أنيس منصور صاحب "200 يوم حول العالم" نظرا إلى ثقافته الواسعة و إجادته لغات مختلفة، قدّم منصور للمكتبة العربية ترجمات مختلفة؛ نقل نحو 9 مسرحيات
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
في عام 1963 صدرت الطبعة الأولى من الكتاب الشهير "200 يوم حول العالم" للكاتب الصحفي أنيس منصور، لتلقى حفاوة كبيرة من القرّاء والأدباء مثل طه حسين وكامل الشناوي ولويس عوض وحتى المشير عبد الحكيم عامر، لتكون هذه الرحلة التي استمرت 228 يوما حول العالم أشهر ما كتب في الأدب العربي الحديث في أدب الرحلات.
"هوشيلاجا".. رواية عربية عن الهنود الحمر تستحضر فلسطين والسكان الأصليين
لأميركارهين المحبسين أبو العلاء المعري وجدل أكل الحيوان في العصور الوسطى
عذابات تاريخ قاتم.. هولندا تفتح أكبر معرض فني يؤرخ للعبودية
حوار الجزيرة نت مع الباحث عمرو منير محقق مخطوطة أقدم حج موريتانية "
البشير البُرتلي الولاتي"
أثرى أنيس منصور -الأديب الفيلسوف والمفكر الصحفي المترجم- المكتبة العربي بعشرات المؤلفات، ساعده على ذلك إلمامه بلغات متعددة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها، إذ ترجم أعمالا وكتبا أدبية أجنبية.أدب الرحلات ويحكي أنيس منصور في مقدمة الطبعة الـ24 للكتاب أن وزارة التعليم عرضت عليه أن يكون الكتاب مقررا على الطلبة مقابل مبلغ مالي كبير، لكنه رفض العرض.. "إنني أفضل أن يختارني القارئ على أن أكون مفروضا عليه.. أن أكون متعة وراحة له على أن أكون واجبا مفروضا عليه".
كان "200 يوم حول العالم" باكورة أعمال أدب الرحلات التي اشتهر بها منصور، فأصدر كتبا متتالية في هذا النوع من الأدب مثل "اليمن ذلك المجهول"، "أطيب تحياتي من موسكو"، "بلاد الله خلق الله"، "غريب في بلاد غريبة".يقول أنيس منصور إن "هناك 3 أنواع من الرحلات، أن تسافر، وأن تقرأ الكتب، وأن تقرأ كتب الرحلات".
حافظ انيس منصور على عمود صحفي يومي في الصفحة الأخيرة من جريدة الأهرام بعنوان "مواقف" على مدار عقود، كان يقدم فيه أقوالا مأثورة عن العلاقات العاطفية والاجتماعية أشبه بتغريدات تويتر في العصر الحديث، ويحكي نوادر من حياته أو حياة المشاهير، أو يثير مختلف القضايا الفكرية والفلسفية والسياسية ويحكي مواقفه مع المشاهير من رموز الفن والسياسة والأدب.
تنوع مؤلفاته
تميز منصور بلغته السهلة القريبة من الناس، وغزارة معلوماته وسعة اطلاعه، ومزجه بين تفاصيل حياته الشخصية وعاداته وبين تقديم الموضوعات المختلفة في كتبه ومقالاته، كما تنوعت إصداراته بين أنماط شتى من الأدب؛ من القصة والرواية والمذكرات واليوميات وحتى كتابة المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية وأشهرها "من الذي لا يحب فاطمة" للفنان أحمد عبد العزيز، و"غاضبون وغاضبات" للفنان شريف منير.
كذلك أصدر منصور مجموعة من أشهر الكتب التي تناولت عالم ما وراء الطبيعة، واصفا الظواهر الخارقة وعوالم الأشباح والأرواح والكائنات الفضائية في كتب مثل "أرواح وأشباح"، "الذين هبطوا من السماء"، "الذين عادوا إلى السماء"، "لعنة الفراعنة"، وكلها كتب حققت نجاحا كبيرا وأعيد طبعها مرارا.
حصل منصور على كثير من الجوائز الأدبية؛ أبرزها جائزة الدولة التشجيعية في مصر عن كتابه "200 يوم حول العالم " عام 1963، وجائزة الدولة التقديرية في 1981، وجائزة مبارك في 2001، والدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري، وشيّدت له محافظة الدقهلية تمثالا في مدينة المنصورة.
ونظرا إلى ثقافته الواسعة و إجادته لغات مختلفة، قدم منصور للمكتبة العربية ترجمات مختلفة؛ نقل نحو 9 مسرحيات و5 روايات إلى اللغة العربية، وترجم 12 كتابا لكبار الفلاسفة الأوروبيين، ومن أشهر ما ترجمه منصور "الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم" كما نشره باللغة العربية عن كتاب من تأليف مايكل هارت، وهو موسوعة لأشهر 100 شخصية في التاريخ الإنساني.
صديق السادات
كان منصور أحد أقرب الصحفيين المقربين من الرئيس أنور السادات، كما كان الكاتب المفضل للرئيس السابق حسني مبارك، وفقا لجريدة الأهرام.ووفقا لجريدة أخبار اليوم، ظل السادات يتابع مقالات أنيس منصور على مدى سنوات، حتى قابله مصادفة في مصعد أخبار اليوم، فأثنى على مقالته، ولم يلبث أن طلب منه كتابة مذكراته.
عدّ منصور السادات صديقه المقرب، و أنهما يفكران بالأسلوب نفسه، وكان من أكثر من أيّدوه في اتفاقية السلام مع إسرائيل، كما كان واحدا من 3 شاركوا في صياغة خطاب السادات أمام الكنيست، وهو الموقف الذي انتقده كثيرون.
ويحكي منصور -في حديث صحفي في المصري اليوم- أن السادات أرسل له طائرة خاصة نقلته من المملكة السعودية -حيث كان يؤدي العمرة- إلى تل أبيب، حتى يكون معه في زيارته التاريخية إلى القدس.. "كان شعورا مختلفًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أدركت وقتئذ أنه حدث تاريخي قلما يتكرر، العالم كله كانت أنظاره صوب طائرة الرئيس السادات وهو ينزل منها، حتى الفيلسوف الوجودي سارتر أوقف سيارته أمام مقهى في باريس ليرى نزول السادات".
ويروي منصور أن السادات كان يحب المشي معه خصوصا في حقول قريته ميت أبو الكوم، ويضيف أنهما قضيا ذات مرة وقتا طويلا في السير معا والتحدث، حتى توقف السادات فجأة ونظر إلى ساعته ونظر فيها قائلا "إيه ده يا أنيس، تعرف أننا بنمشي بقالنا 3 ساعات، ولا حسيت".
ويحكي أنيس منصور -في حديث تلفزيوني- عن مدى الحرية التي أتيحت للصحافة في عهد السادات في مقابل عصر مبارك عندما كان رئيسا لتحرير مجلة أكتوبر، إذ لم يتدخل السادات في المقالات المنشورة في حين كان مبارك يتصل به أحيانا للتعليق على مقالات منشورة "بوصفه مواطنا مصريا".
وفي 21 أكتوبر الأول 2011 رحل منصور عن عالمنا عن عمر ناهز 87 عاما بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد، تاركا عشرات الكتب في مختلف المجالات وأثرا لا يمحى في عقول كثيرين في أرجاء العالم العربي من الذين تأثروا بقصصه وحكاياته وفلسفته.
ودّع الكاتب أنيس منصور الصحافة والأدب والفلسفة والأعمدة اليومية، وقراء متعصبين له، وآخرين متعصبين ضده، وغاب يوم الجمعة الماضي، بعد أن شغلت آراؤه الناس، وملأت مؤلفاته التي تخطت المائة رفوف المكتبات، وتصدرت قوائم الأكثر توزيعا.. استراح المبدع المصري من الترحال «حول العالم في 200 يوم»، والتماس نار المعرفة من «بلاد الله» الواسعة، أو حتى من فلسفة «الوجودية»، ووُري الثرى يوم السبت الماضي، عن 87 عاما، بعد مرض ربما لم يشعر به محبوه، ممن كانوا يطالعون أعمدته اليومية، وإطلالاته في غير جريدة عربية.
حيَر قلم أنيس منصور الكثيرين معه، اعترف بحبه وكرهه في آن واحد للأديب الراحل عباس محمود العقاد، اعتبره قدوة وأبا وساحرا وعدوا، عشق أنيس منصور «عدو المرأة» أيقونة الجمال مارلين مونرو، جمع كل ما كتب عنها، اقتنى كتبا تتحدث عن الشقراء الحسناء، أحب الكون لما قابلها، وبكى طويلاً حينما وصله نبأ انتحار «حبيبته» الهوليوودية.
ترك أنيس منصور الباحث النابه كرسي المعلم الأكاديمي، وحمل عصا الترحال بعد أن مسه الشغف بصاحبة الجلالة، فطلب الحكمة من بوابة أدب الرحلات والسعي في مناكب الأرض، طاف جهات المعمورة الأربع، قابل أناسا من الشرق والغرب في سفراته: مشاهير وصعاليك، وكان أول صحافي في العالم يحاور الدلاي لاما، ويجالس كتابا لا يفتحون بيوتهم ولا قلوبهم لأحد، تذوق أطعمة وفلسفة ومشاهد غريبة، وسطر كل ذلك في أسفار شهيرة، ربما أكثرها صيتا كتاب «حول العالم في 200 يوم» الذي طبع مرات كثيرة منذ صدوره في مطلع ستينات القرن الماضي، وكان سببا في شهرة منصور، وحصده جائزة الدولة التشجيعية في مصر.
حيرة وحب
أصاب الراحل قراءه بحيرة عندما حدثهم ـ وهو «الفيلسوف الوجودي» ـ عن مخلوقات أكثر ذكاء من الإنسان تعيش في كواكب أخرى، هبطت إلى كوكبنا، وتركت آثارها في أماكن عدة، في بغداد وبعلبك وجنوب فرنسا، ثم صعدت إلى عوالمها مرة أخرى. وحكى عن مشاركته في جلسات أرواح استدعت أشباح شخوص شبعوا موتا منذ قرون، وخصص أحد مؤلفاته لتأكيد «لعنة الفراعنة» التي تطارد من يحاول هتك أسرار، وكشف طلاسم أولئك العظام.
لكن أكثر ما حيّر قراء أنيس منصور، هو مواقفه السياسية، إذ بارك صاحب «عبدالناصر المفترى عليه والمفتري علينا» جميع خطوات الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وكان مستشاره الخاص، وموضع سره، ومسطر حوارات مطولة معه، وكان في طليعة من رأوا في التطبيع مع اسرائيل باباً للسلام، وتصفية للنزاع العربي الصهيوني.
التزم منصور الحياد في كثير من المواقف، وابتعد عن القضايا الملتهبة، وآثر الكتابة في العموميات، وسرد بعض تجاربه الخاصة والعامة، القديمة غالباً، انتظر منه البعض رأيا أو مشورة في المرحلة الأخيرة، وما شهدته من تغييرات، لكنه ظل على حاله، ولم يكشف عن رأي، ربما بسبب خريف العمر، وما يتطلبه من استراحات ما قبل الرحيل، أو حتى على الأقل إيثار السلامة، والاكتفاء بما في رصيده من إشكاليات.
تبقى مساحة الاتفاق الأوسع على أنيس منصور هي في سلاسة الأسلوب، ورشاقة القلم، وغزارة النتاج، وجرابات الحكايات التي لم تنفد حتى ودع الراحل الكلمة، أخيرا، وذلك التدفق العفوي الذي تتسم به، فكتاباته فيها من كل فن طرف، ومن كل بستان زهرة، كما يقولون، تمزج بين الأدب والصحافة والفلسفة، تقرب أفكاراً عصية إلى القارئ بشكل تفرّد به أنيس منصور الذي نقل مذاهب ومصطلحات فكرية عويصة إلى العربية بسلاسة وعذوبة، تحدث في قضايا فكرية شائكة بصورة مبسطة، تدل على بصمة صاحبها الخاصة، وتمكنه من أدواته، مزج قلمه بين رصانة فكر العقاد وكبار الفلاسفة الغربيين، ورشاقة أسلوب الصحافيين الرواد، أمثال محمد التابعي وعلي ومصطفى أمين.
بحث عن الجذور
سطر صاحب «مواقف» جوانب من سيرة حياته في غير كتاب، نقب كثيرا في طفولته البعيدة، باحثا عن الجذور والذات، حضر أبوه وأمه وتعلقه بهما في تلك السيرة، وبان مبكرا أن ذلك الطفل مختلف عن أقرانه، ألح في الأسئلة والقراءة، ورافق العزلة والحساسية والخجل والسرحان الطويل.
وفي بلدة تستريح على إحدى ذراعي نيل مصر قبل مصبه، ولد وعاش أنيس محمد منصور سنواته الأولى، إذ شهدت مدينة المنصورة صباه، وجزءا من شبابه، ولد لأب يعمل مفتشاً على أراضٍ زراعية لأحد الباشوات الأثرياء. دخل أنيس الكتَاب صغيرا، فختم القرآن في سن السابعة، وحفظ نهج البردة، ودلائل الخيرات، وأشعارا كثيرة وهو في سن مبكرة، كما روى في كتابه «عاشوا في حياتي» الذي كشف فيه الكثير عن طفولته وشبابه.
شعر الصبي بتميزه، ووجاهة ما يصنع، سيما أن والده كان يشجعه، اتهمه يوما مدرس الإنشاء بأنه سارق لأحد الموضوعات، عندما وجد طريقة الكتابة أكبر من عمر الصبي، تعمق شعور الخوف والميل إلى العزلة عندما أحس أنه مختلف عن رفاق الكتَاب والمدرسة، فتعلق بالصفحات وهو صغير، أتى على مكتبة البلدية في المنصورة وهو في المرحلة الثانوية، وأخذ رسالة بذلك من أمين المكتبة، انطلق بعدها إلى المكتبات الخاصة، اقتنى روايات الجيب المترجمة، واشترى عربة كاملة منها، وظل معتكفاً عليها.
تفوّق أنيس منصور في التعليم، وكان ترتيبه دوما الأول على مستوى مصر، في المرحلتين الابتدائية والتوجيهية (الثانوية)، وحينما دخل قسم الفلسفة في كلية الآداب في القاهرة، كان الأول أيضا، وحاز تقدير ممتاز، وعين معيداً في الجامعة، لكن كان بانتظاره شأن آخر، إذ عمل إلى جانب الجامعة في بعض المجلات والجرائد المغمورة، فنشر قصصا مترجمة، وأخرى من تأليفه، دون توقيع، وانضم إلى «أخبار اليوم»، المؤسسة الصحافية العريقة، ليترك بعدها الجامعة، وقسم الفلسفة، ويلج ديوان صاحبة الجلالة، ويصير أحد أساطينه في مصر والعالم العربي.
اشتهر أنيس منصور بأنه أحد دراويش عباس العقاد، بشكل مركب، جمع في إهابه ما بين الإكبار والحب والتمرد، فمنصور الصبي لم يكن يشتري مجلة الرسالة إلا بعد أن يتأكد أن فيها مقالة لصاحب «العبقريات»، وحينما حلّ بالقاهرة ليدخل جامعتها، اجتذبته جامعة ثانية هي صالون العقاد الأدبي الذي كان منصور أحد رواده، معتبرا الجامعة الثانية أقرب وأعمق وأحب إلى نفسه.
رأى أنيس الشاب في العقاد قدوة وأبا وساحرا، عشقه، وحاول أن ينتزع منه اعترافا بموهبته، وحينما رفض الأديب الكبير هاجمه أنيس، ونعته في إحدى المقالات بـ«عباس محمود العضاض». لم يكن الراحل ليفوت فرصة صالون العقاد بكل ما فيه من ذكريات وحوارات ومناكفات «ففي صالون العقاد احتشدت كل العقول والأذواق والضمائر، وكل الحديد والنار والقلق والعذاب والأبهة والكبرياء، وكل المعارك بين المبادئ والقيم»، فسجل أنيس كل ذلك في واحد من أبرز كتبه، إن لم يكن أبرزها وأقربها إلى قلوب البعض، وهو «في صالون العقاد كانت لنا أيام» الذي صدرت طبعته الأولى في عام .1983
ما دمت لا تقدر احدا، فكيف تغضب لان أحدا لا يقدرك؟ قيمتك ليست في عيون الناس ، بل هي في ضميرك ، فإذا ارتاح ضميرك ارتفع مقامك .. من يمش وراء المرأة لا تمش امرأة ورائه. فَرْقٌ كبير بين أن تحبها لأنها جميلة، وأن تكون جميلة لأنك تحبها.
لا تغضب من أحد، فأنت أسوأ كثيرا مما تعتقد. العاقل يستفيد من أعدائه، والغبي لا يستفيد من أصدقائه.الفرق بين الحب الفاشل والحب الناجح أن الأول يؤلمك شهرا، في حين أن الثاني يؤلمك مدى الحياة. المرأة الفاضلة صندوق مجوهرات يكشف كل يوم عن جوهرة جديدة. ليس في الدنيا أصدقاء، إنهم أعداء ينتظرون الفرصة. محاولتك التفاهم مع امرأة تبكي أشبه شيء بمحاولتك تقليب أوراق الصحيفة أثناء عاصفة.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات