من لطف الله بنا تتابع مواسم الطاعات... ما إن توشك شحنات الإيمان الرمضانية على النفاد حتى يتلطف الله بنا بعشر ذي الحجة #خالد_حمدي من لطف الله بنا تتابع مواسم الطاعات.

 

                                                       

من لطف الله بنا تتابع مواسم الطاعات...
ما إن توشك شحنات الإيمان الرمضانية على النفاد حتى يتلطف الله بنا بعشر ذي الحجة...
وما إن ينتهي ذو الحجة حتى يأتينا المحرم بتاسوعائه وعاشورائه... فيمتلئ القلب قبل النفاد، ويزهر الروض بعدما أوشك على الذبول...
وأروع ما في عشر ذي الحجة أنها حجة بالقلب لمن حرم ان يذهب إلى هناك بجسده...
فالصيام تروية لمن تعطش للصيام بعد رمضان...
وقيام ليلها الطويل أشبه ما يكون بحال الأشاعث المغبرين يوم عرفة..
ودعوات المحبين على الإفطار فيها أشبه بفرحة الذابحين للهدي المبتسمين الفرحين بقرب انتهاء الموسم في خيام منى...
أما ذكرها فما أحلاه... كذكر من يفيض في الحج تدمع عيناه من حلاوته رغم جفاف حلقه من كثرته ساعة الإفاضة..
أما صيام عرفة فما أحلاه وقد ندبك الله لصيامه ولم يندبه للحاج...كأنه يقول لك:
إذا كان الواقفون بعرفة ينتظرون ساعة الغروب ليستشعروا برد القبول،فأنت مثلهم تنتظر غروب يوم عرفة صائما مستشعرا تكفير ذنب عام مضى وعام بقى...
أما فرحة العيد فاسألوا من رزقه الله صيام التسع وقيامها والتلذذ بالذكر فيها... كيف وجدت فرحة العيد؟! لتعلموا أن العيد الحقيقي لمن كان قبله على عرفات في مكة،ولمن كان مثله مقيما على الطاعات في غير مكة!!
أما غيرهم فعيدهم حلو المنظر باهت المذاق..
العشر الأول من ذي الحجة....لو استمتعت بالعبادة فيها ستشعر أنك كنت في حجة!!

المفضلة
# الإخوان جماعة من المسلمين قامت بعد سقوط الخلافة بأربع سنوات وقامت بدورها طوال تسعين عاما ويزيد مع إخوتها من الحركات الإسلامية في الحفاظ على المعتقد واللغة والقيم… فقاومت المحتلين ولا زالت تقاوم خططهم طوال قرن أو قريب من قرن.
# دفعت جماعة الإخوان ولا زالت تدفع في كل حقبة أثمان مواقفها من أرواح وأموال وأمن أفرادها، لكن الثمن الباهظ في كل مرة هو حملات التشويه التي تستمر لسنوات بغية تغيير قناعات الشعوب نحوها كرأس حربة دائم أمام مشاريع التغريب.
# الجماعة تخطئ وتصيب لأنها جماعة بشرية لا تحتكر الصواب لكنها تبذل جهدها في الوصول إليه.
# بعد أحداث الربيع العربي كان هناك توافق دولي على إنهاء الجماعة كقوة منظمة عظيمة لأهل السنة، سيما وأن المنطقة يعاد تقسيمها وتموضعها من جديد.
# ظهر ذلك واضحا في محاولات إنهاء قوتهم العسكرية في اليمن وفلسطين، وقوتهم الشعبية في مصر وبقية الأقطار.
# غض العالم الطرف عن حرقهم وقتلهم وسجنهم وتشريدهم وتدمير مؤسساتهم منذ الانقلاب وحتى الآن، في توافق عالمي عجيب لعالم يقيم الدنيا ويقعدها من أجل قطة أو كلب.
# رافق هذا الغض حملات إعلامية ممنهجة لتشويههم وصل إلى مسلسلات تكلفت المليارات…. ولو كانت الجماعة بالضعف والهوان الذي يسوقون…ما أنفقوا على محاربتها بهذا السفه والجنون!!
# انشغلت الجماعة بالصدمات المتتالية التي كان يحدثها النظام، فلم تستثمر كثيرا من الأحداث والمواقف والشوارع الملتهبة لثلاثة أعوام حتى فتر حماس شبابها، وضاع على كوادرها الكثير من الأمور التي كانت تخدم قضيتهم.
# واكب ذلك شعور الكثير من أبناء الجماعة والمحبين لها بالخذلان نتيجة شعورهم بأن الإخوان لم تفعل ما كان ينبغي عليها فعله غير مستثمرة تعاطف بعض الدول وحماس الشباب ووجود آلاف الكوادر الدعوية خارج مصر.
# جماهير الإخوان ومعهم ألوف غيرهم تململوا لطول أمد الأزمة مع فراغ جعبة الإخوان من أي فعل مكتفين بردات الفعل الباهتة تجاه الأحداث مهما كانت شدتها كقتل الرئيس مرسي رحمه الله، أو تنفيذ الإعدام في عشرات الشباب والشيوخ،واستمرار الأحكام الجائرة والإخفاء القسري.
# حدث حراك داخل الصف الإخواني الرافض لما وصلت إليه أحوال الجماعة، وعبر عن هذا الحراك إخوان الخارج لقدرتهم على التعبير بأمان عما يعتري جماعتهم، بينما إخوان الداخل -أعانهم الله- لا يملكون أدوات التعبير العلنية لقسوة القبضة الأمنية، لكنهم في المجمل باركوا هذا الحراك.
# تمخض هذا الحراك عن تغيير جيد نتج عنه تحريك كثير من الماء الراكد، والملفات الغائبة التي ربما تظهر آثار تحريكها تباعا…
# أقدر لبعض إخوان الخارج الذين لم يعجبهم هذا الحراك خوفهم على الجماعة، لكني أتمنى عليهم ألا يظهروا للعالم تعاملا مع الخلاف يقلل من أسهم الجماعة عند محبيها.
ففي الساحة متسع للجميع…حتى ينجلي غبار الحوادث.
# الجماعة أصابها الضعف في جوانبها التربوية والدعوية والسياسية والإعلامية وحتى الأخوية؟؟؟ نعم.
والحل هو إعادة النظر في هذه الوسائل لتجديد ما يمكن تجديده، وتطوير ما يمكن تطويره، وتقوية ما يمكن تقويته.
# جزء كبير من أسباب هذا الضعف هو غياب خمسين ألفا من كوادرها وراء القضبان، ولو غاب عشر هذا العدد في كيان آخر لتصدع وتهدم منذ زمن.
# الذين يقولون بموت الجماعة أحد رجلين:
محب لها ويشعر بضعفها وخذلانها لمحبيها… وهؤلاء كثيرون ومعذورون ومقبول منهم نقدهم الغيور.
أو ساخط عليها على الدوام….وهذا لا يصلح معه تبرير أو توضيح.
# الذين يقولون بموت الجماعة أو ضعفها، وحتمية استبدالها أقول لهم:
هذا الكيان ملك لأهل السنة في العالم كله، وليس الإخوان فحسب… ونحن في مرحلة صعود لكل أصحاب المشاريع الأخرى في العالم… وليس من الحكمة أن تدمر جيشك القديم ثم تعد غيره وقت ملاقاة العدو!!
قوِّ جيشك الموجود، وعالج نقاط ضعفه، وحينما يتيسر لك جيش أقوى وأمتن، فأنا أول المنضوين تحت لوائه.
# الجماعة لا تدفن رأسها في الرمال، ولا تستحي من خطئها، لكن المصاب أكبر من رمي سهام النقد، والبكاء على لبنها المسكوب…
الجماعة أحوج ما تكون لمن يقيلها من عثرتها وينهضها من كبوتها بفكرة جديدة، أو عطاء من نوع جديد…
فما أيسر التوجع للمصاب، وما أصعب السعي لإنقاذه.
# ستجدون كل حين قضية مثارة، أو تسليطا للضوء على أمر بسيط يراد تعظيمه، أو عظيم يراد تحقيره… وهذا لعمري دليل على حياة الجماعة لا موتها… لأن الميت لا يُلتفت إليه.
# في الجماعة من يقول لأي مخطئ مهما علا قدره: أخطأت… فلا أحد فوق المحاسبة… وجماعة بحجم الإخوان تاريخا وعطاء لا يمكن اختطافها… إن لم يكن لمتانة حراسها وكثرتهم… فللدماء والأعمار التي بذلها أبناؤها…. فاطمئوا.
# أخيرا… لا تحسبوه شرا لكم…وقضاء الله كله خير… فقد فتح الله للإخوان وبالإخوان بعد المحنة في العالم كله دورا وقلوبا ما كانت لتفتح لولا هذه المحنة… حتى أن أحدهم بلغت حصيلة من دخل الإسلام على يديه الأسبوع الماضي حيث يقيم مائة وستون مسلما جديدا ولله الحمد… وهذه حصيلة أحدهم لأيام… فكيف بمجموعهم لتسعة أعوام؟!!
الدعوة حية بأصحابها. كتب الرائع / د خالد حمدي سماه الله يحيى (عليه السلام ) لكنه ذبح وقطعت رأسه في شبابه !!
من أكثر القصص التي شغلتني وأنا أقرأ وِرْدِي في القرآن قصة نبي الله يحيى عليه السلام
🖋نبي شاب... رزق الله أبويه به على كبر.. وسماه بنفسه سبحانه..واختار له اسما لم يتسم به أحد قبله..
وصنعه لهما على عينه... فكان آية في الخلق والدين..
ورزقه النبوة...
-ثم إذا به يُذبَح شابا على يد ملك ماجن قدم رأسه الشريف مهرا لامرأة بغي!!
هاجت الخواطر في نفسي:
- ألم تكن الأرض والناس أحوج لهذا النبي الكريم من ذلك الملك الماجن ومن معه؟
- ألم يختر الله له اسما فيه معنى الحياة؟
- ألم يكن يحيى أكرم على الله من أن يجعله رخيصًا تعبث برأسه المقطوعة بغي، أو يستهين بها ظالم؟!
- أليس هذا يحيى السيد الحصور الخلوق المحبوب من الناس جميعا لوجهه الحسن وسمته الأحسن؟
- فلم يموت هذه الميتة الشنيعة وهو النبي الثلاثيني صغير السن كبير المقام..
فوجدت في ثنايا القرآن ولطائف السيرة ورائع السنة ما أراح قلبي، وشفى صدري..
وجدت أن الأهم عند الله ليس وجه يحيى الجميل ولا رأسه الكريم...لكن الأهم عنده سبحانه هو إقامة الحجة وأداء الأمانة وقد فعل... وبعد ذلك فالجنة أولى بشبابه، وسكانها أولى بجواره..
👈وجدت أن البشرية المسكينة تطفئ مصابيحها بيدها عن طريق ملوكها الظالمين أو شعوبها الخانعين!!
وجدت أن الثبات على المبدأ أفضل عند الله من بقاء النبي...ولو كان بروعة يحيى..
وجدت أن انتصار العقيدة وأصحابها هي النصر الحقيقي ولو كان ثمن ذلك ألف نبي!!
فما قيمة بقاء أحدنا على حساب دينه؟!
وما قتل يحيى وزكريا وأصحاب الأخدود وآلاف النبيين إلا رسالة بذلك..
👈ووجدت أن آلاف الطواغيت من أمثال من قَتلوا يحيى.. هلكوا وخَمُل ذكرهم بينما المذبوح من أجل الحق.. أبقى ذكرا بين الخلق!!
وكأن الله يقول لك من خلال يحيى وقصته:
- قم للحق واثبت عليه، ولا تتضعضع فيه وإن قتلت قتلة رخيصة من أناس رخاص ... فما خلقتك إلا لمثل هذا، وما بعد ذلك فعلى الدنيا العفاء، فدلال الناس على الله، والمسترخصون حياتهم له يعيشون هنا قصيرًا لأن الباطل لا يطيقهم... بينما حياتهم الأطول هناك عند من مضى وقد صنع صنيعهم..
#لهذا كان غلام أصحاب الأخدود يهين قاتله الملك باستخفافه بالموت..
#ولهذا كان زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي يغيظان قاتليهم في مكة باستهانتهم بالموت وهم على خشبة القتل بعد الصلب!!
- لو كان المقصود بقاء المصلحين ما سمح الله بقتل يحيى مثل هذه القتلة... لكن المقصود هو بقاء الدين ولو فنينا من أجله أجمعون..
👈فالمصلح قيمته هناك لا هنا... وروحه مقامها قصير في عالم الفنا..
👈فليحسن عمله، وليثبت على دينه، ثم ليترك الأمر لصاحبه... إن شاء قبضه وإن شاء أبقاه...
المهم أن يبقى الدين... ولو مات هو من أجله ألف مرة.
أما الطغاة فموتهم من الضعف ألف مرة أمام استعلاء المؤمنين، أشد على نفوسهم من ألف طعنة بسكين.
هكذا علمتني قصة يحيى بن زكريا عليه السلام.
من أجمل ما قرأت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان