تركيا تودع محمود أفندي الزعيم الروحي للحركة الصوفية وصف حمزة تكين في تغريدة له عن العالم ِأفندي صاحب الأيادي البيضاء
72,888 مشاهدة 24/06/2022 ودعت تركيا اليوم الزعيم الروحي للحركة الصوفية محمود أفندي، عن عمر يناهز 93 عاما بعد صراعه الطويل مع مرض في الكلى. وقد غرد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على تويتر ناعيا للشيخ المدعو محمود أوسطى عثمان وداعيا له بالرحمة والمغفرة.
الشيخ محمود الأفندي بدأ الإمامة في مسجد قريته بطرابزون وأكمل عمله في مسجد إسماعيل آغا بإسطنبول إلى أن تقاعد سنة 1996. كان الشيخ محمود عرضة للتهديدات بتهمة تهديم مبادئ الدولة العلمانية في بلده، حيث تعرض لمحاولة اغتيال عام 2007. ترك الشيخ الأفندي بصمته التعليمية على مستوى العالم الإسلامي.
حمد عبد الحميد|
أعلنت جماعة إسماعيل آغا التركية عن وفاة إمامها الشيخ محمود أفندي (محمود أوسطه عثمان أوغلو)، شيخ الطريقة النقشبندية في تركيا، عن عمر يناهز 93 عامًا.
ووفق بيان نشرته الجماعة، اليوم، الخميس، أن الشيخ محمود أفندي، كان يخضع للعلاج من فترة بسبب مشاكل في الكلى.ويشهد يوم غدٍ الجمعة دفن الشيخ محمود أفندي، بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مسجد الفاتح بالطرف الأوروبي لولاية إسطنبول.
من هو الشيخ محمود؟
تعود أصول محمود أفندي (محمود أسطى عثمان أوغلو) لعائلة مسلمة عام 1929 في محافظة طرابزون التركية، حيث نشأ نشأة متدينة، حفظ القرآن الكريم وهو في السادسة، وتلقى علوم اللغة العربية والنحو والصرف واللغة الفارسية، ثم درس القراءات وعلوم القرآن على يد الشيخ محمد رشيد عاشق كوتلو أفندي، ودرس علم الكلام والتفسير والحديث والبلاغة والفقه وأصوله، وغيرها من العلوم الشرعية عند الشيخ دورسون فوزي أفندي (المدرس بالمدرسة السليمانية) الذي أجازه في العلوم النقلية والعقلية وهو في سن الـ16 من عمره.
اتجه نحو الصوفية وبالطريقة النقشبندية، كما التزم الحنفية في المذهب والفقه.
قام الشيخ بعدة جولات دعوية وتعليمية في عدة دول، منها ألمانيا والولايات المتحدة، وعيّن بعد ذلك إماما لمسجد إسماعيل آغا في إسطنبول عام 1954 كما كان يقوم بالتدريس والوعظ في إسطنبول ويجذب الكثير من الطلاب والمريدين.
صراعه مع العسكر والعلمانية
خلال مسيرته الدعوية تعرض الشيخ لمضايقات من قبل جنرالات العسكر والجمهوريين (حزب الشعب الجمهوري)، خاصة بعد انقلاب 1960 ودخول البلاد حالة الطوارئ، وحكمت عليه الإدارة العسكرية بالنفي إلى مدينة إسكي شهير (وسط تركيا)، لكن القرار لم يطبق.
اتُهم محمود أفندي في العام 1982 بالضلوع في اغتيال مفتي منطقة أسكودار الشيخ حسن علي أونال، وبعد سنتين ونصف حكمت المحكمة ببراءته من التهمة، وفي عام 1985 أحيل إلى محكمة أمن الدولة بسبب خطبة ألقاها بحجة أن خطبه ودروسه تهدد مبدأ علمانية الدولة، لكن المحكمة قضت ببراءته.
في عام 1998 قتل صهره الشيخ خضر علي مراد أوغلو غدرا في مسجده “إسماعيل آغا”، وفي عام 2006 قُتل الشيخ بيرم علي أوزتورك (من أكبر طلاب الشيخ وصهره ومعيد درسه) وهو يلقي درسه على كرسي الوعظ والإرشاد في جامع “إسماعيل آغا” أيضا، وفي عام 2007 بقرب مكان إقامته الجديدة في حي تشاووش باشا بإسطنبول أطلق على سيارة الشيخ محمود أفندي الرصاص وعلى المستشفى الذي كان فيه يتلقى العلاج، في محاولة لاغتياله لكنه لم يصب بأذى.
ونعت وسائل التواصل الاجتماعي وحسابات تركية وعربية وفاة العالم محمود، داعية للخروج في جنازته وتشييعه غدا الجمعة إلى مثواه الأخير.
الصحفي السوري، أحمد موفق زيدان، نعى العالم أفندي عبر حسابه في تويتر، ذاكرا أثره على مستوى العالم الإسلامي:
رحل عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء فضيلة الشيخ الداعية التركي محمود أفندي. لقد ترك بصماته على مستوى العالم الإسلامي، لن ننساه في #سوريا بدعم المشردين والأيتام،وستذكره #أفغانستان و #أفريقيا
عظم الله أجر أهله وأحبابه، و الملتقى بإذن الله على حوض المصطفى عليه السلام
#MahmudEfendi https://t.co/VcOiKpuhIk المحلل السياسي التركي حمزة تكين، وصف في تغريدة له العالم أفندي بصاحب الأيادي البيضاء:وفاة العالم التركي الشيخ محمود أفندي صاحب الأيادي البيضاء بخدمة الإسلام والمسلمين لعقود طويلة من الزمن وفي أصعب الظروف..هو أحد أبطال ملحمة 15 يوليو 2016 ضد الانقلابيين.. أحد العلماء العاملين المعتدلين الوسطيين غير المغالين.
إنا لله وإنا إليه راجعون
تعليقات