عبدالحليم محمود... تدخل لنزع فتيل الأزمة بين المغرب والجزائركان شيخ الأزهر الأسبق، الدكتور عبدالحليم محمود، مهموماً بأحوال المسلمين في كل أنحاء العالم

 

 

                           عبدالحليم محمود... تدخل لنزع فتيل الأزمة بين المغرب والجزائر

كان شيخ الأزهر الأسبق، الدكتور عبدالحليم محمود، مهموماً بأحوال المسلمين في كل أنحاء العالم، ومشغولاً بقضاياهم، وكان يحظى بنظرة تقدير وإعجاب، فقد كانوا يعتبرونه رمز الإسلام وزعيم المسلمين الروحي، ولهذا كان يخفق قلب الإمام لكل مشكلة تحدث في العالم الإسلامي، ويتجاوب مع كل أزمة تلمّ ببلد إسلامي.

 ويذكر لشيخ الأزهر موقفه من أزمة عنيفة بين المغرب والجزائر بشأن مشكلة الصحراء الغربية التي كانت إسبانيا تحتلها، وأدى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحول إلى حرب عنيفة. ولما علم الشيخ عبدالحليم محمود بأخبار هذه التحركات سارع إلى إرسال برقية إلى كل من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلب على نوازع الخلاف وعوامل الشقاق والفرقة، وأن يبادرا إلى تسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله. 

وأرسل في الوقت ذاته برقية إلى الرئيس أنور السادات يرجوه التدخل للصلح بين البلدين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب". 

رد السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيها بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحل الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأود أن أؤكد لكم أن مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح العرب والمسلمين، ومازال السيد محمد حسني مبارك نائب الرئيس يقوم بمهمته المكلف بها، أرجو الله عز وجل أن يكلل جهوده بالنجاح والتوفيق". 

وفي الوقت ذاته أرسل شيخ الأزهر برقية إلى الملك خالد بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية آنذاك يدعوه إلى التدخل لحقن الدماء بين البلدين وفض النزاع بينهما، وقد أحدثت هذه البرقيات أصداء قوية لإعادة الهدوء بين الدولتين الشقيقتين. قال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عبدالغني هندي

 إن الإمام الراحل عبدالحليم محمود كانت له مواقف لا تُنسى في خدمة قضايا الأمة ونزع فتيل الأزمة بين الأشقاء، فقد تدخل لوقف الحرب الأهلية في لبنان والأحداث الدامية، وحث الزعماء العرب وجامعة الدول العربية على معاونة لبنان للخروج من الأزمة والوفاء بحق الإسلام وحق الأخوة الوطنية

«إنه سيأتي لك هنا»يقول الشيخ الشعراوي في رواية نادرة له: «ذهبت - وأنا وزير للأوقاف وشؤون الأزهر - مع الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله -وكان شيخًا للأزهر آنذاك- لحضور مؤتمرٍ بلندن، وبعد يومين من المؤتمر قال لي الشيخ عبد الحليم محمود: «يا شيح شعراوي: نريد بعد أن ننتهي من هذا المأتم، نطلع نعمل عمرة علشان نجلي أنفسنا». فقلت له: «وما الذي يمنع أن نجلي أنفسنا ونحن هنا، أليس ربنا قال عندما أراد أن يوجهنا إلى الكعبة في الصلاة: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [البقرة: 115]»، فقال شيخ الأزهر - وهو يشير إلى حي قريب معروف في لندن بأنه حي الاستهتار والمجون-: «إننا نريد أن نجلي أنفسنا بعيدًا عن هذه المنطقة ذات الرائحة النتنة، غير الطيبة».

فقلت: «بالعكس؛ الذي يعبد الله في مثل هذه المنطقة غير الطيبة، النتنة، يشوف تجليات ربنا، ويأخذ كل فيوضات هذه المنطقة». فضحك الدكتور عبد الحليم محمود، وكانت ضحكته جميلة، وكلها وقار.
وليلتها -وعند الفجر- دق جرس تليفون غرفتي بالفندق الذي كنا قاطنين فيه، وكان المتحدث هو فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود وقال لي فرِحًا: «يا شيخ شعراوي؛ أنا رأيت الليلة سيدَنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم».
فقلت له: «أنا مش قلت لفضيلتك أنه سيأتي لك هنا، وهذه فيوضات التعبد في المنطقة غير الطيبة، صاحبة الاستهتار ........




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسامة خليفة ..إنتاج فيلم الطفل انطلاقا من قيمناِ لاء للإنتاج الفني، تقف على خط المواجهة، وبصدق نقول هذا، فقد كانت المبادرة إلى هذا العالم الرحب في وقت كان هَمّ الآخرين أن يقوموا بدبلجة ما يقدم، نريد من يؤمن بالفكرة

حوار مع الشيخ : عثمان حاج مصطفى

موسى ابن نصير قائد عسكري عربي في عصر الدولة الأموية. شارك موسى في فتح قبرص في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان