على التواصل مع أسر سجناء الرأي على اختلاف أتجاهاتهم ويضع نفسه في خدمتهم أحد الاشخاص القلائل في مصر العابرين لمختلف ايديولوجيات والذي تربطه صلة وثيقة بمختلف التيارات والقوى السياسية
وأخيرا فإنه ما يزال حريصا على التواصل مع زملائه في مختلف الصحف بالرغم من أنه لم يعد عضوا في مجلس نقابة الصحفيين وفي المناسبات والاعياد تجده في المؤسسات الصحفية المختلفة يقدم التهاني مكتوبة لأصحاب الاقلام والعاملين هناك وقد بدأ هذا التقليد منذ دخوله مجلس نقابة الصحفيين لأول مرة عام 1985

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - جريمة القتل .. بطلها الموبايل !!هذا الحادث بطله الأول التليفون المحمول ! فقد عثر على سيدة مقتولة في منطقة "المقطم" وعمرها يقترب من الأربعين عاماً ! وبدأت التحريات من منطلق أنها امرأة سيئة السمعة قتلها أهلها أو زوجها تخلصا من عارها ! لكن السير في هذا الإتجاه لم يؤد إلى أي نتيجة، وإتضح أن المجني عليها غريبة عن المنطقة ! وفشل الأهالي في التعرف على شخصيتها ! وبدت الجريمة لغز كبير .

وعندما يبدو القتيل مجهولاً، فإن إكتشاف قاتله تزداد صعوبة، وهكذا يتضح لك أن تحريات المباحث تتم في العديد من الأحوال وفي ظروف بالغة التعقيد ، لكن الله في النهاية لا يضيع أجر من أحسن عملا ، حيث تتدخل العناية الإلهية للكشف عن الجاني والمجني عليه بطريقة لا تخطر على بال أحد !

وتفاصيل ذلك أن الشرطة في أثناء مسحها الشامل لمنطقة الحادث تبين غياب شخص من منطقة سكنه بعد جريمة القتل مباشرةً ، ومعروف عنه أنه "بلطجي" !
وبدأت أجهزة الأمن في البحث عنه ، وتشكل فريق لهذا الغرض من قطاع جنوب القاهرة ، وجرائم النفس بالإضافة إلى ضباط القسم ، وأخيراً تم ضبطه عند أحد أقاربه ، وأنكر المتهم في البداية ، لكن تفتيش محل يملكه في منطقة "الظاهر" كشف عن مفاجأة مذهلة ، حيث عثر على تليفون محمول ، وبمراجعة الأرقام التي تحدث إليها ، تبين أنه أتصل بالإسكندرية أكثر من مرة ، وأن صاحبة هذا الرقم امرأة مطلقة وتقيم بمنطقة "المنشية" ، وقد إختفت من منزلها ، ولم يعثر لها على أثر !

وقام رئيس مباحث القاهرة بمواجهة البلطجي بهذه المعلومات ، فإنهار وإعترف ، وقال أنه نجح في إستدراجها بالتليفون المحمول لمقابلته بمسكنه بالمقطم .
ومارس معها الجنس مقابل حصولها على مبلغ من المال ، وفي يوم الحادث حدثت بينهما مشادة وهي بمنزله ، فاستغاثت بالجيران ، وخشية إفتضاح أمره وضع يده على فمها ، وكتم أنفاسها ، ثم خنقها بواسطة رباط من الشاش الطبي ، ووضع على فمها لاصق طبي !
وألقاها بجوال في كرتونة تليفزيون فارغة ، وتخلص منه بعد ذلك بالمنطقة الجبلية بمطلع المقطم .ولكن أمره إنكشف "والبركة في الموبايل" !!

بالي مشغول - د. هالة مصطفى: علاج غير القادرين بالمستشفيات الدكتورة هالة صطفى" زميلة صحفية وصديقة عزيزة ، تعمل منذ سنوات بجريدة الأهرام ، هي متخصصة في الشئون السياسية حيث تخرجت من كلية الإقتصاد والشئون السياسية وحصلت على الدكتوراه في تخصصها بإشراف مشترك من جامعة "القاهرة" وجامعة "السوربون" الفرنسية ، وقامت بتأسيس مجلة "الديمقراطية" بالأهرام وظلت رئيس لتحرير تلك المطبوعة مدة ١٢ سنة .
وعندما سألتها عما يشغل بالها هذه الأيام كنت أتوقع بالطبع أن تحدثني في إحدى الموضوعات السياسية الذي هو تخصصها ، لكنها تحدثت معي عن علاج الغير قادرين بالمستشفيات المصرية ، وعندما تعجبت من ذلك قالت بتلقائية: هذا من صميم العمل السياسي .. أليس الهدف في النهاية خدمة المواطن البسيط ؟
وتقول الدكتورة "هالة مصطفى" ، تجربة صعبة جداً مررت بها مع أختي الدكتورة "هويدا" عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة ، وتتمثل في مرض "ست الحبايب" أغلى ما في الوجود في الأسابيع الأخيرة !

وهذا الموضوع قد يبدو شخصياً ، لكن المؤكد أنه يهم الكثيرين جدا من الناس ، تدهورت الأحوال الصحية لأغلى ما في حياتنا ، وساعدت الإصابة بالكورونا في مضاعفة الحالة ، وقمنا بنقلها أولا إلى مستشفى (الشيخ زايد) الحكومي في ٦ أكتوبر أملاً في إدخالها قسم العزل هناك ، ولكن أكدوا لنا أنه لا توجد أماكن نظراً لكثرة المصابين ، فنحن في زمن الوباء !! وذهبنا إلى مستشفى (القصر العيني) الفرنساوي أقدم مستشفيات مصر وهو أيضاً تابع للدولة ، ولكن فيه قسم إستثماري .

وأضافت زميلتي الصحفية الدكتورة "هالة مصطفى" بغضب قائلة : تكلفة الليلة الواحدة في قسم العزل عشرة آلاف جنيه ! وعندما تدهورت أحوال أمي الصحية دخلت العناية المركزة، وأصبح علينا أن ندفع في الليلة الواحدة ١٥ ألف جنيه يوميا ، بالإضافة إلى مصاريف الأدوية والعلاج التي تصل إلى ١٨ ألف جنيه في الأسبوع .
وهذه المصاريف بعد التخفيض لأن أختي عميد كلية ، والقصر العيني يتبع الجامعة !!
وأتساءل إذا كان هذا يحدث في المستشفى التابع للدولة ، فما بالك بالمستشفيات الخاصة ، المؤكد أن المصاريف ستكون أغلى بكثير .. وهذا الأمر غير مقبول بالمرة خاصة ونحن في زمن وباء الكورونا ، ولابد من إيجاد حلول جذرية للعلاج بالمستشفيات الخاصة والعامة على السواء التي تعاني من سوء الخدمة .
وختمت حوارها معي قائلة: كنت مستعدة أن أدفع الملايين من أجل إنقاذ أمي ، لكنها ماتت في النهاية بالمستشفى .
وفشلنا في التواصل مع أي دكتور لإبلاغنا بحالتها أولا بأول .. كانت المستشفى تتصل بنا لمطالبتنا بالدفع فقط !!
أليس هذا الموضوع أهم من كل الموضوعات السياسية الأخرى ؟؟




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان