أليف الدين الترابي وقضية كشميرعرفته في العام 1992 من الميلاد، اتصل بي أحد الأصدقاء الآن شخصية باكستانية تحمل هَمَّ قضية كشمير في القلب والعين
كنت في السعودية أعمل في "جريدة المدينة"، التي أحببتها، وتعلمت من الكثير كنت أعمل فيها مدققا لغويا كيف إبدأ الخط، والكلمة،كان لي صديق اسمه (أشرف)الذي عرفني بجريدة المدينة، وكانت البداية مدقق لغوي،ولكن كان الطموح أكبر من ذلك،والتقيت التقيت بالكثيرين من باكستان،المسلمين والهند.
التقيته في بيت الأستاذ الذي كنت (أعلم إبنه اللغة العربية) من أجل أن يكون متميزا عن أقرانه من السعوديين في جامعة الملك عبد العزيز آل سعود، (محمد شبرا) وكان يعمل في تثمين السيارت،هذا الرجل الباكستاني وجدت عنده مطبوعات كثيرة..
كلها عن كشمير وأوجاعها وكيف أن الهندوس عليهم غضب الله كانوا يحرقون المسلمين بالبنزين والبارود ،حقيقة أنخلع قلبي حين رأيت المطبوعات الموجودة لديه وطلبت من الأستاذ (محمد شبرا) المحترم أن آخذ عدداً من المنشورات لأعرضها على أصدقائنا في جريدة المدينة ..فسارع وأعطاني كل ما عنده..
عرّفني (محمد شبرا) على الكثيرين من الأخوة الكشميريين وما يحدث لهم من أوجاع والباكستانيين،الذي أعطاني الكثير من البروشورات، وسمعت منه الكثير من المآسي التي تعاني منها كشمير المسلمة
وعكفنا على العمل طيلة الليل،كان الأستاذ جمال خاشقجي رئيس التحرير المناوب، ولم يكن هناك رئيس تحرير..وكلمت الشيخ أحمد صلاح جمجوم رحمه الله، رئيس جريدة المدينة الغراء التي تعلمت فيها الكلمة، وخرجت الطبعة الأولى كصرخة مدوية لم تكن مسبوقة،وحمدت الله أن خرجت الطبعة الأولى، وتلتها طبعة ثانية..وكان القراء الباكستانيون بحمد الله هم الذين كانوا يشترون الاعداد، ويعطونها إلى العرب في جدة ..
عرفت الشيخ المناضل اليف الدين الترابي في العام 1995، وقال لي:شخصية باكستانية تحمل هَمَّ قضية كشمير في القلب والعين، فهو يجوب العالم كله لنصرة كشمير وقضيتها، وكان يُصدر مجلة باسم "كشمير المسلمة"، كما أنه يرأس مركز للدراسات في إسلام أباد، أصدر من خلاله عشرات الكتب التي تشرح وتوضح أبعاد القضية، وتبحث عن حلول للقضية الكشميرية .
كنت في بداية اهتمامي بكشمير وقضيتها، سعدت كثيرًا بوجود البروفيسور أليف الدين الترابي "نائب أمير الجماعة الإسلامية في كشمير الحرة، والأمين العام لهيئة الإغاثة لمسلمي كشمير"، وانطلقت حيث قدر لي الله أن أكون مع هذا الرعيل،وذهبت إليه في أحد وذهبت إلى كل مكان يتحدث فيه في جدة حيث كنا مع إخواننا الباكستانيين إلى وجهاء مدينة جدة وقراها المتواضعة، وأجرينا العديد من الحوارات،واشتد عودي ، وذهبنا إلى جريدة عكاظ في معه حوارًا حول قضية كشمير، وكيف بدأت؟
أصبحت كشمير محلا للنزاع بين الهند وباكستان منذ تقسيم شبه القارة الهندية في 1947.وقد شنت الجارتان، وهما قوتان نوويتان في الوقت الحالي، الحرب مرتين حول إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة البالغة 60% من سكان الإقليم. ويقسم الإقليم الجبلي بواسطة خط المراقبة الذي عادة ما ينتهكه المسلحين الانفصاليين.
ويبلغ سكان الجزء الهندي، ولاية جامو وكشمير، حوالي تسعة ملايين نسمة. ويعيش حوالي ثلاثة ملايين شخص في الجزء الشمالي الواقع تحت سيطرة باكستان.
وكيف يكون الحل؟ وماذا يحدث لأهلها من قوات الأمن الهندوسية؟ ولم يكتف الرجل بشرح ذلك وتسجيله، لكنه أعطاني مجموعة من الكتب التي تشرح قضية كشمير وأبعادها منها:
1- الدعاية الهندية وشبهات حول الجهاد الكشميري.
2- كشمير قضية الأمة الإسلامية.
3- الجهاد الكشميري وجهاد الأمة الإسلامية.
4- قضية كشمير المسلمة والعالم الإسلامي.
5- الإرهاب الهندوسي في كشمير المحتلة والشهادات الهندية والعالمية.
6- الجهاد الكشميري ورؤية أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ.
7- المطامع الهندوسية في العالم الإسلامي والتحالف الصهيوني.وغيرها، والتي كانت نبراسًا لي، أستضيء به في التعرف والتعريف بأبعاد قضية كشمير، التي دخلت قلبي، الموجوع بما يحدث لأهلها.
ومنذ ذلك اللقاء وأنا أتابع يوميًا ما يحدث للمسلمين في كشمير والهند، وكأنهم أعطوني مرسومًا للدفاع عنهم، لدرجة أن أطلق عليَّ كثيرٌ من زملائي الصحفيين، وأيضًا عدد ممن أعرفهم من الباكستانيين، سمير الكشميري، وكنت أسعد بهذا الوصف، وأشعر بأني فعلا مسئول عن كشمير وشعبها.
وأذكر يوم أن طلب مني الزميل العزيز أسامة الهتيمي معلومات عن كشمير، ليكتب موضوعًا مكلف به موقع الحملة العالمية لمقاومة العدوان "قاوم"، فقلت له كيف تكتب عن كشمير وأنا موجود؟ فأعطاني إيميل الأستاذ خباب مروان الحمد، مدير تحرير الموقع، وتواصلت معه، وفي حوار بيني وبين الأستاذ خباب، تعجب الرجل من كوني أرفض الكتابة إلا فيما يخص كشمير أو ما يؤثر عليها من قضايا.
في إحدى زياراته، كان هناك حفل استقبال لسفارة باكستان في أحد الفنادق الكبرى، وخلال تناول العشاء في البوفيه المفتوح، تنحى أليف الدين الترابي جانبًا، وتناول لقيمات ببعض الملح، ولما قامت مسئولة بالسفارة بإعداد طبق له من مشهيات الطعام، رفض وقال: كيف آكل من هذا الطعام وهناك في كشمير من لم يجد لقيمات يقمْن صلبه!!
التقيت به في مرّات قليلة بعد عام 1992م، لكن كان متواصلا معي بالتليفون، أحيانًا، وبالإيميل في كثير من الأحايين، حتى التقيت به في إسلام أباد في خريف عام 2010م، وكان واهنًا تبدو عليه آثار جلطة، هكذا بدا لي، أشفقت عليه كثيرًا، قابلته مرتين، خلال تواجدي لمدة خمسة أيام في باكستان، بعدها تابعته على صفحته على الفيس بوك، في مرضه الأخير،حتى انتقل إلى جوار ربه في خواتيم العام المنصرم.
ساعتها خرجت مني عبارة "رحمة الله عليه"
تعليقات