لايزال نور الاسلام منتشراً حتى يكون التمكين لهذا الدين ولاينطفئ نوره مادامت السموات والأرض ولاينطفئ حب رسولنافي قلوبنا حتى نلقاه لايزال نور الاسلام منتشرا

 



                                   د. كازوكو شيوجيري  

                        مديرة معهد التبادل الدولي، جامعة طوكيو الدولية

 1.عدم كفاءة حوار الأديان                                                                        يقال:إن الإسلام هو الدين الأبعد عن اليابانيين ليفهموه، بينما بعض تعاليم الإسلام في الواقع تشبه التدريس التقليدي الياباني لمبادئ الأخلاق الاجتماعية. 

كما يقال:إن التوحيد في الإسلام يتناقض في شكل الإيمان مع العقيدة الشرك المتواجدة في الشنتو الياباني،بينما يبدو أن ذلك في واقع الأمرمجرد اختلاففقط في طريقة التعبير عن الإيمان، ويرمز إلى نفسه المضمون. وإن الإسلاميتمتع بكونه قوة دينية ب1.6 إلى 2 بليون تابع، فمن المهم أن نفهم دينهملكي نعرفوضع عالم اليوم. 

وعلى رغم ذلك، لم يتحقق فهم الإسلام في اليابان إلا ضئيلاً في السنوات الأخيرة. ففيمحاضرتي هذه ، دعنا نفكر في إمكانية فهم اليابان للإسلام وقدرتها على تجنب مخاطر سوء الفهم والنظرة المتحيرة إلى لإسلام.

 في عام 2002، شاركت أنا في "المنتدى الأول للحوار بين اليابان والعالم الإسلامي"والذي عقد في دولة البحرين تحت رعاية مركز البحرين للدراسات والبحوث. وكان هذا المنتدى يعدّالأول من نوعه في تاريخالحوار الحضاري بين اليابان والدول الإسلامية. ومن ثم شاهدناكثيرا من الندوات والمنتدياتالمنعقدة على المفهوم نفسه للإسلام في تقدم الحوارالسلمي وفهم الديانات الأخرى.

 ومنذ ذلك حضرت عديداً من الندوات والمنتديات المنعقدة داخل اليابان وخارجها، حيثكان عدد كبير من المشاركين يعتاد حضورهم،وكانتوجوه الحاضرين هنا للأشخاص نفسهم تقريباً. 

ويجادل الكثيرون في أن الحوار بين الأديان لا يسهم إسهاماً فعالاً في تعزيز التفاهم المتبادل بين الأديان، إذا لم يتم توسيع نطاق حضوره. ورغم ذلك، من الضرورة الملحة في الوقت الراهنأن نعرف الآخرين ونفهم الثقافات الأخرى، حينما يبدو أن العالم كله يغرق في فوضى المجتمعات المتغيرة.

 ومن أجل تطوير التعايش السلمي وفهم الآخرين لابد من فهم الإسلام والمسلمين بصورة صحيحة، وهو من أهم الموضوعات الأكثر إلحاحاً وإخلاصاً، ليسلليابان فحسببل للعالم كله،ولو أنه دائما من الصعب جداًأن نحصل على المعرفة الموضوعية للإسلام .

 

في المجتمع الياباني على وجه الخصوص،يعدّ الإسلام ديناً بعيداً وغريباَ يصعب على المرء أن يتفهمه، ومن أجل تحقيق التفاهم بيننا بصورة مُرضية ينبغي أن نقترح نمطاً جديداً ومتحدياً لحوار الأديان، ليس فقط ما بين المسلمين الذين يعيشون في اليابان،بل أيضا ما بين البوذيين الذين يشكلون غالبية السكان في اليابان، ويبدو الإسلام للبوذيين عادة ديناً غير مبال وغريباً يصعب عليهم أن يدرسوه درساً موضوعياً ويفهموه فهماً موضوعياً.

 

2.التوحيد والشرك

في الحديث عن الأديان العالمية، يذكر كثيرمن الباحثين أن تأثير المناخ يعدعاملاً من العوامل الرئيسة لولادة أديان، وعلى سبيل المثال يصر بعض العلماء اليابانيين على أن البلدان أو المناطق مثل اليابان، التي لديها الرطوبة المرتفعة والأمطار الغزيرة والنعم الطبيعية المتوفرة، قد نشأت فيها الديانات الشركية. ويسمح الدين الشركي بعبادة آلهة متعددة في الجبال والأنهار والسماء والبحر والبرك والينابيع والغابات والأشجار والأحجار إلى آخره. 

وعلى خلاف ذلك،في مثل المناطقالوعرة والجافة في الشرق الأوسط،والتي لديها قليلمن هطول الأمطار وقدر محدود من المنتجات الزراعية، يصبح السكان يعتنقون الإيمان بالله التوحيدي، الله الواحد العلي القادر.

 ويصر هؤلاء الباحثون أيضا على أن الشرك عموماً هوإيمان تعددي ومتسامح يقبل أي شيء لإدراجه في عقائدهأو شعائره. ومن ناحية أخرى، فإن التوحيد هوإيمان محصور وغير متسامح بصورة صارمة في الاعتراف بآلهة أو عقائد أخرى.

 

ربما تبدو هذه المزاعم صحيحة لأول وهلة، ولكنها خاطئة لأسباب كثيرة: فلا يمكن أن نغفل عن تأثير المناخ والجيولوجيا أو الخصوصية الإقليمية في المناطق المعينة على خصائص ثقافاتها، بل إنه ليس من الصحيح أن يجعلوا من مجرد المناخ الإقليمي عاملاً يفصل بين الشرك والتوحيد، كما أنه ليس من المسّلم به أن يكون الشرك دائماً متسامحاً وشاملاً، والتوحيد دائماً محصوراً وغيرمتسامح.

 إن اليابان بالفعل تتمتع بنعمة الطبيعة ومناظرها الجميلة وذلك بفضل وجود الفصول الأربعة المتعاقبة بالإضافة إلى وفرة المحاصيل والمأكولات البحرية والمنتجات الجبلية، وذلك قد يؤدي إلى عدّ هذه الخصائص أحد أسباب ولادة تقاليد الشرك في اليابان.

 بحثا في تاريخ الأديان في العالم يمكننا أن نفهم أنه من السهل للإنسان أن يقع في عقيدة الشرك،ومن الصعب عليه أن يحافظ على إيمانه بإله واحد، وذلك في أي وقت أو أي مكان كان. 

ورغما من ذلك، في هذا العالم  قد تم تنفيذ ذلك العمل الصعب المسمى ب(الثورة التوحيدية)، والتي أكملتها الديانات الثلاث المنطلقة من الخطوط التقليدية نفسها، وهي اليهودية والمسيحية والإسلام.

 

لذلك، ليس هناك أساس مكتمل للرأي المزعوم بأن بلداً مثل اليابان موهوباً بنعمة الطبيعة الوافرة، لم تنشأ فيه عقيدة التوحيد أولم تكن تتناسب مع اليابانيين، ويقبل الشرك الياباني أصلا عبادة عدد من الآلهة؛إذيقال إن "هناك ثمانية ملايين إله".

 

ومن المفيد أن نعرف أن أسلوب التعبد في الشنتو يتعلق بطقوس التوحيد. وعلى سبيل المثال، يبدو عموما أن معبد الشنتو يعدّ مركزعقيدة الشرك، إلا أن كل معبد يقدمإلهاً واحداً فقط فيقدسه، بحيث لا توجد صور أو تماثيل للآلهة الأخرى. وفي الشرك التقليدي الياباني، لا يقوم اليابانيون أبداًبعبادة آلهةمجتمعة في وقت واحد،ولاتعلق صور أو تماثيل الآلهة لطقوسهم.

 إنذلك هو الواقع في الشرك الياباني، إلا أنه نوع خاص من الشرك وفريد في العالم ويمكن تسميته Kathenotheism: تحويلا من التوحيد. يتمثل هذا التوحيد المتحول الفريد في معبد(جينغو) في مدينة (إيسي)، وهو أحد أقدم وأقدس المعابد في اليابان.

 كما ذكرت من قبل، فإن الإسلام يعدّ دينا بعيدا جدا في نظر اليابانيين إلى الأديان، ففي العقيدة الإسلامية أيضا يوجد عديد من التعاليم والمبادئ التي تماثل ما يوجد في البوذية التقليدية والشنتوية مثل تعاليم الأخلاق والآدب الاجتماعية. ولكن النظامين الدينيين للتوحيد والشرك يرمزان إلى جوهر التديننفسه تقريبا.

3.  البوذية والنقاد على التوحيد

إن غير قليل من العلماء المعاصرين الباحثين في البوذية ينظر نظرا قاسيا إلى الإسلام؛فقد قال أحدهم- نقلا عن تعليق (ناكامورا هاجيمي)-: "لا يمكن أبدا أن أعتقد أن الله خالق الكون الذي حمّلنا مثل هذه الآلام هو رحمان رحيم على الإطلاق" و"في كثير من الأديان التي تتمسك بالله خالق العالم، توجد فيها فجوة فاصلة مطلقة بين الله والإنسان، مهما كان الله قد أنقذه.

 أما في البوذية، فيصبح الإنسان العادي بوذا جديدا بعدما قد أنقذه البوذا،" قال هذا الباحث البوذي: إنه إذا كانت هناك فجوة فاصلة مطلقة بين الله والإنسان كما يشير إليه الإسلام، فإن رحمة ذلك الله ليست مطلقة.

 

ليس فقط الإسلام هو الذي توجد فيه الفجوة الفاصلة بين الله والإنسان، فذلك يعدّ إحدى الخصائص لليهودية والمسيحية والإسلام كلها. ومن النظرة البوذية ينتقدون أيضا عدم وجوب الاعتراف بأن تطبيق الرحمة البوذية يتناسبمع الإسلام الذي تختلف طبيعته وعقيدتهاختلافا تاما عما كان يتمتع به البوذا.

 ومع ذلك، تم تكوين عديد من الأفكار والعقائد لحل مسألة الفصل المطلق بين الله والناس مثل التفكير في الأشخاص المختارين في اليهودية، وعقيدة الثالوث الأقدس في المسيحية، والقرآن بوصفه كلمة الله في الإسلام، وإن فكرة أن الله هو المطلق تتشابه مع فكرة Darmah في البوذية.

 وإن Darmah هو الحقيقة الأبدية والقانون،والتي يجب حتى على البوذا الأعلى أن يطيعها ليس من السهلأن نقرر شيئا في هذا الموضوع، ولكن إذا رأيناه متوجها النظر هذه، فأعتقد أن هناك يختفي تقريبا الاختلاف والفرق بين الشرك وبين التوحيد.

 

4.في عصر المجتمعات المتغيرة.

إن اليابان ليس لديها تاريخ عدائي مع معظم الدول الإسلامية، فقد تكون اليابان الأقرب لفهم الحضارة والأديان غير الأوروبية فهما موضوعيا، إن اليابانيين في الوقت الحاضر لديهمالأرض الكاملة لقبول الإسلام كما قبلوا المسيحية بكونها جزءاً من تعليمهم. ولوبفضل حب الاستطلاع للشؤون الغريبة والأجنبية،إن التعرف هو الخطوة المهمة الأولى نحو التفاهم بين الثقافات، وحان الوقت الآن للمزيد من تطوير المعرفة الموضوعية والصحيحة عن الإسلام.

 

وأعرض عليكم هنا مثلاً من أمثال الأنشطة الجديدة التي قامت بها الجمعية اليابانية للدراسات الدينية. وتشجيعا من هذه الجمعية، قد تأسس مركز التعليم في الثقافة الدينية (CERC، الذي باشرعملهاعتبارا من 9 يناير 2011) بهدف المزيد من التحسين النوعي للتعليم في الثقافة الدينية في اليابان. ويهدف هذا المركزعلى وجه الخصوص إلى تعزيز المعرفة الأساسية حول الثقافات الدينية، وإلى تحسين القدرة على فهم الثقافات الدينية اليابانية والعالمية على مستوى التعليم العالي. ويقوم هذا المركز بما يلي:

(1)  الأنشطة المتعلقة بإصار شهادة "متخصص في الثقافة الدينية".

(2) الأنشطة لتطوير التعليم في الثقافة الدينية.

يقوم المركز بإصدار "شهادة متخصص في الثقافة الدينية" لمدرسي المدارس والموظفين الذين يحتاجون للحصول على المعرفة الغنية والموضوعية عن الثقافة الدينية.

 

إن أهلية الاختصاص في الثقافة الدينية يمنحها المركزCERC لأولئك الذين حصلوا على عدد معين من اعتمادات الجامعة واجتازوا امتحان الشهادة. وتتوزع في أماكن أخرى معلومات عن عدد الاعتمادات والشهادات المطلوبة. وينبغي على حاملي شهادة الاختصاص في التعليم الديني ألا يستخدموه كأداة لانتقاد أو ترويجأو إغراء لدين معين. ويمكن أن يستخدموا هذه الشهادة لتعزيز حياتهم المهنية ولقيامهم بالواجب المبعوث كمدرسي المدارس مثلا.

 

لقد توصلت من خلال دراسة الأديان العالمية إلى أن مسألة التوافق بين التوحيد وبين الشرك يمكن أن نراها في كل دين. من وجهة النظر هذه، لدينا الآن اقتراح جديد من شأنه أن يناشدنا عدم انتقاد بعضنابعضا في تقسيم الأديان إلى فئتين، ويناشدنا تطوير التفاهم المتبادل العالمي فيما بين الأديان. إن هذهالتجربة الجديدة لحوار الأديان بينالبوذية اليابانية بالإضافة إلى الشنتوية اليابانية وبين الإسلام، قد تسهم في حل بعض جوانب المخاوف الملحوظة من الإسلام في اليابان. وفي سبيل مواصلة الحوار السلمي بين الأديان وتطوير التفاهم المتبادل في اليابان بين اليابانيين والمسلمين، يجب علينا الآن أن نسعى إلى إزالة النظر المتحير وسوء الفهم تجاه الإسلام، وكذلك أعتقد أنه من الضرورة أن نعمل على مواصلة مثل هذا الحوار،مهما كان صعبا وعصيبا.


لايزال نور الاسلام منتشر حتى يكون التمكين لهذا الدين ولاينطفئ نوره مادامت السموات والأرض ولاينطفئ حب رسولنافي قلوبنا حتى نلقاه  لايزال نور الاسلام منتشر حتى يكون التمكين لهذا الدين ولاينطفئ نوره مادامت السموات والأرض ولاينطفئ حب رسولنافي قلوبنا حتى نلقاه مشاهد خيالية جديدة اليوم دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                      
                                     
                                    
       
إنتشر الاسلام حول العالم بتعاليمه الإسلامية السمحة وحثه على اتباع القيم الاخلاقية الرفيعة؛ ومن بين الدول التي انتشر فيها الاسلام والمسلمين هي دولة اليابان التي تقع في قارة آسيا ويتزايد أعداد المسلمين بها بشكل ملحوظ وتترك الحكومة اليابانية حرية ممارسة الشعائر الدينية لكافة الأديان فكيف انتقل الإسلام إلى اليابان وما هي مظاهر تعايش المسلمين في اليابان رغم تعدد الديانات بها؟

تاريخ الإسلام في اليابان لم تشهد اليابان ظهور الإسلام إلا في نهاية القرن التاسع عشر وقد يرجع البعض السبب في ظهور الإسلام في اليابان إلى عدة أمور منها في بداية عصر النهضة اليابانية أو ما يطلق عليه" عصر ميجي "1868" تمتعت دولتان فقط بالاستقلال في آسيا هي الدولة العثمانية واليابان وقررت اليابان إقامة علاقة بينها وبين الدولة العثمانية وبالتالي تبادل الزيارات. ومن ثم غرقت سفينة دولة عثمانية في اليابان وأرادت السلطات اليابانية تعويض أسر المتضررين من الغرق وقامت بإرسال المساعدات إليهم . 

وقد إعتنق الشخص الذي قام بتقديم المساعدة الإسلام ويعتبر أول مسلم ياباني هو عبد الحليم نودا ثم أعتنق شخص ثاني للإسلام بعدما اقتنع بتعاليمه وهو torajiro yamada وغير اسمه الى عبد خليل ومكث في أسطنبول.

 كان ثالث شخص إعتنق الإسلام في اليابان هو شخص تاجر مسيحي سافر إلى مومباي في الهند وأختلط مع تجار مسلمين في الهند وأعجب بالمظهر الجذاب للمساجد في الهند وسافر مجموعة من التجار الهنود إلى طوكيو ويوكوهاما وكوبي ويعتبر ذلك أول مجتمع إسلامي في اليابان. 

بعد الحرب الروسية اليابانية وردت أنباء في الصحافة تفيد ان اليابانيين أظهروا اهتماما بالإسلام وكذلك بالعالم الإسلامي وهذا ما دفع المسلمين إلى دعوة اليابانيين للإسلام. ثم بدأ الإسلام في الانتشار بالتدريج بين اليابانيين .

 مظاهر الإسلام في اليابان لم يكن هناك سوى ثلاثة مساجد في اليابان في نهاية الثمانينات وبعد ذلك شهد الإسلام انتشار واسعا في اليابان وتجلى ذلك شهدت اليابان ارتفاعا ملحوظا في عدد المسلمين الوافدين من إيران وباكستان وبنجلادش وغيرها وذلك في النصف الأخير من العقد. شهدت التسعينات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين ارتفاعا متزايدا في عدد المساجد. أول مسجد في اليابان هو مسجد كوبي المسلم الذي تأسس عام 1935 من قبل السكان الأتراك والهنود المسلمين في اليابان. 

هناك أكثر من 105 مسجدا في 36 محافظة من أصل 47 محافظة يابانية ولا تشمل المساجد إقامة الشعائر الدينية فحسب وإنما تقدم عدد من الوظائف المجتمعية، يعيش أكثر من 200 ألف مسلم في اليابان، وقد أشار بعض المسلمين هناك إن لم يكن هناك أي تحيز تجاه الدين نفسه ولكن المشكلة تكمن من الحوادث التي تنطوي على المسلمين في الخارج.

 إقرأ أيضاً حقائق و معلومات عن جمهورية سنغافورة تعايش المسلمين في اليابان تتزايد أعداد المسلمين باستمرار في اليابان ولا يوجد إحصائية محددة لعددهم في اليابان ويرجع السبب في ذلك إلى طبيعة الحياة اليابانية التي تهتم بالجانب المادي والعمل ولا تهتم كثيرا بالجانب الروحاني وتعتبره حرية شخصية وهذا ما يبرر عدم معرفة أعداد المسلمين في اليابان.

 السياسة الحكومية داخل اليابان تشجع زيادة عدد الزائرين باليابان وهذا ما أدىَى إلى سفر 271 ألف زائر أندونيسي لليابان وفقا لمنظمة السياحة الوطنية اليابانية. قامت الحكومة اليابانية بالموافقة على إطلاق مجموعة من الشركات التي تقدم الاطعمة الاسلامية الحلال مثل منظمة نيبون آسيا حلال حتى يسهل تسويقها للمسلمين داخل اليابان. 

كما توفر المنظمات الحكومية والخاصة في الفنادق والمطارات والشركات أماكن مخصصة للصلاة للزائرين المسلمين، تنتشر العديد من المساجد داخل اليابان وأشهرها مسجد طوكيو كامي ويشبه الطراز العثماني بالمسجد الأزرق باسطنبول. كما تنتشر حلقات العلم بين المسلمين والدعوة إلى نشر الإسلام والتعريف به وبالمسلمين من خلال المسجد والمنظمات الإسلامية داخل اليابان. ويعتبر مركز هيروشيما أول مركز ثقافي إسلامي يهدف إلى نشر الثقافة الاسلامية وتقديم خدمات وقيم إسلامية. 

وقد إنتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا بين الدول كافة ومن بينها اليابان التي تضم أعداد كبيرة من المسلمين وقامت الحكومة بمراقبتهم للتعرف على خط سير الأفراد تجنبا لحدوث أي ضرر في المجتمع الياباني وفي النهاية من الدول التي لا تهتم بمسألة الديانات وتسمح للجميع بممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية هي اليابان وبالتالي من الممكن اتاحة الفرصة للمسلمين بنشر الاسلام في اليابان ودعوة العالم ككل إلى إعتناق الدين الإسلامي.

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
                                        الأديان في اليابان: 

نصت المادة 20 من الدستور الياباني على أن " حرية الدين مكفولة للجميع" وانطلاقاً من هذا الدستور " لا يحق لأي تنظيم ديني أن يتلقى امتيازات من الدولة أو يقوم بأي نشاط سياسي" .
فاليابانيون بصفة عامة يجدون أنفسهم في حرية تامة في اختيار أي دين يؤمنون به وممارسة طقوسه وإقامة الحفلات الدينية مما يتعلق بالدين.

ويوجد في اليابان تياران رئيسان :

- الأول هو البوذية وقد وصلت إلى اليابان في القرن السادس ويقد عدد البوذيين الآن حوالي 78 مليون شخص أي 70 في المائة من عدد السكان .
- والثاني هو الشينتوية وقد ظهرت وتطورت باعتبارها ديناً شعبياً يبلغ عدد المنتسبين إليه حوالي 89 مليون شخص أي 80% وهذان الرقمان يشيران بوضوح إلى ميل اليابانيين إلى اعتناق أكثر من عقيدة دينية في وقت واحد.

وقد ظهرت في أواخر القرن الماضي وفي هذا القرن كثير من الديانات مثل ديانة (تينري) و (ربوكاي) و (ريشوكوسيكان) وغيرها ولكن معظمها لا تخرج في طابعها عن تأثير فكرة الديانتين السابقتين وهما البوذية والشينتوية .
وبجانب هذه الأديان توجد ديانتان سماويتان هما المسيحية والإسلام إلا أن المسيحية برغم قدم وصولها إلى اليبان ، (1549) لم تجد قبولاً واهتماماً من اليابانيين إذ أن عدد المسيحيين لم يصل إلى واحد في المائة. وأما المسلمون فإنهم أقل من ذلك بكثير ويقدر عددهم بثلاثة آلاف شخص تقريباً بحسب العدد المسجل عند الجمعيات الإسلامية .


دخول الإسلام وانتشاره في اليابان:

سجل التاريخ أن وصول الإسلام في اليابان كان متأخراً بالنسبة للأديان الداخلية الأخرى مثل البوذية والمسيحية ، ولم ينتشر فيها انتشاراً واسعاً وسريعاً كما كان يحدث في جنوب شرقي آسيا حيث بدأ دخول الإسلام فيها قبل قرابة قرن من الزمن حتى الآن ولم يعتنق من اليابانيين الإسلام إلا أفراد قلائل ، وقد أثبت التاريخ أيضاً أن وصوله إلى اليابان كان بطرق متعددة يمكن تلخيصها في ثلاثة طرق :
1- عن طريق احتكاك جيوش اليابان بالمجتمع الإسلامي الموجود في الجزء الشمالي من الصين عندما احتلته اليابان قبل الحرب العالمية الأولى ، وقد أسلم بعض أفراد الجيش الياباني نتيجة لهذا الاحتكاك ولكن عددهم ضئيل جداً
2- عن طريق هجرة التركستانيين إلى اليابان وحدث ذلك بعد الثورة الروسية حيث فروا أمام ضغط واضطهاد الروس الشيوعيين في تركستان ومنشوريا ، ولعب هؤلاء المهاجرون بعد ذلك دوراً مهماً في التعريف بحقيقة الإسلام في جميع جوانبه.

3- عن طريق الكتب والأبحاث المتعلقة بالإسلام ، وظهر هذا مع الحدثين المهمين في دخول الإسلام إلى البلاد وهما كما ذكرت احتكاك جيوش اليابان بالمجتمع المسلم الصيني وهجرة التركستانيين، حيث إن هاتين الظاهرتين جعلتا علماء اليابان ومثقفيها يلتفتون إلى الدين الجديد ويتناولونه في مؤلفاتهم وأبحاثهم تعريفاً ونقداً. ولقيت هذه النشاطات تشجيعاً مادياً ومعنوياً من الحكومة الإمبراطورية آنذاك لأنها تريد استخدامها كذريعة لسياستها التوسعية ، فقد أصبحت في حاجة إل كل المعلومات المتعلقة بالدين الإسلامي ولاسيما عندما بسطت نفوذها على أرض مستعمراتها في شرق آسيا.

ومع مرور الزمن كان المسلمون جادين في نشر هذا الدين ، يتحركون باستمرار وان كان تحركهم بطيئاً ، حتى ظهرت النتائج الطيبة في الثلاثينات من هذا القرن متمثلة في بناء ثلاثة مساجد في طوكيو العاصمة وكوبي وناغويا ، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية ( علي يد مستشرق ياباني ) ، ومنها إقامة المعرض الإسلامي في طوكيو وأوساكا وهما المدينتان الرئيسيتان في اليابان وقد حضر افتتاح هذا المعرض جمع غفير من كبار علماء المسلمين. وفي هذا المعرض ما يجعل هؤلاء الزوار من شخصيات إسلامية يتفاءلون بعض الشيء في أول وهلة إزاء هذه الانجازات العظيمة ولاسيما عندا رأوا المساجد في طوكيو وغيرها . 

وقد قال أحد علماء أندونيسا " السيد أ. كاسمات A. Kasmat " في مجلة " الإٍسلام يتحرك" الصادرة سنة 1940م " خلال زيارتنا وصلاتنا في المسجد الضخم الموجود في اليبان كنا نلتفت يميناً ويساراً لكي نرى هل يوجد المسلمون اليابانيون بين هؤلاء المصلين وأخيراً تبين أن عدد المسلمين اليابانيين كان ضئيلاً" وهذا يرجع ، إلى أن الدعوة الإسلامية في هذا البلد لم تكن كبيرة ومكثفة كبقية الدول الآسيوية وبرغم هذه النواقص التي عانت وتعاني منها قضية الدعوة الإسلامية في هذا البلد ورغم أن اليابانيين كانوا يجهلون كثيراً عن الإسلام وعن العرب إلا أنه بعد أن تمكن الإسلام فيها صار يتطور شيئاً فشيئاً.

 وهذا التطور يظهر بوضوح عقب الحرب العالمية الثانية حيث ازداد عدد المسلمين بسبب احتكاك جيوش اليابان بالمجتمع في جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا وأندونيسيا. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بسبع سنوات تم بجهود المسلمين تشكل أقدم المنظمات الإٍسلامية في اليابان.
ومنذ أوائل هذا القرن جرت محاولات عديدة لإدخال الإسلام من قبل الدعاة الأجانب إلى هذا البلد ومنهم الداعية المصري علي أحمد الجرجاوي 1907م وعبد الرشيد إبراهيم مفتي مسلمي روسيا 1909م وجماعة التبليغ 1956م إلا أن عدد المسلمين اليابانيين في عام 1970 لم يتجاوز الأربعمائة شخص.

وبعد عام 1970م تغيرت الأمور بحيث تزايد عدد المسلمين تزايداً ملحوظاً وهذا يرجع إلى عوامل عدة ، منها زيادة عدد المسافرين اليابانيين إلى الخارج وتعارفهم مع شعوب العالم واكتشافهم تقاليد ديانات مختلفة منها الإٍسلام ، واهتمامهم بالعرب وقضيتهم ودينهم بعد أزمة البترول التي حدثت في عام 1973م ، وازدياد عدد الكتب والمؤلفات المتعلقة بالدين الإسلامي والدول الإسلامية.


المسلمون اليابانيون اليوم:

إن عدد المسلمين اليابانيين لا يمكن تحديده بالضبط نظراً لعدم وجود رابطة متينة واتصال راسخ ببعضهم بعد اسلامهم وكل الاحصائيات المتعلقة به متعارضة ومتناقضة منها ما يصل به إلى عشرات الآلاف ومنها آلاف ومنها المئات. أما الأرقام الموجودة في سجل جمعية مسلمي اليابان فتشير إلى أن عددهم يصل إلى ثلاثة آلاف شخص ، ويقول أحد موظفى هذه الجمعية إن عددهم يقرب من ألف شخص فقط ولعل هذا أصح عدد. ومعظمهم موزعون ومتفرقون في العاصمة وما حولها ومعظمهم من المسلمين الجدد. وهذه الحالة تجعلهم غير قادرين على تشكيل مجتمع مسلم في منطقة معينة. ويوجد في اليابان الآن مسجدان هما مسجد طوكيو ومسجد كوبي بالقرب من أوساكا والجدير بالذكر في هذا الصدد أن عدد المسلمين بدأ يتزايد تزايداً مستمراً في الآونة الأخيرة في جزيرة هوكايدوا الشمالية وغيرها وهذا يدل على أن الإسلام بدأ يدخل محافظات أخرى غير طوكيو.
أما من ناحية وضع المسلمين بصفة عامة فإنهم من الطبقة الوسطى ، ولكنهم على أية حال نشيطون في نشر الدعوة الإسلامية والاحتفاظ بها ويحاولون باستمرا تعميم نور الإسلام في اليابان ، وهو ما نلاحظه خلال نشاطهم في تشكيل الجمعيات المختلفة. فالجمعيات الإسلامية موزعة في مناطق عديدة ، في طوكيو فقط توجد سبع جمعيات منها :1
- جمعية مسلمي اليابان ، وهي أقدم الجمعيات وأكبرها ومعظم أعضائها وموظفيها من أبناء اليابان 

وأهم نشاطات هذه الجمعية:

القاء المحاضرات الدينية ، وتدريس اللغة العربية ، وإصدار جريدة شهرية ، ويبذل فضل الله تشانج خريج كلية الدعوة الإسلامية جهده في تدريس اليابانيين المسلمين وإرشاد أبناء اليابان كأحد المدراء في هذه الجمعية وفي الجمعيات الأخرى.
2- المركز الإسلامي في اليابان : ومعظم رواده من كبار مسلمي اليابان والدعاة الأجانب وأهم نشاطاته ، نشر الكتيبات الإسلامية وإصدار مجلة الإسلام وفتح اعداد فصول اللغة العربية.
3- الجمعية الإسلامية اليابانية : وقد شكلت في منتصف السبعينيات فكانت متأخرة عن الجمعيات الأخرى ويترأسها الدكتور شوقي فوتاكي الطبيب.
وأهم أنشطتها : اتصالها بالدول العربية وفتح المستشفيات لمساعدة المرضى المسلمين.
وبجانب الجمعيات توجد هناك جمعيات أخرى في كل من مدينة كيوتو وتوكوشيما وكانازاوا وسينداي ، بمعدل جمعية واحدة في كل منها وتوجد في جزيرة هوكايدو جمعيتان.

بعض قضايا المسلمين في اليابان:

واذا لاحظنا المسلمين اليابانيين ملاحظة دقيقة فسنجد قضايا ومشكلات متعددة لا تحصى لكنني سأتناول بعض تلك القصايا والمشكلات التي أراها مهمة أكثر من غيرها.
1- مفهوم الدين عند اليابانيين: وبما أن الدين في معناه اللغوي يختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر فلا داعي للاستغراب إذا وجدنا بوناً شاسعاً في معناه الاصطلاحي من بلد إلى آخر.
فالعرب على سبيل المثال باعتبار جزيرتهم موطن الأديان السماوية يستعملون كلمة الدين في لغتهم التي تقابلها كلمة (Religio) باللغة اللاتينية عند الغرب ولهاتين الكلمتين العربية والغربية مدلول مشترك يدور حول علاقة الإنسان بربه ، بينما كان مفهوم الدين لدى الهنود أصحاب الديانة الوضعية هو ( سيدانتا ) باللغة السنسكريتية أي تحقيق الغاية. وأما إذا نظرنا إلى مفهوم الدين لدى الصينيين واليابانيين فسنجد اختلافاً واضحاً بينه وبين المفهوم الديني لدى العرب والغرب وتشابهاً كبيراً بنهم وبين الهنود نتيجة لاعتناق عدد هائل منهم للديانة الوضعية.
فالدين في اللغة اليابانية هو (شيوكيو) أي كلمة مركبة من (شيو) بمعنى الغاية التي يستنير بها الإنسان وكلمة ( كيو ) أي موضع الشرح والتوضيح. ولعل مفهوم هذا جعل عامة اليابانيين والصينيين معتنقين أكثر من عقيدة دينية في وقت واحد.
وأما كلمة ( الله ) باللغة العربية فتقابلها كلمة ( كامي ) عند اليابانيين التي تعني الرب الخالق لدى المسلمين ، بالإضافة إلى أنها تطلق على أهل البيت الامبراطوري وتستعمل أيضاً لقباً خاصاً بالأجداد الأشراف. والجدير بالملاحظة أن هذه الاستعمالات الثلاثة كانت هي مفهوم الشينتوي لكلمة ( إله ).

فكرة النبوة لدى بعض اليابانيين:

وفيما يتعلق بقضية النبوة فبعض اليابانيين أخذوا هذه الفكرة من خلال تعرفهم على شخصية امرأة كانوا يعتبرونها نبية جاءت بديانة ( تينري ) فهي المؤسسة الأولى التي قامت بإرساء أصول هذه الديانة اعتقاداً منها أن الوحي من الله نزل إليها ، الأمر الذي جعل بعض سكان اليابان يقعون في خطأ فاحش لمعني النبوة الذي جاء به الإسلام.
نظراً للاعتبارات السابقة فإنه ليس من الأمر اليسير تغيير مفاهيم اليابانيين للدين والألوهية والنبوة ولعل هذا السر الأكبر لبطء انتشار الإسلام في هذا البلد ، ولكنني على غاية الثقة في أنه إذا عرف الإيمان الصحيح لدى الشعب الياباني وعرف الإسلام الحقيقي لديهم فلا شك أن هذا الدين الحنيف سينتشر. داخل هذا البلد بشكل سريع وبصورة واسعة لأن من خصائص اليابانيين الاجتهاد والكد في عمل يؤمنون به مهما كانت الظروف التي تواجههم.


الترابط بين المسلمين:

يتركز المسلمون غالباً في العاصمة وما حولها ولم يتمكنوا من تشكيل ما يسمى بالمجتمع المسلم في منطقة معينة. هذا الواقع ليس غريباً ولا عجيباً لأن سكان المدينة الكبرى إذا قورنوا بسكان الأرياف بصفة عامة فإنه يشغلون بأمورهم الشخصية ويهتمون بمهامهم الخاصة ويعيشون عيشة منفردة حتى لا يعرفوا من يسكن في جوار بيوتهم. فهذه الظاهرة المدنية جعلت المسلمين اليابانيين أيضاً مجبورين أمام هذا الواقع ، ونجد بجانب الظاهرة المدنية أنهم موزعون في أماكن عديدة ، وهذا السببان جعلا الترابط بينهم ضعيفاً. فالفرصة التي يتمكن المسلمون اليابانيون من أن يلتقوا فيها بإخوانهم هي عند زيارتهم إلى الجمعيات الإسلامية ومن المعلوم أن هذه الجمعيات قامت بإعداد الدراسات الإسلامية وتعليم اللغة العربية إلا أن اشتغالهم بأنفسهم بجانب كونهم مسلمين جدداً لم يمكنهم من استيعاب هذه العلوم ، ولذلك نجدهم تارة يخطئون في أمور دينية كزواج المسلم بالمشركة والعكس.

وبالمناسبة أود أن أقول بأن العلاقة القائمة بين المسلمين اليابانيين والأجانب لم تصل إلى المستوى المطلوب والسبب في ذلك يرجع إلى كلا الجانبين.
أما من جهة المواطنين فإن المشكلة الأولى التي تحول دون توثيق العلاقة بينهم وبين الأجانب فهي قضية اللغة حيث أن معظم اليابانيين لا يتقنون إلا لغتهم الأصلية. والمشكلة الثانية التي أصبحت سداً مانعاً من انسجام اليابانيين مع المجتمع الأجنبي تكمن وراء التعصب القومي الذي يكون النفوس اليابانيين بحكم الموقع الجغرافي لبلدهم والتجربة التاريخية التي سجلت في تاريخ اليابان عصر الانقطاع. وأما من ناحية الأجانب فلعل أول سبب لعدم توطيد صلتهم بالمواطنين اليابانيين هو قلة معلوماتهم عن الأوضاع الاجتماعية لليابانيين ، الأمر الذي جعل بعضهم يشكون في إسلام الكثير من اليابانيين لأن تصرفهم بعيد كل البعد عن التعاليم الإسلامية الصحيحة.

وانطلاقاً من المنهج الموضوعي للبحث يجب علي كمسلم ياباني أن أعترف بأن هذا الواقع ينطبق على كثير من المسلمين اليابانيين وخاصة قريبي العهد بالإسلام غير أنني لا أسلم بحال من الأحوال بأن عدم تمسكهم بالإسلام الصحيح وقع قصداً وعمداً.
وإنما الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن جهلهم بأحكام الإسلام وقلة توسعهم في شريعة هذا الدين الحنيف هما السبب في تلك الظاهرة.


حاجة المجتمع الياباني إلى دعاة الإسلام:

وقد أشرت في البداية إلى تزايد عدد المسلمين بشكل متواصل بعد السبعينات ، حيث إن عدد علماء الدين من أبناء المسلمين اليابانيين كان نسبة قليلة للغاية إذا قورنت بعدد المسلمين اليابانيين. وهذا من أهم القضايا التي لابد من معالجتها في أسرع وقت ممكن على المستوى الداخلي والخارجي في الوقت ذاته ، لأن الحل الأمثل يكمن في تأسيس المدارس الدينية في الداخل ، وإرسال العدد الهائل من الشباب المسلم الياباني إلى الدول العربية والإسلامية لعلهم يتفقون في الدين وينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم. ولكن الحل الأول لا يتأتى بصورة عاجلة لأن المسلمين في اليابان في عالمنا اليوم تنقصهم الإمكانيات المادية لبناء المدارس وإقامة المراكز الإسلامية.

وأما العلاج الثاني فرأيت أن أتناول بالتحليل والتفصيل في العنصر الأخير من هذا المقال. فمن المؤسف حقاً أن الشركات اليابانية في معظم الشؤون أصبحت صاحبة المصلحة الأول في جذب الشباب اليابانيين المسلمين الذين تلقوا دروسهم في الدول العربية وخاصة منهم من تخصصوا في اللغة العربية لأن هذه الشركات تعطيهم الامتيازات العالية كموظفين ومترجمين ،وهو الشيء الذي يجعلهم يتركون جانباً رسالتهم الحقيقية طمعاً في الحياة المادية.

الدعاة ومشكلة اللغة:

أرسلت بعض الدول العربية والإسلامية الدعاة المتخصصين إلى اليابان لنشر دين الحق فيها ، وهذه المساعدة الجبارة التي تدعو إلى الإنصاف وتدل على الوعي الحقيقي جدير بالاهتمام والشكر ، ولكنهم لم يحققوا نتائج ملموسة رغم أن بعضهم يبذلون قصارى جهودهم في سبيل نشر الدعوة وذلك لعدم اتقىنهم اللغة اليابانية واللغة هي أهم وسائل الدعوة ، وبدونها لا يستطيعون أ، يقنعوا عامة الناس ومن هذا المنطلق فلا سبيل للدعاة الأجانب إلا بمزيد من دراسة اللغة اليابانية.

وبعد أن لاحظت أن هذه المشكلة التي واجهها ويواجهها الدعاة في اليابان أقترح انضمام المسلمين اليابانيين إلى صفوف الدعاة ليقوموا بمهمة الدعوة. وبعد ذلك يقسمون الأدوار فيما بينهم حيث يأخذ الدعاة اليابانيون دور الشرح والتوضيح بالإسلام أما الدعاة الأجانب فيقومون بتدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية.


أهمية نشر الكتب الإسلامية:

لا تكاد توجد الأمية بين أفراد الشعب اليابانية وكلهم يحبون قراءة الكتب والاطلاع على سبيل الاستفادة منها . فالكتب تؤثر في عقول الناس تأثيراً كبيراً وواضحاً ، وخير دليل على ذلك أن المذاهب الجديدة والأديان الحديثة النشأة في هذا القرن تنتشر انتشاراً سريعاً وبشكل خطير لاتخاذها وسيلتين مهمتين:
1) قيام الدعاة بزيارة المنازل 2) نشر الكتب والمطبوعات
ولعل هاتين الوسيلتين أنسب وسائل الدعوة في هذا العصر وفي هذا البلد. وهكذا نجحت دعوة دين باطل فما بال دعوة دين الحق الدعوة الإسلامية ؟ .. إن الدين الإسلامي أصلاً يستخدم في دعوته النقاش والحوار وإقناع الناس بما جاء من عند الله أيضاً .

 فالوسيلة الأولى شبه معطلة لأن دعاة الإٍسلام في اليابان لم يستطيعوا القيام بهذه الأعمال لقلة عددهم ، وأما الثانية وهي نشر الكتب والمطبوعات فإن تأثيرها على الناس لا يقل عن الوسيلة الأولى حيث أن معظم المسلمين اليابانيين قد اعتنقوا الإسلام بهذه الوسيلة ، وهذه الكتب والمطبوعات متوفرة في الأسواق والمكتبات إلا أن معظمها من مؤلفات المستشرقين الملأى بالدس والكيد للدين الإٍسلامي الحنيف ، وأما الكتب الإٍسلامية التي ألفها العلماء المسلمون فإنها غير متوفرة ، ويصعب الحصول عليها فكيف يملأ المسلمون اليابانيون هذا الفراغ.

الطلاب اليابانيون في الدول الإسلامية:

أشرت سابقاً إلى أهمية إرسال الطلاب اليابانيين إلى الدول العربية والإسلامية لأجل زيادة عدد العلماء والمرشدين ، فمنذ الستينات أخذ يتلقى الشبان المسلمون تعليمهم في المدارس والجامعات في الدول العربية والإسلامية ، ولا شكل أن بعض هؤلاء الشبان عزموا على الدراسة الإسلامية خاصة ولكن قلما نجد من استمروا في دراستهم الإسلامية . حتى تخرجوا في الجامعات لأن الدراسة الإسلامية غاية في الصعوبة بالنسبة لهم ، وهذه الصعوبة جاءت من الأسباب التالية:
1-ليس عندهم أساس من المعلومات الإسلامية لأن جميع هؤلاء الشبان مسلمون جدد.
2-أسلوب الدراسة في الجامعات العربية والإسلامية المعتمد على حفظ الدروس لا تناسبهم لأنهم منذ الصغر لم يتعودوا على ذلك وإنما يركزون على فهم الدرس وتطبيقه.
3-لم يحفظوا آيات القرآن من قبل.
4-ضرورة التحاقهم مدة طويلة بدروس لا تناسب مستواهم الفكري مثل الإعداد بسبب عدم إتقان اللغة العربية تمهيداً للدخول في الجامعة وهذا ما جعلهم يشعرون بالملل لأن معظمهم من خريجي الجامعات أو الكليات في بلدهم.

نظراً لهذه الأسباب نتبين أن هؤلاء المسلمين الجدد كان من الصعب عليهم أن يتلقوا تعاليمهم الإسلامية مع أبناء المسلمين الذين جاءوا من الدول الإسلامية كيفما كان الحال. فأرى أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو تأسيس مدرسة أو جامعة خاصة لهؤلاء المسلمين الجدد تدرس فيها مواد دينية ذات فكرة عميقة وثقافة عالية دون إجبارهم على حفظ النصوص والدروس والاهتمام باللغة العربية.

وإذا فتحت كلية الدعوة الإٍسلامية قسماً خاصاً تجمع فيه المسلمين الجدد من البلدان غير الإسلامية الذين لهم المستوى الدراسي العالي وتمدهم بالمعلومات الإٍسلامية ، فلا شك أنهم سيحصلون على كفاءة عالية في مجال الدعوة لأنهم أعلم الناس بأمور مجتمعهم وخاصة ما يتعلق بالديانات التي كانوا عليها قبل إسلامهم وكم من المسيحيين والبوذيين بعد تقبلهم الإسلام يخدمون في مجال الدعوة خير خدمة .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان