المجددون فى الإسلام..محمد إقبال وحديث الروح ربما توقفت معرفة البعض عن الشاعر الباكستانى محمد إقبال عند كونه مؤلف قصيدة حديث الروح
ربما توقفت معرفة البعض عن الشاعر الباكستانى محمد إقبال عند كونه مؤلف قصيدة حديث الروح، التى تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم، ولا يعرفون أنه مفكر إسلامى مجدد وكبير وفيلسوف وأستاذ جامعى حاضر فى الكثير من جامعات العالم، وقد جمع «إقبال» هذه المحاضرات فى كتاب «تجديد التفكير الدينى فى الإسلام»
الذى يمثل واحدة من أهم المحاولات التى جاءت فى سياق تجديد الفكر الإسلامى، وهى القضية التى ظل الفكر الإسلامى حائراً فى طريقة التعامل معها، والكتاب عبارة عن محاضرات ألقاها باللغة الإنجليزية بين 1928م و1929م، وترجم للعربية أكثر من مرة.
ويُعد كتاب «تجديد التفكير الدينى فى الإسلام» من أهم الكتب النهضوية التى تهتم بإيقاظ المسلمين من غفوتهم، حيث يطرح "إقبال" فى كتابه الثوابت الإسلامية مقارنة بمتغيرات العصر من فلسفات غربية ونظريات شرقية، وكان منهج "إقبال" يلتزم بوسطية الإسلام التى تنأى عن الإفراط والتفريط، وسعى إلى إحياء القيم الإسلامية عن طريق نقد الموروث واقتباس ما ينفع المسلمين من الحضارة الغربية، بالقدر الذى لا يتعارض مع ثوابتنا ومعتقداتنا، وكان هذا الكتاب فى طليعة المؤلفات التى عالجت موضوع التجديد فى الفكر الإسلامى.
ومحمد إقبال شاعر ومفكر عظيم، ولد فى مدينة سيالكوت إحدى مدن إقليم البنجاب بالهند (باكستان حالياً) فى 1877م، ودرس اللغة الفارسية والعربية إلى جانب لغته الأردية ثم رحل إلى أوروبا وحصل على الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة ميونخ فى 1908م، وعلى درجات علمية أخرى فى الاقتصاد والفلسفة والقانون من جامعة كامبريدج فى لندن
وكان يسعى جاهداً أن ينشر صورة صحيحة عن الإسلام أينما حل فى أوروبا، فحاضر كثيراً عن الإسلام والحضارة الإسلامية، وقد زار مصر مرتين؛ الأولى حين كان فى طريقه إلى إنجلترا عام 1905م، والثانية بعد حوالى ستة وعشرين عاماً فى 1931م، واستقبل استقبالاً رسمياً مهيباً، وزار القاهرة والإسكندرية وقابل العلماء والأدباء ورجال الدولة المصريين، وظل يذكر هذه الزيارة إلى مصر حتى آخر أيامه، كما أنه نظم أشعاراً فى مديح مصر.
وقد جاء هذا الكتاب بعد اضمحلال الخلافة العثمانية، الحدث الذى غيّر صورة العالم الإسلامى برمته، وفتح نقاشات واسعة ومتوترة بين معظم النخب الدينية والفكرية والسياسية حول حاضر العالم الإسلامى ومستقبله، والكتاب يقدم فهماً للإسلام بوصفه رسالة للإنسانية كافة، وقدم قراءة حول العلاقة بين الفلسفة والدين، والعلاقة بين العلم والدين، ومكانة الدين فى العالم الحديث، ودعا لتجديد التفكيرالدينى ليكون فى مستوى مجاراة العالم الحديث، ومواكباً لتطوراته، ومستجيباً لمقتضياته، ومتفاعلاً مع معارفه.الممثل التركي بولينت أينال: مسلسل "السلطان عبد الحميد الثاني" يحمل أيضا رسالة أمل مهما كانت الصعاب 27/12/2018
تعليقات