مسابقة أمير الشعراء الموسم الأول.. هي تظاهرة شعرية حافلة تنظمها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتستعرض المسابقة باقة من النصوص الشعرية باللغة العربية الفصحى، وتتضمن النمطين العمودي والتفعيلة
مسابقة أمير الشعراء الموسم الأول.. هي تظاهرة شعرية حافلة تنظمها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة.وتستعرض المسابقة باقة من النصوص الشعرية باللغة العربية الفصحى، وتتضمن النمطين العمودي والتفعيلة أو الشعر الحر.. والمسابقة حظيت بشهرة واسعة بين أوساط المتذوقين للشعر العربي الفصيح.
قصيدة في القدس أمير الشعراء , تميم البرغوثي , غزة , فلسطين مررنا على دار الحبيب ..فردنا عن الدار قانون الأعادي وسورها.. فقلت لنفسي ربما هي نعمة ..فماذا ترى في القدس حين تزورها.. ترى كل ما لا تستطيع احتماله ..إذا ما بدت من جانب الدرب دورها.. وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر ..ولا كل الغياب يضيرها.. فان سرها قبل الفراق لفائه ..فليس بمأمون عليها سرورها.. متى تبصر القدس العتيقة مرة.. فسوف تراها العين حيث تديرها.. في القدس بائع خضرة من جورجيا برم بزوجته ..يفكر في قضاء إجازة ..أو في طلاء البيت.. وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا ..تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم.. في القدس دب الجند منتعلين فوق الغيم ..في القدس صلينا على الإسفلت.. في القدس من في القدس إلا أنت.. وتلفت التاريخ لي متبسما ..أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم... هاهم أمامك.. متن نص أنت حاشية عليه وهامش ..أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك ..لكي ترى فيها هواك.. في القدس كل فتى سواك... وهي الغزالة في المدى ..حكم الزمان ببينها.. ما زلت تركض خلفها.. مذ ودعتك بعينها.. فأرفق بنفسك ساعة إني أراك وهنت .. في القدس من في القدس إلا أنت.. يا كاتب التاريخ مهلا ..فالمدينة دهرها دهران.. دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه وكأنه يمشي خلال النوم.. وهناك دهر كامن متلثم يمشي بلا صوت حذار القوم.. والقدس تعرف نفسها.. فأسال هناك الخلق يدلك الجميع.. فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين.. في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين.. حدبا على أشباهه ..فوق القباب تطورت ما بينهم عبر السنين.. علاقة الأب بالبنين.. في القدس أبنية.. حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقران ..في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع .. ازرق.. فوقه.. يا دام عزك قبة ذهبية.. تبدو برأيي ..مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء ملخصا فيها.. تدللها وتدنيها.. توزعها.. كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها.. إذا ما امة من بعد خطبة جمعة.. مدت بأيديها.. وفي القدس السماء تفرقت في الناس.. تحمينا ونحميها.. ونحملها على أكتافنا حملا.. إذا جارت على أقمارها ألازمان... في القدس.. أعمدة الرخام الداكنات.. كأن تعريق الرخام دخان ..ونوافذ تعلو المساجد والكنائس .. أمسكت بيد الصباح ..تريه كيف النقش بالألوان.. فهو يقول لا بل هكذا ..فتقول لا بل هكذا.. حتى إذا طال الخلاف تقاسما .. فالصبح حر خارج العتبات.. لكن إن أراد دخولها.. فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن.. فيها الزنج والإفرنج والقفقاج والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله.. والهلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك.. فيها كل من وطىء الثرى.. إذ فاجأتني بسمة.. لم ادري كيف تسللت في الدمع ..قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت .. يا أيها الباكي وراء السور ... .. أحمق أنت.. .. أجننت.. لا تبكي عينك أيها المنسي من متن الكتاب.. لا تبكي عينك أيها العربي ..واعلم انه في القدس من في القدس .. لكن لا أرى في القدس إلا أنت..
تعليقات