كانت الثورة وبقيت، ولم تزل، الحلّ ما بعد الأخير، وآخر العلاج الكيّ، كما تقول العرب، نظراً إلى ارتفاع كلفة الثورات، حال نجاحها أو فشلها

 

Mohamed Tolba Radwan

آخر العلاج الثورة
كانت الثورة، ولم تزل، الحلّ ما بعد الأخير، وآخر العلاج الكيّ، كما تقول العرب، نظراً إلى ارتفاع كلفة الثورات، حال نجاحها أو فشلها، ولا يمكن الانحياز للثورة في حال وجود حلولٍ بديلة، وإنْ كانت أبطأ وأعقد.

ولن تجد الثورة، في هذه الحالة، انحيازاً جماهيرياً، أو حشوداً بالملايين، فلن تدفع الشعوب من دمائها وحرّياتها ثمناً لما يمكن تحصيله بأقل من ذلك، من هنا، الثورة إجبار لا اختيار. ولا يمكن لوم الشعوب على الثورة واستهداف الأنظمة وإسقاطها، ولو بالحرب، من أجل تحصيل أبسط حقوقها.

فالفاعل الحقيقي والمسؤول الحقيقي هو من سلبها هذه الحقوق، وحرَمها حق الاعتراض على ذلك، ومسارات التغيير السلمي، أو الإصلاح من الداخل أو الخارج، أو مجرّد الكلام، الانفجار الثوري هنا ردّ فعل، لا فعل. يبدأ تفاديه، وينتهي عند الأنظمة الحاكمة.

أثارت تصريحات الباحث الكويتي طارق السويدان عن موقفه من الثورة، موجة من الانزعاج، نظراً إلى جماهيرية صاحبها وتأثيره في قطاعات واسعة من الشباب، وطوفان من المزايدات، بطبيعة الحال العربي، خصوصاً في مرحلة ما بعد الانقلابات والحروب على ثورات الشعوب، وبحث الأطراف كافة عن فرصٍ لـ"فشّ الغلّ".

خلاصة تصريحات السويدان، في أكثر من لقاء، أنّه ضد الثورات، من حيث المبدأ، نظراً إلى كلفتها العالية، وأنّه مع الإصلاح من الداخل، وأنّ ذلك لا يتعارض مع دعمه حق الشعوب في الحرية والعيش الكريم، وأنّ الإصلاح من الداخل أفضل من الثورات، كما أنّ الثورات أفضل من الاستبداد. وعلى الرغم من "بداهة" ما يقوله السويدان، فإنّ معسكر مناهضي الرجل اعتبره "ردّة" سياسية، وتناقضاً أخلاقياً، كما عدّه خصوم الثورات، في تشفٍّ، قفزاً من مركب الثورات العربية بعد هزيمتها المفترضة، والتي يتصوّرونها نهائية.

كان من "جرائم" الخطاب السياسي، منذ اشتعال الثورات العربية، تصوير الثورة فعلاً مثالياً، طهرانياً، سماوياً. والثوار، جميعهم، بوصفهم أبطالاً أحراراً أنقياء، تخصم السياسة من بطولتهم، والمناصب من طهرانيتهم، والتفاوض من ثوريتهم، والواقعية السياسية، أو حتى البراغماتية في حدودها المطلوبة والمسموح بها، من شرعيتهم.

حتى تحوّل العمل الثوري، وسط هذا الكم من المزايدات، (كان بعضه مقصودا وموجّها) إلى "عُصاب" جماعي،لا هدف من ورائه سوى تسجيل المواقف المجانية، من دون تحقيق هدفٍ أو "مصلحة" واحدة للثوار، أو من خلفهم من الجماهير التي وثقت بهم وساندتهم ونزلت معهم. وصار الأكثر ثوريةً هو الأكثر صراخا ومزايدةً وقدرةً على حشد الجموع من أجل "لا شيء"، وتوجيه بوصلتهم إلى "سرابٍ" يحسبه الظمآن ماء.

ما يعني أنّ الأكثر ثوريةً هو الأكثر خدمة للثورات المضادّة، سواء وعى ذلك وقصده واستفاد منه، أم لم يعِه وجرى استخدامه مثل غيره، من هنا، تصريحات السويدان "فرصة" حقيقية، خصوصا بالنسبة لتيار السويدان ودوائر تأثيره.

وأتمنى أن يشاركه فيها رموز هذا التيار ونخبه بمزيد من التوعية والتفهيم، بطبيعة العمل الثوري، السياسي بالضرورة، وممكناته وإكراهاته، وبطبيعة المرحلة ومدى ملاءمة خيار الثورة، هنا والآن، في 2022. وبعد 11 سنة من ثوراتٍ غير مكتملة.

وفي تقديري، نقاشاتٌ كثيرة، جادّة وصادمة، يجب أن تدور حول السؤالين: لماذا فشلنا وما الحلّ؟ واللذيْن لم يجدا، بعد عقد من الإخفاقات والإحباطات، من يجيب عنهما، إجابةً واقعية، تتجاوز التبرير إلى التفسير.

فشلت الثورات العربية، وتيارها الواسع، متعدّد الأطياف، لغياب البدائل السياسية لدى أصحابها، وعدم استعدادهم، على الرغم من ذلك، إلى التفاوض مع الأنظمة الاستبدادية، وإمكانية الوصول إلى "نقطة اتفاق"

ما زالت أسباب الثورة قائمة،وما زال بالإمكان(وليس المطلوب) انفجارها،غير المحسوب وغير المدروس وغير المتوقع وغير القابل للسيطرة، ما يعني حاجة الجميع إلى "تفاهم"، مهما بدا غير ضروري لدى الطرف المنتصر، والذي يتوهّم أن انتصاره نهائي، أو موجع، وغير عادل، لدى الطرف المهزوم، الذي يتطلع إلى انتصار، يشفي صدور قوم "مغدورين"، ويتوهم أصحابه، بدورهم، أنّ "القاضية ممكنة"...

شكراً طارق السويدان.
____________________________________________

أعدت مؤسسة "ماعت" تقريرا بالفيديو، يكشف عن مخططات جماعة الإخوان في الوطن العربي، من خلال الاعتماد على شخصيات إرهابية، لنشر الفوضى في البلاد.


 ومن ضمن أبرز هذه الشخصيات طارق السويدان، الداعية الإخواني، وهو واحد ضمن العناصر التي تعتمد عليها الجماعة الإرهابية وقطر وتركيا لبث الفوضى في البلاد، واستعرض التقرير عددًا من التسجيلات الحصرية لطارق السويدان تحدث فيها عن دعم حكومة قطر للتنظيم الدولي للإخوان.


وأضاف التقرير، أن الإخواني السويدان عمل على تدريبه لأكثر من 70 ألف شاب، لخدمة التنظيم الدولي الإخوان، وعرض التقرير اعترافات للداعية الإخواني طارق السويدان، وهو يقر بدعم قطر للإخوان وعلاقته الوثيقة بالقيادة القطرية والزيارات المتتالية إلى الدوحة، وعلاقته بعضو تنظيم القاعدة وملهم تفجيرات 11 سبتمبر عبد الله عزام، لافتًا إلى أن لقاءاتهم كانت متعددة وكثيرة، وقال: "عبد الله عزام بينى وبينه صحبة خاصة ومحبة خاصة، وعلاقاتنا كانت متعددة وكثيرة قبل أن يذهب إلى أفغانستان".

وسط حضور جماهيري بارز امتلأت بهم قاعة الندوات بمعرض الدوحة الدولي للكتاب أقيمت مساء أمس ندوة بعنوان "من أهم ما قرأت"، حاضر فيها المفكر الدكتور طارق السويدان حيث طاف بالحضور في تعريف الثقافة والمعرفة وأهمية القراءة في تنمية العقل والوحدان.

حضر الندوة سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة وقدم لها المهندس ابراهيم هاشم السادة رئيس الملتقى القطري للمؤلفين. استهل د. السويدان الندوة بإبداء سعادته بحضور معرض الدوحة الدولي للكتاب ووجوده في دولة قطر وسط هذا الحضور الكثيف من رواد المعرض.

ووجه الشكر إلى دولة قطر وصمودها في مواجهة ما تتعرض له من تحديات وقال "دائماً أحمد الله في سجودي على وجود قطر وتركيا فلولاهما لكانت الأمة في أزمة كبيرة".

وقال إن دولة قطر تسير على نهج القيم والمبادئ مثمنا دور معرض الدوحة للكتاب وما يرفعه من شعار يعلي من قيمة المعرفة والوجدان. وعرج على القراءة مؤكداً أنه يعشقها منذ نعومة أظفاره إلى ان صارت لديه مشكلة في انه لا يترك مجالا يضم كتبا الا ويستغله.

أفضل القراءات

وتعرض د. طارق السويدان الى الحديث عن افضل القراءات مؤكدا ان الامة التي لا تقرأ لا تستطيع القيادة وقال انه يحمد الله ان اكرمه بعشق القراءة لدرجة "انني اقرأ 10 كتب في الشهر اذا كنت مشغولا واذا لم اكن كذلك فإنني اقرأ قرابة 20 كتابا في الشهر".

وحذر من خطورة الاستغناء عن القراءة سواء بالاستماع او استخدام الانترنت فهذا كله وغيره لا يغني عن القراءة خاصة وان اي متابع للعلم يدرك جيدا اهمية القراءة.

أقسام الكتب

قسم د. السويدان الكتب إلى ثلاثة اقسام هي الروايات والقصص بالإضافة الى كتب الاطفال علاوة على كتب المعرفة غير انه ركز حديثه على كتب المعرفة وكتب صناعة الثقافة. وتوقف عند أهم قراءاته والتي تركز على كتب المعرفة ووضع تعريفا للقراءة بحكم تخصصه في مجال الهندسة مؤكدا انها عبارة عن فهم المكتوب وان الذين حرموا من نعمة النظر فإن هناك العديد من الوسائط التي يمكن ان تعينهم على القراءة والتي تختلف عن الثقافة وفي هذا السياق عرف د. طارق السويدان الثقافة على انها "مجموعة من المعلومات التي تحكم السلوك فإن سلوك المثقف يجب ان يحكمه هذه المعلومات".

وهنا تعرض إلى بعض من انكشفوا خلال الأزمات التي يمر بها عالمنا العربي والاسلامي عندما المح الى ان هؤلاء كشفتهم الازمات الأخيرة.

أهمية المعلومات

توقف د. السويدان عند اهمية المعلومات بالنسبة للمثقف والكاتب مؤكدا ان حصول الكاتب عليها يحدد طبيعة تخصصه فاذا كانت سياسية اصبح كاتبا سياسيا واذا كانت ثقافية اصبح الكاتب مثقفا الى غير ذلك من تصنيف المعلومات.

فن القراءة

توقف  السويدان عند ما وصفه بفن القراءة مؤكدا انها علم وفن وقال ان هذه القراءة يجب ان تكون لها منهجية داعيا الحضور الى التركيز على امرين الاول 50 بالمائة من القراءات المتخصصة  وحذر من خطورة التركيز في القراءة على الروايات وقال انه لا يمنع قراءتها بالكلية ولكنه يدعو الى ان تكون قراءتها بنسبة لا تزيد عن 10 بالمائة من جملة قراءات المتلقين.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان