يعيشُ بَينَنا أُناسٌ، لم يستطيعُوا أن يتَذَوَّقوا طعمَ الحياةِ، ولا أن يستسيغوهُ، ولا أن يجِدُوا وقتاً، يقضونَ فيهِ لحظاتٍ في نعيمِ الحياةِ

 


شباك أمل

يعيشُ بَينَنا أُناسٌ، لم يستطيعُوا أن يتَذَوَّقوا طعمَ الحياةِ، ولا أن يستسيغوهُ، ولا أن يجِدُوا وقتاً، يقضونَ فيهِ لحظاتٍ في نعيمِ الحياةِ‘ رغمَ أنَّهُم امتلكوا كُلَّ مُقَوِّماتِها وكُلَّ أسبابِها وكثيراً مِمَّا لَم تَمنَحهُ لِغيرِهِم ..

اختاروا أن يسخطُوا ولا يَرضَوا بقضاءِ اللهِ، ولا باختِيارِهِ لهُم فسقطوا في بئرٍ عميقةٍ من الحُزنِ، والاكتِئابِ. بل ورُبَّما الموتِ فعاشوا الحياةَ، أمواتاً لم ينعَمُوا حتى ببعضِ ما وُهِبوا، ووقفُوا في خِصامٍ معَ العُمرِ،. ومعَ الأقربينَ ومع الأحداثِ بل ومعَ اللهِ

أخشى ما يجِبُ أن يخشاهُ الإنسانُ على نفسِهِ، أن يتحوَّلَ لآلةٍ، لا تُنتِجُ سوى الأذى وسوى الخوفِ . وسوى القلقِ وسوى السّوادِ فلا ترى في الأُفقِ ضَوءاً ولا تتعامَل مع الواقِعِ بل تُخاصِمهُ. فيُخاصِمها الواقِعُ

اختارت الحياةُ أن لا تُحِبَّ، إلاّ من يبدأها بالحُبِّ .. وحُبُّها مِن حُبِّ واهِبِها.. فهي لا تُعطيكَ، إلاّ بقَدرِ ما تُعطيها فإن خاصَمتها، خاصَمَتكَ.. وإن واجَهتَها، واجَهتكَ وإن حاربتَها، حاربتَكَ وصرعَتَك فأردَتكَ قتيلاً

يعيشُ هؤلاءِ في ظَلامِ أفكارِهم، وتصوُّراتِهم عن النّاسِ، وعن أنفُسِهم .... ويُمسُونَ أسرى تلكَ الأوهامِ.. فلا يُصدِّقونَ ما يرونَهُ بأعيُنِهِم. بل ما تقودُهُم إليهِ نفوسُهُم المريضةُ ولا يتصوَّرونَ أحداً نقِيّاً، سِواهُم .

هُم وحدَهُم الأنقياءُ الأسوياءُ أحبابُ اللهِ ومَن سِواهُم مِمَّن لا يُشبِهونَهُم، أعداؤهُ .وأعداؤُهم .يختلُونَ بأنفُسِهم . ويُغلِقُونَ عليهِم أبوابَهُم، ابتِغاءَ التَّطَهُّرِ، والاقترابِ من النفسِ، ومنَ اللهِ ولم يعلَمُوا أنَّ اللهَ قريبٌ جِدَّاً أقربُ إليهِم مِن سريرِهِم .

ربُّهُم قريبٌ حينما يفعلونَ الواجِبَ المطلوبَ مِنهُم . وحينما يُقدِّمونَ البِرَّ للناسِ وعندَما يُبادرُونَ بالمعروفِ ووقتما يتكلَّمُونَ بالكلامِ منَ الخيرِ وفي الخيرِ وللخيرِ وبالخيرِ .
وربُّهم قريبٌ جِدَّاً لو أدركوا أنَّهُ في الإحسانِ للآخرينَ وفي البِرِّ بِهِم وفي الابتعادِ عن الشَّرِّ، وآلِهِ .... وأنَّهُ لا ينتظرُ مِنّا شعائِرَ، نتقرَّبُ بها إليهِ، لم تُشِف إلينا شيئاً وأنّنا من يحتاجُ إليهِ .... قُرباً مِنهُ وحُبَّا فيهِ وفي خَلقِهِ وفي اختياراتِهِ لَنا
وإن لم تُرضِنا .
منقول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان