لقطة ثورية ..جمال عبد الناصر راعي القومية العربية التي كنا نعشقها ومات ولم يحقق ما أراد لأن عبد الناصر لم يكن ألا نفسه، وحاشيته، وأبنائه
ضابط وسياسي مصري، وزعيم القومية العربية في العصر الحديث. تولى رئاسة البلاد باعتباره قائد الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق وأنهت العهد الملكي في مصر.
تخرج جمال عبد الناصر ضابطا عام 1938 وعيّن في سلاح المشاة في أسيوط والإسكندرية، وعمل في السودان قبل تعيينه مدرسا في كلية الأركان.
آمن عبد الناصر بالقومية العربية وعمل على ترويج مبادئ الوحدة العربية، من زاوية نظره.قبل الثورة شارك عبد الناصر في حرب فلسطين، حيث حوصرت فرقته في منطقة الفالوجة.
بدأ الضباط الأحرار بالتخطيط للثورة في مصر، وكانت مقررة عام 1956، لكن الظروف السياسية المصرية والدولية دفعتهم إلى تقديم الموعد، فقام 89 ضابطا مصريا من مختلف التيارات وبقيادة الضباط الأحرار بانقلاب أبيض على الملكية عام 1952، وأعلنت جمهورية مصر العربية.
تسلم زمام الحكم في البلاد مجلس عسكري من11ضابطا بقيادة عبد الناصر، وأُعلِن محمد نجيب أول رئيس وزراء لمصر في العهد الجمهوري، ثم أول رئيس لها.
بقيت هويات الضباط الأحد عشر طي الكتمان، ولم يكن أحد يعلم من أمر جمال عبد الناصر شيئا رغم أنه كان في مركز صنع القرار، حتى أن المراسلين الأجانب في القاهرة لم يعلموا باسمه ووجوده لأكثر من عام بعد قيام الثورة.
لكن الأمور تغيرت فجأة وبصورة دراماتيكية، حيث عزل محمد نجيب ووضع قيد الإقامة الجبرية، وبرز عبد الناصر إلى واجهة الأحداث دون مقدمات رئيسا للوزراء وحاكما فعليا للبلاد.
وفيما وصفت فترة حكمه بكونها فترة من الإنجازات على الصعيد الداخلي، جمعت سياساته على الصعيد الخارجي بين النجاح والإخفاق.
فعلى الصعيد الداخلي، أول ما يحسب له تأميمه لقناة السويس عام 1956، وذلك بعد انسحاب كل من البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا من تمويل بناء السد العالي، وهو القرار الذي أدى إلى قيام إسرائيل وفرنسا وبريطانيا بعدوانها الثلاثي على مصر في ذلك العام، وانتهى بنصر سياسي كبير لعبد الناصر.
يحسب له كذلك التحولات التي أدخلها في إطار سياسة الإصلاح الزراعي، والتي عادت بالنفع على الفلاحين المصريين بشكل عام.
وعلى الصعيد الخارجي، وإضافة إلى انتصاره السياسي خلال العدوان الثلاثي، ومساندته ودعمه الكبير للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، تمكن عبد الناصر من تحقيق الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، لكنها ما لبثت أن انفرط عقدها عام 1961.
كان جمال عبد الناصر أحد مهندسي وصانعي منظمة عدم الانحياز، من خلال الدور الذي قام به بمشاركة سوكارنو وتيتو خصوصا، خلال مؤتمر باندونج عام 1955.
لكنه تعرض لنكسة كبيرة في الهزيمة الساحقة التي ألحقتها إسرائيل بكل من مصر والأردن وسوريا في حرب 6 يونيو 1967، والتي أدت إلى سقوط شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة الذي كان خاضعا للحكم المصري، والضفة الغربية التي كانت تابعة للأردن، والجولان السوري.
وبالرغم من شعبيته الكبيرة لتوجهاته في الاستقلال السياسي والاقتصادي، فإن عهده اتسم بغياب التعددية السياسية والاصطدام العقائدي والسياسي مع تيارات سياسية متعددة أهمها الإخوان المسلمون الذين اتهمهم عبد الناصر بالتآمر عليه، واعتبرهم كيانا محظورا وسجن وعذب وأعدم العديد من قياداتهم، مثل سيد قطب.
يعتبره كثيرون شخصية وطنية تسعى نحو الاستقلال والحرية والتقدم، ورأى فيه آخرون صاحب نظرية أثبتت فشلها في معالجة قضايا الأمة، بل يحمّلون ما نادى به عبد الناصر وزر الانكسارات التي تجرعها العرب في القرن العشرين.
تعليقات